أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/4















المزيد.....



المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/4


أحمد عبد العظيم طه

الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 08:32
المحور: الادب والفن
    


أن تأخذ الكاميرا معك في كل مكان، أو العكس (أي أن تأخذك الكاميرا في كل مكان)، فذلك مضنٍ إلى حد بعيد. لكنه قدر ومكتوب إلى حد أبعد من سابقه فيما أدري. فما عساه سيفعل التورط بضمير الأنا؛ يعني؛ سوى التسبب بترسيخ تلك العلاقة الآثمة بين الإنسان والكاميرا!.

لذلك قد أجدني مضطرًا في أحد الأوقات إلى التملص من موظفي وحدة المراقبة التابعة لقطاع الرقابة المؤسسية (أولئك الذين غير معروفين لأحد من موظفي المؤسسة – ويتبعون عمومية الرئاسة رأسًا).. سأقف أمام المصعد الرئاسي الخاص بمكان الرئيسة ألفت، وأدخل كوده السري، ثم أقوم بالصعود كشيء مألوف مني..
وعندما سأهبط بالممر المؤدي إلى مكانها، فإنني سأذرع كالبرق من أمام بابها باتجاه الدرج النازل (غير المراقب يقينًا)، معتمدًا في تلك المغامرة الصغيرة على أن المراقِب هو بشر في نهاية المطاف، يمكن لعينه أن ترمش، ويمكن لرقبته أن تلف وجهه بالكامل إلى محدِثه المراقب الزميل، ويمكن لوعيه أن يسرح قليلاً في كونه مراقبًا هو الآخر– كما أن بإمكانه كبشريٍ أن ينكص عن كل ذلك، فيتذكر مثلاً الذي عليه من مطالبات نقدية واجبة الدفع، أو التزامات شخصية ليس وقتها، مما يجعله يُمسك جبهته وينظر إلى السقف ويُحرك رأسه يمنة ويسرة..

كان الدَرج مضاءً بلمبات فلوريسنتية مسمرة بالحائط - وكانت لا تشي نهائيًا بالحس المؤسسي المعروف في الإنارة، فقد بدت لي الدرجات التي أهبطها واقعية إلى حد الفجاجة في ظل نوعية الضوء، حتى أنني عقب فوات هنيهة (من تلك الأجواء) قدرته سلمًا حلزونيًا خارجيًا (لكنه مغطى) لبناية عشوائية أخرى.
كذا رأيتُ أن الطابق الذي يلي مباشرة طابق الرئيسة ألفت أنه مبالَغٌ في ارتفاعه الداخلي كثيرًا من قِبلِ بانيه، فهذا الباب الحديدي المصمت في جسم الحائط (ويحتاج النظر من شراعته إلى متر إضافي في الطول) قد ظهر بعد مرور ما يناهز الدقيقة من النزول الحلزوني المتسارع، وإلا فإنني لتفسير تلك المسافة المقطوعة سأكون قد عبرت طابقًا بلا باب، من يدري!؟..

خلعتُ حذائي (حريصًا على عدم إحداث ضجة) وقفزت لسِت أو سبع مرات متواصلة بغية التشبُث بالمشارع الحديدية الغائرة بمستطيل الشراعة. لكنني الذي فشلت في ذلك فشلاً ذريعًا. فافترشت البسطة السلمية الضيقة لاهثًا، واجفًا، حائر المخ فيما أنا بصدده من أول تجليات هذا الوجود اللفاف، الهمايوني، الشاحب على الرغم من شيوع ضوء فلورسنتي قوي، والغامض ويبين سرمديًا عند التفكير الزائد (ربما المتخوف)، كما أنه الوجود غير المنطقي أبدًا في رأيي بالنسبة إلى مؤسسة وظيفية كالمؤسسة الوظيفية - فالطلاء الجيري الرخيص الراشح للحائطين (الأساسي المستقيم والحلزوني المضاف)، فالسُلَّمات البلاطية البيضاء العادية ذات البقع الصغيرة السوداء والنبيذية (السُلَّمات مقطوشة من عند ثلاثة أرباعها تناسبًا والمساحة المتاحة)، فالمتن الإسمنتي للسلم بائن الأسياخ وغير مطلي من الأسفل (عند النظر إلى أعلى بكل التفافة مركزية)..

