أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - سُقوطٌ حُر















المزيد.....

سُقوطٌ حُر


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7365 - 2022 / 9 / 8 - 01:00
المحور: الادب والفن
    


(لا تظن لحظة واحدة أن أصدقاءك سيتصلون بك تلفونيا كل مساء، كما يجب عليهم أن يفعلوا، لكي يعرفوا هل أن هذا المساء هو المساء الذي تقرر فيه أن تنتحر، أو هل أنت في حاجة إلى الرفقة، أو أنك لست في مزاج يتيح لك الخروج.كلا، لا تقلق، فإنهم سيتصلون بك في المساء الذي لا تكون فيه وحدك، حين تكون الحياة جميلة.أما بالنسبة للانتحار، فإنهم سيدفعونك إليه على الأكثر، بسبب ما تدين به لنفسك، كما يعتقدون)_ألبير كامو رواية"السقطة"...(١)
لقد ألف الإنسان عادة سمجة جعلتْ شيئا فشيئا تتضخم تقتات كيانَه تُحَوِلُ كينونته الفطرية الأصيلة تمسخها إلى تويلفة تلوكها كعجينية مشوهة؛ إنها عادة:المبالغة في مراعاة شعور الآخرين الى درجة التنازل عن حقوق إنسانية محضة من أجل عدم الاصطدام معهم أو إحراجهم؛ وبالتالي آختيار إما عزلة إرادية تخفف ما أمكن من وقع التعالق وإياهم، أو التوغل في معايشتهم بسلاسة وسلام دون مطبات أو منغصات تُمَكن تماسا ساكنا هادئا مع مجتمع الأغيار بتجلياته المتعددة والهجينة: أفراد، جماعات، جوار، زملاء، مؤسسات، مسؤولون مُسيرون، أرباب أعمال، إداريون، مرافق عامة وخاصة، هيئات، سُلط، نخب، أحزاب، نقابات، جمعيات، أشخاص ذاتيون ومعنويون، تكتلات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، أعراف، عادات، أفكار، عواطف، معتقدات، صَرَعات، مُودات، رغبات، ميولات، مزاج عام...في الحالة الأولى تفر الذات ناجية بجلدها(عزلة/انطواء/عزوبة إرادية/اختيار قطع النسل/زهد الخ...)، وفي الثانية تتوغل في الاقتراب والدنو الى حدود التماس السلبي على حساب آستقلاليتها الشخصية محاولة مُداراة وتجنب عدم الاصطدام والجماعة بدعوى غلبة كثرة أعدادها وآنتشار أفرادها وتفاقم سلطتهم المادية والمعنوية وآجتياحهم الجماعي لجميع مرافق العيش؛ ولا يتسنى التواجد وإياهم في مكان وزمان إلا بمسايرة صلف سمتهم وسوء طبعهم وقلة حيائهم وحٍدَّة آقتحامهم وآنعدام مروءتهم؛ فتجد الذي يسعى الى الحفاظ على مسافة الأمان دون مجازافات قد يسفر آختياره على نتائج غير مرجوة، تلفيه يجاري يهادن قصور الرأي لدى غالبية المحيطين به يداري غباوتهم يساير ما يريدون ويستهدفون محاولا إرضاءهم ما آستطاع الى ذلك سبيلا ولو على حساب راحته الشخصية وخصوصيته الذاتية في أبسط حقوقها في التواجد المفرد الهنيء الذي لا تنغصه منغصات أو تكدر صفوه قلاقل الأنام ومطباتهم؛ وبقدر ما آعتاد هذا الانسان نهج مسلك التنازل والمهادنة والإرضاء بغاية السلامة في الشارع في العمل في الدرب في المدينة في الحياة الواقعية والافتراضية في في..يجعل غير العابئين اللامباليين يبالغون في جرأتهم وتسلطهم وتنغيصهم سَلاسة المعيش اليومي للكينونة المسالمة؛ ولَكُمْ أن تعاينوا الكم الهائل للأكدار والمناوشات التي جعلت تتناسل كالفطر قرب دور ومنازل الآمنين(للِي داخْلينْ سُوقْ رَاسْهُمْ)_٢_وفي مقر شغلهم وحلهم وترحالهم دون أن يتلقوا معونة أو حماية أو تفهما أو إحساسا أو مراعاة للخصوصية ممن تقع على عاتقهم وظيفة حماية الإنسان البسيط في أبسط حقوقه المعيشية.."وشِي نهار غاينفاجَرْ الواحد"ساعتئذ لن يجد الجامع للشمل ما يجمع والراتق للفتق ما يرتق؛ فعلى الذات التي تفكر في مواصفات هذا التواجد وآلآخرين في حيز مشترك أن تحسن آختيارها لتخفيف أضرار محتملة أثناء تعالقاتها مع غيرها من الذوات التي لا تشبهها بالضرورة، وعلى من بيده حال الحل والعقد وتدبير شأن مجتمعاتنا أن يلتفتوا لهذه الظاهرة غير المتوازنة في علاقة المواطنين بعضهم ببعض قبل أن...لأن دوام الحال أظنه من المحال..

في فيلم..سقطة حرة(٣)، قرر آلمتضرر أخيرا أن يمزق قماط الطوق هذا، ويقولها صراحة صارخا في وجه الجميع..لا للمهادنة لا للمجاراة لا لمسافة الأمان..لا للعجز...الشريط من إخراج 1993 من طرف الألماني"جويل شوماخر Joel Schumacher "...في مدينة "لوس أنجلس1991"الشخصية الرئيسة تجد نفسها مُطَوَّقَة ذات صباح في "سجن"طريق عام مُكدس بالحديد والعتاد والبشر.لا منفذ للمرور لا حياةَ لمن تنادي، فينحسرَ الصبرُ، تضطرم النفس لهيبا من نار وانفعال..تحاول الشخصية الاتصال هاتفيا بالعائلة الصغيرة"الزوجة والابنة"من أجل الاطمئنان على موعد يوم ميلاد فلذته التي تنتظر هناك على مسافة الحديد وزحام الصُّهار..إنها حواجز قد تبدو للوهلة الأولى بسيطة عادية لأننا نعيش مثيلاتها يوميا، لكن من اجتماع اللَّمَمِ تتكونُ القممُ كما يُقَالُ، فها هو صاحب المحل التجاري يرفض تزويد الأب بصرفٍ نقدي يمكنه من مُهاتفة ابنته المُنتظِرَة لتشتعلَ الحُمى من جديد، لكن هذه المرة في مسار مستعر يتفاقم لظاه يشتعلُ أُوَارُهُ دون قدرة نفسية على كبح جماحه المنطلقة من عقالها..إنها لحظة فارقة تجسد تَحَوّلا حاسما:"سقوط"من عالم الأقنعة والأعراف والتقاليد الاجتماعية والقانونية وماركيتينغ المعاملات التجارية والمجاملات والنفاق والمصالح الشخصية والأنانية والتمثيل الجماعي في أكذوبة مسرحية سَمِجَةٍ اسمها"طقوس العيش مع الآخرين"وَفق قوانين تُفْرَضُ من أعلى من طرف سُلَطٍ موجودة هناك وراء حجب...إلى عالم تنسجم الذات فيها مع ذاتها بإرجاع الأمور الى نصابها المفقود عن طريق المواجهة والانتصار على قيود العجز التي تُكبل كل آنطلاقة نحو الآفاق التي بلا ضفاف..إن الذات تعلنها صراحة دون مواربة دون تخطيط مسبق.تعلنها ببداهة بدائية طبيعية تستحضرُ طبيعة الانسان وسليقته الانسانية البسيطة وحاجياته الفطرية..لا..لجميع الأنماط التي يفرضها المجتمع الاستهلاكي المتسلط الذي يُشَيِّئُ إحساس الفرد يُعلبه يغلفه في اُومْبالاجات ملونة برقم استدلالي مرجعي لا معنى له..لقد آن الأوان_هذا ما فعلته الذات هنا_آن الأوان لوضع النقط على الحروف المبهمة وضبط شكل الكالمات كما يحتمُ سياقُها النفسيُّ معانيَها ودلالاتِها..وليكنْ بعد ذلك ما يكون.. في(الإرهاب والكباب)تصل درجة قهر الإنسان البسيط حدودا قصوى تجلت في حالة الموظف المتقاعد، بركة أعمار ظل ينتقل بداية الشريط من مكتب لإدارة دون جدوى في تحقيق مأربه يتلاعبون بضعفه وشيبته وقلة حيلته، مما ساهم في تحفيز الشخصية الرئيسة لاتخاذ رد فعل ارتجالي اتجاه بيروقراطية إدارة متخلفة لا ترحم ولا تدع رحمة الراحمين تنزل..انها حياة واحدة نعيشها وكفى، فلا داعي لتضييعها في سراب تسويفات فارغة ومناورات سلبية ومهادنات سالبة لكرامة المرء وتنازلات متواترة لإرضاء آخرين ذوي سلط أو دونها نكرات على حساب أغلى اللحظات التي يمكنُ أنْ توفرها لنا الحياة في هذه الدنيا السريعة الزوال...
في فيلم مدينة الملائكة(٤)يحدث العكس، عندما تتبرم الذات من حالة السكينة والسلام بعيدا عن عالم الآخرين لتخوض غمار تجربة العيش الانساني بفزيائيته الثقيلة وبيولوجيته المقيتة.لقد جمع المخرج تويلفة فانتاستيك رومانسية بدراما مأساوية في قالب واحد بشكل هادئ لا صخب لا سرعة ايقاع في توالي مشاهده.مجرد قصة عشق هادئة تبدأ من طرف واحد_كما يُقَالُ_لكن هذه المرة من طرف شخصية لها خصوصية مميزة"مَلَاك"يقع في حب مَنْ يُفْتَرَضُ أنها موضوع وهدف وظيفته السامية، رعاية طبيبة قلب أَمْرَضَتْ قلبَ طبيبها المُسْتَهَام دون أن تُدْرِكَ ذلك؛ وكأننا أمام قصة"رسالة من آمرأة مجهولة"بطريقة معكوسة؛ لكن الأمور هنا تختلفُ عن عوالم النمساوي"ستيفان زفيج".إننا ازاء مخلوقَيْن مختلفَيْن في تكوينهما وماهيتهما و وظيفتهما.هو يستطيع رؤيتها، هي لا تراه.هو كائن نوراني.هي من تراب..رغم كل شيء، يحاول أن يجد وسيلة يستطيع من خلالها جعلها تشعر به، الأمر الذي يتطلب تخليه عن عالمه السامي"الملائكي" وتضحيته الإرادية بالخلود المطلق الذي يعيشُ فيه دائما الى حين...وفي لحظة حاسمة، عندما تحتد تتفاقم وتستعر عواطف المَلاك تصل ذروتها ينحسرُ صبر الوجدان الهائم، فيقرر بإرادته الخاصة وباختيار حُرٍّ فردي دون نَدَم ترْكَ آمتيازات يحضى بها في عوالم الملائكة، كل شيء سيتخلى عنه من أجل أن يغنم لحظة إحساس حقيقية فارقة، يجعل خلالها الإنسية تشعر به وبحبه.انه يريد أَنْ تراه تحسه ككائن مستقل بشخصية ذاتية مفعمة بالمشاعر، يمكن أَنْ يحسَّ به الآخرون ويتبادل العواطف مع مَنْ يرتضيه قلبه وتميلُ اليه تباريحه..وإذا كانت(سقطة حرة)عبرت عن هذا التحول بعنف وعنفوان، فإن (مدينة الملائكة) جسدتها بطريقة شعرية رمزية مكثفة لافتة مليئة بالايحاءات حيثُ تُسْتَدْعَى العينُ لمشاهدة لقطة السفر الباتر الحاسم المصيري من المطلق الى النسبي، من ملكوت السماوات الى مادية الأسفلين بما حَوَتْ من سلب وإيجاب، عن طريق عملية إسقاط الذات من أعلى الى تحت عبر منحدر شاهق حاد بشكل يُشبهُ الانتحار في العالم الدنيوي؛ لكنه غير ذلك، إنها عملية تحول من السرمدي الأزلي الأبدي الى الظرفي الدنيوي الزائل المتغير، من عوالم الخلود الى عوالم حياة ترتعُ في ثقل الجاذبية وتبعات مخلفات الشهيق والزفير، من رَحَمُوت الأرواح الشفيفة الى دُنًى دانية محكومة بالفناء منذ بداياتها الأولى..إنه اختيار واع، رغم كل شيء، إرادي يتم فيه سلخُ كينونة سابقة وإعلان ميلاد أخرى جديدة..أما ما وقع بعد ذلك فلا يهم رغم عدم تحقيق المبتغيات ومسار الأقدار في اتجاه معاكس للإرادات والرغبات، تماما كما حدث مع تجارب إنسية موازية طمح فيها الانسان استعادة ما لا يمكن استعادته..أورفيوس ونظراؤه مثلا...إن لحظة التحول هذه هي التي تشد الانتباه في الشريط أكثر من أي لقطة أخرى، إذ يمكن اعتبارها لقطة فارقة مصيرية بدلالات عميقة أكثر من لقطة النهاية التي آعتدنا من السينما الهوليوودية أَنْ تكرر آجترار نسجَ منوالها كطريقة"هيتشكوكية"في التعبير عن"عبث الأقدار"بالأفراد آنطلاقا من مرجعية فكرية عدمية تجتث الإنسان من ماضيه ومستقبله تجعله كائنا معلقا إثر سقوط حاد في متاه قعر حاضر تالف يبحث دون جدوى عن معنى لوجود ملتبس لا يجده إلا في سديم مقارعة المستحيل...

_إحالات :
١_رواية(السقطة La Chute)ألبير كامو صفحة:٢٨ ترجمة(أنيس زكي حسن) طبعة عام ١٩٧٣..دار مكتبة الحياة/بيروت...
٢_للي داخْلينْ سُوقْ رَاسْهُمْ:غير الفضوليين
٣_(Chute Libre)بالفرنسية(FALLING DOWN)بالإنجليزية
٤_(city of angels)من إنتاج (1998



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضَحِكَ وآلسّلام
- حَسْرَة
- لِيَأْتِ جُودُو أو لَا يأتي..لا يهم..
- مُجَرّد سحليَّة في آلقفارِ أنَا
- زِيدُو لْكُودَّامْ
- اِخْتِلَاس
- عِيدٌ سَعِيد
- حِمَارُ آللَّيلِ
- الطفل القديم
- التَّابْعَة
- قَرْنَان
- مُمَارسةُ آلموت
- اِقْرَأْ وَإِلَّا قَتَلْتُكَ
- فْشِي شْكَلْ
- رَحِيل
- الجوكر أو الأقنعة الموروثة
- التتارُ الجدد
- شَدْوُ آلْفِجَاجِ
- سَيَمُرُّ آلْقِطَارُ بُعَيْدَ قَلِيل
- زَنَابِقُ آلْحَيَاةِ، بخصوص قصيدة-يا صبر أيوب-للشاعر عبد الر ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - سُقوطٌ حُر