أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - ديوان الحيرة العظيمة - 9/8















المزيد.....

ديوان الحيرة العظيمة - 9/8


أحمد عبد العظيم طه

الحوار المتمدن-العدد: 5991 - 2018 / 9 / 11 - 02:49
المحور: الادب والفن
    


تداعيات نظرة عين


1
الشتاءُ طاعنٌ في البرودةِ
ومشاعري مُجمدةٌ إلى حدٍ ما
أنا نائمٌ بشكلٍ يَقِظ
(إنه لَشيء مريح للغايةِ أن يَعيشَ
المَرءُ بمشاعرٍ مُعَطَلةٍ مِن البردِ
ولكنه شيءٌ مُمِلٌ للغايةِ)
لا أدري..
ذلكَ الضوءُ الدافئُ الذي غمرني
أكانَ بالنومِ أَمْ باليقظةِ؟؟
أمْ أنه حُلمٌ بداخِلِ الحُلمِ؟

لا أدري..
ولكنني أُجزِمُ أنَّ شيئًا قد حَدَثْ

2
آه.. لقد تَذكرتُ الآن
رغم أنّ الحدثَ كانَ قصيرًا جدًا
كمَشهدٍ سينمائيٍّ
ولكنه كان مُمتد المفعول
كالرَصاصَةِ في مَقتلْ

أذكرُ أنَ الأمرَ قد بدأ بنظرةٍ عبثية
في عين إحداهن
فلَمّا أدركتني.. نَظَرَتْ هي الأخرى
وهنا تَعاقبَ الضوءُ بغزارةٍ
واختلَّ توازُني، فوقعتُ أرضًا
(وكانتْ الأرض غير الأرض
والأشياءُ كلها مِن نورٍ)

ربما اختلَّ عقلي كذلك..
ربما..!!

3
إنَ الغَرابةَ تأتي مِن الغُربةِ
ولَكمْ أحسَستُ نفسي غريبًا
ومُغتربًا في تلكَ الحياة
(التي تُشبه المصحة النفسية الضخمة)
فلمّا لاحَ ليِ وجهٌ أعرفهُ بأحدِ المَمَراتِ الجانبية
فَرِحْتُ جدًا وأسرَعْتُ نَحوهُ..
ولكنني فوجئتُ بذلكَ الجَمْع مِن الحرسِ
والمَرضى والناس يَحُولُ بيني وبين الوجهِ

(قال لي الطبيب: أنتَ مُصابٌ بالوهمِ المُفْرِطِ)
غير أني لمْ أُصدقهُ بعد!!

4
لقد أصبحَ الوضعُ معقدًا بشدة
إن كيميائي الداخلية قد تَغيرَتْ بشكلٍ هميونيٍّ مُرْهِق ٍ
مما جعلني أَهجُرُ القراءة والكتابة والنوم
وأتوفرُ على صياغةِ الرسائل الهاتفية، ورَسْم الأوجه
(أنا أرسمُ وجهكِ كطقسٍ يوميٍ لازم)
ولا أعْلَمُ إلى متى سأظلُ هكذا.. حائرًا كالريحِ
قَلِقًا كقاطعِ طريق، مليئًا بالخيالاتِ الرائعة كطفلٍ يُفكرُ
ومُحتفيًا بالشكوكِ كَمَنْ يَكرهُ الصدمات القاسية
أنا بالفعلِ مُجهدُ الروح جدًا، وقليلُ الأمل جدًا!!
فهل تَعْلمينَ أي شيء

5
عندما تَتَخاطرُ الأرواح
يُصبحُ الحنين شعورًا دائمًا
يَتزايد بشكلٍ يَوميّ، وبصورةٍ صعبة
فيبدأ بالتفكير العميق، ويَتصل بالخيال
ويَمر بالحزن، ويَعبر بالفرح
ثم ينتهي بدموعٍ دافئةٍ
لا تَراها سوى الأرواح...