لقد بدا لي أنه قد فاتني العديد من التفاصيل آناء الوهلة الأولى للنزول، مما جعلني أسخط فكرتي وأتذكر ما أعرفه عن الفخاخ وأقول في نفسي: "أأنت تغفل التفاصيل يا لطفي؟ أهذا كلامٌ يا لطفي؟!".. لكنني الذي لم يقفل راجعًا ولم يرضخ لِما تحض عليه النفس البشرية صاحبها من الأفول بحالة كتلك، فقد قمتُ على قدمي مقررًا أن أواصل هذا النزول أو الانحدار (فالسُلم بات أشد انحدارًا في حلزونيته بكثير عن ذي قبل)، وعندما لامست قدمي سابع أو ثامن سلمة وصار الباب الحديدي لا يظهر لعيني – كنتُ الذي قد سمع صوت صريخ، صريخ آتٍ من بعيد، أنثوي، متقطع، حاد، وينم ما ورد أذني منه عن أنه حقيقي ومعذب لدرجة قصوى.

وكنتُ للحظات أنزل بها قد ضرب في ذهني أنني غافٍ، وأن هذه الأجواء المكئِبة لغفواتي عادة ما تنتهي بفظيعة موقظة من قبيل الانفجار القاتل، أو السقوط من شاهق، الفرار من طقوس فتح مقبرة سليمة كاملة، الاتجار بمواد مشعة في مخبز آلي يقف عليه طابور ناس عظيم وحدوث تسرب، وما إلى ذلك من فظائع باطنية يسوقها الشعور إلى التصور (خاصة في ظل اكتنافي من جهة سلم حلزوني كهذا)، وصرت أتذكر حال ركوب المرتحلين جميعهم للأُتوبيس النهري (كالشيء بالشيء يُتذكر)، عندما كان الجو لونه رمادي فاتح بفترة المغرب، وأسراب صغيرة من العصافير والطيور البيضاء تسرح ذاهبة آيبة على ارتفاع أمتار قليلة من المياه، وكان الحفل قد بدأ بإعلان ماسك الميكروفون أنه يريد فسحة سعيدة لكل الموجودين.. وأنه يريد رؤية الجمهور الجالس.. فحبذا لو يجيء الشباب الواقف على جنب والشابات الواقفات على جنب آخر.

ثم ارتفع الصوت بغتة إلى أقصاه عبر السماعات القوية النقية - وبدا أن تشغيل الأغنية من ذروتها هو أمر معمول به ومجرب، إذ أفلت الناس من عقال ترصدهم أو رهبتهم، واندمجوا في رقص جماعي وفردي وكانوا رائعين، وبانوا من شاشة العرض أنهم يتفاعلون تفاعلاً أكثر من رائع مع ماسك الميكروفون (والذي كان يقول شيئًا حماسيًا كل حين وحين)، وكان سائق الأُتوبيس النهري يسرع كثيرًا للابتعاد عن المرسى في أقل وقت (ثم والعودة ببطئ كما هي تلك الرحلات)، وكانت المياه هادئة والريح ناسِمة والليل يُسوَّد والأغاني تتالى والجسور الحديدية عظيمة الأعمدة تصنع أسفلها صدىً سحريًا مجموعًا للصوت والضوء معًا وكان أغلب الركاب يستغلون هذا الصدى في الصريخ والصفير وهكذا أيضًا كانت الانعطافات الارتدادية الحادة للأُتوبيس النهري بين برهة وأخرى تطلق صيحات وشهقات وطقطقات وصوتيات نوعية منها جديد (في تصوري).. ثم جرى الصراخ الجماعي فائق السرسعة هذا وثبُتَ الصراخ على سمعي وفزعتُ من شرودي بمجريات الفرح النهري ورأيتُ ما يصرخون وحاولت الصراخ بقوة ورعب فلم أستطع وكان الأُتوبيس النهري يمخر مُنعطِفًا بأقصى سرعته فبدا في استدارته كخيل يجفل من أول الماء وكاد ينقلب واستدار الناس بوجوههم لرؤية ما تحاشوه من زاوية صنعتها غريزة البقاء وكان فرس نهر مجنح وتصل قوائمه الخلفية واقفًا إلى قاع النهر فيظهر نصفه العلوي وشكله شديد البشاعة لمدى ضخامته وقد بدا فكه من مسافة ثلاثين مترًا كأنما يمكنه ابتلاع الأُتوبيس النهري بركابه في فك واحد له أنياب طول أعمدة الإنارة وبه لسان كأنه أسفلت ومنه صوت نعير عريض جهول بالغ العلو حتى لَيصيب الآذان بالصمم وكنا نبتعد بسرعة الخوف مغبوطون في أعماق أنفسنا بغبطة مبهورة طازجة (مظهرها النجاة من موتٍ محقق ولئن بدا للبعض موتًا خرافي الجمال وجوهرها عشق إنساني ثائر للخلود) لكن فرحة الحزينة لم تكتمل وساد صراخ ليس جماعيًا بعد أن مست ذهلة الموت بحقٍ وحقيق في حناجر الناس ومزاردهم وانقلب الأُتوبيس النهري على جنبه شر قلبة عندما أخفق سائقه بالمرة الثانية في فعل ما فعله بالأولى ذلك أن فرس النهر الذي ظهر بالاتجاه المقابل كان يتحرك مقابلاً وكان وقوع مرآه أشد بشاعة وامتساخًا عن سابقه بمراحلٍ عدة وكنتُ عندئذٍ الذي هببْتُ صاحيًا وحمدتُ الإله لكوني لم ألبث بالأضغاثِ لأرى نهايةً بهذا المنظر..
بعد ربعِ ساعةٍ من النزول أو أزيَّد؛ أخذني شعورٌ قويٌ بأنه لا قاع للسلمِ، كما تلمستُ أنه يصير أوعر كلما نزل الواحد، فالرشح الناشع من الحوائط استفحل عليها وجعل شكلها خربًا مقرفًا، كذلك ظهر ما يقدر بارتفاع طابقين أنه محترق اللمبات بينما أنا أتفحص موطأ قدمي على الضوء الساري من فوق ومن تحت، وقد أعقب نزولي لعدة درجات معتمة أكثر أن ضرب القرار في ذهني؛ عندما أبصرتُ فئرانًا اختبئتْ في لحظة في صخب كأنما هي بوغتتْ بقط..
لقد قررتُ الرجوع لحظتئذ؛ وقلتُ في نفسي وهمهمتُ بينما استهل الصعود بثلاث درجات معًا فثلاث أُخر: "ليس كل النزول بغيض، ولا كل الصعود حميد، والأحوال دول، والأحلام وقود، فاتعظ يا هذا ولا تتخيل أنك ستستكشف دياجير المؤسسة هكذا من خلال مغامرة رخيصة كهذه،، إنه نقص الأوكسجين في المخ يا لطفي، فلا تعمل أنت عمل النائم واتعظ وقل قولاً عَدلاً بدلاً عن تلك الخيالات السخيفة.. قل قولاً حقيقيًا أو اسكت يا أخي!"...

