أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - عندما يصبح الدولار بثلاثين جنيها















المزيد.....

عندما يصبح الدولار بثلاثين جنيها


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 6 - 13:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقينا شعبين ..ناس طافحة الكوته ..و بتصوت .. و ناس ولا علي بالها .. مالية الكبريهات في سهرتي الكريسمس و راس السنة يصرفوا الألاف ..و في المولات و الكافيهات .. بيتعاملوا مع الجنيه علي إنه مليم و العشرة جنية قرش.. شالوا ثلاثة أصفار من العملة فالخمسين جنيه بقت شلن و المية بقت بريزة ....و عودوا نفسهم و ولادهم علي كدة .. و مستغربين ((إنتم بتصرخوا لية)) .. شوفوا في لبنان الدولار بقي بكام ليرة.. و الناس عايشة و مبسوطة .. و بتضحك.. مش في هم وغم زيكم يا وش النكد
لما نشيل تلاتة أصفار من عملتنا .. في ظرف ست سنين (إصلاح إقتصادى) .. تبقي هذه السياسة فاشلة كأننا ضربنا تسونامي..فتهنا و فقدنا الإتجاه .. و أصبحنا مبننتجش غير شوية مباني .. و شوارع و كبارى فتكون النتيجة .. إننا بنستورد إحتياجاتنا كلها .. من أول الفول و القمح و الزيت و السكر و الشاى و الأدوية .. لغاية التليفونات والملابس و الأحذية و العربيات و الطائرات و الأسلحة الحديثة ..و كل م يزيد عددنا .. يزيد إستيرادنا .
معني الكلام ده ببساطة إن الميزان التجارى السنوى بيختل لصالح الإلتزامات.. إللي محتاجة عملة حرة في الغالب دولارات ..لازم تتوفر علشان الحياة تستمر .
بدراسة بيانات الحكومة .. حنلاقي إن مصادرنا من العملة الحرة ( قناة السويس ،السياحة ،البترول و تحويلات العاملين بالخارج) بتغطي إحتياجاتنا الإستيرادية .. يبقي إيه السبب في عجز الدولارات المزمن الذى يعاني منه الموازنة .
هل هي مؤامرة لإسقاطنا من الداخل ....أم هو سوء تقدير و تخطيط منا و عدم إحساس بالمسئولية
الحقيقة هي مش مؤامرة .. بقدر ما هي طبيعة نظام الرأسمالية المسيطرة علي العالم منذ بداية القرن التاسع عشر ..فالدول المصنعة تحتاج إلي مواد خام رخيصة .. و أسواق توزع فيها منتجاتها .. بالتالي كل إهتمامها يوجه لإخضاع البلاد اللي تحتاجها .. هذه كانت النظرية القديمة ( تأمين المجال الحيوى ) التي تسببت في الحرب العالمية الثانية
و لكن بعد الحرب تغير الموضوع قليلا .. أصبحت هناك الشركات المالتي ناشونال متعددة الجنسيات ( عابرة القارات ).. تتنافس وتقتسم السوق.. كل حسب ما يستطيع تقديمة للناس .
المنافسة لم تكن كلها شريفة .. فقد إستخدمت بعض الحيل الإقتصادية لكسب الأسواق و تعظيم الأرباح منها شراء المسئولين المحليين و رشوتهم .. عموما أنتج الصراع التنفسي في النهاية أربع كتل .. الصين و روسيا .. و أمريكا .. و اوروبا .. كانت ( ولا زالت ) في حالة حركة مستمرة للسيطرة علي باقي الشعوب..و إيجاد منفذا لبضاعتها في أسواقهم . هذا هو سبب كل مشاكل الدنيا في زمننا المعاصر .
مصر بعد هزيمة67 و تولي السادات جرى سحبها ( غصبا) للإرتباط بقاطرة السوق الأمريكي الواسع و الذى تديره واشنطن من خلال البنك الدولي و صندوق النقد ..و هكذا أصبحنا نعاني (بسبب هذا الإنضمام ) مع كل مشكلة تواجهه .

سيناريو التبعية هذا طبق علي كل الدول المنضمة لهذا المعسكر .. إستنزاف الغنية بالخوف من الإعتداء عليها من جيرانها .. و الفقيرة بالإحتياج و المعونات و الديون بواسطة فرض تعليمات البنك و الصندوق عليها .

