أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبد الله خطوري - الطفل القديم














المزيد.....

الطفل القديم


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7359 - 2022 / 9 / 2 - 12:47
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


دق آلْجرس.فُتحَ آلباب.دخلوا زرافاتٍ ووحدانا؛ وعلى عجل، اجتمعوا في ساحة واسعة؛ وإذا بصوت أجش يهتف صارخا:أريد مزيدا من القطيع لزريبتي..ذاك ما تقوله أرقام النتائج التي يوزعونها في آخر موسم قطاف آلرؤوس بعد أن تُقصلَ الأرواح والنفوس..لن أنخرط في لعبتهم المقيتة.. سأذهب الى أقرب حديقة وألعب كما آتفق ضاربا عُرْض الفراغ مراسيم أرقام الأعمار..جعلتُ أهمس لنفسي مشفقا لحال هؤلاء الصغار الذين، رغم تعليبهم وتسليعهم وتسريع وتيرة نموهم قبل الاوان، تُلفيهم يضحكون.يأتون المدرسة، هكذا، لأن سببا ما، لنقل صدفة العادة مثلا، تدفعهم للمجيء إلى حجرات درس يلجؤون إليها ربما فرارا من مجالات أكثر ضيقا وخنقا للأنفاس.بعضهم يترنح في مساره يسقط يعاود السقوط يتوقف لا يستمر.بعضهم يعمل أعمالا أخرى تفرغ الجهد تقلل التركيز، آخرون يعضون بالنواجد على مواظبتهم تثمر لهم تشدقات لابأس به حسن جدا ههه يغرقون ذويهم وذواتهم في مهزلة مكابدة سيزيفية سمجة ليلها كنهارها لا ينزاح عنها الا من ولدته أمه في خرقة ملائمة..وأين هي الملاءَمة في مدرسة تشحن تُعلب تصفف تضغط تصدر الأحكام تلقي كل شيء في أوعية نفاضة الأرقام..ورغم علمهم بوعورة الشعاب والمسالك وكثرة المطبات التي يصنعها يضعها أهل الحل والعقد في الطريق، تجد الصغار والكبار يجاهدون يناورون يشاكسون الزمن وآلِهِ المتحكمين في الرقاب كي يَخرجوا من ظلمات هاديس هشاشة المعيش بورقة بيزينطية تنقذهم من طوق الحروب البونيقية التي يحسونها مفروضة على قراجيطهم..سهلٌ جدا أن تحكم المدرسة على إنجازات مثل هؤلاء بقيمة قياس رقمية معينة تزن مهاراتهم ومعارفهم ومدى مسايرتهم للمكتسبات التي يتدربون عليها في إطار محاور مقررة؛ لكن،العسير هو سبر نوعية تلقيهم وإدراك حواسهم وإحساساتهم بوضعياتهم الخاصة، تشخيص أحلامهم، فَهْم رغباتهم ونفورهم المتفاقم من المساطر الرسمية التي من تحت لتحتٍ تقفُ في وجه سعيهم نحو عيش بالكاد يقف على رجليه حابيا دَادُّوشْ باعوش (١)في عيشة تحكمها ظروف متقلبة بدايتها شهقات ضغوطات بَزّزْ(٢) نهايتها زفرات اُوووف..يَعْلمون جيدا أن آنكبابهم هكذا على المجيء والذهاب لا يعدو أن يكون عادة من العادات آعتادوها وكفى، قد تسفر بعد طول نفس عن نتيجة معينة أو تنتهي بهِمْ إلى بِرك آسنة ليست تجود إلا فقاعات فارغة لا جدوى منها..لكنهم،رغم ذلك، ينخرطون في اللعبة حتى نهايتها التي بلا نهاية و..ينتظرون..أوووف ههه ينتظرووون..حتى إذا أسفرت المواسم عما تسفر به عادة، نتفاجأ بالطفل غدا فتى والفتى شابا والشاب كهلا والكهل شيخا..تتشابك الأجواء تتسارع مواسم النجاح والإخفاق وإذا بالانتظار يُسفر عن مزيد من الانتظار.يستغرق المنتكسون في ترنيمة هذا شعري آشتعل شيبا، ونجدنا نردد حسرات الحنين تأكل أحشاءنا:
كلُّ شيء صار مرًّا في فمي
بعدما أصبحتُ بالدنيا عليما
آه من يأخذُ عمري كلَّه
ويعيد الطفلَ والجهلَ القديما(٣)

_ إحالات:
*دادوش باعوش:عبارة تقال للطفل في أول عهده بالمشي
*بَزَّزْ:بالعنف والتعنيف
*البيتان لإبراهيم ناجي



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التَّابْعَة
- قَرْنَان
- مُمَارسةُ آلموت
- اِقْرَأْ وَإِلَّا قَتَلْتُكَ
- فْشِي شْكَلْ
- رَحِيل
- الجوكر أو الأقنعة الموروثة
- التتارُ الجدد
- شَدْوُ آلْفِجَاجِ
- سَيَمُرُّ آلْقِطَارُ بُعَيْدَ قَلِيل
- زَنَابِقُ آلْحَيَاةِ، بخصوص قصيدة-يا صبر أيوب-للشاعر عبد الر ...
- مُجَرَّدُ شَخيرٍ لا غير
- سُعَال
- دُودُ سِكَّةِ آلْحَديد
- شَرْخ
- سُلَالةُ قابيل تُكملُ آلمهمة
- بخصوص شريط(حَلاق درب آلفقراء)لمحمد الرَّكاب)
- السيد(بِيغُونْجِيهْ)في مواجهة قطيع القرون ...
- بخصوص(Voyage au bout de la nuit)لفرديناد سيلين
- ثُمَّ هَوَى


المزيد.....




- القاهرة الإخبارية: مئات الشاحنات تستعد للدخول إلى غزة لإغاثة ...
- ممثل أبو مازن بالأمم المتحدة: الشعب الفلسطيني ضحية قرارات دو ...
- -لازاريني- يحذر من الرضوخ لطلب الاحتلال حل -الأونروا- + فيدي ...
- بن غفير يطالب بإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل -اكتظاظ السجون-! ...
- رايتس ووتش وهارفارد تدقان ناقوس الخطر بشأن أثر المتفجرات على ...
- بن غفير يدعو لـ -إعدام الفلسطينيين- لتخفيف اكتظاظ السجون
- الضرب والتعذيب سياسة يومية.. هيئة الأسرى: استمرار الإجراءات ...
- وزارة الدفاع الوطني بالجزائر: إرهابي يسلم نفسه للجيش واعتقال ...
- أميركا تؤكد عدم تغير موقفها بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة ...
- برنامج الأغذية العالمي: لم نتمكن من نقل سوى 9 قوافل مساعدات ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبد الله خطوري - الطفل القديم