أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - الباحث عن ظله














المزيد.....

الباحث عن ظله


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7488 - 2023 / 1 / 11 - 00:00
المحور: الادب والفن
    


في احد نقاشاتنا المثمرة والحادة ولكونها امرأة متعلمة تعليما عاليا وشهادة كبيرة ولها ابحاث قيمة في مجال اختصاصها .. سألتها سؤالا مباغتا بعيدا عن مجرى حديثنا الذي كان يصب في العلوم والآداب .. قلت لها .. بماذا تقيمين الشخص المحب الصادق في حبه ذي نزعة ايثارية يمكن ان يضحي بنفسه من اجل محبوبه .. ردت سؤالي بسؤال .. هل يوجد هكذا رجل في هذا العصر المشبع بالحروب والتلوث واللهاث وراء المادة واللحم الرخيص .. ؟ قلت يوجد رجل من عصر مضى ويعيش بيننا .. ينادي حبيبته ليل نهار بأسمها وامام جموع الناس ..ينادي .. أين انت ؟ .. اين ايامك ؟ كان يكتب لها اجمل الكلمات على ورق بال في الليل وينثرها على الطرقات في الصباح .. يعتقد ايمانا بها لعل ورقة تعثر عليها وتقع بين يديها . ولايدري ان زمانه ولى وانتهى . وان عصر الورق انتهى . وان من يبحث عنها غادرت مدينته ودنياه من زمن بعيد .. ظل هكذا كل يوم يقوم بطقوسه اليومية لايكل اويمل .. والناس من حوله تضحك وتشفق من جنونه .. قاطعت كلامه لتطلب منه طلبا غريبا .. اريد ان ارى هذا المجنون .. قالتها بإصرار . واستغرب من طلبها .. قلت لها ولكنه مجنون وقد يعتدي عليك او يسمعك كلاما غير لائق .. قالت .. لا .. ان هذا الشخص اعقل منا .. لقد عثر على حقيقة وجوده والناس نيام عنها .. قلت لها هو يجوب الشوارع وينشد الاشعار التي تطرب لها الأذن .. ولكن اجد صعوبة في العثور عليه .. اعادت عليه طلبها برجاء وتوسل .. قال ليكن غدا موعدنا للبحث عنه .. ونذهب لمدينته .
في الصباح الباكر كانت على موعد من اصعب اقدارها .. المرأة المثقفة والمتعلمة تبحث عن مجنون في الشوارع .. معادلة يصعب تصديقها . انطلقت وهو معها في السيارة تبحث بنظراتها وتمعن النظر كلما مرت بمجنون يفترش الرصيف .. تبحث في الوجوه الى أن لمحت مجنونا يسير على الرصيف من بعيد . قالت له اوصلني لذلك الشخص وهي تؤشر بأصبعها صوبه .. اقتربت منه وهو ينثر اوراقه وينطق بأسم كأسمها .. قالت بسرعة .. توقف عندك .. وترجلت من السيارة بسرعة خاطفة .. واعترضت المجنون ووقفت امامه وهو غير مبال فقد تعود على مشاهدة الناس اليه .. مر من جانبها دون ان يلاحظها .. تلقفت ورقة من تلك الاوراق .. قرأت اشعاره .. انه هو .. صاحت بصرخة بأسمه .. التفت اليها . كان يعاني من ضعف البصر .. من يناديني .. سمع نبرة الصوت وكأنها جاءت من زمن غابر احدث صداها بنفسه صعقة كبيرة .. من المتكلم ؟ .. قالها ليؤكد ماسمعه حقيقة وليس اوهام .. قالت انا ... تكلم بهدوء غير معهود .. انا لا اراك ولكني اشعر بشيء ليس غريبا عني .. اعيدي كلامك حتى استوعب هل هو حقيقة ام الخيال ؟ .. فما كان منها ان اجلسته وجلست بقربه على الرصيف .. والناس تنظر في استغراب من هذا المشهد لامرأة مع مجنون لايهش ولاينش .. مجرد نكرة في شوارع المدينة تجلس معه وبقربه .. قالت الاتعرفني انا صاحبة تلك الاشعار التي تكتبها .. انا الاسم الذي تناديه كل ليلة وتصيح به في الشوارع حتى الناس عرفتك بمجنون فلانة .. لم يظهر اي ردود افعال لكلامها فكل حواسه النفسية والعقلية ماتت من زمان .. قالت ماذا جرى لك ؟ قالتها ودموعها تنهمر على خديها .. مر رجل من امامهم وحذرها من ردود افعاله المجنونة .. ولكنه ظل ساكنا كطير حط على كتف صاحبه .. نظر لها بعينين شبه مغمضتين مد يديه الخشنة وتحسس وجهها الناعم .. انت فعلا ... فلانة .. ثم وضع يديه على قلبه لتخرج روحه بسلام وفارق الحياة بين يديها وفي حضنها .. لم يتحمل صدمة وجودها مرة اخرى .. مات شهيدا للعشق .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خسارة مع سبق الاصرار
- علل خلقت للابداع
- عادت لنا الايام
- كلمات ليست كالكلمات
- حكاية وهم ( 2 )
- حكاية وهم
- لك وحدك ايتها الاميرة
- عن المرأة اتحدث
- كلنا مجانين ياصديقي
- انا وهي ومحمود درويش
- لوحة في ذاكرة الزمن
- عادوا غرباء
- تجليات مجنون
- رسالة للنسيان
- رسالة اخيرة
- كتابات مجنونة
- دموع وامل ...!!!
- هل من عودة ؟!!
- كسر الخواطر
- تجريد في الحب


المزيد.....




- من فلسطين الى العراق..أفلام لعربية تطرق أبواب الأوسكار بقوة ...
- فيلم -صوت هند رجب- يستعد للعرض في 167 دار سينما بالوطن العرب ...
- شوقي عبد الأمير: اللغة العربية هي الحصن الأخير لحماية الوجود ...
- ماذا يعني انتقال بث حفل الأوسكار إلى يوتيوب؟
- جليل إبراهيم المندلاوي: بقايا اعتذار
- مهرجان الرياض للمسرح يقدّم «اللوحة الثالثة» ويقيم أمسية لمحم ...
- -العربية- منذ الصغر، مبادرة إماراتية ورحلة هوية وانتماء
- اللغة العربية.. هل هي في خطر أم تتطور؟
- بعد أكثر من 70 عاما.. الأوسكار يغادر التلفزيون إلى يوتيوب
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: بين الأمس واليوم.. عن فيلم -الس ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - الباحث عن ظله