أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - اِخْتِلَاس















المزيد.....

اِخْتِلَاس


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7361 - 2022 / 9 / 4 - 18:20
المحور: الادب والفن
    


● صفر...

أنا أكتب إذًا أنا مْسَــالي...(١)

● واحد...

الحَوَّاتُ يغازل إحدى زبوناته.أخ الزبونة يراقب الحوات بعين غير راضية.الأخت تلحظ بطرفيْ عينيْها عشيقا لها مدسوسًا مركونا في شي قنتْ يسترق نظرات خاطفة إلى الأخت خفية من أخيها ومن بقية الناس.نظراته فيها شبق.نظراتها ذات علق.الحوات مستمر في مجاملة الزبونة كَاعْ ما دّتْهَاشْ فيهْ.كانت منشغلة بمتابعة رصاصات عشيقها..

_بشحال ؟

قالت له..

الأخ يحرس أخته متذمرا.يستحثها أنْ تعود إلى البيت.الحوات ينهر الأخ.الأخت تقول له ماشي شغلك.الأخ يشزر الحوات.العشيق يرسل قبلة هوائية خلسة عنهما.الأخت تتلقف القبلة بلهفة تحتضنها بيديها تضعها في قلبها..

_"بلا فلوس"

قال الحوات..

ترمي له 120 ريال..

_"آخْ على بنادم!!"

صاحت في وجهه وآنصرفت.يتبعها أخوها ساخطا.الحوات يتابع طيفها يغادر الزقاق.العشيق غَيَّرَ المكان.الأخت تلتفت إلى الوراء.الحوات يرسل لها إشارة ودية بيديه.الأخ يمسك بيديها.الأخت تتفل في الأرض زاعقة شاتمة.الحوات لم يسمع شيئا.شاهدها تبصق.قبض على قلبه وصرخ..

_ يا الكَاويني..زيدْ لَهْنَا الحُوتْ طْرِي..(٢)

الأخت تبحث بنظرات تالفة عن عشيقها.لا تجده وراءها.تنظر قدامها.كان هناك ينتظر...أنا ما موقعي من كل ذلك؟؟لا شيء البتة.لا علاقة لي بأحد.كانت عيناي فقط تمارسان النميمة تراقبان الجميع خِلسة من خلال التبصص من فرجات نافذة...

● جوج...

_ آشْ هاذْ شعكوك النصارى لعنداكْ هنا؟ياكْ شحالْ من مرة صَيْفَتّكْ للحجام..واش ما هذاكْ الله تْحَيّدْ هاذ المصيبة للي غادي تعمي ليكْ العينْ شي نهار...(٣)

_آبَّـا راهْ هو ماشي أنا...

_كيفاشْ هو ؟؟

_هُوَ هُوَ للي كاينبتْ دَغْيَا،عْييتْ معاه.(٤)

_ينبتْ فيك القرطاسْ ياوحدْ للي ما يسمعشْ...ياكْ ذاكْ النهار أكدتْ عليكْ باش تمشي عند الحاج قْوِيدَرْ صاحْبي أحسن حجام في المدينة كاملا...

_ لكن هذاك ما يعرفش...

_وشكون يعرف؟أنتَ؟ولًّا ذُوكْ الحجاما نتاع جوج بريال للي يفتشو غي يشلهبو الفلوس على والو...(٥)

_آبااا...

_قلت لكْ صافي من الهَدْرَا،سَدِّينا..غَدَّا غَادِي تمشي عندو وتْڭُولُّو أبَّا سِيفَطْني ليكْ وْرَاهْ غادي يتهلا فيك مزيان(يُغيرُ من حدة لهجته.يتقرب من آبنه متوددا ماسكا كتفيه كصديق)عْلَى وَدِّي سي قويدر صاحبي قديم ويعزني مَنْ شحال هاذي..(٦)

_أووه..هذاك كَيْكَشَّطْ ما كيحسنش..هو ما ولف غير الغنم يجز ليها الصوف..خصني معاه البنج..

_إيوا ما عجبك حال واقيلا ؟؟

_لا

_كيفاش لا؟؟!!

_أنــا بَّــا ما شي خروف...

●ثلاثا...

إحداهنَّ ببلوزة بيضاء تحدد تضاريس جسدها الصغير وضفائر على الكتفيْن تتهادى، تدخل على حين غفلة من أعين الآخرين إلى بيت جاري القاطن أسفل.لم تطرق بابا.لمْ أسمع شيئا.وَجَدَتْه مواربا يستحثها على الدخول.ربما آتفقا على ذلك مسبقا.نظرتُ إليها تنظر يمينا يسارا ثم كخطاف وجل تمرق بسرعة السهم. تغلق الباب وراءها ثم لم تخرج...

