أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/4















المزيد.....


بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/4


أحمد عبد العظيم طه

الحوار المتمدن-العدد: 7255 - 2022 / 5 / 21 - 03:23
المحور: الادب والفن
    


ومضة الراديو

كنتُ في الغفوة أحلم بالشهرة. كنتُ أمشى فوق بساطٍ أحمر ينتهي بمنصة كبيرة. المنصة يقف خلفها أُناس لا أعرفهم، ولكنهم يبدون شديدي الهيبة والأهمية. وليس بالمركب الغرقانة بغرفتيها إلاي. فمن ذا الذي يوقظني بإدراة المؤشر عن البرنامج الموسيقي فينتهي الحلم بانتهاء فاجنر!.

سأفتح النور، كيلا أجد أحدًا. ولا صوت لمواء موجات الراديو في حال تداخل ذبذبة محطة بأخرى. البث يأتي نقيًا إلى أقصى درجة. استمع.. أصخ سمعك.. صه يا أخي............


*******




REMINISCENCES/ ذكريات

حدثتني عن نفسها حديثًا عذب المرارة، بالغ المصارحة، ويبدو أن نوبة السعال قد أهاجت أحزانها النائمة. فتلك مرة أولى أرى بها هذا السمت الواهن المنكسر يحتوي قسمات وجهها، مصحوبًا بصوت متهدج – هدّجه الألم – مما جعلني أراجع تقييمي لها كامرأة خارقة. إن ماري امرأة صلبة طوال الوقت، صلبة في رسائلها، في أحاديثها، في معاملاتها، حتى بالنوم تكون شرسة جدًا كبديل أنثوي للصلابة. غير أن هذا الوجه الشفيف، يفضح ما وراء القناع الصلب من ضعف إنساني، يخص الإناث المكلومة، والطيور الجريحة...

- لتنجز شيئًا ما.. عليك بتنفيذه أولًا.

هكذا تبدهني بالقول لألتفت، فأنتبه مستيقظًا من غفوتي بالأفق الأحمر. أعيد قول العبارة ببطء، ثم أتكلم معقبًا: إنه أمر بدهي.. must أن يكون الشيء محققًا، لنعتبره إنجازًا.

- then.. أنا لم أنجز شيئًا!
- (أصمتُ مفكرًا/ لحظات).. ألا تظنين بأن التجوال في الأرض، يعد إنجازًا في حد ذاته؟
- لو كان الأمر كذلك، لكنتُ قد تشبعت منذ long time.. سافرتُ إلى أنحاءٍ كثيرة، لكن الترحال لم يكن هدفًا to me من الأساس.
- ما الذي أعجزكِ تحقيقه إذن؟ سأدمره لكِ.. believe me.
- Huh.. (تتراجع عن الضحك).. الطمأنينة.. طمأنينة الداخل.. الروح. لم أستطع تحقيقها.
- ليست مستحيلة.. ولكنها لا تدوم طوال الوقت.
- أنا لم أجربها على الإطلاق.. حتى في age طفولتي!.
- أعتقد أنكِ لهذا السبب تدخنين على تلك الصورة الشرهة..؟
- Yes.. هو كذلك.. كما من أجل هذا أنا دائمًا حزينة.. ومن أجل هذا أنا اعتنقت البوذية.. ومن أجل هذا أنا لا أستطيع الخلاص من أصدقائي الموتى... ومن أجل هذا أرتكب معك الحماقة.
- Stupidity!.. أية حماقة؟.
- ........... (صمت).
- Please كوني واضحة بكلامكِ.. أية حماقة؟...
- (تتكلم بحدة بينما تدور حول محورها) in ثقافتي.. من العيب جدًا أن تضاجع امرأة ناضجة من يصغرها بهذه السنين الكثيرة و....
- وفي ثقافتي الأمر كذلك.. لكنكِ at first لستِ كبيرة إلى هذه الدرجة .. أنتِ لازلتِ في الأربعين تقريبًا. ثانيًا أنتِ تعلمين أن تلك الأجسام هي مجرد صناديق لما بها و.......
- sure.. إنما أيضًا لا تنسَ أنه لابد من تقارب ما بين الصناديق حتى يدومَ التحامُها....
- لقد ناقشنا الموضوع before.. واتفقنا ألا يُشكل عائقًا.. فما الذي disturb بعد؟...
- لا أعرف.. ولكن يبدو أنني دومًا search عما يؤرقني...
- ..................
- .......................


