أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - سوف تلهو بنا الحياة















المزيد.....

سوف تلهو بنا الحياة


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7464 - 2022 / 12 / 16 - 06:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نعم .. سوف تلهو بنا الحياة وتسخر.. فتعالى.. تعالى .. أحبك الآن، الآن، أكثر.
نعيش علي الأرض .. في خطر دائم .. و مع ذلك نبتسم و نضحك و نمرح و نغني و نتناسل وننتج فنا و أدبا و علما ..ونصارع بعضنا بعنف وجهل ..كما لو كنا سنعيش أبدا ..في رحله نرجوها مبهجة .
الكوارث التي حدثت لكوكبنا (الأرض ).. خلال 4.5 مليار سنة يعرفها العلماء كما لو كانوا قد عاصروها .. عندما أستمع لهم وهم يتحدثون بثقة ..ينتابني شعور مربك بان ما درست و حصلت مقارنة بما يتوصل إليه البشر اليوم من بحور المعرفة لا يزيد عن أن يكون قطرات رزاز .
يبهرني عندما يتكلم العلماء عن الماضي و المستقبل بثقة .. عن أحداث جرت علي كوكبنا منذ نشأته.. عندما صدم كوكب منذ 4 مليار سنة الأرض و دمر أجزاء منها نتج عنها القمر ..
أو كيف تكون الغلاف الجوى .. الذى كان يحتوى في البداية علي غاز الميثان .. و كان هناك أحياء و نباتات .. تعيش علية .. بحيث عندما أنتجت نباتات أخرى الأوكسجين كان يعتبر غاز سام .. قضي علي إغلبها .
الحديث يطول عن الكون .. و الأرض .. و إنقراض الحياة من فوقها أربع أو خمس مرات بسبب عوامل خارجية مناخية .. منها أن كوكبنا هذا كان في يوم من الأيام كتلة من الثلج .. بما في ذلك حول خط الإستواء.. وتكرر هذا مرتين.. و قد يحدث في المستقبل .. بسبب عجز أشعة الشمس عن إختراق الغلاف الجوى الكثيف فتتراكم الثلوج..و تعكس ما يصلها من أشعة و تبددها في الفضاء ..حتي تدفيءالبراكين الثائرة سطح الأرض و تذيب الغطاء الثلجي الذى قد يصل سمكه إلي كيلومترات
العلاقة بين ما يحدث خارج الأرض ..و الكائنات التي تنمو عليها .. و الغلاف الجوى المحيط بها .. علاقة متشابكة نجهلها أو نتجاهل أنها دائمة التغير و التبدل عبر ملايين السنين..حتي إنتهت لهذا الوضع الذى عليه كوكبنا الأن ..الأمر الذى قد يتعدل أيضا في المستقبل .. بسبب بعث الغازات تعيد ترتيب مكونات الغلاف الحامي من الأشعه فوق البنفسجية المميته.
تاريخ البشر الذى يعتبرحديث العهد بالنسبة للكائنات العديدة التي تطورت و إندثرت عبر مليارات السنين .ملحمة أخرى .. سوف تنتهي للاسف بعد 500 مليون سنة .. عندما تفقد الشمس حرارتها و تتحول لكوكب أحمر يزداد حجمه لأربعة أضعاف الحجم الحالي فتبتلع أغلب الكواكب التي تدور حولها .. و منها الأرض التي سيكتوى سطحها في البداية بحرارة الشمس نتيجة لتغيير مكان مدارها ثم تذوب داخلها ...نرى يوميا هذا يحدث حولنا في الكون الواسع .. و لكن أغلبنا غافلون .
بكلمات أخرى نحن أمامنا 500 مليون سنة في أفضل الأحوال لو لم تصطدم الأرض مبكرا بنجم أو سيار يفني الحياة كما نعرفها للمرة الخامسة أو السادسة ...
فهل سيستطيع الناس خلالها أن يرتقوا إلي مستوى الإنسان القادر علي الدفاع عن كوكبه
فترة حياة اليبشرعلي الأرض لا تزيد عن خمسين الف سنة .. كلها كوارث من صنعهم بسبب معاركهم و أطماعهم ..و قدرة القوى علي إستعباد و إستغلال الأضعف.. بدءا بحروب القطعان البشرية و أكلها لبعضها البعض .. و حتي حروب روسيا و أوكرانيا .. و تهديدات أمريكا و الصين بالصواريخ و القنابل المبيدة للحياة .
و هكذا بالقياس لما يحدث اليوم يصعب أن نصدق أن البشر سوف يتوقفون عن القتال .. أو إستعباد بعضهم لبعض مهما تطوروا.. فسيكون السلاح في المقدمة .. يتقاتلون و هم غافلون عن ما يحيطهم من أخطار
