أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - نَسِيَ آلطِّينُ سَاعَةً أَنَّهُ طينٌ














المزيد.....

نَسِيَ آلطِّينُ سَاعَةً أَنَّهُ طينٌ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7481 - 2023 / 1 / 3 - 00:07
المحور: الادب والفن
    


في النهاية أو في البداية أو ما بينهما طيف شفيف غير مرئي، جزء من الكون جزء منا يعيش في عمقنا ينفصل عنا يتوغل يتغلغل نُحِسّه لا نفهم هَسيسَه يَمُورُ كجمرة حارقة تسكننا علينا في لحظة ما نرويها قبل ترمينا كما تَرْمي رِئتُنا رِئتَها نفثةً من زفرات حياتنا هوووف نلقيها وتلقينا..علينا آستدراك آلأمر قبل ينتهي وهم الحكاية...
في فيلم(Compulsion)المنتج عام 1959 يرتكب شابان جريمة فظيعة بآسم مبدأ القوة والذكاء والتفوق الأسمى(Le génie du mal/عبقرية الشر)،لكن محاميهما (تشخيص اوغسن ويلس)بعد مرافعة ضد مبدإ الإعدام ينجح في تخفيف الحكم من الشنق الى المؤبد(أتذَكَّر هنا مصير آخر يوم لمحكوم بالإعدام لفيكتور هيجو، ونهاية جوليان سوريل في رواية هنري بيل ستندال"الأحمر والأسود")الشيء الذي أثار غضب الفَتَيَيْن مرتكبي الجريمة، فصارحاه بموقفهما الرافض للرحمة والمبادئ والأخلاق والعواطف وحتى لفكرة الله ووجوده، ليجيبهما المحامي أن سبب آكتشاف جريمتهما التي ظنها تامة كاملة هو سقوط نظارة أحدهما في مكان الواقعة.."لا إن الله حاضر يا هذا"..يقول المحامي في المشهد الأخير..ولك عُمْر كامل ستقضيه تفكر في الموضوع وفي مَن جعل جريمتك غير كاملة وجعلك تفه في هفوتك وتُسْقِط نظارتك وتنسى أنك أسقطتها..هي إرادة تهمس لك أنك لست وحدك ولست قويا كما يتهيأ لك ولست ساميا متعاليا بما فيه الكفاية، إنك مجرد إنسان ناقص، غير مكتمل، وستظل نسبيا قاصرا محتاجا لكينونة كائن أقوى، لا لشيء إلا لمجرد كونك مخلوقا وهنا آبن تراب وطين لازب وبيولوجيا قميئة وفيزياء وضيعة؛ وعليك أن تقر بإنسانيتك الترابية الهشة، لأنك إنْ لم تفعل سوف تقع في شرك تصديق وَهْم التفوق الخارق الذي تتخيل ذاتك تمثله، ومن خلال تصديقك هذا الوهم تبرر ما تبرر من جرائم في حق مَنْ تراهم ضعفاء لا يستحقون_في نظرك_ الحياة(خواطر Anti-Superman ضد النزوع السوبيرماني النيتشاوي الزراديشتي الراسكيلونكوفي واضحة هنا، وحتى المدعو هتلر يُمسي مدحوضا لا قيمة لأضغاث الأوهام التي تعشعش في رأسه)(١)..كيف تَسَنى لك وأنت"الكامل"، في زعمك، يا إنْسِيُّ، يا زارديشت آلأزمنة آلمعاصرة، أن تَسْهُوَ وتغفل عن نظارة تافهة بديهية آعتدْتَ وضع عدستيها على أرنبة أنفك..وظللت تتوهم أنها في مكانها لم تبرحه حتى وقع ما وقع.. مَنْ أنساك، أيها آلمتفوق، عدمَ وجودها، مَنِ الفاعل، هل هي غفلة هل هي صدفة هل هو حظ عاثر والسلام..أم هناك قوة أخرى قاهرة خفية غير متجلية متعالية يجب عليك حدسها وآكتشافها والإقرار بها عوض إيمانك بخرافة السوبيرمان الإله الجديد البديل التي جعلتك مهووسا متوجسا شاكا متبرما مريضا يستحق الشفقة أكثر منك إنسانا يثير الإعجاب...
خففِ الوطء، أيها آلواهمُ آلمجرم في حق نفسه، ما غيرك من آلأنام فحمةُ وما أنت فرقدٌ(٢)سِرْ إن آستطعتَ في آلسماء رويدا تمهل لا تتعجل وقل مع آلقائلين..طقق طقق..حين سيقبل قَدرنا هاتفا هذا موتكم قابع يربض بالباب سنراه يرانا ونرى الأحباب الذين خلناهم ضعافا يحيطون بأبداننا ينظرون في وجوم لهوننا وهواننا المنهك الضعيف سيكون قض مضجعنا الأرق لن نبالي ساعتئذ سنمد أيدينا إلى أشطان آحتضارنا خذنا يا قوي انتشلنا من هبائنا ووهمنا وآرمنا في أحضان عمرنا الأول هناك حيث يرتع الطفل الذي كناه في رحاب أفياء بلا ضفاف سننتشي نغمض آلأعين ونمشي ثابتي الخطوات الى عالم لا فناء فيه لا وهم وهن لا عناااااء...