في ذلك الجو العكر، تسترسل ماري بالحديث عن روعة الطقس هنا، في محاولة مباشرة لتغيير الموضوع. لكن شفتيها كانتا لا تنفكان عن ابتسامة مريرة السخرية والاضطراب، ما يُعبر بجلاء عما يعتمل في داخلها من شتات. تطرقت بالحديث حاكية عن أغنيتها المفضلة منذ سكنتْ الجنوب، الأغنية من تأليفها، وآدائها اللحني، والصوتي، وكل شيء.. الأغنية تقول:

أحب النساء الكبيرات I love old women
أحب النساء الكبيرات I looove old women
لأنهن خبيرات They’ve the experience
وعندهن كل المزيات They’ve all the excellences،
أحب النساء الكبيرات I looove old women
I loooooooooove …………

هي ماري تحيرني جدًا، بل وتضعني في تناقض داخلي نشط. فأنا مابين ضاحكَ الفم ومقطب العقل؛ إذ أفكر مليًا فيما تغنيه بطريقة هزلية ساخرة جدًا. من الأكيد أن لهذه الكلمات ذات اللكنة اللاذعة دلالة لم تخطئها أذني. أعتقد أن المرأة في حالة مزاجية سيئة للغاية.

تنتشي ضاحكة بعد انتهائها من الغناء، ويبدو أنها قد قرأت ما يعتمل بنفسي.. إذ تقول: ها.. ما رأيك في غنائي؟.

- Yeah.. غنائكِ!.. لا بأس به.. رائع.. fine...
- Huh.. أعلم أن صوتي متحشرج like a goat، لكن تصور.. لقد ألفتُ هذه الأغنية كدفاع عن النفس.. hahahah.. فبعد وصولي إلى هنا بشهر واحد، صرتُ أعاني من الفتيان الصغار في كل مكان.. بائعو الأسواق.. عمال الكافيتريات.. سائقو الجيب. كان الجميع يوردون في أحاديثهم : I love old women / I hope to marry an old woman / I laablablab لقد أصبحتُ أغنيها كلما واجهت موقفا مشابهًا، وللغرابة فقد أتت بنتيجة جيدة...

- أريد أن أسألكِ سؤالاً مزعجًا ...somewhat
- come in, please!
- ما الذي دفعكِ إلى غنائها now؟.
- I don’t know!.. ولكنني لا أقصدك.
- ........

*******
شيء 91

وإنه لقد تكون قيمة من أسسوا للتسيير في الزود عن حرية الفكر– بضرب الأمثلة – نابعة من تقديرهم الشديد لنسبة مئوية ضئيلة من الاحتمال بأن يكون القتيل سيارًا باتجاه صحيح.


*******



غضب مي

- مين قال إنك ملكيش لازمه.. متقوّلنيش كلام بمزاجك.. الموضوع مش شطارة كلام يا شاطره...
- اتفقنا.. بس ياريت تشرحلي انت منفضلي التنفيضة السودة دي ليه؟.
- انتي عارفه ان أجازتي لا تتعدى التمنتيام كل شهر.. والأجازة اللي فاتت أنا بأكدلك تاني إني نزلت على البلد ومجتشي المخروبة دي خالص..
- طب واللي شافتك في طلعت حرب! كدابه؟!.
- مين هي وانا اطلع...
- ملكش دعوه.. وبالأماره كنت قاعد مع شوية الأجانب بتوعك.
- أنا زهقت منك
- ........................
- .....................................
- ........................
- مي.. انتي عايزه تزعلي.. وللا المحاسب ده ظابطك ومش طلباني؟
- انت بتعاملني كده ليه؟
- انتي بتحبيني ليه؟ مش عشان بعاملك كده
- يا اخي ينعل أم الحب عللي بيحبوه.. أنـ....
- سلام.. عاوزه حاجه؟...
- استنىاااه.. انت ما صدقت وللا إيه؟!...
- ................
- ..........

