أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/15















المزيد.....


بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/15


أحمد عبد العظيم طه

الحوار المتمدن-العدد: 7263 - 2022 / 5 / 29 - 07:55
المحور: الادب والفن
    


بروجرام حفل تنكر مي

كان هناك ما يقرب من الألف قناع، ما بين جلوسًا مترهلين ورزناء يتابعون المسرح باهتمام، ووقوفاً عليهم الحيوية ذوي أقنعة خطرة، ومتدافعين في صياح مخمور نحو ظلمة الحديقة... توقعت أن يبكروا بنمرة مي– كعادة المتعهدين في البدء بفقرات ثانوية – إلا أنهم لم يفعلوا ذلك، فقد تفرجت حتى الآن على فرقة أكروبات روسية، يتقنع جميع لاعبيها بوجوه الدببة الجليدية البيضاء. وساحر من النوع الذي يُطير الحمام ويكر الشرائط، يرتدي قناع كوبرفيلد وقال عنه مقدم الحفل إيطاليًا. ومطرب محلي ذائع بمثل هذه الأوساط المخصوصة يفيض عن مساحة وجهه قناعًا مغمورًا لمطرب أجنبي لا أتذكر اسمه. وكان فالسًا جماعيًا شديد الحركة والصراخ لميشيل جار، و... أين مي؟...

- بقالك نص ساعه عمال تذاكرلي فأم الورق! ماتنفل يا عم أي ورقه وتخلصنا... (فكاد صوت عبده النحلة أن يخرق أذني...)
- نحله؟؟ يخرب بيت أمك! جاي بتهبب ايه هنا يا نحله؟!... (وكان عبده النحلة يرتدي قناعًا لأحد الأثرياء المشاهير بقضايا التلاعب في معاملات النقد الأجنبي)...
- هي الدنيا اتقلب حالها وللا ايه! يابني انا قعدتي هنا من قبل ما انت تتولد.. قله حاجه والنبي يابوصاحب عشان انا مش فاضي... (فريح البدوي سائق الجيب يتكئ على شجرة ملفوفة بعقدي إضاءة في قناع تايسون الناظر بمكر قبل التسديد، وكان طي جلبابه الأبيض، وهو صامت كعادته الخطرة...)
- بجد ياريت تلعب.. بكره عندي رمي سملات بدري جدًا حتى اسأل عبده.. هو اللي موردلي الأسمنت... (فبدا عاصم طويلاً على قناع بونابرت القصير بينما يتكلم)
- فضك مـ اللي انت فيه انت وهو.. مجبتوش بسطان معاكو ليه؟ كان هيفرح بالجو العالي دا أوي.. وبعـ..... (قلت والنحلة يوقف استرسالي مقاطعًا بلهجة أرادها سوقية)...
- بقولك ايه.. انت شاكلك كده يا إمة ًشارب بزياده يا إمة ًعاوز تروح بدري للبت الأجنبيه.. صح وللا مش صح؟ يبقى احلهالك انا ونقسم العشره من سكات.. إنت وفريح نص المشاريب واحنا الاتنين نص المشـ.... (سحقاً لتلك اللهجة التي قطعناها...)
- متظنهرشي وتسوق فيها يا نحله.. إهدا كدا عشان احنا دلوقتي مش قاعدين فـ المسبط.. الحفله دي بتاعت ناس أكابر ولو صوتنا طلع هتلاقي بتوع الأمن عاملنلنا زار وهمّ بيطردونا.. في هنا شركة أمن خاص كامله واقفين على باب الجنينه.. شوفتهم طبعًا وانت داخل...
- أنا ماشي.. محدش يحاسب على حاجه.. أنا هدفع.. سلام لحد بكره... (فغادرنا عاصم إلى الظلمة)...
- .........................
- ..............................

اعتلت مي المسرح بذات قناع القطة السوداء، وبدا أنه أعجب المتعهد إلى درجة أن ترقص مي بزي المرأة القطة كاملاً، فسترة جلدية سوداء، لامعة، محذقة، كانت تتلبس عود مي البلدي، فتحيلها إلى كتلة من الإثارة حين تترقص على نقرات طبل محلي سريعة... اقتربتُ من المسرح مارًا من بين طاولات عديدة وأناس وقوف، وقد استشعرت أنفي محط نظر كلما اصطدمت عيني بعين قناع...

هكذا صرتُ أرى أحسن، من موقع جديد تخيرته مظلمًا بعض الشيء، بيد أن التفاتة مي الثاقبة تشي بأنها قد لمحتني أثناء تحركي المقترب، فمن غير المعقول أن تتوجه برجرجة ثدييها المحيية نحو هذه الزاوية إلا إذا علمت بوجودي... لكن استمتاعي برقصتها لم يستطع التغلب على تفاقم هذا الانشغال بالحوار الذي جرى بيني والنحلة.. فما الذي أتى بهم إلى هنا؟.. الإجابة المنطقية الوحيدة هي أن عاصم تبعًا لعلاقاتـ....

