أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - خلف الناصر - مونديال قطر : ظواهر ودلالات؟!















المزيد.....

مونديال قطر : ظواهر ودلالات؟!


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 7464 - 2022 / 12 / 16 - 12:33
المحور: عالم الرياضة
    


في مونديال قطر وهو في سويعاته الأخيرة، لابد لنا من القول: بأن في هذا المونديال ـ وهو يتم للمرة الأولى على أرض عربية ـ فقد برزت خلاله ظواهر لها دلالات عميقة، وهي جملة دلالات ذات أبعاد حضارية واجتماعية واخلاقية وتاريخية وسياسية وحتى ثأرية...الخ وهي دلالات بالغة الوضوح والمعنى ولابد لنا من الوقوف عندها، ووضعها في اطارها الحضاري والتاريخي وفي التكوين الاجتماعي للمجتمعات، وهي ظواهر كثيرة .. مــنــهــا :
ظاهرة المثلية والمثليين :
وإذا رجعنا إلى التاريخ لتحليل هذه الظاهرة نجد، أن جملة الحضارات التأسيسية القديمة في العراق والشام ومصر، وكذلك الحضارات التي تلتها في الهند والصين وفارس ثم حضارات اليونان والرومان وصولاً إلى الحضارة العباسية في العراق مثلاً: نراها جميعها تثبت، بأن انهيار الحضارات ثم سقوطها تالياً يبدأ عندما تبدأ تلك الحضارات بالتخلي التدريجي عن قيمها الاساسية التي قام علها بنيانها الحضاري وأسس مجتمعها الاخلاقية وتفكك العائلة أو الاسرة نواة المجتمع الأولية.. فجميع تلك الحضارات أصيبت في أواخر أيامها بالتحلل الاخلاقي والتفكك الاسري وانهيار جملة القيم والاسس التي قامت عليها تلك الحضارات!

ويبدوا أن الحضارة الأوربية الغربية الحديثة تمر هي الأخرى في أيامها اخيرة، لأنها الآن تمر بنفس حالات التفكك الشامل التي مرت بها تلك الحضارات القديمة التي سبقتها، لكن حالها أكثر تطرفاً في التحلل الأخلاقي والتفكك الأسري وانعدام لأية قيم اخلاقية تقريباً!
فالحضارة الغربية ـ كما هي أية حضارة أخرى ـ قد قامت أيضاً على أسس أخلاقية وأسرية وقانونية وحقوقية وسياسية....الخ .. لكن لا يعنينا في هذا المقام منها إلا اساسين، الأول ما يسمى بــ "الحرية الفردية"، وقد انبثقت من هذا المبدأ ظواهر كثيرة .. أهمها ظاهرتان خطيرتان :
الأولى: ظاهرة المثلية : فقد شاعت هذه الظاهرة في الغرب بشكل متطرف، وأصبحت كـ "الهولوكوست" شبه مقدسة وتعرض منتقدها إلى المسائلة القانونية والاجتماعية، وأمست مسألة يمارسها الغربيون ـ وبعض المجتمعات الأخرى على سبيل التقليد ـ علناً ودون رادع، وأبيح زواج المثليين وأصبح زواج ومعاشرة رجل لرجل وامرأة لامرأة قانونياً وشرعياً ويكفلها المجتمع الغربي نفسه، بل بلغ التطرف حده الأقصى وأصبح للمثليين اعلام وشعارات وعلامات يرفعونها في كل مناسبة، وحتى أن بعض الدول تقوم برفع اعلام المثليين في دوائرها الرسمية وسفاراتها عند الدول الأخرى، كما فعلت سفارة الولايات المتحدة في العراق مثلاً، بل أصبح بعض المسؤولين الغربيين يصطحبون معهم عشاقهم عند السفر للدول الأخرى بمهام رسمية، وهذا فعلته (ماري تشيني) عند زيارتها للعراق مثلاً، وكانت ((ماري تشيني ابنة نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني، المثلية، قد تزوجت من شريكتها هيذر بو في حفل زفاف تم في العاصمة واشنطن)).. وهناك العشرات وربما المئات من المسؤولين المثليين الغربيين والأمريكيين يفعلون ما فعلته (ماري تشيني) عند زيارتهم للدول الأخرى، أما في بلدانهم فحدث ولا حرج!!
فوزيرة الداخلية الألمانية المثلية مثلاً جاءت الى قطر وهي تضع شارة المثليين على ذراعها وتتبختر بها على مدرجات الملاعب، ورافقها منتخب ألمانية إلى مونديال قطر بطائرة خاصة تحمل شارات المثليين، فرفضت قطر استقبالهم بتلك الصورة! وقد احتجت الكثير من المنتخبات الأوربية على هذا التصرف القطري "الهمجي!!!!!" ـ كما وصفوه ـ وهددت بالانسحاب من المونديال، وكذلك كان العشرات من المشجعين المرافقين لفرق بلدانهم يضعون شارة المثليين على أذرعهم!