لم أحبذ يومًا مثل تلك الدواعي التمثيلية يا مي، وأنتِ تدرين جيدًا أنني لستُ أنتظر المقابل لما أفعله معك، منذ فرارك العجائبي من البلد إلى هنا. فلا مبرر إذن لتلك البرامج المتشابهة في غرضها لإبراز الغيرة، والحب، والحرارة المتزامنة مع قدومي. كنتُ أفضل أن تظلي محتفظة بهذا الذكاء النفسي الذي أذكره منذ أيام المعهد، والاشتراك المضروب، والشهوانية اللامعة التي طالما صاحبت تلك التكتكة الدقيقة لعجلات القطار بحمامات الدرجة المكيفة. كنتُ أتمنى ألا تطالك الأيام في نواتك الحرة، وألا تصيركِ على هذه الصورة المقيدة لتفاعلاتك الأصلية. فليست المفبركة تعني شيئًا، صدقيني. وأنتِ تدرين ذلك من أولكِ، إنما قولي لي كيف أذكر الآن آخركِ بأولكِ؟. لقد هندستكِ الأيام بالخطط والمسارات المحددة، وطوقكِ الناس بالمطالبات والجمايل.


*******

ليل

أحدق في البحر المظلم، والقمر المنير باستدارة كاملة، والجبال التي تكاد تصيبني بالخبل وهي تظهر في ضوء القمر كأشباح سوداء شريرة. لقد جاء الليل من حيث لا ندري، جاء كاملاً بكل حيثياته الخيالية. أرفع رأسي عموديًا إلى السماء، فأجزم في نفسي بأنني ما رأيت السماء من قبل. النجوم في هذه السماء عددها يفوق أي سماء أخرى بمائة مرة على الأقل.

تنهض قائلة: من الأفضل أن ندخل الشاليه، فهناك الكثير من الكلاب الضالة التي تسرح ليلاً على الشاطئ.
أوافقها، وأتولى إغلاق البوابة بالجنزير والقفل. أستغرق وقتًا في فهم زاوية إغلاق القفل، فهو يفتح بزاوية ويغلق بأخرى– ولقد تعرف سيادتكم فيما بعد سر اهتمامي بذلك القفل الغادر– أدخل فأجدها أمام الثلاجة، وأستبشر خيرًا كثيرًا، فحتمًا هي قد أحست بجوعي.

- سيادتكم! سيادتكم إيه وبلا أزرق إيه بس...
- هكذا أخاطبك يا أخي.
- على أساس بقى إنك فنان المنطقه وبتعمل اللي متعملشي وكده هه؟...
- يعني.. قد يكون!.
- يا أخي ارحمنا بقى يا عم بقى.. إييييييه! مفيش حساسه خالص..
- تقصد حساسية.. إن الحساسية الجديدة يمكن شرحـ...
- وبعدين لازمته إيه تستفزني كل شويه.. كل شويه؟ هه؟
- ..................
- أنا عارف انك قاصد على فكره عشان تبقى فاهم يعني...
- اللعنة...........