/

في الساعة العاشرة من صباح اليوم المُعقد هذا (غير اللطيف بالكلية)؛ أدركتُ أنني لا أفعل شيئًا ككل يومٍ يمر منذ عدة أيام. فقط توقيع روتيني هنا أو هناك. وليكن اختطاف نظرات متباعدة لشريط النشرة المؤسسية الذي يمشي كقطار مكبوح في خلال وزرة زجاجية حائطية تطال كافة القطاعات. أيضًا أضحى التحديق لبرهات طوال باللوحة الزرقاء مسحول الفكر بوقائع الأحداث وفارغًا من أي عمل أو تصور هو ديدني في ذلك التأمل الأزرق كلما شئت تأملاً – التأمل الذي أضحى فاسدًا بقدرة قادر ريثما تأملت؛ لدرجة أن آخر ما رأيته محدقًا باللوحة الزرقاء ويمكن وصفه كان سور جرانيت يبنى ببالغ من النشاط والضخامة والارتفاع في المسافة الكائنة بين وجهي واللوحة...
أمسكتُ الهاتف وطلبتُ نرجس، ومكث جرسها إلى الأواخر حتى ردت - بدا صوتها زائد الاعتداد وهي تقول: "آلو"، ما ترتب عليه بعد أن سلمتَ وسلمتْ أن قلت لها بشكل عملي: أنني أود إبدال دعوة العشاء بغداء. وقالت: متى؟. وقلتُ: أنه اليوم، حالاً. وقالت: والعمل؟!. وقلت ما معناه: عذرًا يعني لا عمل يمنعك من المغادرة عصمتك؛ ثم إنه ليجر ما يجري ولا أسوأ. فقالت: لا بأس! أوافق. سألتها: عما هو محبب إليها من الأماكن؟. فقالت: أي مكان يقع على المياه مباشرة، فالمياه تفتح نفسي...
تقابلنا بمطعم عائم يدعى "القبة السماوية الثالثة" - يدخل الجزء الأمامي منه في الماء لأكثر من عشرة أمتار، وقد اتخذنا مجلسنا عند حافة الشرفة العارية المشمسة باعتدال في هذا التوقيت. أكلتْ نرجس سمكًا وأرزًا وسلاطة كثيرة الخس. وأكلتُ روبيانًا وحبارًا فقط من دون خبز. فطلبتْ عصيرًا وطلبتُ شايًا. وكنا تكلمنا آناء الأكل كلامًا عاديًا، منوعًا، حول جمال الجو وحلاوة المكان والأكل وقوارب الصيد البدائية المارة من تحتنا وأشجار الكوناكاربس الكثيفة المقلمة بشكل هرمي موحد على طول الناحية الثانية.. ثم حل علينا صمت ولم تقطعه إلا عبارات قليلة مصنوعة كـ: "تريدين نارجيلة؟" فـ: "لا شكرًا حتى لا أحب تذكرها." فـ: "آه آسف نسيت".. "وعلى هكذا كم أخذ سائق التاكسي منكِ؟"، "عشر دولارات."، "معقول معقول."، وقلت في نفسي: أنه ولابد ليس الأكل كالشرب بالنسبة للكلام، وأنني لا يجب أن أعول كثيًرا على تلطيف الجلسة – بالأحرى تسطيحها – لئلا تفهمني الفتاة هذه بصورة خاطئة..