لكن مهما قيل ويقال أو تعطى من أسماء وأوصاف وتسميات تجميلية لهذا الانحطاط كـ "كمجتمع الميم" أو تسميتهم بـ "المثليين"، تبقى (المثلية) شذوذاً عن الفطرة الإنسانية والنواميس الطبيعية، وأيضاً تبقى علامة كبيرة على انهيار الحضارة الغربية وسقوطها في النهاية كغيرها من الحضارات التي سبقتها، وتحول الثقل الحضاري لأمم وشعوب واعراق خارج القارة الأوربية، والصين هي العلامة الكبرى والمؤهل الأكبر كوريث حضاري للغرب!!
****
 الثانية: انهيار العائلة الغربية وتفككها : وهي العلامة الأكبر على تفكك المجتمعات الغربية وقرب انهيارها الحضاري، فقد اصبح الزواج في الغرب حالة نادرة واستعيض عنها بــ "الصداقة" بين الجنسين والعيش في مكان واحد و (معاشرة بعضهم كالأزواج) تماماً، دون عقد شرعي أو قانوني أو مباركة دينية، واصبحت العائلة حالة تقليدية يهرب منها الجميع تقريباً واختفت سلطة الأبويين تماماً، ولذلك لا تجد في الغرب "مشكلة عوانس" كما هي عندنامثلاً، وكذلك لا تجد من هو متأكد يقينياً بأنه أبن فلان من الناس، رغم أن هذه الممارسات الشاذة لم تمضي عليها إلا عقود قليلة من السنين!

ومثل هذه الظواهر كتفكك العائلة، وظاهرة المثلية بالذات قد ظهرت في أغلب الحضارات القديمة في أواخر أيامها ـ وإن كانت بشكل وممارسات وتسميات أخرى ـ ثم تلاها الانهيار الكبير لتلك الحضارات ثم موتها النهائي، وهذا بالضبط ما تمر به الحضارة الغربية اليوم!
****
وغير ظاهرة "المثليين" ودلالاتها الحضارية والتاريخية، ظهرت في مونديال قطر ظواهر كثيرة أخرى منها سلبية وبعضها إيجابية .. فمن الظواهر السلبية التي رافقت الأولمبياد :
 ظاهرة ارتداء أثواب الحروب الصليبية:
لقد جاء بعض المشجعين الأوربيين الشبان وهم يرتدون [لباس محاربي الحروب الصليبية] في القرون الوسطى .. ولهذا التصرف دلالة عميقة جداً، فهم بهذا التصرف كأنهم يقولون لــنــا :
 هذا المونديال امتداد للحروب الصليبية بيننا وبينكم، وإن لبست أثواب الرياضة!
 وأن الحروب الصليبية معكم لم تنتهي بعد!
 أو يقولون أن الحروب الصليبية لم تنتهي بانتهاء المواجهة العسكرية معكم، فهي ستأخذ كل مجال وكل قضية مطروحة في ساحات الحياة المختلفة!
ويمكننا أن نستمر مع هذه الظنون وهذه التفسيرات لظاهرة (ملابس الحروب الصليبية) التي ظهرت في مونديال قطر إلى ما لا نهاية، لكن البعض سيرد عليك إنها هلوسات "نظرية المؤامرة"، أو يقول لنا آخر بأنهم (شباب صغار السن ولا يفهمون شيئاً ولا يعرفون ماذا فعلوا) .. لكنا نسأل الجميع إذا كان صغارهم بهذه العقلية الصليبية وهم لا يعرفون شيئاً، فكيف هي (عقلية كبارهم) وهم يعرفون كل شيء؟؟
ونحن أيضاً نطلب من هذين الذين يحتمل أن يردوا علينا بهذه الردود، نطلب منهم تفسيراً معقولاً لظاهرة ارتداء ثياب الحروب الصليبية، التي كان يرتديها الغزاة الصليبيون في القرون الوسطى الذين غزوا بلادنا، وما هي المناسبة أو المعنى الذي اجبرهم على هذا التصرف؟؟
****
ورغم كل تلك الظواهر السلبية التي رافقت مونديال قطر، هناك ظواهر ايجابية كثيرة أيضاً .. منها :
 بروز الشعور العربي لدى جماهير شعوب الأمة العربية في كل اقطارها بكل وضوح، شعور رافق جميع مباريات الفرق العربية المشاركة في المونديال مع الفرق الاجنبية الأخرى، بدءاً من الفريق السعودي في البداية وصولاً إلى فريق المغرب الذي أوصل العرب إلى نهائي بطولة كأس العالم .. لقد اختفت من قلوب وضمائر الجماهير العربية الطائفية والقطرية وبعض الحساسيات بين الجماهير العربية أو الحماس لفريقه الوطني وحده، واصبحت كل تلك الجماهير العربية تشجع وتتحمس للفريق العربي الذي يلعب بالساحة مهما كان قطره ولون علمه الوطني الذي ينتمي إليه ويعتبره وطنه الخاص، وكانت قلوب ملاين العرب تخفق مع كل حركة للاعب أو توجهه نحو هدف الخصم، وتكاد تتوقف عند هجوم أو ركلات الجزاء للخصوم على الشباك العربية!!
لقد حورب هذا الشعور العروبي من قبل جميع الأنظمة العربية، حتى تلك التي تدعي بأنها أنظمة عربية وحدوية، لكن رغم ذلك بقي الشعور العروبي تحت الرماد يؤجج في بعض المناسبات العربية، لكنه برز في مونديال قطر بكل وضوح، وكأنه القمر المنير!