6
عندما تتراسلُ العقول
تَصمتُ كل الأصوات
وتَهدأُ الأنفاس كأنها ستتوقف
وتَستَبدِلُ الحواس مواقعها بالجسد

فيَرى الإنسان بقلبِهِ
ويَسمعُ بعينِهِ
ويَلْمَسُ بروحِهِ
ويَتكلمُ بأفكارِهِ

فإذا وَجدَ مَنْ يَفهمه على تلكَ الشاكلة
حَدَثَتْ المُراسَلة
وتَمْتْ الرسالة.

7
أعتقدُ أن الزمانَ هو ما يَقعُ للإنسانِ
مِنْ أحداثٍ وتَغيّراتٍ لا يستطيع نسيانها
أما عن بقية الحياة..
فهي لا تَستحقُ عَناءَ التذَكُر..
ذلكَ أنها خارج الزمن.





كتابةٌ



1
سأكتبُ شيئًا لم يُكتب مِن قَبل
رغم أنّ كل الكلمات كُتِبَتْ مِن قبل
وكل الإشاراتِ فُعِلَتْ مِن قبل
وكل شيءٍ قد حدثَ مِن قبل

غير أنها الحالاتُ لا تَتَكرّرُ
فافعَل ما تَشْعُرُ ..
كما تَتَطابقُ لا تَتَكرر

2
يا أيُها الإنسان إني أأنِسُكَ
وأَضعكَ في قلبي مَحلَّ الحُبِّ والمراقبة
فكما ستُعطيني سأمنحُكَ
حتى وإنْ تَراوحَ الأخذ والعطاء
بين الضَعفِ والمُسامحةِ
وبين العدلِ والتَجَبُّرِ
كما ستُعطيني سأمنحُكَ

فالمسيحُ قد مَنحَ الخائنَ نظرة لائمة
وإنه كما تَدري المَسيح.. !
وآدمُ قد حَنثَ بأمرِ الله
ولقد رآه.. !

كما ستُعطيني سأمنحُكَ.

3
للعقلِ سادات ينامونَ بداخِلِه
ويَتناوبون اليقظة والتَّسَيُّد
لكأنهم ثُلةٌ مِن المجرمين
يَحكمونَ جَبَلاً مِن المطاريدِ
على أطرافِ مدينةٍ مُسالمة.

4
ثَقُلَتْ موازينُ النضوج بما نَضج
مني وإني ورب العالَمينَ حَكيم
حتى تَرانِي وقد أَطَحْتُ بحكمتي
إذْ أنتَ تَقرَأُ ما قَرَأتَ كأنه
شيءٌ عظيم!

5
الإنسان هو الإنسان
منذ أبدعه الله
وأطلَقَه ُبالبَرِّيةِ يَسعى على نفسِه
وحتى يوم القيامة
سيَظَلُّ الإنسان هو الإنسان
سادرًا في غموضِه
عالقًا في خلودِه
طامعًا في الوجودِ إلى أقصى درجة
ولا يَملأ عينه سوى النوم
والموت.

6
إن الفعل البشري الخالد للإنسان
هو أن يَضعَ نقطةً للبدايةِ
قبل البدءِ في الدورانِ حولَ نفسه.

7
نفسٌ..
وما الأنفس في أصحابها
إلا كالعفريت بالبرّيةِ
فمَن وجَدَ نفسه
كمَن مَسَّه ُطَائف
كلاهما..
تَختلِف أحواله
وتَلتبِس أقواله
وتَختفي أعماله
فيَأخُذُ ما يَأخُذُ
ويَناله ما يَناله

8
روحٌ..
بالضبطِ كما علمتني يا أخي
هي ذلكَ الأثير الداخلي الرهيب
عند القُربِ منكَ
وعند الخوف منكَ
وحين الشك فيكَ
وحين الإيقان بكَ
وإنْ يَئِن الجنون...