- قفشتاااك... (مرفت وقد طفقت بغتة أمامي)
- بصي.. شايفه الرقاصه اللي فوق دي؟ دي صاحبتي من زمان.. هتخلص نمرتها وهاخدها وامشي.. فهمتي يا قمر؟ (... فكنت على حافة الغضب)
- مش سامعه حاجه.. الصوت عالي جدًا ومش سامعه حاجه! تعالَ نبعد شويه..
- ابعدي انتي.. انا سامع وشايف كويس من هنا...
- Ok نوقف بقى الموسيقى عشان نسمع كلنا... (توقفت الموسيقى بشكل حقيقي فاستقامت مي على المسرح)...
- مين؟؟؟ (بهتني الوجه أكثر مما بهتتني الخيانة)...
- ..................

فلما خلعت القناع ألفيتها السيدة فريال، إنما وجهها قد صار شابًا على أثر تجميل واضح من عند الرقبة...

- أظن كنت فاكر هتفلت بعملتك السوده! هه؟؟.. مش السيده فريال يا حبيبي اللي تترمي فـ قبو محدش يعرف عنها حاجه مع واحد غلبان زي ده... (وتقدم آندي من ظلمة الحديقة مبتسمًا، ومحتضنًا لقناع نيكولاس كيدج بسعادة كبيرة)
- يااااااه.. دا كأن السنين بتعيد نفسها يا بشر.. بعتيني يا مي؟ (أصرخ بقوة إلى حيث شاخصة مي على المسرح) بعتيني ازاي يا مي.. ردي يا مي.. خلاااص بقيتي رقاصه بحق وحقيق يا ميـ.... (دفنت وجهها بكفيها وانطلقت منهارة إلى خلف الكواليس القماشية الثقيلة)...
- عشان تبقى تعرف تخلي سيرينا تطلع الصندره كويس بعد كده. (وكان رائف يخلع قناعه الأجنبي المغمور، ويُعبأ وجهه بالشماتة وبهجة الشر)...
- ......عصابـ...............ـــلاب...........ـعتيني يا ميـ.......................
- .......... ماسمهاش مي.. إسمها جلنار...............

....، ثم ألا وإنه قد تقدم الكهل الكسيح فوق كرسيه المتحرك إلى حافة المسرح، وبان أنه كان متخفيًا خلف لاعب الأورج لارتفاع مكانه، فما انفِك يقهقه قهقهة يتخللها سُعالاً ربويًا وتنخمًا مُبلغمًا... وتساءلتُ في نفسي: أين رمزي سيكون من هذا؟......

*******

الخطأ التراجيدي

......، أيضًا بأحيان شديدة الندرة أخرى، يكون الخطأ التراجيدي – مصطلح فني– من اللزومية بمكان، وذلك كي تنجز عملاً نفسيًا، حقيقيًا، معقدًا. مع التسليم بأن كل الأعمال– التي تعمل– هي نفسية ومعقدة بالأساس. غير أن المشترك الأكبر الواقع فيما بينها، هو عدم حقيقيتها بشكل حقيقي. مثلاً كأن أقول لماري أنني أكتب رواية، بالطبيعة هي كانت تعرف أنها ستكون شخصيتها الرئيسة، فهي بدورها قد تحيا كل يوم....

- منشغل؟
- No، never، I am here، my lover…
- Huh.. so هناك تقدم كبير على ما يبدو... (أمسكت تتصفح بعض الأوراق بقلق دفين)
- Yes.. فأنا الآن أغرق بزرقة عينيك يا امرأة... (أشوح بيدي في الهواء، وليس حقيقيًا أنني كنت أغرق بزرقة عينيها)...
- Welcome!... ماذا عني إذن؟
- سؤال صعب.. but أنتِ تبلين حسناً إلى الآن ماري. (بدت كأنها تحاول اكتناه الأشكال المبهمة للكلمات، على أثر تحديقها الشديد بأوراق معينة)...
- Romancer!.. هذا لطيف.. لطالما أحببت برنارد شو before...
- hahahahahhah........ hahahahahha.........

منذ معرفتي الأولى بماري، وحتى هذه اللحظة، كان هناك ما يتطور ذاتيًا بمعزل عن اللغة – مع إقرار كون اللغة شريك أساسي بما يجري بيننا – لقد صار لنا ما يشبه ترددًا مضبوطاً على موجة راديو ثنائية، يظهر بأشياء لا يمكن قياسها.. كالضحكـ hahaha كالصمتـ........ كان شعورًا مذهلاً على أقل تقدير، أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة الخالية، دون تشوش أثيري، دون مواء موجات أخرى.. حتى ههنا مكان.... يا سلامـ.............

