أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - مُجَرَّدُ شَخيرٍ لا غير














المزيد.....

مُجَرَّدُ شَخيرٍ لا غير


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7346 - 2022 / 8 / 20 - 23:37
المحور: الادب والفن
    


لبنى قمر..قيس عاشق..تاه عنها.تاهت عنه.بحث عنها.بحثتْ عنه.لم تجده.لم يجدها.يتجول آلآن يرحل كمعتوه صوب آلفيافي.فاغرَ العينين مشدوها تالفا يدخل أدغال دهاليز دنيا لا ينتهي غبش شرانقها.يمشي عاريا حاسرا كما كان يفعل في خلائه الخالي.طفل هو، عصفور تاه عنه الجناح.براءة هي كآبتسامة فطيم يشاكسُ حلمة ممنوعة.العالم دخان.والناس هم الناس في كل زمان في كل مكان.مسكين قيس أفرط في حبه في حبها.لم يستطع عنها عنه صبرا.عانى.تعب.وقف.استلقى تحت شجرة جميز بلهاء غافيا يروم يحلم قليلا.ترنم..يا حبيبا زرتُ يوما أيكه..غلبه نعاس.نام ربما ذاب.غاب ثم..أوووف..هو يوم جميل كبقية الأيام..لم أستطع الاستمرار في تسويد هذي الحروف.عجزتُ.طلبتُ قهوة ثالثة كالأولى كالثانية عسى يأتي شيء..سوداء كان قرارُها الخائب قعرها الناحب وبقية البقية لا يُرجى من تجرعها غير مزيد من قرح ورحيل القريحة كأيام قيس لما تلف في المتاه..عبثا تأففتُ أعدتُ التأفف.لا رجاء يُرجى من الرقاد في المقاهي وأشباه المقاهي.ثرثرة في كل شيء في لا شيء.لم يأت شيء..ثم ماذا؟..غاب ذاب..وبعد؟لبنى قمر.قيس عاشق.تاهت الحروف ساخت الكلمات في عالم لا يؤمن بالكلمات.يدخل الدنيا.لِـمَ يدخل مخبولُ الدنيا دنيا؟ماذا يرجو منها؟عن ماذا تراه يبحث؟لقد سبقه الذين سبقوه لم يجدوا غير ما وجدوا.لِمَ الإصرار أيها المعتوه الموشوم بحب أعين الحَوَر في زمن بوار الحور وغير الحور.هل تستحق لبناه المجازفة من أجل عينيها النجلاوين أو من أجل شفتيها أو عجيزتها التي تزداد تشوها ههه كلما هرم الزمن أو من أجل روحها الشفيفة ربما أو طيفها الطافح بالخيالات السارحة أو وميض الأمل الذي يرفرف رقاراقا من بين خلسات آبتسامة ليس يجود بها الوجود الأرعن إلا لمن يفقه أسرار النظرات كيف تكون..سيان..هل الحياة تحتمل كل هذا الهراء من دسم الرسم بالكلمات، هل قصور عبورنا المارق الخاطف يحتمل هذه التخم..ترهات.. مجرد خرافات، هلاوس عقول شائخة تستمني برواية حكايا سائبة في وقت سائب ليس إلا..أنا عجوز الآن غاب عنه دمه، رابض كبهيمة المسالخ تنتظر ذابحَها على كرسي ميكا بيضاء كابية في مقهى تملأها مناخير تنفث دخانا أسودَ أزرقَ أحمقَ أعرجَ كبالوعة واد حار ذفر الرائحة في ضحيات آب المصهدة بنار حرور لافح ينتظر الذي يأتي والذي لا يأتي..أتجرع في قرف مغصَ ثالثة أطلب رابعة بلا فائدة..أكرع الأمواه، أعب من كؤوس أطلبها تباعا لا أدري أين تذهب هذه السوائل التي بلا لون بلا طعم..آه..كم وثقنا في كذبكم أيها الملقنون..لا طعم لسمومكم..!!..تبا..كالضغينة الذائبة أنتم على رؤوس حيارى في صحارى بائرات.. الجالسون في مقهى الشارع الصفيق تتفحصني في كل آن أعينهم القذرة..بعض أطفال الديطاي والصليصيون الذين تأكل الخنائن أنوفهم يرتشفونها مع شهقاتهم المنحوسة يصخبون..