9
عقلٌ..
العقلُ كملكوتِ السماءِ
متاهةٌ مقدسةٌ
يَحكُمها إله ٌواحد ٌ

10
مَنْ ذا الذي سيُكافئني غير روحي
(ذلكَ أن القلب يَقفُ كثيرًا هذه الأيام
.......... مِن هَولِ ضَغْطِ الفَرحِ)
ومَنْ ذا الذي سوف يَسَعني غير رأسي
وحيزُ الجُمْجُمَةِ ضَيِّقٌ على التلافيفِ كالأفق ِ
والأفكارُ الضخمةُ مُضَفَّرَةٌ وغليظةٌ كالقَيدِ
القيدُ بآخرِهِ كاحلان
الكاحلان في ماءٍ آسن
الماءُ الآسن يَفيضُ مِنْ إناءٍ مُتَّسِعٍ
الإناءُ بهِ أشياءٌ مُخيفةٌ تَتَحرك
الأشياءُ كأنها الناس..

أنا أُريدُ كُرسيًّا لأجلس
مُراقبًا ما يَعْلَقُ بالقَدَم.

11
مَنْ ذا الذي يَعي الموتَ غير الذي مات
حتى المُميت لمْ يُجرب الموت
وكذبَ الذي سَيَحْكِي، وصَدَقَ الموتى
والذين صَمتوا إثر ضخامة الأمر وفداحة الحَدَث
فلا يَحكون شيئًا مِن ذوائعِ الصَيْتِ
ومأثور القَصَصِ وخيالات الفراق وغصة الخوف
فمَنْ ذا الذي يَتصورُ موته بجديةٍ
ومَن ذا الذي يُوقنُ أنه سيموت؟!
كذبَ الذي سَيَحْكِي فلمْ يُفكر إلا بما مَسَّ النص مِن الحِفظِ
وبعض هواجس الشك وريبة القول ووجوب حمية الرد
ودَحْض الأمر
لذا كان صمته أفضل حتى يَموت.. فيَحْكي.





زَوَايا الضَلال "المَجنون العظيم"




1
تَتَكاثفُ مادة النَفْس
وكأنها تَجْتَمعُ على نِداءٍ كالذئابِ ..
ثم تَمورُ مُتَهيجةً، ثم تَفورُ مُتَشَوِّهَةً في ثَورتِها
مُتحللةً كغبارٍ ودُخانٍ وشَوائب عِدة
وأشياء تَخنق المُتنفِس بالداخلِ فيَتَحَمَّل
ويَسْعل ويَبصق حتى لا يَتَحَمَّل.
فيفِر إلى أعلى ويَتَطوح مَعْمِيًّا فيُؤذي نفسه
ويُؤذي عقله الذي يَتطوح فيه..
وتَنْسَحِقُ مَظاهر بَيّنات
وتَتَخِذُ أَغْوارًا نائِيات قد سَاحَتْ فواصِلُها

حتى إذا ما هَدَأ الهاربُ وارتَمى يَستريح
فإنه يَتَنَبّه إلى حولِهِ
وما دَخَلَ عليه مُطاردًا ومُضطرًا
فأعجَبَه المُلكُ والجَبَروتُ فاستولَى
وخَرَجَتْ جِبِلّتُه واسْتَشْرَتْ واسْتَحْكَمَتْ بالكُلِّ
مِثلَ الذي ظَلَّ مَكْهُوفًا ثلاثينَ سَنَةً
ثم أُطْلِقَ في المَدينةِ

هكذا يبدأُ ولا يَنتهي .. حتى وإنْ خَمَدَ
وهكذا تَسْنَحُ بَشائِرُهُ.. فَتَهِلُّ كالأقمارِ

هذا للموعودينَ فقط
وليس للحَسَّابينَ مِن نَصيب.