● رَبْعَا...

رأيتُها.رأتْني.عَرَفْتُها.عرفَتْني.اقتربتُ بحذر.بقيتْ هي بعيدة.أهدتْ لي آبتسامة جميلة كإشراقة ربيع محتشم بعد خريف طويل.فرددتُ لها آبتسامتَها رغم أني لا أومنُ بربيع الأوهام.قالت شكرا.قلتُ لا شكر على واجب.وتكلمتْ معي وتكلمتُ معها.تكلمنا معا.هكذا كلام منها كلام مني.كانت بعيدة وقريبة.كنت بعيدا وقريبا.نتبادل الكلام.نلعب التنسَ بالكلمات وجمهور غفير من هوام ودواب يبحلق فينا خلسة من وراء ثنايا نوافذ مبعثرة أو جهارا من فوق سطوح معراة ومن على الشرفات...

● خمسا ...

أينكِ؟احضري حالا.إني سأغضبُ.إني غاضب الآن.أحسن لكِ أنْ تظهري وتقصري الشر.سأودي بكِ إلى الهاوية..يا ولية..قلتُ لكِ اظهري..لعنة الله عليكِ وعلى اليوم الذي عرفتكِ فيه..تبا..إنكِ تُثيرنني..طيب..سأعرفُ شغلي معك.. طال الوقت أم قصر مصيركِ بين يدي وحينئذ قلْ لطاقية الإخفاء أو هذه الدور الخرباء كوجهك المجروب أن تحجبكِ عن هيجاني وصولتي..سترين يا بغيضة..سأنتفُ رأسكِ أمام الملإ وأتركك بلا مؤخرة...كنتُ أقولُ هائجا لدميتي المفضلة..هدية أمي في عيد ميلادي الأخير، أقصد آخر هدية تهديها لي قبيل وفاتها.لستُ أدري مَنْ رفعها هناك فوق دولاب الملابس.استحلتِ الجِلسةَ مستغلة آنشغال فضولي بالنظر من خلال خصاص النافذة..العالم قبيح بالخارج..أنا ودُميتي في الداخل لا نأبه.نعيش سويا بآنسجام معين؛وفي آنتظار مجيئ النهاية، أتلهى بممارسة نميمتي المفضلة أشغِّلُ وإياها أذنيْيَّ وعينيَّ وكلمات لي نابيات وكل الحواس..انزلي قلتُ لكِ انزلي..أرجوك حبيبتي..لا تنظري إليّ هكذا، فأنا لم أفعل ما يستوجب غضبك..أرجوكِ آنزلي...

● سَتَّا ...

الرأسُ المنفوش يتقدم إلى الخلف.شيئا ما يميل إلى اليمين.يخلف وراءه رمادا وبخار غاز.ترهقه الرقبة.بدون ألم، يتحسس الرأس المفجوع.يتقدم دائما إلى الخلف.يميل إلى اليسار هذه المرة، وفي مرات أخرى يميله إلى جهات متعددة غير محددة.يتحرك.يدور.يلف لفات كاملة متتابعة.لا يشبع من الحركة.لا يعييه التنقل.نزق كالزئبق.ينسلتُ. ينسرب.يمرق أخرى، وأخرى يتلاشى عن الأنظار في رمشة عين ليظهر من جديد في حلة مغايرة؛ لكن دائما وفي كل المرات يراه الناس بذلك المنظر الذي رأوه عليه أول مرة..رَأْشٌ بلا رأس..رأشُ شقي شؤم مشعث مشتت مشلول الشظايا مشقوق بلون الخشاش...

● سَبْعَا...