- Aleson تصر أن نزورها غدًا لإقامة meditation بشقتها...
- أتوقع أنها has in mind she تريد طرد الأرواح الشريرة وما إلى ذلك...
- .... Maybe هي بهذه السذاجة.. لكنها مسليةanyway (رمقتني بنظرة حادة، واضحة)...
- Note.. لا أعنيكِ في شيء مما قلت.. ففهمي لتجربتك الروحية المستمرة of course مختلف تمامًا، لكنني أرى أو consider أليسون تنتمي لنوع قاصـ...
- لم أتهمك بشيء!.. فقط أرى أنك لم تعرف أليسون yet بشكل جيد، in رأيي لا تكفي رؤيتها لمرة واحدة كيdecide تقييمًا شاملاً.. كان تعارفاً بعيد ميلاد ليس أكثر!.....
- … I agree (كان لابد من الموافقة بأسرع الممكن، والمرور من وراء التأويل كأنه ليس موجودًا بالفعل)...
- يُمكنك البقاء tomorrow إذا لا ترغب في الحركة.. الكتابة شيء هام كذلك.
- No.. سأصحبك.
- ....................
.......................................................................

*******

... يظهرون ككلاب البحر على ضوء كشافي الضوء المخصصان للشاطئ، ويحكون الطين والأتربة عن جلودهم وشعورهم، وبوقت قياسي قاموا بجمع عدد لا بأس به من نجمات البحر يتقاذفون بها، فكانوا السبعة عيال – أبناء سليم كبير إخوته – نزولاً على أمر أبيهم، يحيطون الشيخ زهدي لحراسته أثناء ادعاءه العوم، ويطبشون بالمياه على مقربة من الشاطئ الرملي الرائع.. في حين صرت أتوغل بالماء الذي يظلم شيئًا فشيئًا، سابحًا على أثر غمغمات التحدي الأخوي للسرعة ما بين سليم وشعبان وبقية الإخوة....
.............................................................................................

- ...........................
- ...................................
- مش شايف سليم يعني.. هو بيتعشى لوحده وللا إيه؟ (وكنا قد عدنا أدراجنا من القصر إلى المضيفة للعشاء ومن ثم المبيت)
- (مال شعبان على أذني) سليم لسه فـ الميه.. تشوفه بكره الصبح وعليك خير...
- ..............................

*******

Touch
Saturday، March 3، 2006 10:37 AM
From:
View contact details
To: [email protected]
Message contains attachments
creat-of-adam-michealangelo-2844.jpg
I can still feel your touch.
Je t adore. Je te manque beaucoup










________________________________________
From:[email protected]
To:[email protected]
Subject:supernova
Date: Fri، 2 Mar 2006 15:48:20 -0800 (PST)

Supernova was living at mind،

then.............................>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
________________________________________
Expecting? Get great news right away
Try the Yahoo! Mail Beta. >>

________________________________________
Don t just search. Find. MSN Search Check out the new MSN Search!
من: ماري
إلى: فريد
الموضوع: اللمسة
التاريخ: 3 مارس 2006

لازلت أشعر بلمستك,
أنا أعشقك، أفتقدك.

من: فريد
إلى: ماري
الموضوع: سوبرنوفا
التاريخ: 2 مارس 2006

سوبرنوفا كان يحيا بالعقل، ثم...


*******


اللسانيات

وإنها قد تكون نوعًا من الحيوات الحفرية الضخمة، تكمن مفرداتها على امتدادات اللغة المنطوقة، مما يتيح للكلمة أن تصاغ مقتربة بفضول حذر من حافة المعنى، ثم ثمة أن سيكون من التقاط بعض الصور ما قد تمثل إلى شيء يبدو بعيدًا كالواجب – أو كالذي ينبغي عليه أن يكون – أثناء هذا العماء الوجودي المفزع، أيضًا لا مانع من بعض التحسر على بلوغ تلك المسافة، هكذا والحياة تنتهي...
اللعنة...............................................


*******

التشخصات

وقد يمكن إيجاز التشخص بأنه التطور الاقتباسي المباشر لما يُدعى حيويًا بالتحلل الغلايكولي "الانشطار السكري" وهو ما يتمثل ظاهرًا في حال عملية إنتاج الخلية للطاقة – نوع Atp تحديدًا والذي يعد كالعملات ذات الفئة الصغيرة التي تتميز بسهولة تبادلها وصرفها أثناء التداولات الجسمانية المتعارف عليها– وذلك بتحليل المركبات العضوية "الجلوكوز" للقيام بالنشاطات الخلوية – نسبة للخلايا– من الحفاظ على ثبات درجة حرارة الجسم، إلى توفير الهيكل الكربوني اللازم لعملية البناء الضوئي، خلاصًا لما صار – دون أدنى قصد – شبيهًا بالتكامل الحادث فيما بين حلقة كربس ودورة كالفن خلال أعراف الميتوكوندريا.

