أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - الشدة السيساوية














المزيد.....

الشدة السيساوية


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 31 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ديكتاتورية الحكام في بلدنا منذ أن كان إسمها كميت .. حتي أصبحت المحروسة أم الدنيا ..مستمرة كما لو كانت إدمان ..يرصدها علماء التاريخ عبر العصور من بناة الأهرامات زوسر و خوفو و منقرع .. حتي سيطرة أجهزة الأمن علي المساكين وحكم الضباط السادات و مبارك و السيسي
الملوك أبناء ألهه .. و الوزراء لا يخطئون .. و الجباة أوامرهم نافذة .. و حتي الغفر و (أمناء الشرطة ).. يرمون بلاهم علي الناس يبتزونهم .. و يسرقونهم .. و يعيشون سفلقة علي دماء الضحايا .
مر علي مصر أزمنه حكمها فيها .. أطفال .. و خصيان ..ومعاتيه.. و جبابرة .. وشواذ .. و عبيد ..و ولاة أجانب ..أشاعوا الرعب و الخوف ..ومع ذلك أطاعهم الناس و نفذوا أوامرهم غير المنطقية ( المخبولة ) .. و تحملوا المظالم حتي يغورالظالم أو تجيله مصيبة تاخده ..
الاموال المسروقة حولها الغاصبون إلي أهرامات و قصور و ملذات و رفاهية لهم و لحاشيتهم .. أو صدروها للخارج .. من خلال المراكب التي لا تتوقف عن الإبحار عبر المتوسط أو الأحمر .. أو القوافل التي أولها في مصر واخرها في عواصم القهر بالمدينة أو دمشق أو بغداد أو إسطنبول .
عندما كان يصاحب هذا النهب .. الأوبئة و الطواعين .. وتفشي الأمراض المستوطنة مثل الكوليرا و الرمد و الإنكلستوما ..أو إنخفاض النيل و شرقان الأرض .. و الجوع .. فيموت الناس و يقل عدد السكان و يسوء حالهم كان يسميها كتاب التاريخ (( شدة ))..
الشدة .. هي نقص في المياة .. و الطعام .. يصاحبه أمراض .. و أوبئة .. و حاكم فاسد يهتم بنفسة و ينعزل في قصوره .. و يتجاهل سوء الأوضاع رغم علمه بها ..( إحنا حنعمل إيه مفيش في إيدنا حلول).. و يعلي من الأسوار أمام قصره حتي لا يرى الام الناس
واحد من هؤلاء الأوباش كان الخليفة الفاطمي الخامس المستنصر باللة الذى حكم منذ الف سنة
تولي و عمرة 7 سنوات و ظل خليفة لستين سنة ..و اشتهر بالشدة المستنصرية سنة 1049 م التي ذكرها إبن إياس .. في موسوعته الإخبارية ((بدائع الزهور في وقائع الدهور )) ..
((انهبطت مياه النيل فشرقت البلاد وحصل على الناس ما لا خير فيه ووقع الغلاء العظيم سبع سنين متوالية فأكلت الناس بعضها بعضا و أكلت الناس الميتة والكلاب والقطط حتى قيل أن بيع كل كلب بخمسة دنانير وكل قط بثلاثة دنانير .. ثم اشتد الأمر حتى صار الرجل يأخذ ابن جاره ويذبحه ويأكله ولا ينكر عليه ذلك بين الناس ثم اشتد الأمر حتى صار الناس إذا مروا فى الطرقات وقوى القوى على الضعيف فيذبحه ويأكله جهارا))
كفى هذا من يريد المزيد فليطلع على كتاب ابن اياس الجزء الأول القسم الأول صفحة 218.. ليعرف أن ثلث أهل مصر فنى حتى اضطر الجنود أن يزرعوا بأنفسهم لعدم وجود الفلاحين.
و تمر علي مصر شدة .. بعد أخرى .. تتكرر فيها نفس المأسي .. كما لو كانت سيناريو فيلم رعب .. عاشه الأجداد .
أخر شدة يذكرها التاريخ ..كانت في زمن حكم مراد بك المملوكي 1780 ـ 1784 م ، جرى فيها أحداث لا تختلف عن الشدة المستنصرية