غير أن أملي يخيب سريعًا، فهي تضع على الأرض طبقًا يمتلئ بشيء ما، ثم تصب فوقه كثيرًا من علبة الحليب. تتجسد مشمش من ظلام غرفة النوم. القطة السوداء ذات البرقشات البيضاء المتسخة، والاسم المستهلك جدًا؛ تأكل وتلعق بنهم متمسحة بساقي صاحبتها. بينما أنا جالس أتلمظ، وأفكر مترددًا في أحد أمرين يؤديان إلى الطعام.
الأول هو أن أذهب إلى الثلاجة فأفتحها باعتبار أن البيت بيتي، وأنه لا فارق أبدًا بين من يعد الطعام ومن يتناوله من حيث أهلية التصرف. والآخر هو أن أطلب من ربة الدار إعداد العشاء، فأنا كائن حي مثل مشمش، ولا أستطيع العيش يومًا كاملا على تلك الوجبة من المعكرونة والبطاطس – تناولتها صباحًا بالسوق على حسابي الخاص.
إن ماري لا تأكل تقريبًا، فهي تحيا على القهوة، والسجائر، والعصائر المعلبة. كما أنه لن يجدي طويلاً تمثيلي لدور محب النباتيين، الناظر بشفقة تجاه البقية المفترسة من الناس الحمقى، المجانين، فاقدي الإنسانية، الذين يسببون الألم الرهيب يوميًا للكائنات الأخرى.

*النباتيون بالانتساب:

- أذكر تمامًا شعور هؤلاء القوم الذين يغالبون تلك الشهوة الجاحدة لافتراس اللحم – على الرغم من أنهم قد ينكرون ذلك – قابلت منهم عددًا لا بأس به بين شعب الشركة العظيمة، بيد أن الندرة ممن قابلتهم، كان قد وصل إلى فقدانها تمامًا.

- معقول.. جيد.. التعميم جيد.. التخصيص باطل... (وكان يتصفح صحيفة)...

- ولقد أؤثر التجربة لخمسة أشهر متصلة، فكنتُ أنظر إلى قطعة اللحم بتمعن شديد، متخيلاً أين كانت قبل أن يذبح الحيوان صاحبها، وكنت أعيد تكوين الدجاجة المتفسخة أمام أصدقائي قائلاً لهم: إنكم تأكلون الأنسجة الحية يا أولاد المجانين.. إنكم تفترسون إخوتكم في الحياة يا كلاب.
- غير أنه بداخل نفسي كنت أتمنى أن أكون حقيقيًا... كنت أتمنى الأكل معهم.

- ..................
- ..........................
- I am sorry Habebe ..So sorry! (تفتح الثلاجة وتخرج بعض الأشياء)...
- Why? Don’t worry. I am not hungry!(إنها حَرية بقراءة أفكاري...)...
- Sure? (تنظر نحوي متسائلة بجدية)
- I am not sure... I am just talking… (بالطبع لست متأكدًا)
- ................ Huh
- ...............

تعود سريعًا بطبقين– اثنين– من الجبن الرومي، والعسل الأبيض، وكيسًا صغيرًا من الخبز. أتناول منها وأضع على الأرض. وتلك هي أول مرة آكل في بيتك يا ماري، برغم أنها الليلة الثانية لمجيئي قد حلتْ منذ أقبل الليل علينا. إنما لا بأس يا امرأة، فيبدو واضحًا أنك لا تقصدين ذلك، ولستِ تقتاتين من الأصل.
تجلس إلى جواري مرتكنة بظهرها إلى الحائط ، مما يشير إلى أنها لن تأكل معي، أنظر في عينيها مباشرة قائلاً: I swear لن آكل حتى تأكلي معي.
تندهش كثيرًا، ثم تقترب من حومة الطعام قائلة: أنا لست جائعة.. ولكنني سأُخل بنظامي تقديرًا لقسمِكَ.

قالت: أنا أمارس هذا النظام الغذائي البديع، والذي يعتمد على العصائر بصفة أساسية، من أجل أن أكون مؤهلة لعمل الـ Meditations الخاصة بالـ دراماكايا، و.........، و............ ...................
راحت توفر عليّ صوغ أسئلتي، وأنا أمضغ الطعام ببطء متصنع، تأكيدًا على أننيhungry not أو ما شابه. أراقبها أثناء الأكل. فمها يتحرك بأناقة ورقة عارمتين، فتبدو كأنها تلثم الطعام وليست تطحنه.
وقفتْ عن الكلام. وأعتقد أنها انتبهتْ إلى عدم إصغائي بنسبة كافية، على أثر أن غلبني نهمي وبان جليًا. وها أنا لا آبه بما اكترثتُ، فأمزع آخر الأرغفة الناصعة البياض، الهشة كأوراق البفرة، كي أقضي على آخر شريحة من الجبن الرومي – الذي لا يدحر جوعًا افتراسيًا بحتًا.