- عصمة الرئيسة نرجس؛ كيف ترين إذا ما أُغلق التحقيق بإدانتك ومن ثم فمجازاتك بإحالتك إلى وظيفة أخرى.. الإمساك بقسم الاختزال مثلاً؟
- (ضحكتْ بشراسة قبل قولها) يا سيادة النائب لطفي يا حبيبي إعقِل كلامك وأعِده، لا تقل لغوًا والسلام، فلا أنت ولا محققي الرقابة المؤسسية (وأشارت بإبهامها إلى خلفها) ولا أي أحد في المؤسسة بأسرها يقدر على عمل عملة كهذه، ستكون مخالَفة مخلخِلة لمادتين من المواد المؤسِسة الأولى إن لم يكن أكثر، استمع الذي أقول لك عليه: ستكون كارثة يا لطفي.. كارثة..
- أعلم أنك تعلمين الكثير.. ولكنك لازلتِ تشُكِّين في نيتي نحوك يا نرجس. تصطدمين بي هكذا.. هكذا دون تحفظ.
- من كلامك يستدل عليك. هذا ما بت أعلمه في الدنيا يا لطفي؛ الدنيا القذرة هذه..
- وماذا قلت أنا لكل هذا! إنه مجرد كلام، فكرة، محاولة لفتح الموضوع، أنا لم أقل لكِ افعلي ولا تفعلي يا نرجس..
- كنتُ حماسية بعض الشيء، أعترف.. ولكن أعتقد كان لي حق، أنت يا لطفي قلت طرحًا مستفزًا.. ومع ذلك فأنا أعتذر عن زيادة الحماسة!..
- لا عذر بين الأصدقاء يا نرجس.
- هذا شعور رائع منك.. والآن.. فيم تريد الحديث؟.. كأصدقاء.
- في الزمن.
- عندي موضوع آخر أكثر أهمية.
- (أشرت بذراعاي على اتساعمها كقولي لها تفضلي).
- ما الذي جعلك تختارني؟ ويا ليت أن تكون صريحًا مع نفسك قبل أن تكون صريحًا معي..
- نقاء سريرتك.
- وبعد؟!
- لا شيء.. كنت ولا أبرح أعتقد أنكِ أحسن مما تريدين إبداءه.
- لست مقتنعة إلى الآخِر يا لطفي، إنما لا مانع من تقبل الكلام على هذا الوجه.
- ...............
- ..........
- إذكاءً لهذه الصراحة المتبادلة يا نرجس أريد مناقشتك فيما تنوين عمله بعمومية الرئاسة.. هل لي في ذلك؟
- ليس وقته يا لطفي.. صدقني أنا الآن متعبة وليس فيَّ دماغ للنقاش، ثم لازال على انعقادها أسبوع كما أدري..
- كما تشائين.
- ..............
- ................

كان الحوار انتهى بأنها تريد المغادرة، فحاسبتُ وطلعنا إلى الخارج يتلامس كتفانا كل بضع خطوات، واقترحت عليها التمشية على شاطئ النهر في هذه الساعة السابقة لذروة الشمس، لكنها لم تتردد ولو قليلاً في الاعتذار عن قبول اقتراح من هذا النوع، وعللت: بأنها ليست مستعدة أن تقابل أي أحد من معارفها أو أقرباءها، وأن ذلك ليس لسبب محدد إنما هو ربما مخافة أن يلزمها أي أحد بوعدٍ بالزيارة.
وعندما رأيت سائق التاكسي الأسود بالشارع المعاكس شاورت له فلف من فوره، وكالعادة كانت ابتسامته البيضاء الفسيحة تسبقه، ويُرى من انحسار البرص حول شفتيه أنه بات مشمولاً برعاية صحية ناجعة عن متقدماتها. نقدته أجرته وأزدت له وأوصيته أن يوصلها إلى حد الباب حيث تسكن. وأنا أشرتُ لها مودعًا فأجابت من وراء الزجاج (وكان هواء التكييف يكاد يجعل وجهها ممتنًا).. ثم أن نرجس اختفت مخلفة لدي إحساسًا مفارقًا بالوجود (على الأقل بالنسبة إلى مدركاتي الحسية التي خبرتها من وجودي طوال الوقت). فهو ليس حبًا، أو بغضًا.. ولا هو رغبة خائفة، أو شفقة تعسة – لكنه يظل إحساس مزيج متوازن من كل هاتيك الأحاسيس معًا.