رغبتُ في:
_وجه أسيلٍ صاف؛ لكن....
_بركة ماء ريانة حلوة غير آسنة؛ لكن...
_وِرشَان بَري وطير سُمّان سِمَان؛ لكن...
_صدر دافئ كالثلج؛ لكن...
_شفاه تنفرج بسخاء لا تقولان لا؛ لكن...
_طيف آدمي حقيقي لا دمية مطاط تلعب بي الجمباز ليلا ونهارا ...
_وألف رغبة ورغبة؛ لكن،حلمتُ بكابوس:
في الرابعة صباحا وبعض الدقائق، استيقظتُ مذعورا على إثر آحتلام مُرْهِق أوْدَى بآلاف من نطفي في الفراغ،محدثا إيدامَ نزيف قميئ النبرات لوث الدثار والجوار.اتجهتُ صوب المرحاض.غَسَلْتُنِي أو بالأحرى غسلتُ مواقع نزيف الإيدام.رميتُ الأشلاء إلى ركن تركن فيه بقية أشلائي منتظرة دورها في التشطيف. هرقتً ماء.بلْتُ.بَلَّلْتُنِي.غسلتُ خيبةَ ذعري ومصائبي.نظرت إلى وجهي في المرآة أمامي.رأيتُني.رأيتُ تجاعيدا تحفر تجاعيدَ والصاخب الراقد يشهق يزفر والهلع المستفيق ينخس يخزُ ينحر..رأيتُني ناكسا منتكسا في صمت وبلا بوح أجأرُ..رأيتُ_خاصة_قرنَيْ خروف،كل رقن في ركن من جبهتي.توجستُ.خفتُ. تمضمضتُ.خرج دم ملوثا ببصاق ومئات البكتيريا الدقيقة التي لمْ أعاينْ منها أحدا رغم تدريباتي الكثيرة وتجربتي الوحيدة في البصبصة.أردتُ أشربُ. عدلتُ عن الفكرة.اكتفيتُ بغرغرة يائسة..غرغرغ..هرعت..لبستُ أشيائي الصغيرة على وجل على عجل.تحسست جبهتي.تحسست القرنين.إنهما صلبان متينان أصلب مني.حاولت أحركهما.أحسست بألم..اووف..دخلت غرفتي ساخطا ألعن فجائعي وألعَنُني.فتحت فمي.أردت أنبسَ أو أتكلمَ أو أقولَ شيئا لست أدري ما هو..فلما هممتُ ثغوتُ..بـااااعْ..أطبقتُ بيدي على فمي.حاولت أن أبكي فجفاني بكاي.الدمية هناك في عليتها تضحك وعيناها تدوران في محجريهما المطاطي وتضحك هههاها..آويتُ ملتاعا إلى فراشي.سودت هذه الخربشات بصَمْت مريب فيه خوف كثير من أن يخرج هذَا الباااع من حَنْجرتي..ثم آه أخيرا نمت..ورأيتُ ما رأيتُ..بلايين النطف متراصة في شكل حملان صغيرة يملأ ثغاؤها الأنحاء.تلبس قمصانا رياضية شفافة غير ملونة تتهيأ.تتحفز...
تعدو.
تتسارع.
تتصارع.
تلهث.
تجري.
تمرق.
تتزاحم.
تتضاد.
تتكتل.
تتكثف.
تجتمع.
تتفرق.
تتقاتل.
تتشابك.
تتراشق بالقُبل بالنبال بالإسراع في الآجال..و..آلااااف السكاكين تعدو خلفها.تسحق الطريق تحت أظلافها. تتسابق نحو الوصول إلى عدم في العدم..ستوبْ..

_إحالات:
١_مْسَالي:لا شغلَ لي
٢_يا الكاويني:يا معذبي
٣_شعكوك:شعر كثيف/الحجام:الحلاق.
٤_دَغْيا:بسرعة
٥_يشلهبو:يسرقون
٦_سيفَطْني:أرسلني/الهدرة:كلام زائد بلا فائدة/على ودي:لأنه..



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عِيدٌ سَعِيد
- حِمَارُ آللَّيلِ
- الطفل القديم
- التَّابْعَة
- قَرْنَان
- مُمَارسةُ آلموت
- اِقْرَأْ وَإِلَّا قَتَلْتُكَ
- فْشِي شْكَلْ
- رَحِيل
- الجوكر أو الأقنعة الموروثة
- التتارُ الجدد
- شَدْوُ آلْفِجَاجِ
- سَيَمُرُّ آلْقِطَارُ بُعَيْدَ قَلِيل
- زَنَابِقُ آلْحَيَاةِ، بخصوص قصيدة-يا صبر أيوب-للشاعر عبد الر ...
- مُجَرَّدُ شَخيرٍ لا غير
- سُعَال
- دُودُ سِكَّةِ آلْحَديد
- شَرْخ
- سُلَالةُ قابيل تُكملُ آلمهمة
- بخصوص شريط(حَلاق درب آلفقراء)لمحمد الرَّكاب)


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - اِخْتِلَاس