أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - البيت الابراهيمي .. أم البيت الصهيوأمريكي؟؟















المزيد.....

البيت الابراهيمي .. أم البيت الصهيوأمريكي؟؟


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 7477 - 2022 / 12 / 29 - 12:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في برنامج يحمل أسم: "مختلف عليه" تبثه (فضائية الحرة الأمريكية) ويقدمه الاعلامي المصري المعروف (إبراهيم عيسى) ، وعيسى معروف أيضاً بمشاغباته السياسية والاجتماعية والدينية وتهجمه الدائم على بعض شخصيات التاريخ الاسلامي وبعض المسائل الدينية الجوهرية في الاسلام!

المهم أن ابراهيم عيسى قدم في برنامجه هذا نهار 12-19-2022 حلقة بعنوان "البيت الابراهيمي" شاركت فيه شخصيات تحمل مختلف العناوين الدينية والثقافية [لكن بسبب الكهرباء لم اتابع بداية ونهاية هذا البرنامج] ورغم هذا، فقد عرفت تماماً ما كان يرمي إليه عيسى وبرنامجه ـ وما تريده أميركا نفسها ـ وكان هدف البرنامج واضحاً كل الوضوح، وهو خدمة مشاريع التطبيع وترويجها في أذهان العرب وتسويقها في عموم المنطقة العربية!
****
وبالبحث عن جذور فكرة "البيت الابراهيمي" وأهدافها نجد أنها ليست فكرة جديدة تماماً، أنما هي فكرة قديمة يعود تاريخ ظهورها إلى الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، وكان ظهورها متزامناً مع ظهور "الفلسفة البرغماتية" كفكرة ومصطلح ومبدأ، والتي ظهرت إلى الوجود في العام 1870 على يد الفلاسفة تشارلز بيرس ، وويليام جيمس ، وتشارلز ساندرز ، وجون ديوي !
o والبرغماتية ـ في أحد وجوهها ـ تعني مبدأ المنفعة الذي يقول ما معناه: أن كل ما هو مفيد ونافع هو جائز ومطلوب انسانياً لأنه يؤدي خدمات للفرد والمجتمع!
وبناءاً على مبدأ المنفعة يقول أحد المفكرين البرغماتيين عن وجود الله من عدمه مثلاً : (لا ينبغي أن نشغل أنفسنا كثيراً بفكرة وجود ألله من عدمه: ما دامت ((فكرة الله هي التي تمنع زوجتي من قتلي ، وتمنع خادمي من سرقتي ، والطباخ من تسميمي..
أذن الله موجود برغماتيا.)) أي نافع عملياً .. وهذا هو المهم في هذا الموضوع بالنسبة لهم!!

وهذا يعني أن فكرة البيت الابراهيمي قديمة يعاد إحيائها اليوم، وأن كل ما نراه ونسمعه ونتأثر به اليوم عن الابراهيمية و"البيت الابراهيمي"، هو مشروع قديم متماهي مع جوهر الفلسفة البرغماتية، ويعاد احيائه اليوم وتسويقه من جديد لأهداف محددة عند اصحابها تماً :

o فأصل تسمية أو فكرة "البيت الابراهيمي" تعود إلى المبشر والمستشرق ماسينيون وتلميذه "يواكيم مبارك"، وماسينيون هذا مستشرق كما أنه من أكبر المبشرين في مصر والشرق، وقد انتشر مصطلح "البيت الابراهيمي" في حينه، ليشير إلى الديانات الابراهيمية الثلاث (اليهودية ، والمسيحية ، والإسلامية)، وكان الهدف الشائع لهذا المشروع عند طرحه هو مزج العقائد أو الأديان الثلاثة وتحويلها إلى (دين عالمي واحد) ، ومن هذا الهدف المستحيل تحس وتشم وتلمس أيدي ماسونية قوية تمسك به، وتفوح رائحتها من بين كلماته واهدافه المموهة بأغطية دينية!