/

حين فتحت عين واحدة لأبصر أين المنبه – كي أمد يدي وأُخمدُ صوت العصفور الحاد والتافه المنبعث منه، لم أجده،، ففتحتُ كلتا عيناي وقد تذكرت أنني من وضع المنبه بعيدًا، وأن اليوم هو يوم "مصيريٌ" لا يجوز للمرء فيه أن يغيب.
كان من عادتي التغيب ليوم أو يومين كل عدة أسابيع، فقط لاستكمل الشعور بأنني موظف مؤسسي عادي، له ما يقيه من حيث الانضباط، وعليه ما على بقية الناس من سلطان للنوم – فقط موظف آخر. وكم وددتُ لو كان اليوم غير "مصيريٍ" لفرط حاجتي للتغيب، للسكن، الاستمتاع بظلام إضافي بمجرد إسدال الستارة السوداء الثقيلة فوق النافذة، والاستيقاظ عند مجيء الليل، والسهر حتى الصباح بالخارج، والشعور المخدر المدهش للـ"تطبيق" وعيش يوم آخر بلا خزين من طاقة الوعي. لكنني الذي أفلحتُ في التملص من خطيئة الغفوة، فالنوم ثانية، فالغياب– وقطعًا سوف لا يرجع الفضل في هذا إلا إلى هذا الصوت الرصين والصارم الصادر عن المنبه...

- هل علِمتَ؟
- لا.
- سيتأجل النطق بنتيجة التحقيق مع صاحبتَك إلى ما بعد انعقاد عمومية الرئاسة.
- من قال لكَ؟
- (وكان يحمل ملف أوراق، فراح يرتبه بينما يتكلم) ومالكَ انتفضت هكذا؟ خائف عليها؟! هذه ذقني إن نجتْ..
- تحدث بطريقة مؤسسية لائقة لو أمكن. أنت مسئول قديم وتدري كيفية الحديث عن الرؤساء.
- ليست رئيسة يا لطفي. أنتَ وفقط الذي لديه قناعة بأنها كذلك. إنها مجرد عاملة اختزال أخرى وإن تم تطويرها بعض الشيء.. المؤسسة جلها باتت ترى هذا وتنتظر عودة الأشياء إلى جِبلتها.
- قلبك ناقع السواد يا شكري يا صومائيل! ناقع..
- وماذا عن قلبك؟ قل لي عن حاله هِه هِه هِه...
- ............
- .............

يمكن القول بأنني قمتُ بطرد المسئول شكري صومائيل، ليس من حجرة مكتبي فحسب، بل من قطاع "الإنماء الداخلي" بأكمله – فبما تتيحه لي صلاحيتي النيابية كقائم بأعمال المدير؛ فقد أذعت عبر موجة الصوت الخاصة بالقطاع ما نصه: "يُحظر التعامل في أية معاملات مشتركة مع قطاع التوثيق والحفظ مدة ساعتين من وقته وتاريخه للأهمية.. يُحظر التعامل في أية معاملات مشتركة مع قطاع التوثيق والحفظ مدة ساعتين من وقته وتاريخه للأهمية.. وشكرًا"..
لم يمض وقت يُذكر، إلا وجاءني هاتف من المدير إحسان لقطاع "التوثيق والحفظ"، قال لي: "سيادة النائب لطفي.. كيف حالك والقطاع؟"، وقلت له: "سعادة المدير إحسان.. أهلاً بصوتك.. نحمد الإله على السداد سعادتك".. تحول مباشرة إلى لهجة رسمية وسألني: عما جرى بيني وبين الموظف بقطاعه مسئول قسم الأرشيف الوظيفي. حكيتُ له بلهجة موائِمة للهجته: ما هو مختصَر الموقف، وأزدتُ من عندي تحليلاً اجتهاديًا لشخصية شكري صومائيل، فأفدتُ بأنه شخص يميل إلى مجانبة الصواب المؤسسسي، ويعمد في إظهار نفسه إلى تشويه الآخرين، وأنه لا يصح كذا وكذا..