من العلوم التي أقف أمامها مشدوها علم النفس المختص بسلوك الجماعة ..و شرح ما يحدث من تشوهات سلوكية لكل من الغاصب .. و المغتصب ..وكيف كان بإستطاعة خبراء الحرب النفسية ..تدجين شعوب بأكملها في سنوات معدودة
علم النفس الجماعي يشرح لنا لماذا يرى الناس مجتمعاتهم تفني أمامهم و لا يتكلمون أو يسعون للتغيير .
وهو يشرح لماذا يقف الناس بعجز يتفرجون .. منتظرين الطوفان .. و هم يرون إقتصادهم يتدهور .. و خيرهم ينهب ..وعملتهم تتضاءل إلي الربع أو الثلث.. بسبب سوء إدارة الدولة الإقتصادى و الإدارى ولا ينطقون خوفا .. بعد أن يشيع البعض عمدا حواديت عن جور السلطة و بغيها و ظلمها و كيف تلفق بعهر التهم للمواطنين وتسجنهم لفترات طويلة حتي تظهر برائتهم .
في بلدنا .. حيث الحياة لازالت ..لم تتغير كثيرا من ظلمات العصور الوسطي
100مليون خائف
كيف أمكن لفئة باغية قليلة العدد عمل مثل هذه العجز القومي .
يشرح البعض أن في زمن الكوارث ( فيضان ،زلزال ،توسونامي ، إستعمار ، إصلاح إقتصادى ) تتغير أخلاق الناس و تحدث هستيريا جماعية .. يفقدون فيها المنطق ..ويتناسون القيم ..يبحثون عن النجاة الشخصية و لو بدوس الضعفاء أو كما جاء بويكيبيديا،
((الهستيريا الجماعية تحدث حينما ينتقل الذعر من شخص مصاب إلى شخص سليم، وقد تحدث هذه الهستيريا في الحروب والكوارث. وهي تعرف أيضا بالسلوك المضطرب الجماعي كظاهرة تنقل مجموعة أوهام من التهديدات سواء كانت حقيقة أو خيال من خلال سكان المجتمع كنتيجة للشائعات والخوف. ))
عاصرت هذا مرتين .. أحدهما مع هزيمة 67 و وقوع 5500 مصرى بيد إسرائيل .و رايت كيف كانت الصدمة كافية لتدميركل المتعارف علية عند الناس من قيم (عسكرية و مدنية).. حاجة تكسف .
و المرة الثانية .. بعد أن أطلقت وزارة الداخلية في الشوارع المجرمين و المسجلين خطر .. و الفتوات ..و المساجين .. ينهبون و يسرقون و يرعبون الشباب المنتفض .. و يمثلون بالنساء و الشابات و يبتزوهن جنسيا خلال مظاهرات يناير 2011.
في بلدنا ..يعيش الناس بوجهين بسبب الضيق المستمر ..أحدهما لا يظهر إلا مع ضغوط الكوارث فيحولهم لفتوات و بلطجية أو لجبناء ..و يظهر أحط ما فيهم مهما علت مراتبهم و زادت ثرواتهم .
أنظر حولي و أتأمل ما أحدثته كارثة الإصلاح الإقتصادى علي المصريين من دمار و أقارنها بذلك الكويكب الذى أصاب العالم من65 مليون سنة و قضي علي كل الديناصير .. لافهم أن للطبيعة طرقها في إحداث إندثار للكائنات و أنها مبتهزرش
الكوارث الطبيعية التي لا دخل لنا بها .. و التشوهات الإجتماعية التي تنتهي بإستغلال الأغلبية و تدجينهم .. مخاطر يومية علي البشر مواجهتها بشجاعة ..
حتي لو كان معلوما أن أقصي فترة تواجد لنا علي هذا الكوكب قد لا تزيد عن خمسمائة مليون سنة فعلينا أن نكافح ليصبح في النهاية الإنسان صديقا للإنسان كما قال بريخت .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النازية لم تهلك بعد
- صفحة لمن هم فوق السبعين
- كفاية يادولة رئيس الوزراء
- شارع الرويعي و محمد سيف
- العيشة بقت مرة
- تحرير العقل في الزمن السلفي .
- هذا الكون الذى نعيش فيه
- عندما يصبح شهبندر التجار من الضباط
- الطريق إلي قفل حرض
- حفرية مثقف من بداية القرن العشرين
- عندما أصبحت غير معاصر
- كل حلفائك خانوك يا ريتشارد
- عندما خسرنا معركة الدولار
- مصر المديونة ترحب بكم في شرم الشيخ
- الخروج للشوارع بصدر مكشوف
- وثيقة أولية لمطالب المصريين .
- السقوط في خية البنك الدولي(2)
- السقوط في خية البنك الدولي
- لا نحارب و لا نثوركيف سنتغير
- ضباب ..ما بعد سن الثمانين


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - سوف تلهو بنا الحياة