أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد حسين يونس - تدهور معطيات العقول الشرقية














المزيد.....

تدهور معطيات العقول الشرقية


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7466 - 2022 / 12 / 18 - 08:32
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


العقل البشرى .. معجزة بكل المقاييس .. إذا أمكن تعليمه و تهذيبه و تربيته و تشغيلة .. بالصورة الصحيحة .. جزء كبير من هذا العقل .. يعمل في المحافظة علي صاحبة .. و إبعاد الأخطار عنه.. و تشغيل أجهزته المختلفة داخل جسدة .. و الإنذار بالخلل .. و تصحيحة ..
المحافظة علي الذات تغطي بعد قليل المحافظة علي القطيع الذى ينتمي له الفرد .. ثم تتصاعد هذه الحماية لتشمل النوع البشرى .. فجميع الكائنات الحية .. و غير الحية في الكوكب و خارجه .
التطورات التي حدثت للعقول المعاصرة أصبحت مذهله خلال القرون القريبة الماضية بعد تخلص الإنسان من خوف إستكشاف ما حوله .. و الخوض في البحار العالية للمعرفة ..
و لكن للاسف لم يتطور ال 8 مليارات عقل بشرى بدرجات متساوية .. فهناك عقول لا زالت مأسورة في مستوى بشر العصور المظلمة ..من الحجرى .. حتي ما قبل الحداثة .. و منها عقول شعوب منطقتنا التي اصابها الضمور و التحجر بسبب عدم الإستخدام .. و تحولت من رافعه لديها القدرة علي حمل الأف الأطنان إلي أخرى عاجزة ترفع عشرات الكيلوجرامات .
عدم قدرتنا ( كمصريين ) علي المشاركه في التطورات العلمية و الفنية و الفكرية و (الرياضية) لأبناء هذا القرن ..ناتج عن سببين .. أولهما غياب علوم الفلسفة والمنطق من حياتنا و هي لغة المتقدمين .. مع الإستسلام لمنهج ميتافزيقي تواكلي يصحبه جمود فكرى مزمن لم يتخط بعد معطيات القرن الثامن عشر
و الأخر هو النظم غير الديموقراطية ( الاوليجاركية الفاشيستية ) التي تتحكم مركزيا في كل العوامل المؤثرة علي تشكيل العقل البشرى .. و منها ( القيم و السلوك ) والعمل والفن والإعلام و التعليم .
بمرور الوقت ( 50 سنة خمول ) جاءت النتيجة تدهور قدرة الناس علي الإبداع و التفكير خارج الصندوق .. وعدم الشك في صلاحية الخطابات الدينية الموروثه علي التوافق مع الحياة المعاصرة .. أو نقدها .. مع الإستسلام الفكرى و السلوكي لنفوذها و سيطرتها.
بمعني الإعتماد علي النقل و التقليد ( في كل مجالات الحياة ) دون إدراك لفلسفتة و أسبابة و جدواة ..مع فشل المجتمع ككل باللحاق بقطار المعاصرة .. و تخلف معظم أفراده .. بما فيهم متعلمين ..عن مواكبة ما يحدث من تطورات فكرية و سلوكية خارج حدود سجونهم العقائدية .
كل ما إستجد في العقد الماضي ..هو .. طغيان الإنحراف الفكرى المصاحب لأغنياء دول البترول بالتظاهر بالحداثة ..و بأن إقامة ناطحات السحاب و منشئات فاخرة و شراء أحدث موديلات العربات و المعدات هو دليل علي المعاصرة
شعوبنا التي لا تهتم بالإنتاج لسد إحتياجات السوق و التصدير .. بقدر إعتمادها علي عائد الأنشطة الريعية ( بترول ،غاز ،قناة السويس ، مناجم ،ريال ستيت ، تدوير نقود الودائع ..و تحويلات العاملين بالخارج ).. تصبح بالضرورة تابعا لمن يستخرج لها كنوزها ويورد لها طعامها و دواءها و سلاحها و أدواتها و أسباب معيشتها . . ويقدم لها القروض و المعونات.(( وافق المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي على عقد اتفاق مدته 46 شهرا مع مصر في إطار تسهيل الصندوق الممدد بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي تقريبا)).