- أنا ليس لي دخل بمشاجرتكما الصغيرة هذه يا سيادة النائب لطفي، وهناك مسارات مؤسسية فعالة أنت تعلمها، وهو يعلمها، ليأخذ صاحب الحق حقه.. فقط أنا معترض وبشدة على قيامك بمنعه من أداء عمله! إنه يرتبط بموعد محدد لإنهاء أعمال الأرشفة السنوية لكافة القطاعات، عمل صعب يا رجل، هل نسيت أم حدث ماذا؟! كان عليك أن تساعده لا أن تعطله..
- حالاً سأرسل لسعادتك كل ما يخص الإنماء الداخلي من ملفات وبيانات حان موعد أرشفتها.
- ليس حلاً ، الرجل يريد القيام بعمله بنفسه و..
- إذًا يجيء بعد ساعتين.
- (طق لسانه بحنكه عدة مرات قبل قوله:) أضرتك نرجس يا لطفي، لم أكن أعتقد أنها ضارة للدرجة هذه، لقد أخذت عنها الكثير..
- وبعد؟
- لا بعد. ستلحقها. هي أسرفت في الشكل، وها أنت تسرف في الجوهر.
- وأنت في الكلام.
- حسنًا.. وداعًا.
- .........

بعد انغلاق الخط أحسستُ بإحساس الرضاء عن النفس يجتاحني، وتهيأ لي أنني تصرفت بطريقة لائقة وإن كانت تخلو من المؤسسية إلى حدٍ بعيد. فلم أكن لأقبل بإهانة نرجس دون ردٍ قوي كهذا، مثلما لم يعد يهم عندي كيف سيُفسر الأمر عند تصعيده فمن ثم تناقُله. لقد كنتُ بسريرتي على قناعة تامة بأنني أؤدي واجبي تجاهها كمسئول ليس إلا، وأن من أفسد الشيء عليه إصلاحه بداهةً إن استطاع، وأنها لو أنيط بها التصرف بموقفٍ مُناظِرٍ لهذا فما كانت ستتردد لثانيةٍ في اتخاذ ما هو أسوأ من ردود أفعال.
رحت أفند قناعاتي حول كامل موقفي المؤسسي، الحالي– ليس فقط بوازع من حتمية الجاهزية والتحسب لما هو مجهول وآتٍ، إنما أيضًا لضرورة تقييم ما جرى من ناحية النتائج.
فتحت قلم حبر أحمر، ونزعت ورقة اليوم للتقويم لأكتب في ظهرها بخط دقيق كالموجود بوجهها (كما تهوى تكون.):
1- هناك استنكار مكبوت وشبه جمعي لدى موظفي المؤسسة منذ البدء في إحداث "النقلة السنوية" مرورًا بمراحل تنفيذها فمكابدة نتائجها وهو استنكار نشط ويتمدد إلى الآن غير أنه ما فتأ يتحول إلى استنكار معلوم ومرئي للعيان عبر أول ثغرة تسمح له بالخروج.
2- الخط البياني لآثار الحدوث في تنامي معتدل ومستمر بادئًا من نقطة البدء وينتهي عند حافة الورقة ثم إنه يعود إليها بعد خمسة عشر مليمترًا نازلاً إلى الحافة المقابلة ما قد يعني بأن الثابت الإيجابي الوحيد إحداثيًا هو ما فقط يمكن حصره بحيز الوقت المعبور.
3- ليس في حدود المتاح إعمال ذهنية "التكهن المنطقي" رغم وجود "الكم المعطياتي" المناسب لعملها ويُرد ذلك إلى ما تتمتع به "المسألة المرادة برمتها" من "سيولة هيولية" تبعًا لبشريتها وهي "السيولة" الغير مستوعَبة بالكامل في إطار "المألوف المؤسسي".
4- قد تتمثل الفائدة المرجوة من كتابة ورقة كهذه في..

على الرغم من حرصي الشديد في كتابة الكلمات بخط متناهٍ في الصغر، غير أنه لم يتسع ظهر ورقة التقويم لسطر آخر صغير- ولو لخمس أو ست كلماتٍ إضافية، يمكنني من خلالهن ختم العبارة ووضع نقطة في نهايتها، لتصير ذات دلالة تامة كسابقاتها، فمثلاً: "شأن التعريف بالتاريخ التطبيقي للمؤسسة الوظيفية".
/