تعليمات البنك تدفع الدول الفقيرة للإستدانه بهدف عمل مشاريع منخفضة العائد ( المالي و الإجتماعي ) .. ثم توريط الدول في دفع الأقساط و الفوائد حتي تعجز و تفقد قدرتها السياسية و الإقتصادية .. و تصبح تابعا
..درس تعلمناه مرتين .. أحدهما في زمن الخديوى و أدى لسيطرة صندوق الدين ثم الإحتلال .. و المرة الثانية من شهادة أحدهم ( جون بركينز ) عندما شرح في كتابه قرصان إقتصادى .. كيف يقدمون مشاريع بدراسة جدوى مبالغ فيها.. تستنزف ثروات الأمم (مش عايز أقول إن بالنسبة لنا الموضوع كان أسهل لاننا لا نؤمن بدراسات الجدوى ) .
تبقي الحقيقة ما نحن فية ليس نتيجة مؤامرة.. بقدر ما هي تقسيم أدوار داخل معسكر التبعية الأمريكية .. كنا فيه جانبا ضعيفا .. مجهرى .. لكوننا سوق يعتمد علي الإستيراد .. يبقي نلوم نفسنا .. و نغير إسلوبنا .. لنقلل ما نستورده من سوق شديد المنافسة و نزيد ما نصدره .. و نوقف المشاريع الفنكوشية الطابع .
و هكذا نشأت المشكلة .. ماذا نبيع .. إذا كانت كل ثروتنا .. و إحسانات الدول لنا .. و ديونا المتلتلة .. تحولت لعقارات و أموال فاسدة يتداولها طابور من اللصوص و الإنتهازيين .. ونجيب منين العجز في الميزان التجارى (بين الإلتزامات و الإيرادات) .. بنستلف ونزيد من القروض ..و نسلم رقبتنا لصندوق النقد .. فيتضاعف العجز .. عندما تحل فوائد القروض و أقساطها . حتي نصل لشفا الإفلاس .
هذا هو تشخيص المشكلة .. إيرادات العملة الحرة تغطي أغلب بنود الإحتياجات.. لكن إذا وضعنا في الإعتبار أقساط و فوائد الديون .. نجد أن هناك عجز مزمن .
خبراء الإقتصاد العباقرة بدلا من وقف القروض و تخفيض المشاريع غير الضرورية ..و الحد من الإنفاق الترفي ..قرروا ينصبوا علي الناس . ((نخفض قيمة الجنية .. ونعلي مستوى الجباية و نشيل الدعم .... فتزيد أسعار السلع .. مع تجميد المرتبات .. فميقدروش يشتروا فنقلل الإستهلاك )).
يا فالح .. الناس ( الأغلبية ) وصلت لقعر الحلة .. يقللوا أكتر من كدة إيه !
و بعدين نزود الأرباح علي ودائع الجنيه .. فالناس اللي مدكنة علي الدولارات أو الذهب تبيع بسعر عالي .. و تشترى سندات لها ربح عالي .. و بالشكل دة يكسبوا من الناحيتين .. ( الإنتهازية حلوة .. وبتوقع ناس كتير )
بس دة نصب علي السذج ..إنك تديلهم ورق بنطبع منه زى م نحب و بيقل قيمته يوم ورا يوم بدل ورق بيرتفع قيمته كل ساعة ..والناصحين مش حيستجيبوا .. لابدين في الدرة .. بدولاراتهم و دهبهم .. مستنين لما نشيل من العملة خمس أو ست أصفار .
في نفس الوقت هل زيادة أرباح الودائع .. و تخفيض قيمة الجنية ..حيحل المشكلة ..
في الثماينيات (أظن عاطف عبيد أو صدقي ).. وصل الأرباح علي الشهادات البنكية لمدة سنة إلي 22%.. مقلدا شركات توظيف الأموال ..التي عرضت أرباح عالية .. و مفيش في المقابل عمل يكسب نفس النسبة ففلست .. و ضاعت الفلوس علي الطماعين .
الناس باعت دولارات و إشترت سندات الحكومة .. المصيبة إنهم باعوا كمان الأسهم و وقعت البورصة .. و بطلوا يستلفوا من البنوك .. فتراكمت الأموال لديها .. و حصل تضخم في السوق .. بضاعة .. و مفيش بيع ..كله بيحوش ..
بعدها بشهور نزلت الأرباح في البنوك تدريجيا لغاية 8% ( وإلا كانت البنوك ستعاني من إفلاس و عدم قدرة علي الوفاء بإلتزامتها ) .. اللي كان بياخد علي ودايعة ما يغطي تكاليفه .. بقي لا يغطي حتي ربع التكاليف ..
لكن بعد من لمت الحكومة الدولارات وخرجت الذهب و السيولة من تحت البلاط .. وضحكت علي الناس .. اللي مكانوش عارفين يلاقوها منين و لا منين .
يعني ..حكاية تخفيض قيمة الجنيه و زيادة الأرباح علي الودائع لعبة قديمة .. و أصبحت مكشوفة .. و مبقتش تدخل علي حد .. ومعروف نهايتها ..
بالإضافة إن مشاكلها علي النمو كانت وخيمة .. ركود تضخمى، وعلى المدى السريع ..خصوصا للقطاع الخاص .. فهو يغامر لية ..و يطلع عين أهله ضرائب و دمغات و أتاوات .. و تأمينات .. و فاتورة إليكترونية .. و وجع قلب ..مع إن فلوسة ممكن تكسب و هو قاعد في الكافتيريا اللي تحت الكوبرى يدخن حجرين .. نقفل الدكان في الجو المتقلب هذا .. و الباب اللي يجيلك منه الريح سدة .. و إستريح