*******





S.M.S /f

These unique days between our souls… We mustn’t ignore their significance. I am worried about obstructions and circumstances. These days are not footers in a book to be read anytime we wish. unique days come just once، I have prepared myself to lose´-or-to fail´-or-what resembles. But I have chance in the other life. I think، if we have the chance to meet there، we will be more understood by these obstructions!! {There is no other life for us/ Mary}…

Signature
One mind

تلك الأيام النادرة بين نفسينا.لا يجب علينا أن نخفي قيمتها.أنا قلق من العقبات والظروف. فهذه الأيام ليست تذييلات في كتاب يمكننا تكرارها كلما وددنا ذلك. الأيام النادرة تأتي فقط مرة واحدة. لقد جهزت نفسي للخسارة أو الخيبة أو ما شابه. ولكن عندي فرصة في الحياة الأخرى، أعتقد أننا إذا تقابلنا هناك فإن العقبات سوف تتفهمنا أكثر! }بيد أنه لا توجد لنا حياة أخرى يا/ ماري{...
التــوقــيـــع
عقل واحد


*******

يوم

شديد الزهق.. شديد الإرهاق.. يومي الرابع، وقد انتهت عطلتها من المدرسة التي تعمل بها
–Sharm Ecole . هي تعمل لأربعة أيام بالأسبوع، وشديدة الاهتمام بعملها الذي يحقق لها ألفا دولار شهريا كما تدّعي!.

استيقظتْ في السادسة صباحًا، وقامتْ بممارسة التمارين الصباحية، أعقبتها بالتأملات أمام منضدة بوذا. كنت أراها بأعين مغلقة – تحسبًا لهذا الهياج الصباحي المبكر كثيرًا– حتى انتهت من طقوسها اليومية، فارتدت ملابسها ووضعت المفاتيح بجانب رأسي، ثم انطلقت.
لن تعود قبل الثامنة مساءًا كما قالت ليلة أمس. وأشعر أنني قد نمتُ بما فيه الكفاية. كانت الساعة تقترب من الرابعة عصرًا، ويقظتي أضحت كاملة بعد هذا الجويين من الحشيش الفخيم، إضافة إلى كوب الشاي من ذي الفتلتان.

- اللغة كويسه.. بس عامله كده زي ماتكون أجنبي.
- أحسنتَ.. لقد استنتجت لتوك أن البطلة أجنبية!..
- برضو مش مبرر لعلمك.. فين الإغراق في المحليه عشان التوجيهيه وكده وبتاع يا أخي...
- Shit يا أخي!.. اللعنة!.. لا تكن شخصًا مبالَغًا فيه إلى تلك الدرجة!...
- شكرًا يا أخي.
- ............

وأنا ليس لي أدنى مزاج لأي من الأطعمة التي بالثلاجة، حتى ولو على سبيل الفطور. وشكرًا جزيلاً وامتنانًا عميقًا لكَ أيها الجسم الذي يرفع رأسي كل يوم وليلة، رغم هذا الوقود الهش من الأجبان والعسل والخبز الرقيق.. الفاكهة أحيانًا.. القهوة كفطور.. عصائر معلبة طوال الوقت...
رحتُ أشتاق إلى طعام بالمعنى المحلي للكلمة – أرز وطبيخ ولحم وشوربة ومخلل وسلاطة خضراء – فمن لي غيرك بهذا البلد يا حسن.

*حسن بسطان..