وكان الهدف الحقيقي لطرحه من قبل اصحابه في حينه، باعتباره مرحلة تمهيدية لقيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، لأن فلسطين كانت ـ ولا زالت وستبقى ـ هي الأرض الوحيدة في العالم التي تضم مقدسات للديانات السماوية الثلاث، أي، أي الديانات الاسلامية والمسيحية واليهودية
ولتحقيق أهداف هذا "البيت الابراهيمي" كاملة، اشتقت عنه ومنه فكرة "الدبلوماسية الدينية" لحل المشاكل العالمية المستعصية في العالم وفي المنطقة العربية بالذات، وتحت عناوين جذابة كالدين وابوة النبي ابراهيم للأديان الثلاث.....الخ!!
****
وإذا كان مشروع "البيت الابراهيمي" قبل قيام الكيان الصهيوني في فلسطين ذو صيغة تبشيرية، فإنه بعد قيام الكيان في فلسطين اتخذ طابعاً عملياً، بتفعيل "الدبلوماسية الدينية" وتنشيطها فعلياً في السنوات الأخيرة!

ولهذا رأينا بابا الفاتيكان فرنسيس وتحت مظلة "البيت الابراهيمي" و "الدبلوماسية الدينية"، يزور أبو ضبي والبحرين وقبلهما مصر والأردن والمغرب وفلسطين، ويلتقي شيخ الأزهر، ويزور العراق ويلتقي السستاني، وكذلك يلتقي الكثير من الشخصيات الدينية المرموقة من علماء المسلمين والقساوسة المسيحيين والحاخامات اليهود، وكأن هذا البابا فرنسيس ـ وهو في 86 من عمره ـ دون غيره من باباوات الفاتيكان، قد صمم خصيصاً ليقود "الدبلوماسية الدينية" في هذه المرحلة وتشاد برعايته حجرات "البيت الابراهيمي" في المنطقة العربية حجرة بعد أخرى!!
واستناداً إلى هذه الخلفية الدينية للمشروع وتحت عنوانها وأغطيتها، تمت عمليات التطبيع الواسعة بين الكيان الصهيوني وكل من المغرب والامارات المتحدة والبحرين، وقبلهم مصر والأردن وفلسطين، أما السودان الذي ركب قطار التطبيع (متشعبطاً بمؤخرته) فلم يلحق به، لسرعة القطار الفائقة ولسوء أوضاعه الداخلية!
****
وفي معظم هذه النشاطات المشبوهة شكلت الامارات العربية المتحدة مركزاً مركزياً لكل فصولها، كالتطبيع وتسويق فكرة "البيت الابراهيمي" في المنطقة العربية والمجتمع العربي!!
ويبدو للمرء أن الامارات ـ ومنذ انشائها عام 1970 ـ قد اهلت لتلعب الدور الأول في عمليات التطبيع وخدعة البيت الابراهيمي والدبلوماسية الدينية .....الخ وذلك بسبب مالها الوفير الذي يمكنها من توفيره لأي نشاطات تطبيعية، ويعجز الآخرون عن توفيرها، بأوامر وايعاز صهيوأمريكي مباشر وغير مباشر!
فقد أعلنت الامارات العربية مؤخراً عن تصميم " بيت العائلة الإبراهيمية" في أبو ضبي، وذلك خلال اجتماع (الأخوة البشرية) بنيويورك، وهو بيت يضم جامعاً فخماً وكنيسة أفخم وكنيس يهودي بالغ الفخامة، واقامتهن في مكان واحد كرمز للأخوة والقرابة الدينية بين هذه الأديان الابراهيمية الثلاث!!
https://www.almrsal.com/wp-content/uploads/2021/01/339.jpg : صورة لإنموذج "البيت الابراهيمي" الذي اخذت الامارات العربية على عاتقها اقامته في أبو ضبي !!
****
وبالعودة إلى (ابراهيم عيسى) وبرنامجه "مختلف عليه" على "فضائية الحرة الأمريكية" نجد أن البرنامج بجملته كان مخصصاً للتطبيع مع "إسرائيل" والترويج لهذا البيت الابراهيمي، ونرى جميع الشخصيات الدينية والاجتماعية التي شاركت في البرنامج هي من ذلك النوع التطبيعي، وكان كل منهم أثناء البرنامج يتبارا ويتسابق مع الأخر على ترديد جمل محفوظة، وملئ فمه بأكبر حفنة من كلمات "الأخوة البشرية" و "وقبول الآخر" و "ومحاربة التعصب والكراهية"......الخ
وكل هذه الجمل الفضفاضة، كان المقصود منها "إسرائيل" و "الاسرائيليين" وحدهم دون غيرهم من البشر ،أي: أخوة مع "إسرائيل" وقبول الآخر "الاسرائيلي" ومحاربة التعصب والكراهية ضد "إسرائيل" فقط، وليس ضد سوريا أو العراق أو فلسطين أو إيران أو أي انسان آخر مثلاً.. فالمقصود بالإنسان هنا هو "الاسرائيلي" وحده ودون سواه من الجنس البشري!