طيب إيه أخرتها !!.. ولا حاجة هناك حل من إتنين

نعترف بإننا تم تغفيلنا و سرقتنا .. فنقفل المشاريع اللي ملهاش جدوى .. ونقلل من البذخ و الإسراف الحكومي ( الطيارات و العربات المصفحة للبهوات .. و الحفلات .. و المهرجانات ).. نشتغل وننتج أغلب إحتياجتنا و تزيد الانشطة الجالبة للعملة الحرة لمواجهة الفوائد و الأقساط .. نقلل عجز الميزان التجارى .. تتوفر الدولارات .. نسدد ديونا .. نتخلص من التبعية و توبه من دى النوبة ..
لكن ..
علشان نشتغل .. نحتاج لفكر جديد يقوم بإعادة توجية الثروة و فلوس الصناديق و المليارات اللي إتسرقت .
و بدل .. ما نديها لناحل وبر الأمة سيادة الفريق بطل معركة الوراق .. نتوسع في الزراعة .. و الصناعة الحديثة والتعدين و المصايد و التصدير و السياحة .. و نحافظ علي نقطتين المية اللي بتحسن علينا بيهم الحبشة ..فيتحسن الموقف بعد حوالي نصف قرن .. و نبقي قد الدنيا
الحل الثاني نبيع حتتين الصيغة اللي حيليتنا لاغنياء الخليج .. و منهم لمليارديرات إسرائيل .. فنادق علي جناين علي قناة السويس .. علي بحيرة السد العالي..علي إهرامات الجيزة ..علي قطع غيار بشرية .. و نسيب مناجم الذهب و أبار الغاز للمستثمرين يدونا حسنتنا 10 ولا 20 %..((وبعدين نبقي نأممهم بعد كدة مفيش مانع الدفاتر دفاترنا و الورق ورقنا ))..
وبالرزق ده.. نكمل الإنجازات ..و نسدد الإلتزامات ..و نقب علي وش الدنيا .. أجهزة الأمن و الإعلام حيبقي لها دور أساسي إنها تقلب الفسيخ شربات و تكتم الأنفاس .. و رجال الدين يخلوا الناس راضيين بقسمتهم .. و ينتظروا حلول السماء .. و اللي بيرزقك و الدولار بنصف جنيه .. حيرزقك و هو بميت جنية .
الحل الأول محتاج تحشد الناس للعمل..و لوجود حزب جماهيرى له سياسة واضحة ..و تداول سلمي للسلطة ..و توجيه صحيح للثروة .. و شفافية .. و مواجهة الأزمة بشجاعة ..و وزارة من الوطنيين اللي بيفهموا ..مع حريات واسعة للناس تشبة ما حدث بعد ثورة 1919.
و الحل التاني مش حيحتاج لوجع دماغ .. هي شوية تربيطات مع الخلايجة .. و إرضاء صندوق النقد .. و إتفاقات في الخفا ..و نبيع كام حته أثار .علي كام مصنع قديم ..علي كام فدان أرض ..علي حقوق إستغلال كل شيء بما في ذلك القلعة ، جنينة الحيوان ،الصيد في البحيرات ....ونحط الناس أمام الأمر الواقع و نخفض كل شوية قيمة الجنية لغاية م يبقي الدولار بالف أو عشرة الأف جنية .
يعني قصادك سياستين ..إختار ما يناسبك ..
لكن في كل الأحوال عليك أن تشعر بالخطر لما يبقي الدولار بتلاتين جنية .. فمعناه إنك علي أول طريق المشاكل و نازل في الزوحليقة بتاعة لبنان و سوريا و العراق و السودان و اليونان و كل ضحايا صندوق النقد .
الموضوع مش هزار و لا حماس لصالح النظام .. و خوف من الإخوان .. و الجيش و الشعب إيد واحدة .. بقدر ما هو مستقبلك و مستقبل أولادك .. إنت حتموت ..و تهرب بجلدك ..و تسيب لهم مصايبك .. واللة م انت فاهم .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ينايريات مصرية
- سعادة اللواء إختشي ..عيب
- الشدة السيساوية
- فإستحققت لعنة المواطنة
- في إنتظار صندوق الدين
- أخطاء الناصرية بوجوه جديدة .
- الصنديق السرية في مصر
- عودة التابوهات الثلاثة و الإبداع
- تدهور معطيات العقول الشرقية
- سوف تلهو بنا الحياة
- النازية لم تهلك بعد
- صفحة لمن هم فوق السبعين
- كفاية يادولة رئيس الوزراء
- شارع الرويعي و محمد سيف
- العيشة بقت مرة
- تحرير العقل في الزمن السلفي .
- هذا الكون الذى نعيش فيه
- عندما يصبح شهبندر التجار من الضباط
- الطريق إلي قفل حرض
- حفرية مثقف من بداية القرن العشرين


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - عندما يصبح الدولار بثلاثين جنيها