(( مرت البلاد بمجاعة جعلت الفلاحين يتركون اراضيهم هرباً من دفع المال للبكوات..وإنخفض سعر«العملة» للنصف .. وقتل الطاعون سدس سكان مصر..وبلغت البلاد من الفقر لدرجة ارسلت الأستانة قوات بقيادة غازى باشا عام 1786 لتحصيل صرة المال للباب العالى..وقام بإعدام الفلاحين وجلدهم وأهان علماء الأزهر))
.
الفرنسيون دونوا هذا في كتابهم (( وصف مصر )) بعد عودتهم من الحملة الفرنسية ..وذكروا أن عدد المصريين في نهاية القرن الثامن عشر كان لا يزيد عن 2 مليون .. و أنها كانت في حاجة لأيدى عاملة كي تزدهر .
منذ زمن حكم محمد علي .. و حتي اليوم .. لم تشهد مصر ( شدة ) إلا في زمن السادات عندما ثار الناس لإرتفاع الأسعار( إنتفاضة الخبز ) و سماها الديكتاتور إنتفاضة الحرامية..و عندما ثاروا علي حكم مبارك عام 2011 و قفز الجيش بعدها إلي كراسي الحكم يزاول ديكتاتوريا أمنية واسعة .. و يصدر قرارات تجعل منهم ملياديرات ..وتشيع الفقر بين الجميع .
نعم .. اليوم تتجمع كل الظروف النمطية لتشهد مصر شدة مستجدة ترصد أحداثها أجهزة الإعلام ..فيتعرف عليها الناس .. لحظة حدوثها .. و يقارنوا بين رفاهية الأغنياء و فجرهم .. و بين جوع الفقراء و سخطهم .. فيبخل المحسنون.لان ألاغنياء سيسرقون المساعدات و يحرمون الشعب المريض الذى يجلس ينتظر من غاصبيه أن يرحلوا دون عمل إيجابي .
الفقر الشديد ، تدهور القيمة الشرائية للجنية.. ،الجباية المتوحشة .، عجز مائي متوقع حول 2025 .. بسبب سدود الحبشة .. و النهب المستمر للثروة و نزحها خارج البلاد تسديدا لفوائد القروض ..
الاوبئة و الأمراض غير المسيطر عليها بسبب سوء حال المنظومة الطبية .. و حكام منعزلون في مدنهم الجديدة تحيطها الأسوار العالية و تحميها من غضب الرعاع بقوات الأمن و الكلاب المتوحشة..يستوردون إحتياجاتهم ..و يعيشون في أمان يتعجبون (( عملنا كل اللي نقدر عليه .. حنعملهم إيه .. نديهم أكلنا ))
عندما يأكل الناس أرجل الفراخ و الريش .. و يذبحون الحمير و يبيعونها في الأسواق ..و تندر البضائع المحلية .. فلا يبق إلا المستوردة مرتفعةالقيمة بما في ذلك القمح و الفول ..و ينشر شخص فيديو يعرض فيه نفسه للبيع كعبد أو قطع غيار و يطالب الحكومة أن تسمح ببيع الناس .. أو يترك رجل أولادة في مكان نائي و يهرب .. أو يرفع أخر لافته بإن طفليه مرضى و لا يستطيع علاجهما .. و يطلب نظرة من الحكومة .. فهذه مقدمة لأكل الكلاب و القطط .. وأن الشدة السيساوية إكتملت كل مقوماتها ..ومتوقعة. أقرب مما تتصورون عندما يشح الماء ..وينسحق الفقراء ..و تزيد ثروات الأغنياء .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فإستحققت لعنة المواطنة
- في إنتظار صندوق الدين
- أخطاء الناصرية بوجوه جديدة .
- الصنديق السرية في مصر
- عودة التابوهات الثلاثة و الإبداع
- تدهور معطيات العقول الشرقية
- سوف تلهو بنا الحياة
- النازية لم تهلك بعد
- صفحة لمن هم فوق السبعين
- كفاية يادولة رئيس الوزراء
- شارع الرويعي و محمد سيف
- العيشة بقت مرة
- تحرير العقل في الزمن السلفي .
- هذا الكون الذى نعيش فيه
- عندما يصبح شهبندر التجار من الضباط
- الطريق إلي قفل حرض
- حفرية مثقف من بداية القرن العشرين
- عندما أصبحت غير معاصر
- كل حلفائك خانوك يا ريتشارد
- عندما خسرنا معركة الدولار


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - الشدة السيساوية