2
الحياةُ ليستْ عادلة إلى حدٍّ كبير
والشِّعرُ ليس حلاً
كما أن الحِكْمَةَ لا تَنفَعُ إلا الحُكَمَاءَ بطبعِهِمْ
وقد تَفسدُ مِنْ صاحِبِها الذي أَحْكَمَها
والناسُ كبقيةِ الأحْيَاءِ تَحيا كما اتفقَ
وتَعْمَلُ أقدارها بأعضائِها
والمكانُ ما حَولَكَ
والزمانُ ما تَؤولُ إليهِ

فتَيَقَّظَ ولا تَغْلُو في الفِكْرِ كالحَربَةِ
أو يَشْغَلُكَ تَرتيب المُبَعْثَر عن البَعْثَرةِ ذاتِها
وإياكَ وتَصَوُرُ الفراغ مُمْتَلِئًا أو ضِد ذلكَ
أو يَتلبسانكَ في حياتكَ فتَخرج منها
وتَشْهَدهَا شهادة مَنْ ليس فيها
وتُصَارِعها لتَدْخُلَها
"كما يُصارع الرَجُلُ المجنون ظِلّه"
ولكنكَ لا تَعُودُ بها مَرَةً أخرى
لأنكَ لستَ منها مُنذُ البداية
وإلا ما لَفظَتْكَ أو أعطَتْكَ الفرصة لتَلْفظَ نَفْسَكَ
فخَرَجْتَ وكنتَ أنتَ الذي يَصِيرُ ليسَ ضالًّا
وليسَ مُهْتَدِيًا
وليسَ حيًّا
وليسَ مَيتًا
إنما هو ما هو.


3
الدورانُ فِعْلُ الأفلاك السَيّارة
وسِرُّ الوصول إلى الحقّ
وغَلْقِ الأسئلة المُتداعية على بعضِها
بالقفْلِ الكَبير، حينَ العَودة إلى مَبدأ الدوران
"النقطةُ الأُولى"

فما الحَلُّ وما القانونُ المُسْتَعْمَلُ
إذا كان الدائِرُ يَدَوُرُ بِلا مَبدأ أمامه أو ورائه
ذلك أنّه دَوّارٌ بنَفْسِهِ ولها
فهو الدائرةُ خالصة إجمالا وإكمالا
وإنه السقيمُ المَلولُ غير المُتَعاوِن بالمرة
ذلكَ الإمّعَةُ الكلبُ الضال.


4
هناكَ قَنَاعَتين تَعملان في القانع بنَفْسِهِ
ولا يَدري هو نَفْسه كَيفَ هو واحدٌ وهو اثنان مُختلِفان
ثم إنهما مُتحِدان إلى حدِّ أنْ يُشَكِّلانَه "هو ذاته"
وأنهما بدونِهِ كما هو بدونِهِما..
والأمرُ مُحيّرٌ جدًا كالأُمورِ الأخرى تمامًا
ولكنه قد يَكونُ كما يكون
ولا مُفسرَ له غيره
فهو موجود وقائمٌ في الحقيقة
وإنه مَحسوسٌ ومَلموسٌ ولمْ يَمُتْ ويَفنَ بعد..
فلِمَ لا يَكون هذا هو كذلكَ بالضبطِ
وما حَولُه كَمثلِهِ أيضًا
وقد يَكون الأمر ليس كما يَبدو
ولكنه محجوبٌ لغرضٍ محجوب
ولا يَرى الحاجبُ بالمُحتَجَبِ عنه كُفؤًا
"لِمَا أغمَضَ وأخفَى"
فتعالى الذي يَتَصَرّفُ مُنذُ البدايةِ

ولقد تَكونُ اللغة المُستَعمَلَةُ على المكتوبِ تُراثية
إنما المَعنى هو ما يُسْتَعْنَى بهِ في الشيءِ
فإذا تَكرَّمْتَ فلا تأخُذكَ الأفكار بالعدوانِ أو اللهو
إنما نحن نتحدث عن المَعْنَى
أو أنه النفاق بعينِهِ
أو الضَلال بوجهِهِ كاملا.


5
تَتَناومُ الأحقاد في الصدورِ
ولكنها تَظَلُّ كما هي، كجسمٍ مُتآكلٍ ولكنه موجود.
وإنها تَعملُ عَمَلَ الغِلِّ والحَسَد والبَطَر
وكل مَعْنَى قد اسْتَقَلَّ عنها فهو بالأصلِ منها
وكُنْ مُتأكدًا مِنْ هذا
حتى تَعتقدَ فيما سَيَتْبَعُ مِنَ الحِقدِ الذي في الناسِ بالقلبِ
وفي الحيوان بالعينِ، وفي النباتِ بالجذورِ
وكل ناقصٍ بمِقدارِ أحقادِهِ يَنقُصُ

ولقد صَدَقَ معَ نَفْسِهِ
الذي َأطلقَ على نَفْسِهِ النار مِنْ فَرطِ ما واجَهَ..
فلا تَجتنبوه فإنه منكم
وإنكم الذين أوصلتموه إلى الفِعْلِ
بما قَذَفَتْ عليه صدوركمْ مِنْ حِقْدٍ كان يَمْلأ قلوبكم
كالدَمِ المُتَجَلِّطِ
يا أيُها النواقصُ، الأنصافُ، والأثلاثُ، والأرباع
وما َأدنى مِنْ ذلكَ وما أعلى..

ولْيُفَكِّرْ المُفكرونَ مُتَقَعْرِينَ
ولْيَهْذِ النُقَّادُ مُعْتَسِرِينَ
فإنه الحقُّ صنوفًا وأنواعًا
ويَلُوحُ للمرءِ أنه قائِمٌ
فإذا تَرَيّثَ قال: مُتداعٍ

فانتَبِهْ، وأدرِكْ، وعِبّ مِنْ ذلكَ الماء
وسَتَرى أنَّ الأمرَ مُضِلٌّ بضراوةٍ ومُتأزمٌ بحدةٍ
وأنه بكل ما يَشمل يدعو إلى الصدقِ مع النَفْسِ حتى الموت
ولكنّك أجبن مما يُحيطُ بكَ أيها الحقودُ الضَليل.


7
السائر غير الجاري، ولكن نهايتهما واحدة
والفَرقُ كل الفَرقِ يَقَعُ في مدى وضوح التَصور
ونسبة تَحصيل الصور.
* ونحن لسنا مُلْزَمِينَ أنْ نَصِفَ التصور، والصور
بأنهما الحَيُّ بالحياةِ.
فالعبارةُ مفهومة مثلما نَفهم أننا لا نكتبُ إعجازًا
ولمْ نُحْدِثْ حديثًا.
إنما لا بد مِنَ القول بأن الأمر مُؤكَد عندنا مِثلنا
ويَمتلئُ عِندكمْ بالرِيبةِ والتَحفظِ
فأمّا المُصَدّقون فسيَقولونَ بما تَتْلو عليهم ضمائرهم
وأمّا المُكذِبونَ فيَقولونَ إنه فِتنة قد صَـفَتْ نارها
مما زادها فِتنة.
فما بالُ الذي يَسمع والذي يَقرأ ومَنْ يَرى يَلْتَفِتونَ
داهشين.
وإنهم ليسوا مُستَريحينَ ولكنهم يُستدرجونَ كالطيرِ
إلى شَرَكٍ منصوبٍ سيَجرحُ أرجلهم، ثم يُميتُهم وقوفًا
وهُمْ يَتَألمون.
فما هذا الكلامُ سوى كلام الشاردة عقولهم منهم بالشَكِّ
والسادرين في الغَيِّ العظيم.
وفي ظُلمِ أنفُسهم بأنفُسِهِمْ حماقةً وجهلاً وضلالاً صِرفًا.
هكذا سيَقولُ الذين يُكَذِّبون، وأنا مِنَ المُكذبين.
فكيفَ لي بغيري، وقد انكَتَبَ المكتوبُ وتَقَدَّرَ ما تَقَدَّرَ
ولمْ يَضرِبْ بالأجواءِ أي بَرْق ٍمُنذُ فترةٍ، ولمْ نَعثُرْ إلا بالمُغْوِيِنَ
وليس ثمةَ دليل هادٍ يُرشدنا على المَسْلَكِ يَلوحُ ..
فنحنُ نَقْطَعَه وحدنا، بلا سائِرٍ حَوْلَنَا، ودون مَنْ يَجري معنا.
إنَ الأحوالَ موحِشَةٌ هذا العام تمامًا
ونحنُ لمْ نُمَدّ بما سَألنا لنَسْتَغْني عن أنفسنا، ونَتَغلب علينا
وذلكَ هو ما أثَّرَ على حالتنا النفسية
وجَعَلَها سيئة جدًا وللغايةِ، بَلْ ونَقولُ ضالة.