والامارات العربية المتحدة التي نراها اليوم، تتولى بكل جد جميع اشكال نشاطات "التطبيع" وتتحمل مسؤوليات "البيت الابراهيمي" وتتولى جمع الرؤوس الدينية المختلفة في "دبلوماسية دينية" نشطة، هي نفسها التي شاركت في قتل ملاين العراقيين والسوريين والليبيين، وهي نفسها التي تحتل اجزاء من اليمن اليوم وتقتل الآلاف من أبنائه يومياً!!
****
والمفارقة المضحكة والمبكية والمخزية ـ سمها ما شئت ـ أكثر هي، أن دولة الامارات التي تقوم اليوم بكل هذه الأدوار (التطبيعية والابراهيمية!!!!) والدعوة إلى "السلام" والاخوة الانسانية، كانت وفي اليوم الذي سبق توقيعها لـ "اتفاقات براهام" والتطبيع الشامل مع "إسرائيل"، كانت فضائيتها [عربية Sky news] تبث برنامجاً أسمه "نيران صديقة"، استضاف شخصيات معروفة من بينها المناضل الفلسطيني (نبيل عمرو) وكان حلقة البرنامج بعنوان: وهنا المفاجئة [قطر وتركيا .. أدوات للتطبيع] !!
لكن في اليوم التالي لإذاعة البرنامج، صحونا على جميع الفضائيات وهي تبث أخبار وصور ممثلي الامارات ـ والبحرين أيضاً ـ وهما يعانقان (النتن ياهو) رئيس وزراء الكيان الصهيوني، ويقيمان مع كيانه تطبيعاً شاملاً، في حين قطر التي اتهموها كأحد أدوات التطبيع، لم تطبع تطبيعاً كاملاً مع "إسرائيل" لحد الآن !!!!!

والاخزى من كل ما مر، أن الامارات تفتح مقراً أو تسمح "للمتنورين وعبدة الشيطان" أن يمارسوا طقوسهم الشاذة بكل حرية وامان، في حين تمنع وبكل قسوة أي نشاطات مناصرة لحقوق الشعوب أو لفلسطين أو للمقاومة أو معادية "لإسرائيل"!!



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مونديال قطر : ظواهر ودلالات؟!
- إيران والصدر:.. و (وشركة المنتفعين؟!
- (نبش) الماضي وفتح دفاتره القديمة: دفتر(حركة الاحياء والتنوير ...
- (نبش) الماضي وفتح دفاتره العتيقة: دفتر (حركة الاحياء والتنوي ...
- (نبش) الماضي وفتح دفاتره العتيقة: (1) دفتر((حركة الاحياء وال ...
- ذكريات وتذكر.. وأين قرارات الشعب بــ ((تجريم التطبيع))؟؟
- القبائل السياسية العراقية والديمقراطية التوافقية؟!
- قبل العقل والتفكير.. كانت الطبيعة؟!
- روسيا تستسلم بدون قيد وشرط ؟؟!!
- دور ظاهرة ((الحركة الشعوبية)) في تبلور قوميات الشرق المسلمة! ...
- دور ظاهرة ((الحركة الشعوبية)) في تبلور قوميات الشرق المسلمة! ...
- دور ظاهرة ((الحركة الشعوبية)) في بلورة قوميات الشرق المسلمة! ...
- هل أن عالم مابعد (حرب أوكرانيا) سيكون متعدد الاقطاب؟؟
- حكايات من السجن....حقوق الإنسان وسيارات (اللوري)!!
- العروبة والقومية ... ما الفرق؟؟
- فلسطين أم اوسلو؟؟!!....فتح أم محمود عباس؟؟!!
- جيوشٌ عربية تملك دولها .. وليس العكس!؟
- ما قاله ترامب بحق الملك .. وما قاله جورج قرداحي بحق حرب المل ...
- مجاهدون أم قتلة ؟؟
- العروبة: والمستعربون؟! ...و... الاسلام: المتأسلمون!!؟؟ (الجز ...


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - البيت الابراهيمي .. أم البيت الصهيوأمريكي؟؟