سعادة اللواء إختشي ..عيب

محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7480 - 2023 / 1 / 2 - 08:14
المحور: المجتمع المدني
    

ناس كتير علي الفيس بوك (بتنعي) حديقة الحيوان بعد أن وضعت شركة الإنتاج الحربي للمشروعات والاستشارات الهندسية إيدها عليها وعلي حديقة الأورمان كحق إنتفاع لمدة 25 عاما......يطرح هذا سؤالا
من في وزارة الزراعة الذى منح حق الإنتفاع هذا.. و ما العائد المالي للوزارة لقاؤة ..وما إذا كان قد تم طبقا لمستندات تحدد تفاصيل الحقوق و الواجبات و مواصفات الأعمال و طرق مراجعتها و التأكد من جودتها .. و هل تم إجراء مزايدة بين الشركات المتخصصة إنتهت بفوز شركة الإنتاج الحربي .. أم هي أوامر علي الوزارة تنفيذها .
أسئلة يصعب الإجابة عليها لمواطن محجوب عنه المعلومات في مجتمع يفتقر للشفافية ...وتحركة سيطرة العسكر علي البزينيس ..
الغموض الذى يلف هذا الموضوع ..يزيد من الإحساس بالقلق لدى الناس علي مصير الحديقتين ..فالتطوير. عمل غير معرف.. إلا. كما شاهدناه في عدة مشاريع سابقة مثل (حديقة المنتزة و أنطونيادس بالأسكندرية ..والقناطر الخيرية و حديقة حيوان في بطنطا .. وشجر الدر و هابي لاند و حديقة حيوان في المنصورة ..و ممشي كورنيش النيل والحديقة الدولية و ميدان التحرير و حديقة الأسماك في القاهرة ..والميريلاند و قصر البارون إمبان بمصر الجديدة ).. يعني عند حضرات الضباط .. تغيير لهوية المكان ليصبح في الأساس مصدر دخل متزايد لهم ..دون إعتبار لطابعة الخاص أو وظيفته .. ولوأدى هذا إلي تدمير أو تشويه للمباني التاريخية أو دهانها بالوان منفرة و إضاءتها بأشعة الليزر و الهولوجرام التي تجعل منها كوابيس خارج عصرها ..
وقطع الأشجار المعمرة و النادرة و إقامة كمية هائلة من الكافيتريات و أكشاك البيع البلاستيكية مكانها .. وبالنسبة لهذه الحديقة يقولون أنهم سيضيفون لها (الجرم الأعظم )محطات تلفريك توصل بين الحديقتين ..و يمكن تكاتك تجرى في شوارعها الداخلية
أذواق المطورين و المشرفين الميرى (كما نراها في دور الضباط ) لا يعتمد عليها ..تعكس بؤس مستوى الإستيعاب لبديهيات نظريات الجمال وتوافق الألوان ..و تظهر سوء إختيار المواد المستخدمة ( مش شغلتهم يا ناس ) ..
وكما حدث في تكسية واجهة المتحف الكبير بالهرم أو في تعديل تصميمات مكتبة الأسكندرية و مثلث ماسبيرة .. فهم عندما يختارون من يساعدهم بيكون من الشلة أو الأقارب متعاون و مهاود ومطيع حتي لو ملوش في التعامل مع إسلوب تطوير العناصر القديمة (دة فن و تخصص و خبرة لا يملكها الكثيرون بما في ذلك المقاولون العرب الذين خفضوا درجة أثرية الجامع الأزهر و الكنيسة المعلقة بإستخدام مواد حديثة في التشطيب أخرجت المبنين من خرائط اليونسكو للأثار )
يا خسارة (جوهرة التاج لحدائق الحيوان في أفريقيا) .. كنت بحبها كما صممها باريللي دبشان عام 1891.. أيام الخديوى إسماعيل .. غابة خضراء تمثل رئة القاهرة ... بمعالمها التي تعود لفنون تصميم القرن التاسع عشر ( ارت نوفو) الذى كان منتشرا في أوروبا من 1890 إلى 1902.
خطوط منحنية للمماشي .. و مساحات الخضرة ..وللجداول المائية .. وكهوف بشلالات وجسور خشبية،..وبحيرات للطيور والحيوانات البرمائية
مبانيها و أكشاكها لها طابع خاص يميزها ..القلعة الملكية ،بيت جحا .. جزيرة الشاى والكوبرى المعلق الذى صممه إيفيل و الكشك الياباني الذى شيده الملك فؤاد ..
أولادى كانوا بيحبوها أثناء طفولتهم ..خصوصا جبلاية القرود .. يجلسون بالساعات يراقبون سلوكها ..أو يركبون الفيل .. و العربة التي تجرها السيسي .
كنت أداوم علي الذهاب هناك لاتنفس و أستمتع كلما ضاقت بي المدينة .. رغم إنتقادى للتدهور الذى أصابها سنة بعد أخرى وعدم الإعتناء الملحوظ بالحيوانات أو الأشجار أو النظافة بالشكل المناسب .. وتفشي أمراض أبادت أنواع نادرة من حيواناتها و طيورها ، والمعاملة السيئة التي تلقاها حيوانات الحديقة كربط الأفيال بالسلاسل المعدنية ..أو عدم تطهير البرك الخاصة بالحيوانات المائية و صعوبة ألإبحار في جداولها كما كان يحدث زمان .. أو تهييج السباع من أجل سماع صوتها و الحصول علي بقشيش من المتفرجين
كل المطلوب كان المحافظة علي شكلها القديم و إعادة الشيء لاصله .. بإزالة البنايات المستجدة القبيحة ..و الإهتمام بالحيوانات و الأشجار و النباتات .. و زيادة عددها .. و النظافة و الكونترول علي العاملين في سلوكهم و مظهرهم ..
بدون أى تغيير لهويتها التصميمية ..أو الوانها أو مماشي الحصي فيها .. أو عمل تلفريك و سيرك هناك ..إنها قطعة من تاريخ لم يبق منه الكثير بعد حرق الأوبرا و قصر الجوهرة بالقلعة ..و مسخ قصر عابدين .
و لكن تعمل إيه في حضرات الضباط لما يحطوا إيدهم علي مكان (و يطوروه).. بدأ من السيد اللواء عبد الله النجومي باشا الذى بدأ في زمنه الإنحداربعد 1952....إلي السيد اللواء المهندس ماجد السرتي رئيس مجلس إدارة الشركة صاحبة حق الإنتفاع الذى يريد أن يقلبها لتصبح شبه حديقة لندن .. يا جدع إختشي .. عيب

#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات