أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/21















المزيد.....


بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/21


أحمد عبد العظيم طه

الحوار المتمدن-العدد: 7279 - 2022 / 6 / 14 - 07:38
المحور: الادب والفن
    


ضرورة إخفاء القطع المتنحية

- ................
- سأهزمك يا سيرينا.. Don’t try to escape (وكنتُ قد كششتُ وزيرها عدة مرات متعاقبة)
- Raeef قال مثل هذا بالأمس ولكنني هزمته بالنهاية (كانت قد صدرت أحد عساكرها بما يقطع بين الفيل المحمي والوزير العاري)
- Raeef غبي...
- .. Why? Oh (ابتسمتْ فيما بدا أنه الشعور الواقع بين التحفظ والاهتمام)...
- Because هو يجعلك تهزمينه كما لو أنه يقصد ذلك...
- Sometimes أشعر بذلك.. أنتَ أصبحت ذكيًا بالإنجليزية hahahahh
- ...........................................
- ......................
- .........................
- I think أنها صداقة عابرة.. لن أمكث في بلدكم طويلاً but لابد من صداقة hahah لا أعرف العواطف أثناء الترحال.. فقط بانجلترا....
- إذنtake care سيرينا.. فالمحليون ينهشون قلوب الأجانب ثم يلقونهم بالشوارع الخلفية في هذا البلد....
- هو يوناني كما قال لي.. European -union-!.. hahahaa..........
- Software محلي صميم.. إنها إضاءة بسيطة ليس أكثر....
- Ok.. أشكر لك هذه الـ lighting.. والآن دورك في اللعب!... (فكانت قد حركت حصانها الأبيض بما يضرب خانتان هامتان للتقدم)...
- ..........................

كانت مصادفة – ترتيبًا قدريًا – سعيدة، فالرابعة والثلث مساءًا، فمارتن وراءه شغل بالمركز البريطاني الساعة الخامسة، فرائف لم يحضر حتى الآن، فأنا هنا لإرجاع كتاب هام إلى مارتن، فسيرينا لا تريد المغادرة في تلك الحرارة القاتلة بالخارج، فذاهلة ترص الشطرنج ببطء، فنظرة متشككة من مارتن عند بداية اللعب.. فثم ها هو يحمل حقيبته القماشية.. فويغادر.. ـففففـ............

- ................
- ..................
- عندنا.. من حق الفائز أن يأمر المهزوم بعمل شيء...
- عندنا كذلك.. لكن only في ألعاب الورق.. ليس بالشطرنج!
- So جربي بالشطرنج.. أنت واثقة من الفوز.. سمعتك منذ قليل تشيرين إلى ذلك...
- لا بأس.. deal...... (لم تبد ترددًا ولكنه أيضًا ذلك التحفظ الأجنبي المبتسم لازال)...
- ..................................... (تتسارع الأيدي بتنحية القطع)
- .......................... (تبطئ أحياناً/ أو أنها القطعة تستوجب ذلك/ كالطابية)
- ..................................... (لعب/ تكسير)...
- ............................. (القطع المتنحية صار مشهدها مفزعًا على جانبي الرقعة)
- ....................... (أخيرًا ستسقر عدساتي بعميق بؤبؤي لنسزيها اللبنيين لبرهة)...
- Now ماذا تريد؟
- أمر بسيط.. إصعدي إلى هذه الـ storeroom وقولي ماذا ترين بها.. أنا لم أصعد before لكن من الأكيد أنها ستحتوي شيئا مدهشاً.. أمر بسيط.. أليس كذلك على أقل تقدير؟...
- Yes.. هو كذلك!... (فقامت تصعد السلم الخشبي المنتهي إلى جوف الصندرة)
- .................. (وكانت الصندرة تشمل نصف المسافة بين السقف والأرض تقريبًا)
- أوراق.. أوراق مبعثرة.. الكثير منها...
- ...................................
- Oh توجد حنفية مياه بالحائط المواجه.. Ohhh حوض استحمام!!......... chairهزاز... radio.. وجدت مفتاح الإضاءة.. المصباح خرب.. هناك مرآة كبيـ........................
- هل تعمل حنفية المياه؟..................................................
- yes….Wait شششششـ.........................................
- ...........................................

*******

اللعنة على هذا النحو

اللعنة على هذا النحو، فهو طارئ على اللغة بالنهاية، والنحاة بأنفسهم قد اختلفوا فيما بينهم على شيء.. إذن – .:. – لا يتلبسنك حماس الدؤلي، ولا تناغشنك حصافة سيبويه – سيباويه؟– أو تزعجك الكتابة على هذا النحو البضين/ من بيض، الاستثنائي/ من فرادة.. هذا أن تلك كذلك عند في عند فقط عند الدهماء والقحاب.

*******
ألا تعرف أحدًا

هل أنت الآن بالداخل؟.. أم الذي بالخارج؟.. هه؟.. ولن تستطيع – قاطعة – أن تقنع أحدًا بشيء لعلمك!.. بل أنه يوجد من يعتبر أن السؤال بحد ذاته – بحد ذاته – إهانة له كمفكرٍ كبير، لا يتوجب لديه توجيه مثل هذا النوع من الأسئلة، فعدَلِها هو أن تصاغ بحرفية أكثر، كي يتلمسها العاديون والرعاع مهيبة البنائية، مفزعة القلق، فإما تاركٌ لبرهة، وإما كاره غبي. فقط عندئذٍ ستكون قد نجحت في تعريف أولئك العوام بقلة قيمتهم، ونجوت بقيمتك الكونية/ مفكر كبير....

*******

.....، وكان موعدًا ضُرب بين ماري وعائلة ريتا، وأكاد أدري أنه لن يكون موعدًا عاديًا.. فقد تحولت لهجتها إلى حادة جدًا أثناء المهاتفة التي جرت بينها وريتا، كما وضح إصرارها جليًا على أن يكون اللقاء بإحدى مطاعم الشاطئ وليس بمنزل العائلة... بالتقريب كنتُ على علم بأسباب ذلك التحول الابتدائي في علاقة الأجنبيتين بعضهما ببعض.. ذلك أن المحليين لا يسترون لفترة طويلة، خاصة إذا هي علاقات أجنبية غير مستدامة.. فعاصم كان سببًا وحيدًا لصدع تلك الصداقة الجيدة، والذي قدرته صدعًا من النوع الذي لن يلتئم سريعًا، وربما لا يلتئم نهائيًا!...

- أرجو أن تحتفظي بهدوئك خلال المقابلة.. فهو حتمًا سيسوق المبررات الكاذبة …if you
- So.. أبتسم في وجهه وأقول له ..Well wellهل الكذب شيء عادي هنا؟!.. (كانت ترتدي ملابسها بأصابع متوترة في حين تحتد مقاطعة عبارتي...)
- أنا لست say هذا.. فقط أذكركِ بضرورة الحد من عصبيتك for ألا يضيع حقكِ بالخطأ... رسميًا أنتِ لا تملكين الأرض.. أليس كذلك؟.. (زفرت زفرة عميقة وبدت منصتة، مما حثني على الاستدراك بهدوء...) At firstلابد أن تستدرجيه إلى الكذب مرة أخرى.. ثم تفاجئينه بالدليل...
- What إذا شعر بالريب فغير كلامه أو ادعى الـ forgetting؟.. إنه مراوغ جدًا...
- عندئذٍ هو الذي سوف يتعصب ومن الأكيد أنه سيخطأ.. على أقل تقدير سوف يفصح عن نواياه الخفية... (رحت أغسل أسناني بالمعجون المبيض وأكلمها دون أن أراها..) Trust بي.. هو سوف يـ mistake...
- I amلن أستطيع عمل control على نفسي.. أعرف نفسي... فارق السعر يمثل ألف دولار لكل عشرة شكائر.. huh.. اللعنة على الثقة...
- سآتي with أنتِ.. إذا لا تمانعين...
- On the contrary.. لست أمانع.. ولكن لابد أن تكون أنت حذرًا كذلك.. لا أريد أفعالاً متهورة أمام ريتا وابنيها.. إذا افترضنا تطور الموقف...
- ................................
- ..........
- ...............

...، ولنصل نهاية ناحية أجوار المكان المضروب، قبل ما يربو على الساعة من الميعاد.. وكان أصيلاً لطيفاً فابتعت كيسين كبيرين من رقائق البطاطس– تحبها كثيرًا – وتمشينا حتى الرمال العمومية المعشبة، حيث يكون الشاطئ بلا كافيتريات أو مطاعم. لم نكد نجلس حتى أحاطنا عدد من أطفال البدو، بصحبة قطيع صغير من الماعز.. لم يكن مشهدًا جديدًا، ولكنه صار مختلفاً جدًا – إثر معايشة المشهد على الأرض– عن مشاهدته أثناء مرور الجيب من هنا.. دنت طفلة سمراء في السابعة تقريبًا وأشارت إلى ما بيدي.. أعطيتها بضع رقائق.. لم تغادر.. فقط انسحبت خطوتين إلى الوراء مفسحة المجال لولدين يكبرانها قليلاً.. وقف أحدهما أمام ماري فأعطته رقيقة واحدة، بينما أنا أعطي الآخر بضع رقائق كسابقته.. على أثر ذلك تداعت البقية – ثلاث بنات وولد – مرة واحدة.. زعقت ماري في وجوههم بشراسة: Go.. Go away.. اللعنة...
بينما أنظر إلى الموقف مندهشًا توجهت إليّ قائلة: إذا كررت إعطائهم سينتهون مما معك ومن الممكن أن يشرعوا في التهامك بعد ذلك... مشيحًا بابتسامة باهتة، وغير مقتنع بما جرى، أشرت إلى أحد الأطفال بالقدوم بعد أن ابتعدوا قليلاً باتجاه الماعز– كانوا يتضاحكون في حوار جماعي تمنيت لو أسمعه – أعطيته ما بقي من كيس الرقائق، منوهًا عليه أن يقوم بتوزيعه....


*******
معادلة الخلود

المعادلة المعادلة.. حتمًا ولابد من معادلة غاشمة، خاطفة، لقياس الأمور، فحين يصير الفاصل ما بين الوهم والواقع قيد أنملة، فلا مجال لوضع الموازين، أو المجازات، هذا أن المساحة لا تكفي حتى للوقوف. حينئذٍ لابد من إيجاد النتيجة بأسرع ما يمكن، إما وهمًا، وإما واقعًا.. فهي معادلة خيارية من ضدين تفصل فيما بينهما علامة = يا أخي.. وأنت لا تستطيع أن تقاوم هُواك الذي يتوسط الوهم بكامل مجده، وغضبه، وهيبته الملكية. ولا تعقل إغفال أناك التي تحضك على الهدوء، والتريث، وتأجيل المعركة الأخيرة للاستيلاء على العاصمة، فقط لإنهاك الخصم، وتقويض عدده، وتسويس جأشه الذي يتخلخل تدريجيًا كلما طالت مدة الحصار...


*******


شيء الأشياء

ولا شيء قياسي بالعالم – أكاد أجزم لفرط ما مكنتني البارانويا من الانصهار بالعالم – ذلك كما بدا لي أثناء قيامي بتحليل هذا الكم العشوائي المنتقى بعناية فائقة – اعتنت كثيرًا للتنوع، والتميز نوعًا، عبر زمن تحديد العينات المستهدفة للتحليل – وقد تم الخلاص إلى نتيجة نهائية – فردية – بتلك النقطة – القياسية – من هذا المبحث منطقي الغموض، معقول التراكبية، مؤداها يقول أن التصميم الأساسي للأشياء يحتوي محسًا – CENSOR – يختص بتحديد المدى الذي تصل إليه معدلات العمل السري المحدد بالشيء، ومن ثم فهو يرتبط بفاصل للطاقة – FUSE – يعمل عندما تصل حرارة الآداء إلى درجة ما قبل الاشتعال – القياس– بأيٍ من تطبيقات العمل السري المحددة – التشيؤ على سبيل المثال– هذا ما أوجب وجود حكمة – مجهولة – لدى المصمم من جبرية عدم وصول الشيء – القياسي بالأساس– إلى قياسيته غير مرة وحيدة.


*******

اللغة السفلية

أي أنها تكون لغة أسفل اللغة.. وباختصارٍ شديد فإنه ليس طرحًا محدثًا – يمكن أن يكون بريء الاختراع – بل هو إبداع مطروق منذ آلاف السنين، إما عن طريق الأوعية الرسمية – أي التي تم ترسيمها/ كالشِعر، والتصوير، والعزف – وإما عن طريق التقاليد التفعالية لمجتمع ما – كالترازي، الملاقحة، التنبيط، التلاسن/ المناوئة على أقصى تقدير– لذلك فقد ترى أن القاعدة الأساسية للتطور السفلي – للغة ما– قد أوجَدتْ نفسها بنفسها تراكميًا، مع الحفاظ المستمر– أثناء التطور– على مسافة فاصلة بين السطح والقاع، كذلك مراعاة أن تكون هندسية الشكل محققة لازدواج المعنى..
وهنا يتباين التطور السفلي – من سحر– في مدى تقدمه، من لغة إلى أخرى، فكلما زادت المسافة – كأن تحال الوردة إلى شرج والشجرة إلى شرك – صارت مؤشرًا مشهديًا عن بلاء – من بالٍ– مجتمع اللغة الظاهرة، إذ أنه حسابيًا سيأتي ازدياد المسافة معبرًا عن مقدار الاستهلاك، والذي قد يصل إلى حد التهاوي بيوم من الأيام – والعكس بالعكس يذكر– فهناك من اللغات لغات لغت بأشياءِ أشياءٍ أشياءٌ قد وصل آدائها الهندسي إلى ما يعرف بحساب المثلثات، وكانت تُعمل الدائرة شكلاً كريهًا كعين الحاسد، أو كثقب الرصاصة، فكان أنه كلما اقتربت الأشكال من البرجل، انقلبت فزعة، دنسة، فترتد محتمية بالمنقلة – آداة نصفية – وبناءً عليه، كان هذا مما أوجب أنه لا مناص عن جعلها تتذيل الأشكال، كالحظيرة بالمنزل الرهيب...

*******


S.M.S/m
All the world is a stage and we are merely players-shakespeare again.
If art imitates life، there is no plot.
If art is for art s sake، the audience should finish the story because they see the irony -not the actors.

Would you like to be formulated sprawling on a pin with nerves throwing patterns on a screen? T.S.Eliot./ Mary.

العالم كله مسرح ونحن مجرد ممثلين – شكسبير مرة أخرى.
إذا افترضنا أن الفن هو محاكاة للحياة، فعليه ليس هناك ثمة حبكة لها.
إذا افترضنا أن الفن من أجل الفن، فالجمهور يجب أن ينهي القصة، ذلك أن عينهم على السخرية وليس على الممثلين.

هل تود أن تصاغ ممددًا على وتد خشبي، وبعصبية ترمي الصيغ على شاشة العرض؟
ت.س. إليوت./ ماري.

*******

كاسيت

هاتفتني مي أثناء وجودي بمعسكر الشركة، وبعد أن سألتني عن أخباري فحمدت الله، أطلعتني على جديدها.. وجدتْ شغلاً بمكتب محاسبة.. غيرت خط الهاتف منعًا لزن المقرف ابن المقرفة.. قابلت الأجانب بتوعي صدفة أول أمس في التحرير.. و.... و..... وقد مازحها مارتن بفتح سيرة ما جرى منها قبل ذلك، وقال أنه يرجو حضورها الجلسات مرات أخرى، وأهداها رائف نسخة من شريطه الصادر حديثاً.. كما أنه أخذ نمرتها و..............

- لخصي..
- بستأذن
- تستأذني! وانا مالي بحاجه زي كده يا...؟...
- ازاي بقى.. مش صاحبك؟
- ولا اعرف عنه حاجه
- بردو كان لازم أقولك
- شاطره
- .............
- ...............

أضحت مهارتك بالكذب – أو أنها بالأحرى الصياعة على الآخر– رديئة جدًا في الآونة الأخيرة يا مي، من قال لكِ أنني لم ألحظ – من الشرفة – أصابعك وهي تتحرك على أزرار الهاتف، وتلك الحرارة الأنيقة التي لا تخرجينها إلا بحالات الصيد المتعجل... ومن قال أنني لا أقدر موقفك الحالي من الحياة، وإيجار غرفتك ببيت المغتربات، وأكلك وشربك، وما توقعينه بنفسك جراء فراركِ العجائبي من البلد....
من قال أن لي حكمًا عليك، عدا أنه فقط شعوركِ الشديد بالضياع، وافتقادك الممزِق لنقطة تدورين حولها، لمركزية ما تركنين ظهرك إليها كلما سلخك الترقب والخوف، لأحدٍ يربت فوق قلبك كلما رآكِ، فتحرصين على الانتماء إليه...