معرفة سبعة أعوام تقريبًا. صديقي غير مأمون العواقب. هكذا كنتُ أسميه في قرارة نفسي، ليس لشيء غير طفولته التي لا تنتهي. وحسن ليس طفلاً بالمعنى الجميل للكلمة، إنما بمعنى أنه لا يمكنك الاعتماد عليه بشكل يقيني، فمن الجائز بنسبة كبيرة أن تفاجأ بالطفل وهو يخرج لك لسانه في أحلك الأوقات. مع العلم أن حسن – الرجل ذو الثمانية والثلاثين عامًا – يكره جدًا ذلك الطفل ويتمنى خنقه بيديه العاريتين، لكن المشكلة الأبدية تكمن في أنه لا يستطيع الإمساك به. لذا فحين تعتمد على حسن في شيء، فإنك ولابد من مغامري الأمواج.

لم أره لفترة طويلة، تحديدًا منذ أن انتقل بنشاطه كتاجر للـ "أدوات صحية" إلى هنا. كنتُ هاتفتهُ قبل قدومي بقرابة الأسبوع، وقلت له أن يجعل دهب بأكملها تقف على رجل واحدة في انتظاري. لم أشأ إبلاغه بيوم وصولي إذ تركت المسألة مفتوحة. حسن كان بمنتهى السعادة أنني سوف ألقاه بمثواه الجديد، وقال أنه شديد الاشتياق لعقد أمسية صحراوية، يُطلعني خلالها على إنتاجه من الشعر المحليِّ...

*الشعر المحلي:

هو نوع من الأحاديث- أو الرؤي- التي تمتص من اللغة المحلية- المتداولة بشدة كل يوم- ثلاثة أرباع قيمتها/ الصوتية بالنهاية.. بالنهاية.. بالنهاية.. لابد من بالنهاية كي ينضبط إيقاع الجملة ويتم معناها.. فحتى وإن...

- إنت مش شايف!.
- بل أرى جيدًا.
- وخلي بالك ان الفونت المايل مبيعدلشي حاجه.
- حسناً!.
- كمان ترجمة الرسايل الانجليزي دي حاجه بيض جدًا لعلمك...
- كلب حقير...
- تقريري فاشل...
- .................... فريد الوهمي...

أعبث في الهاتف مترددًا.. الأسماء.. بحث.. ح.. س.. ن.. أتفاءل خيرًا وأضغط Ok ثم Cancel تعبيرًا عن نفسية المغامر، ثم أخيرًا ok.. جار الاتصال.. جرس...

- صاحبي.
- كيفك يا حسن؟.
- في نعمه الحمد لله.. يعني قلت جاي وبتاع.. إمال فين يا عم؟.
- في دهب.
- إحلف!.
- ورحمة خالك يونس.
- تبقى سادق .. فين دلوقتي؟.
- في الأصاله.
- الأصاله! فين دي؟.
- وتقولي حفظت دهب ومش حفظت دهب (بدأت أتشكك في اسم المنطقة كما تقوله ماري).
- طب جنب إيه ولا حوالين إيه؟؟.
- بعد المسبط باربعه خمسه كيلو تقريبًا..
- العسله يا معلم .. هاهايـ... (الأصاله.. ليس ذنبي.. هي تنطقه هكذا).
- المهم.. وراك شغل ولا حاجه دلوقتي؟.
- ولا حاجه.. قاعد في المحل وشي في وش واحد غتيت.
- اوصفلي مكانك.
- .........................


*******


S.M.S /m

Let us go then ، you and I،
While the evening is spread out against the sky،
Like a patient upon a table
T.S.Eliot

هلم بنا آنذاك، أنا وإياك
حينما يُفرد المساء على صفحة السماء
كالسقيم على فراش مرضه...!
ت.س.إليوت



#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/3
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/2
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/1
- 00
- كتاب التبيُّن
- كتاب الخواطر
- الصورة الكاملة -فصل من رواية-
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/8
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/7
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/6
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/5
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/4
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/3
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/2
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/1
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/9
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/8
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/7
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/6
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/5


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/4