8
ماكرٌ في نِيَّتِكَ كالثعلب
ومُتغافلٌ عن الهُدى بالقَصْدِ
ومُلَطَّخٌ بالذنوبِ
وليس فيكَ شيءٌ صالحٌ عدا أُذُنكَ
"لأنها تُلقي السَمْعَ عِندَ الوَقر"
فماذا تَبتَغي وأنتَ بهذه الحالة الرَّثّة مِنَ الوجودِ؟
وكيف لِمِثْلِكَ المُطالبةُ بما ليس له أو لمِثلِهِ؟
وعلامَ الصراخ في السماءِ والأرضِ
وأنتَ تُكَافَأُ بتَركِكَ حيًّا إلى اليوم مِنْ غيرِ عِلّة للتَركِ!

وأنا أُخاطِبُكَ أنتَ.. نَعَمْ..
فليس ثمة أحد غَيْرك أُكلمه هكذا
ومَنْ سِواكَ معي في المُصيبة
أيُّها الصاحب الثمين، المُتكاسِل عن شعورِكَ بي
وإنه أنا الذي يَجعلُكَ ثمينًا فاستَفِقْ
ولا تَعْمَل عَمَل النائم، فإن الليل قد أَزِفَ
وإنه بالخارجِ يَهْزَعُ ويَتوقُ للخارجينَ حتى يَصبغهم به
وإنها فُرصَتُنا الوحيدة للفكاكِ
عَبْرَ تلكَ الفَتْحَة التي لمْ تُغلقْ بَعد
وإلا سنكون في الظلامِ مِنَ المُؤبّدِينَ إذا انغَلَقَتْ.

فَقُلْ رَأيكَ، واكشِف عن صمتِكَ
ولا تُغَيِّبْكَ مرارةُ الخَمْر عني
ولا تَتَخَطّفْكَ سَكْرةُ الضَلال مِني
فإننا بمَوقفٍ يَبدو اليَسير منه كأعْسَرِ مِنْ ضِيق ِالرِزق ِ
فاسْتَشْعِرَ القَهر المُبِين، والخطر المُحيط
واحْزَنَ وابْكِ ونُحْ كالخاطِئِينَ..
لا يَنْفَعُكَ ولا يَنْفَعُني سِوى الهَرَب مِنْ تلكَ الفَتْحَة
"الشبيهةُ بفُوّهَةِ النَفَق ِالمَذكور عندنا مِنْ قبل"
وإنها تَلْتَئِمُ، وإنها تُحيطُ بنا
وتَضْغَطُ علينا وتَنْحَبِكُ..
وإننا نَنْحَشِرُ فَلَمْ نَعبُر ولَمْ نَظَلّ
قد حَكَمَ مَنْ أضلَّ وأَخْفَى
ثم أَعلَنَ.


9
حين تَتَخَلَّق مِنَ الزيفِ
لا تُدرِكُكَ الحقيقةُ

وحين تُخْلَق مِنَ الصدق ِ
يُدرِكُكَ العذابُ

إما ضالًا
وإما مَجنونا



#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/7
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/6
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/5
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/4
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/3
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/2
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/1
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/4
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/3
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/2
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/1
- منطقة عشوائية
- تُرب الإنجليز
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/4
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/3
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/2
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/1
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/7
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/6
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/5


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - ديوان الحيرة العظيمة - 9/8