*******
متن الكائنات

كانت جد عديدة باللغة، وكنت كائنًا من ضمن، لكن اللغة أحبتني، فأحببتها بالشبهِ، فعشقتني، فقلت: كفى يا اللغة. فلم تكُف عن العشق، بل زادته بالرق، فقلت: كفى يا التي اللغة. فصرخت بوجهي ودفعتني إلى الحرف، فقلت: يا خرساء من أنتِ؟. فاجتمرت بتاء الخبت، فاشتعلت بصمت، ورأت الكائنات أن ذلك ضوء، فتداعت مأخوذة من الظلمة، وتكأكأت غزيرة للدفء، فاختنقت النار الحرون بزحام التنفس، فانفجرت اللغة بالمحيط، وكنتُ على الحرف أصلي، فسقطتُ بالعماء...

*******

.................
...، وأنت بمجرد رؤيته ستتبين عرقًا غريبًا يسرح خلال التكوين العام لهذا الكيان المُجهد بشدة، وجهه – الآن أنت تعرف أهمية الوجه – يمتاح صبيًا مأساويًا أرهقه الصبا، أظنه من فرط العوز والعمل. قال لي: إنت تبع مين يابني؟...
أزعجتني اللغة المغالية برعونة ظننتها مؤقتة فقلت: تبع الظروف يا حته.
- !!!!......................... (وبدا مشدوهًا لبرهة...)
- خير يا طير؟!................ (وبدوت غير راض بالمرة)
- ............................

هكذا يلوح لقائي الأول بـ عبده النحلة، معبئاً بالتربص والدخان، وكنت لبضع ليال متتالية قد صرت فردًا من صحبة حسن بسطان المؤتلفة بالجوكر حتى الصباح، إذ أنا عاطل إلا عن النوم، والقليل من العمليات الحيوية نهارًا، كذلك ماري تنام مبكرًا هذه الأيام، تبعًا لما ينتاب الجسد من السفر يوميًا ما بين دهب وعملها بشرم الشيخ...........

- ...............
- ....................هاهاهـ..........
- ........ههاهاي...............
- هي الكوتشينه فيها عشرين تريس هارت احمر وللا إيييه؟!... إنت بتسرق يا نحله...
- التريس خسيس.. هاهاهاهاهـ.. (وإنه قد أحال الاتهام إلى سخرية بشكل احترافي! مما يجعل البقية يواصلون ترتيب أوراقهم بعد النفلة الخادعة، وقد باتوا على قناعة ظاهرة بأنني كنت أسخر لا أتهم!)....
- بقولك انت بتسرق يا نحله.. فاهم يعني ايه بتسرق؟.. يعني العشره تبوظ والورق يتعد ونلعب نضيف...
- إنت تبع مين يابني؟...
- ...............................
- !!!!.................................
- ..........؟!..
- لعيب يا بلد.. صح كده... (وبدا حسن بسطان فخورًا بي جدًا...)
- ............

*******

زمن الذبابة

كان – كان – لابد من استخدام الزمن بتنويعاته المتباينة، فلا ينفع مثلاً أن تقارن الاستمرارية الموكولة لعلاقة ما، تنشأ بين آدمي وذبابة متعجرفة – أي التي لا تكف عن الوقوف على أنفه كلما هشهـا– بالاستمرارية المكفولة لحياة منطقية بين ذبابة وأخرى – لابد من الذباب بالأعمال التاريخية – فإذا افترضنا أن الزمن الذي تستغرقه العلاقتان هو زمن واحد.. فكم مر على الآدمي؟ وكم مر على الذبابة؟...

- يا سلام/ يا سلام...
- يا ألف نهار ابيض..
- آنست ونورت..
- اللعنة على الأبراج... بالذات اللي اسمها انطوانيت غالي...
- المجد لسبارتاكوس..
- جتـك ستين نيله.....

