أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد الله خطوري - أقنعةُرأس المال آلبشعة














المزيد.....

أقنعةُرأس المال آلبشعة


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7371 - 2022 / 9 / 14 - 23:34
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إن عقد آتفاقيات بأي آسم أو عنوان، في ظل ما يعرف بالعولمة الحالية، مع دول الاستغلال الأوروبي أو غيرها أو مع ما يمثلها أو تمثله من منظمات ولوبيات الرأسمالية المتوحشة أمر يشبه المشي على صفيح ساخن عامر بألغام قابلة للانفجار في أي وقت وحين...
فيلم Adults in the Room(١)الذي تم انتاجه عام 2019 للمخرج اليوناني غوستا غفراس صاحب شريط(Z زيدْ) 1969و(مفقود) 1982و(الاعتراف) 1970، و(حالة حصار)1972 يعرض مثال اليونان، في هذا الباب، وما وقع لها مع ما يسمى الاتحاد الاوروبي ومن ورائه شركات آستغلال لا تشبع أبدا، إن عقد مثل هذه الشركات وما شابه يُلزم الدول الضعيفة والمستضعفة بتوقيع شروط قاسية تكون عادة في صالح الطرف القوي، تماما مثل تلك الديون التي يضطر الموظف البسيط اللجوء اليها من اجل شراء عقار أو أي آستهلاك سرعان ما يجد نفسه مرغما على قَبول رزنامة من الشروط و البنود والقوانين، بل والعقوبات بصيغة..في حالة كذا وكذا يستلزم كذا وكذا..كل ذلك ضد مصلحة المستهلك، بطبيعة القوة الإلزامية لمثل هذه العقود الإجبارية، يوقع الطرف المستضعف فيها مؤمنا موافقا على تفاصيل البنود صاغرا لأنه غالبا مثل هذه العلاقات الملتبسة غير المتكافئة تكون لصالح الطرف الأقوى ماليا واقتصاديا.. هذا ما وقع ويقع للمستضعفين من قبَل وحوش العالم على مرار تواريخنا، أليست حماية وآستعمار ووصاية فرنسا وإنجلترا ونظيراتهما صورة من صور ما يحدث الآن هنا في منطقة المتوسط والشرق الأوسط بين مفقريها ومغتنيها.. ألا يمكن أن نستبدل آسم اليونان في هذا الفيلم مثلا بأي آسم دولة أخرى شبيهة، ولتكن إحدى بلدان بني يعربَ مثلا، ألا نعاين المعضلة نفسها والغطرسة ذاتها عن طريق الإصرار على جعل دول المفقرين آقتصاديا تابعة لمنطقة اليورو والدولار والين رغم غنى الفلاحة والزراعة والنفط الذي تحتكره شركات دولية تعض بالنواجد على آستمرارية السيطرة دون هوادة ولو كان ذلك يؤدي الى أزمات تعود بالويل على الشعوب والمبَسَّطين..لا يهم..والملاحظ لِما يعرضه شريط كوستا غفراس سيجد تجليات الظاهرة حاضرة لدينا نعيشها كل يوم مثل رفع الدولة يدها عن دعم المواد الاكثر استهلاكا، ورفع من سن التقاعد، والزيادة في منسوب الضرائب المفروضة على المواطن المقهور، وبيع ممتلكات الشعب/الدولة من أراضي وشواطئ وبحار وغابات وثروات ومؤسسات تعليمية وصحية وغيرها من المنشآت الحيوية، وتفشي اقتصاد الريع واعادة الهيكلة من اجل التخفيف من الديون التي لا تنتهي الا لتبدأ من جديد في دوامة إعصار لا يُبقي ولا يذر، وأغلب الضحايا طبعا من المُبَأَّسِين الذي يُفرض عليهم الشقاء والعنت والمكابدات الى درجة أن فئات عريضة مما كان يسمى"طبقة متوسطة"غدت بقوة الإكراه مُفَقَّرَة في الوقت الذي تحول فيه من كانو دون ذلك مُعْدَمين.. بسبب كل ذلك، اندلعت آحتجاجات، وخرجت عدة مظاهرات ضد الوضع في معظم أرجاء البلدان(الربيع العربي مثلا...)ووجد المواطنون الرافضون لتلك السياسات أنفسهم مرغمين في مواجهات مباشرة مع القوة التنفيذية، وارتفعت نسبة البطالة وأضرب العاملون في جميع الهيئات الحكومية والخاصة ضد نهج سياسة التقشف التي يُطالِب بها الاتحاد الأوروبي بلدَ اليونان كشرط لتقديم حزمة أخرى من"المساعدات"المالية...متاهة ليس لها حل يقاربها(غفراس)وهو في عقده الثامنين بالطريقة نفسها والأسلوب ذاته والغاية هي هي كما في شريطه السبعيني(Z)(٢):إدانة السياسة العالمية للرأسمالية المتوحشة التي تظل رغم إرادة الشعوب والحكومات الوطنية مُصِرة على إمساك خيط صنارة الصيد بإحكام تسحبها بعنف وتعنيف وقت تشاء وترخيها بلين متى أرادت..وذاك ما حدث في بلاد الحكمة والفلسفو التي رفض الشعب فيها مجمل هذه الإجراءات الجائرة وقال كلمة(لا!!)في وجه التشدق بإصلاحات كما ترومها الغطسرة الأوربية بزعامة لوبيات ألمانيا وفرنسا..وبعد إعلان نتيجة الاستفتاء تقدم وزير المالية(الشخصية الرئيسة في الفيلم)يانيس فاروفاكيس باستقالته مشيرًا إلى أن مجموعة اليورو والشركاء لا تريد مشاركته في المفاوضات، معلنا تحمله بفخر حقد الدائنين.. لكن،رغم ذلك،تم الانقلاب على شرعية الشعب وكسر إرادته وآختياره، وهي النهاية التي وقع بها الفيلم خاتمته التي أضحت ترنيمة يرددها المخرج في متم أفلامه صابغا عليها مسحة من اللاجدوى لم تكن آختيارا فلسفيا أو جماليا بقدر ما كان هذا النزوع السيزيفي السياسي الشبيه بالعَدمي واقعا قاهرا أملته ومازالت تمليه شروط الحياة الامبريالية المتجددة التي تَستبدل أقنعتها آلمتوارثة بأقنعة أكثر وحشية وبشاعة في الفتك والافتراس والعياذ بالله...