☆هوامش:
١_الراسكيلونكوفي:نسبة الى الشخصية الرئيسة(راسكيلنكوف)في رواية الجريمة والعقاب للكاتب فيدور دوستويفسكي
٢_من أبيات إيليا أبي ماضي:
نَسِيَ الطينُ ساعَةً أَنَّهُ طينٌ
حَقيرٌ فَصالَ تيها وَعَربَد
وَكَسى الخَزُّ جِسمَهُ فَتَباهى
وَحَوى المالَ كيسُهُ فَتَمَرَّد
أَخي لا تَمِل بِوَجهِكَ عَنّي
ما أَنا فَحمَة وَلا أَنتَ فَرقَد
أَيُّها المُزدَهي إِذا مَسَّكَ السُقــ
ـمُ أَلا تَشتَكي أَلا تَتَنَهَّد
فَاِمنَعِ اللَيلَ أَن يَمُدَّ رَواقاً
فَوقَه وَالضَبابَ أَن يَتَلَبَّد
لَو مَلَكتَ الحُقولَ في الأَرضِ طُرّاً
لَم تَكُن مِن فَراشَةِ الحَقلِ أَسعَد
أَيُّها الطينُ لَستَ أَنقى وَأَسمى
مِن تُرابٍ تَدوسُ أَو تَتَوَسَّد



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَضْغَاثُ آلْخَيَال
- لَا يَهُمُّ بَعْدَ ذَلِكَ أَيُّ شَيْء
- لَقَدْ أُخْرِجْتُ مِنَ آلْجَنَّة
- اُذْكُرُونِي كَبِدَايَة
- تجَاعيدُ آلقِفار
- تَاقَنْسُوسْتْ نَتْمَازِيغْتْ
- بُقَعٌ زَرْقَاءُ تَالِفَة
- تَاشُورْتْ
- قَارِعَة
- دْوَايْرْ الزمان
- ثُمَّ آخْتَفَى كُلُّ شَيْءٍ فِي خَيْرٍ وَسَلَام...
- غُرْفَةُ بِيتِيزْ
- Supernova
- تَمَهَّلِي
- برقية
- أتَعَثَّرُ أسْقطُ أنهضُ أكْمِلُ آلمَسير
- رَمَادُ آلْهَفَوَاتِ
- فُوَّهَةُ آلْمُحَال
- أُوَاصِلُ آلْمَسِير
- اَلْمُنْبَتُّ


المزيد.....




- الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
- كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
- فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
- قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
- أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال ...
- بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون ...
- السعودية تعلن ترجمة خطبة عرفة لـ20 لغة عالمية والوصول لـ621 ...
- ما نصيب الإعلام الأمازيغي من دسترة اللغة الأمازيغية في المغر ...
- أمسية ثقافية عن العلاّمة حسين علي محفوظ


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - نَسِيَ آلطِّينُ سَاعَةً أَنَّهُ طينٌ