شي باراكا دَوَّرْ معنا تْسِيري.. ماركيز وانستون مارلبورو..كانوا يجأرون..أتركُ المقهى..تركتهم يتصارعون على بقية مخلفات بئيسة على الطاولة الفارغة..أووف..استطاعَ قيس النجاة من خراتيت ما فتئتْ تعن له في الحلم عندما يكثر إدمان دخان لفافات المدمنين المحشوة ببقايا عيشة الزلط.سمع صوت لبناه من مكان ما يناديه فلبى النداء.لقد أنقذته عشيقته من خرافته المنسية.كانت تتجول في قارب خشبي على النهر الذي يخرق شوارع المدينة التي لا تنام.سمعَتْ شخيره يصك الآذان.عرفته.أسرعتْ تقفو أثر الصدى.تتشم رائحة زرنيخ نفايات الدخاخين ككلبة صيد مدربة أو ككلبة خبيرة أو ككلبة عادية والسلام.ألْفَتْهُ تحيط به ضباع براري خنازير قيعان الأودية غاطا في نوم ثقيل بين مرو صلد وصخر ناتئ غير آبه بشيء.أوْجَزَتْ سهما صُنِعَ في عصر الوندال أو الرومان اختلفتْ مصادر الروايات في عنعنة الحَدَث...أسألُ وأنا أخيطُ الطرقات العامرة بالخواء عن أي عنعنات أتحدث..إني أعبث لا محالة..ليكن ماذا في ذلك..كله كلام والسلام...أدخُلُ المنزل.أغلق الغرفة أتغطى بالأثاث المقلوب على بعضه بالأبواب بالنوافذ بالستائر غير الموجودة بالملاحف بالحديد بالنحاس بالرصاص بالعراء بالخواء بفراغ حَرّ آب بِــ..وأناااام..لكن العنعنة الصائبة على أكبر تقدير والرواية الراجحة أنه..أقصدُ ذاك السهم الذي آرْتَجَزَتْ لُبناه.. قيلَ..مِن صُنْع صاحب زُبَر الحديد بلمح البصر رمَتْ به صَوْبَ مَنْ يقف في الطريق فأودت بهم جميعا في هاوية لا قرار لقرارها وأنقذت عشيقها المخبول..ولما آستيقظ قيس ألفى_وافرحتاه_محبوبته بجانبه لم تغادره قيد أنملة مذ تركها آخر مرة.تفاجأ.صفعَتْه.استرد يقظتَه.صاحت في وجهه كدأبها دائما..ألا كففتَ عن عاداتك القبيحة يا شقي ألا توقفتَ لحظة عن شخيرك ولو مرة واحدة في حياتك..بينما كانت تستمر في تأنيبه، استغرقْتُ أنا في مكاني أتابع ما يفعلان وما يفعل غيرهم من أنام وهوام تهيم تدب في أدغال متاهات مدينة سخام لا تنام مستغرقا في شخير عميق..ثم..ممم..لا شيء..مجرد شخير ليس إلا....



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سُعَال
- دُودُ سِكَّةِ آلْحَديد
- شَرْخ
- سُلَالةُ قابيل تُكملُ آلمهمة
- بخصوص شريط(حَلاق درب آلفقراء)لمحمد الرَّكاب)
- السيد(بِيغُونْجِيهْ)في مواجهة قطيع القرون ...
- بخصوص(Voyage au bout de la nuit)لفرديناد سيلين
- ثُمَّ هَوَى
- رغم الصخب والجؤار...(قراءة في رائية أبي الصعاليك)
- تَصْفُو حِينَ تَرْتَجِزُ
- عَدَم
- بخصوص(كائن لا تحتمل خفته)ميلان كونديرا
- تَرَى آلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْهَا
- اِنْكِفَاء
- زَعَمُوا أَنَّهُ
- بَسَاطة...(قصة)
- نَهِيق
- تِيمُورَانَّغْ بَيْنَ فِطْرَةِ بَانْجِي وجَشَعِ جاسنْ
- ثُمّ يَقُولُ آلْعَاثرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ صَوَابَا
- تَتَّوفْتْ/مَمْسُوسَة


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - مُجَرَّدُ شَخيرٍ لا غير