....، وحتى وإن كانت السيدة عزيزة – مسئولة الشئون الإدارية بالفرع – لن توافق للمرة الثالثة على توقيع طلب الانتقال إلى الفرع الجنوبي، بحجة أن هناك عجزًا عندها في مشرفي التغذية بالمعسكرات: وأنت عارف يا بني أن كل فرع أولى بأبنائه. فإنني لن أحبط، وسأذهب إلى مدير عام شئون إدارية وأقلب الدنيا.. ولن أصل في النهاية إلى شيء، عدا الشعور بأنني قد عملت ما توجب علي عمله...

أريد الإقامة بكنف الأرملة السوداء لفترة طويلة، فقد بدا لي أنني لابد أن ألتهم أكبر قدر ممكن من الحياة يا أخي، قبيل التهامي نهائيًا من قبل هذه الحياة، الحياة التي أراها متناهية القصر– مهما بلغ طولها– كي يتحصل مريد على ما يريد، ثم أن هذه الحوادث التي أتشمم رائحتها السماوية، الروحية، المعرفية، الغرائبية – قل ما تشاء إذا جنحت إلى هنا، بهذا الحرش الأبدي للوجود– أقول أنها تحتمل تأويلاً ما، لا يمكن شبحه على مقصلة الرؤية التحليلية الحادة، القاسية في تخريج النتائج، بجعلها منطقية/ قاطعة للغاية.. إنه تأويل يتطلب الصبر، وكلية العبور بالحدث، بمعنى ألا تختزل المراقبة شيئاً من العابر، فإنه إذا توقف للمشاهدة، توقف ما يخصه من الحدث...

- ماذا جرى يا أخي؟
- لا شيء يا أخي..
- عمالين تقولوا لبعض يا أخي يا أخي.. فين انا من الإخوه دي يا أخي؟
- ماذا تقول يا أخي؟
- مش إجابه يا أخي.. اللي بيقول إيه يبقى سمع...
- مالك يا أخي؟
- لا أبداً يا أخي.. كل الموضوع يا أخي انكو هتجبولي جلطه يا أخي
- ماذا تريد يا أخي؟
- حقي يا جدع.... ياخي قـ...
- ................................

هذا أن حياة المعسكرات قاسية جدًا، مهما بلغت بها درجة الرفاهية – والتي يحرص الـ owners على تجويدها بشكل مستمر، فقط لحفظ مصالحهم المتوقفة على نفسية هؤلاء الأقنان – فإذا أنت تعمل بالشركة العظيمة، إذن أنت قن أرض بدرجة سيد محترم، يأخذ راتبًا يُثنيه عليه الناس، ويعمل بالمفك والصاروخ والعتلة، وبالقلم والورقة وكاميرا الأشعة الخطرة، ويرتدي الخوذة الزرقاء في عز الحرارة القاتلة مشيرًا للحفار أن يبدأ، ويجلس بالمكتب الفخم يشرب القهوة على ضوء التكييف، ويأخذ غفرة الليل في وردية الأمن...

كثيرًا ما كنت أراقب عاملاً جديدًا قد وصل، ملتقطاً بذاكرتي صورة ضوئية لوجهه في أول أيامه، ثم أقارنها بوجهه الحاضر بعد عدة أشهر.. لم تصبه التجاعيد، ولا يقطب ما بين حاجبيه، ولا يدندن عيناه بالأرض سارحًا، ومن الممكن أن يبتسم في وجه زملائه، ويحتد على أحد سفرجية الميس أنه لم يضع مفرشاً على الطاولة، ويضحك أثناء مهاتفته لزوجته، ويتكلم في السياسة برذاذ حماسي...
لم يفقد شيئاُ من تعابيره التي حملها إلى هنا، ولا اختلفت انفعالاته إزاء المواقف، ولكنه الوجه يفقد شيئاً بصورة مضطردة كلما أوغلت به الأيام، وبنسب متفاوتة للفقد.. الوجه يفقد حريته.. يفقد حريته يا أخي....

- شوقي
- خير خير.. خير بإذن الله
- بس انا لسه محكتلكش حاجه!...
- الحلم لسه ظاهر على وشك
- إنت بتشتغلني انا يا شوقي! إنت نجار دجال يا شوقي...
- وانت حمار.. تمساح حمار...
- ..................................................................



#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بازل لزهرة الخشاش - رواية - 30/20
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/19
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/18
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/17
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/16
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/15
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/14
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/13
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/12
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/11
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/10
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/9
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/8
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/7
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/6
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/5
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/4
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/3
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/2
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/1


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/21