و هي (أى شعوبنا )..بسيادة فكر الدولة الشمولية .. تفتقد إلي الحوار العاقل بين أفرادها خصوصا فيما يتصل ببرامج التنمية و أولويات الإنفاق و الإستدانه ..بقدر ما تمارس غوغائية دعائية أمنية عالية النبرة..أدواتها .. الغثاء الأحوى ..الذى يتم تلقينه للاطفال و الشباب .. و الكبار في أروقة دور العبادة و فصول المدارس و من أجهزة البث و الدعاية والتلفزيون تغلوش به علي الأصوات الخافتة المتزنة.
حروب الجيل الرابع المرتبطة بالقدرة علي تمييع فكر العدو و سلب إرادته والتي إستخدمت في تغييب ناس هذا المكان بعد 2014.. تعتمد في الأساس علي مدى خفض مقاومة الضحايا .. و إستسلامهم لتوجيهات من يدير المعركة ..
و لقد كانت مخططاتها (ولازالت ) شديدة الفاعلية نرى تأثيرها عندما تناقش دراويش النظام .. فهذا الإستلاب .. غيرمنظور للكثيرين .. أصابهم العمي أن يروا ما يحدث حولهم ..حتي لو كان بضخامة حجم الأضرارالفظيعة الناتجة عن أليات الإصلاح المالي و إفقار الناس و تعجيزهم إقتصاديا..
أو تغول مقدارالقروض و خدمتها و تعديها النسب الأمنة و تدخل الغرباء في تحديد توجهات و سياسات الحكومة .. أو سقوط قيمة العملة المحلية .. والتخطيط لبيع اصول المجتمع لدول خليجيه..أو فرض ضرائب مباشرة و مستترة في مشروع واسع للجباية متحكم وبالغ الضرر علي المؤسسات الأفراد من جميع الطبقات
الإستنزاف الفكرى والمالي الذى يعيشة أهلنا يظل قادر علي الإستمرار و التطور للافظع ..عندما تكون الضحية هي أكثر من تجد المبررات وتدافع عن جلاديها ..و لا تستطيع إستيعاب أنها لا تتداول أفكارها الشخصية بقدر ما تردد ما يمليه عليها من قاموا بتنويمها و إقناعها ان المؤتمرات و الإحتفالات المكلفة ..والقصور و الكبارى و ناطحات السحاب و البرج الأيقوني و مدينة الملاهي و مدينة الفضاء والاف المساجد و الكنائس الفاخرة ....قد تواجدت لصالحها .. و أنها جالبة معها الفخر للأمة.
من الواضح أن العقول الشريرة .. ايضا درجات .. تبدأ في بلاد الواق الواق بالسيطرة علي جماعة محلية .. و صبغها بسلوكيات كومبرادورية .. ثم إستخدام معطيات الجيل الرابع من الحروب لإستنزاف بشر يعيشون بعقول صكت في زمن الظلام .
لا أريد أن أتكلم عن حلول أو علاجات .. فلم يحن وقتها .. لانها ستصبح بدون جدوى لو لم تتغير حالة الإستلاب الفكرى التي نعيشها .. و تتوقف معارك الحكومة الموجهه ضد سكان هذا المكان.. و تستقر حالة واسعة من الأمن و الشفافية .. و حقوق الإنسان ... و الإستقلال عن تعليمات صندوق النقد .
.و هو للاسف أمر لا يحدث بالدعاء أو التمني .و لا يأتي طواعية أو بفرمانات علوية ..بقدر ما يتطلب تعديل في اليات عمل العقول المسترخية .. و إدارة صراع و كفاح ممتد.. تقودة كوادر أحزاب التنوير ..



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوف تلهو بنا الحياة
- النازية لم تهلك بعد
- صفحة لمن هم فوق السبعين
- كفاية يادولة رئيس الوزراء
- شارع الرويعي و محمد سيف
- العيشة بقت مرة
- تحرير العقل في الزمن السلفي .
- هذا الكون الذى نعيش فيه
- عندما يصبح شهبندر التجار من الضباط
- الطريق إلي قفل حرض
- حفرية مثقف من بداية القرن العشرين
- عندما أصبحت غير معاصر
- كل حلفائك خانوك يا ريتشارد
- عندما خسرنا معركة الدولار
- مصر المديونة ترحب بكم في شرم الشيخ
- الخروج للشوارع بصدر مكشوف
- وثيقة أولية لمطالب المصريين .
- السقوط في خية البنك الدولي(2)
- السقوط في خية البنك الدولي
- لا نحارب و لا نثوركيف سنتغير


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد حسين يونس - تدهور معطيات العقول الشرقية