بأول أيام عمومية الرئاسة، كانت قاعة الاجتماعات المؤسسية الكبرى من أول مدخلها تشف وتختلج بالتجديد والنظافة وحسن التنظيم، كذلك البذخ في تعزيز مظاهر الحدث السنوي الأهم (عندما تُستتم بانعقاده مراجعة شاملة لكل أعمال المؤسسة بالداخل والخارج خلال عام مؤسسي راحل، ويُستقر على تاريخ عادي موحد يُبدأ منه العام القادم قيد توصيات المنصرم).
كل شيء بالقاعة كان يبرق كأنه لم يلبث أن صنع للتو، وهو ما دعاني وغيري بعد عدة خطوات بداخلها إلى تفحص الجديد بها قبل الجلوس: فرأيت المُدرَّج الروماني مقسمًا إلى أربع شرائح بدلاً عن ثلاث، وقد اتسعت قليلاً الزاوية المنفرجة بين قاعدته والأرض السواء مما جعله أزيّد حدة عن قديمه في تدرجه إلى الخارج، وكان ذو مقاعد قطيفية لونها أزرق ولها مسند رأس أبيض، وتتجاوز بجودة صنعتها مفاهيم الوثر والمخملية والزرقة المعتادة بمقاعد المؤسسة.
ورأيتُ السجاجيد الوبِرة الحمراء المحتوية لتصاوير مذهلة من مملكة الحيوان والطير والحَشَر، والتي رأى البعض لأسباب تقنية أنها سجاجيد فارسية المنحى وليس النسج. وحين رفعت رأسي عن التأمل بما يقولون فيه؛ لاحظت جمهرة صغيرة فوق المسرح.. فمشيتُ وصعدتُ المسرح وملستُ على منصة الأرو الجديدة كما يملسون، وكانت غير مطلية بأي شيء وهو الشيء الذي أكثَرَ في رونق خشبها كثيرًا من الجمال الطبيعي، والمعاصرة، وجعلها عرضة للتمليس من القادم والمدبر – حتى أنها كانت تجذب النظر عما ورائها فلا يظهر عليها.. وكان ورائها ثلاث مقاعد مذهبة قمة في الضخامة والفخامة وأسلوب التذهيب،، وكخلفية لائقة عُلقت لوحة بمنتصف الحائط.. لوحة زيتية ضخمة رائعة (في حجم شاشة عرض سينيمائي) للأهرام في صحرائها وقد كُتبت أسفلها بضع كلمات بالأشكال الهيروغليفية، ووقع الفنان أسفل اللوحة إلى جهة اليمين بأحرف لاتينية.
ثم إنني أمعنتُ بصري في هذه الإضاءة الحديثة جدًا – والتي لُمت نفسي لأجلها أنني لم أستهل بها عند تفحص القاعة، فقد كانت إضاءة خلابة ووقورة ورائعة، ناسبت بين القوة والهدوء من حيث كثافة الضوء ونعومته، ومن حيث أنه لا مصابيح تبدو صراحة للباحث، فقط يبدو ضوء موحد بلا مصدر ويسري يمينًا وشمالاً لا غير.

أُغلقت القاعة على من فيها، وأعلنت الإذاعة الداخلية بصوت امرأة: "تُعرب إدارة قاعة الاجتماعات المؤسسية الكبرى عن ترحيبها بالجميع كما تعلن تمام إغلاق القاعة على من فيها من ساعته وتاريخه إلى حين انتهاء فعاليات الجلسة الافتتاحية للانعقاد راجية من السادة الحضور كلٌ ولقبه المؤسسي باتخاذ مقاعدهم كلٌ وفريقه ورقم مقعده المدون بالدعوة.. نرحب بكم مرة أخرى."، ووضح أن الهواء الذي يُضخ من فتحات التكييف المركزي أصبح يمتزج بمعطر هواء فريد، فكان يصنع بين أمزجة المتنفسين أُخوة ما، تتمثل في إظهار الود والمعرفة وبشاشة القسمات بين الذين يتقاطعون وهم في الطريق إلى المقاعد (بل وكان يتغير معطر الهواء الفريد كل بضع دقائق!)...

كان مجلسي بالشريحة الثانية إلى اليسار من المدرج، وهي الشريحة المخصصة لفريق عصمة الرئيسة نرجس. ورأيت أن عدد الفريق أقل من بقية الفرق على نحو ملحوظ، كذلك رأيت عدة وجوه لم أر حيثية مفهومة لتواجدها سوى كِمالة العدد!. قال لي الجالس إلى جواري وكان هو عناية السيد حسن أمين المخاطر: "من الغريب أنهم جعلوا مقعدك بعيدًا عنها، المفروض أنك نائبها والأولى بالقعدة جنبها!". وقلتُ له: "ما باليد حيلة، ترتيب المقاعد جاء هكذا!". وقال لي: "أتعلم.. أنا كنتُ بفريق الرئيسة نجاة ولكنها التي أحالتني لفريق نرجس لا أعلم لماذا ولكن يجوز لأن أمانة المخاطر مثلما تعلم منطقة مؤسسية مستقلة عن القطاعات أو.."، وقاطعته قائلاً: "بدأ الاجتماع يا أخي".
ترأستْ دولة الرئيسة ألفت الاجتماع، وكانت تجلس على الكرسي الأوسط وتجلس إلى يمينها دولة الرئيسة نجاة وإلى يسارها دولة الرئيسة فلة – ما يجعل كل رئيسة بمواجهة الشريحة الضامة لفريقها تقريبًا. وقد استهلت دولة الرئيسة ألفت خطابها من لوح إلكتروني ثابت: بالتسمية وأعقبت بآي من "الذِكر الحكيم"، ثم صمتتْ برهة قبل قولها: "الهيئة الرئاسية المنوطة بالعام المؤسسي القائم بمشيئة الإله تُحيِّي السادة دول الرؤساء المؤسِّسين تحية إعظام‏ وإعزاز مرسلة جهة أماكنهم الدائمة بالمجمع الرئاسي،، وتُحيِّي الهيئة أيضًا الفِرق الرئاسية الأربعة المختارة لتوكيد المنجز المؤسسي للعام عبر تقارير قبل نهائية تناقشها الهيئة، كما تشكر الهيئة إدارة القاعة على حفاوتها المعتادة وحرصها على إبهار الجميع في كل عمومية رئاسة تقام............."