 فلسطين كانت حاضرة في الملاعب: وترافق كل فريق عربي شارك في المونديال، والكل يرفع اعلام فلسطين مع علمه الوطني ـ حتى تلك الدول المطبعة ـ والجميع يقولون بلسان عربي مبين، أن فلسطين لن تموت مهما عملتم وإنها راجعة إلى أهلها طال الزمن أو قصر، وأن وجود الصهاينة المستوطنين لفلسطين، هو وجود مؤقت وفصل واحد من تاريخ فلسطين الممتد عبر الحقب التاريخية المختلفة، وقد يكون أقصر فصول التاريخ الفلسطيني!!

 معاداة اسرائيل : هي الأخرى بدت واضحة كل الوضوح عند كل الجماهير العربية ، ورفض الجميع الحديث مع وسائل الاعلام "الإسرائيلية"، التي اضطرت في النهاية إلى مغادرة قطر ومونديالها!

 "الــتــطــبــيــــــع": ظهر بوضوح أن لا مكان للتطبيع في القلوب العربية، وأن "اتفاقات ابراهام" لم تكن اكثر من (فــقــاعـــة) مملوءة بهواء فاسد كانت محتبسة في قلوب بعض الحكام العرب المهزومون والمأزومون في ضمائرهم ونهجهم وانفصالهم عن نبض شعبهم، وهذا ما فهمه "الاسرائيليون" والأمريكيون قبل الحكام العرب!!



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران والصدر:.. و (وشركة المنتفعين؟!
- (نبش) الماضي وفتح دفاتره القديمة: دفتر(حركة الاحياء والتنوير ...
- (نبش) الماضي وفتح دفاتره العتيقة: دفتر (حركة الاحياء والتنوي ...
- (نبش) الماضي وفتح دفاتره العتيقة: (1) دفتر((حركة الاحياء وال ...
- ذكريات وتذكر.. وأين قرارات الشعب بــ ((تجريم التطبيع))؟؟
- القبائل السياسية العراقية والديمقراطية التوافقية؟!
- قبل العقل والتفكير.. كانت الطبيعة؟!
- روسيا تستسلم بدون قيد وشرط ؟؟!!
- دور ظاهرة ((الحركة الشعوبية)) في تبلور قوميات الشرق المسلمة! ...
- دور ظاهرة ((الحركة الشعوبية)) في تبلور قوميات الشرق المسلمة! ...
- دور ظاهرة ((الحركة الشعوبية)) في بلورة قوميات الشرق المسلمة! ...
- هل أن عالم مابعد (حرب أوكرانيا) سيكون متعدد الاقطاب؟؟
- حكايات من السجن....حقوق الإنسان وسيارات (اللوري)!!
- العروبة والقومية ... ما الفرق؟؟
- فلسطين أم اوسلو؟؟!!....فتح أم محمود عباس؟؟!!
- جيوشٌ عربية تملك دولها .. وليس العكس!؟
- ما قاله ترامب بحق الملك .. وما قاله جورج قرداحي بحق حرب المل ...
- مجاهدون أم قتلة ؟؟
- العروبة: والمستعربون؟! ...و... الاسلام: المتأسلمون!!؟؟ (الجز ...
- حرب أكتوبر/تشرين 1973 المجيدة كانت حرباً عربية/صهيونية ، ولي ...


المزيد.....




- الحكومة الإسبانية تعلن وضع اتحاد كرة القدم تحت الوصاية
- خيار غريب.. بايرن ميونخ يستقر على بديل توخيل
- بعد هدف الكلاسيكو الجدلي.. الليغا: لن ندفع ملايين الدولارات ...
- فرق كرة قدم في المنزل.. لاعبون لديهم أكبر عدد من الأطفال
- -متنكد-.. أمير سعودي يعلق على صورة بالمدرجات وهزيمة الهلال
- أطلِق العنان لشغف الرياضة بداخلك للفوز مع موقع الرهان الرياض ...
- هتتفرج ببلاش.. القنوات الناقلة مباراة الأهلي و مازيمبي نصف ن ...
- صديقة نجم أرسنال ترد على حملات المتنمرين
- كانافارو يبدأ مسيرته مع أودينيزي بمباراة مدتها 18 دقيقة!
- اليافعة الروسية أندرييفا تحقق -ريمونتادا- في بطولة مدريد (في ...


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - خلف الناصر - مونديال قطر : ظواهر ودلالات؟!