_إحالات:
١_الشريط من إنتج 2019 يعالج ثورة اليونانيين على قوانين الاتحاد الأوروبي عام 2015 ...

٢_فيلم(Z)انتاج 1969 للمخرج اليوناني غوستا غافراس يتناول قصة تحقيق حول مقتل أحد قادة الحزب اليساري الفرنسي، وبمجرد الشروع فيها تبدأ حملة قوية لإخفاء أدلة الجريمة من قبل شخصيات مرموقة في السلطة التنفيذية



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كُلٌّ فِي زَمَانِهِ آلنَّضِيدِ..بخصوص الزمن في رواية-الصخب و ...
- شَبَقُ آلحروف في(إنسان بلا سجايا)
- وَعَلَى آلطُّفُولَةِ آلسَّلَام
- (ها أنذا) كما جَأرَها آلمسمى عنتره
- علمتني الرياضيات الشيءَ الكثير..لا..لم تعلمني شيئا
- لَمْ يَعُدْ لِي حَنِين
- سُقوطٌ حُر
- ضَحِكَ وآلسّلام
- حَسْرَة
- لِيَأْتِ جُودُو أو لَا يأتي..لا يهم..
- مُجَرّد سحليَّة في آلقفارِ أنَا
- زِيدُو لْكُودَّامْ
- اِخْتِلَاس
- عِيدٌ سَعِيد
- حِمَارُ آللَّيلِ
- الطفل القديم
- التَّابْعَة
- قَرْنَان
- مُمَارسةُ آلموت
- اِقْرَأْ وَإِلَّا قَتَلْتُكَ


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد الله خطوري - أقنعةُرأس المال آلبشعة