كانت كل شريحة تضم فريقًا تم تكوينه من ثلاث قطاعات تُشكل بجمعها نطاق صلاحيات إحدي دولات الرئيسات المكلفات. ولم يكن هذا ساريًا بالطبيعة على الشريحة التي أجلس على أحد مقاعدها (وتحتوي شغورًا باسقًا مُربكًا)، فاقتصر الفريق على أقصى المتاح من موظفي قطاع "الإنماء الداخلي" إضافة إلى عددٍ من الأشخاص المنتمين إلى مناطق وجهات مؤسسية غير تنفيذية (وهم الذين على ما استنتجته من حديث حسن أمين المخاطر قد أضيفوا بمعرفة الرئيسات المكلفات).
وكانت عصمة الرئيسة نرجس تجلس بالصف الأول من الشريحة وقد تم تمييز مقعدها بانتصافه للصف وبجعل كسوته القطيفية حمراء وذات مسند رأس أسود.
أخذني التفكير فيما ستئول إليه الوقائع، إذ لم أكن أمتلك ولو تصورًا متواضعًا لما يمكن أن يكون، فمثلاً كيف سيؤتى على ذكر النقلة السنوية، وما الذي يمكن لنرجس أن تفتتح به ملف الإنماء الداخلي ويكون بديلاً موضوعيًا عن طلاءها حوائط القطاع بماء الذهب، وهل ستنجح في الثبات أمام همسات هذا الحشد باختبارها الأول الحقيقي، أم أن أعصابها سوف تفلت؟؟؟؟...

تنبهت على تغير الصوت وقد دانت الكلمة لدولة الرئيسة فلة، كانت تقول: "لذا فنحن معًا، وفقط كوننا معًا هو ما يمكننا كمؤسسة وظيفية من التطور والذيوع والازدهار، ولستُ هنا في معرض التأكيد على أهمية الوحدة، وحدة الكيان والإنسان، إنما أنا فقط أستغل المناسبة للتذكير بأن هذا الصرح العظيم الذي يضمنا جميعًا ما بني إلا وفقًا لتلك التعاليم العليا والمفاهيم الخالدة..."
يمكن القول أن الرئيسة فلة قد أسهبت كثيرًا في هذا الإطار الخطابي، فشرعت تفلسف كل علاقة مؤسسية – مستعينة بعبارات كلاسية شهيرة.
حل الدور على الرئيسة نجاة، فتكلمت المرأة بحس نسوي رقيق عن مدى سعادتها بهذا الحضور الواعد، وكيف أنها كانت سنة مؤسسية سريعة ومعقدة وجيدة ولا تنسى، ثم أنهت كلمتها المختصرة بالقول: "إننا جميعًا مدينون للمؤسسة الوظيفية بالوجود المؤسسي، حيث لا كلمات قد تفي بحق هذا المعنى.. أتمنى التوفيق والسداد للجميع."

عقب هذا الافتتاح الرسمي اللطيف لعمومية الرئاسة؛ أعلنت امرأة الإذاعة الداخلية عن بدء العرض الافتتاحي الذي تشارك به إدارة القاعة وجدانيا في الحدث السنوي المؤسسي الأبرز.

استدارت مقاعد الرئيسات المكلفات تلقائيا، وانطفئت جميع الأضواء، وتحولت اللوحة الزيتية إلى شاشة عرض فعلية، فأضاء الهرم الكبير بالأحمر والأوسط بالأزرق والصغير بالأصفر، وخرج من الأهرامات آلاف الخلق في أزياء قديمة ومعاصرة فاقعة الألوان، وفي متوالية صورية سريعة ومخيفة ومبهرة، وقد بدت التقنيات متعددة الأبعاد المستخدمة في العرض بالغة الحداثة والواقعية، حتى أن الرئيسة فلة ما استحت أن تطلق صرخة حماسية بحسها المميز.





#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/3
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/2
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/1
- منطقة عشوائية
- تُرب الإنجليز
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/4
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/3
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/2
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/1
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/7
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/6
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/5
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/4
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/3
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/2
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/1


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/4