*******
الشركة العظيمة

سأتذكر لأحكي..
سأفتحُ باب ذاكرتي عنوة لأحكي. محاولاً أن أجعل الأمور نشطة قدر الإمكان. ليس لوجه الحكي إطلاقًا سيادتكم.. فقط أنا أجتهد لتهوية هذه الغرفة السرية التي لم تفتح منذ ثلاث سنوات. عندما اختلطت الذاكرة بالروح، فصرتُ كيانًا أسمىَ.. بألفِ مرةٍ على الأقل كان الكيان أسمىَ .. أخطو حثيثاً حثيثاً.. أضيء النور.. المصباح من فرط ما تكومت عليه الأتربة، يصدر الضوء أغبرًا، كئيبًا، لكنه يكفي لرؤية تلك الأوراق الصفراء المتربة، تبًا للأتربة، فلتثر الأتربة بعيدًا عن الأوراق............................. فريد

- الشعلة معاك ياسطى
- الأولانيه ولا التانيه؟
- الأولانيه ان شاء الله...

قادمًا من البلد.. أهبط من الميكروباص بأول الجرابعة. وسلامٌ إلى الجرابعة في كل ليلة نزلتها موجوع الدماغ – تكاد الأرض تبلعني من فرط ثقلي عليها– فأغادرها من مسلكٍ ملائكيٍ يمر فوق السحاب.

الجرابعة تمثل تكوينًا همايونيًا رائعًا للقرى الساحلية – المحلية – فهي تُطل بواجهتها على المتوسط، ومن خلفها على عشرات البحيرات الحكومية والمزارع السمكية... ولوكلوك لوكلوك كثيرٌ جدًا...
أضرب عيني بالشعلة النارية الهائلة في السماء، وأستحضر بوجداني عظمة الشركة العظيمة.
فالشركة هي التي قامت بإنشاء هذه المنارة الجهنمية، بارتفاعٍ يتجاوز الثلاثين طابقًا...
حقل الغاز الطبيعي الذي يبتعد ثلاثة أميال في البحر– وتبدو أضواء البارج الخاص به من هنا على الطريق– هو الذي يمد الشعلة الرهيبة بالغذاء، فبعد أن يمر الغاز بهذه الكيانات الثعبانية المرتفعة من الأنابيب، تمتلأُ بالصالح منه الاسطوانات المعدنية التي بحجم البنايات الضخمة، ثم يذهب الطالح إلى نار الشعلة.. فينجو الهواء من الرجس، وتسطع النار بسماء الجرابعة كالمارد إذا ظهر.. نار كبيرة.. حريق مفزع بالمسافة ما بين الأرض والسماء.. ولن تدري فتنة النار إلا وأنت تراها من ذات المكان يا أخي...

أدخل الجرابعة مسلحًا بحذري. من الممكن جدًا أن تنقلب الدنيا هنا في لحظة، ويتحول ذلك السكون الليلي البديع إلى دراما كبيرة، إذ يهجم رجال الحكومة، ويطوقون المنطقة بسيارات الحملة، ويطاردون الناس بالشوارع.. المهربين، تجار الحشيش، أرباب السوابق، سارقو الزريعة، مخزنجية الأمانات – عايشتُ هذه الأجواء المثيرة مرتين من قبل – ..............
هنا مرتع للحياة الممنوعة بالقانون، بيد أنها التي تحدث بمعرفته أيضًا، فالقانون لابد أن يكون متفهمًا لظروف الذين يقننهم، رحيمًا بهم، وإلا فلن يعترفوا به نهائيًا، هذا أن أكل عيشهم جميعًا يعتمد بصورة كلية على خرقه.
لذا بنهاية الأمر تجد أن الحكومة فقط تأخذ سيئو الحظ – يخرجون بعد ليلة – وقليلو الأدب – يخرجون بعد ليلتين– ومن ليس لهم ظهر– أي الذين لا يجب ظهورهم بشكلٍ منفرد – وهؤلاء يخرجون على فترات متباعدة، ثم يُعادون كإجراء وقائيٍ.
أتحسس الكارنيه..
أخرجه..
أقرأه ببصرٍ ثاقب على ضوء النار، وبإحساس لا يخلو من زهو..

الشركة العظيمة لتنفيذ المشروعات الضخمة
والأشياء العظيمة
الإســــــم : فريد عبد القادر حسن
المهـــــنة : كاتب شئون إدارية
رقم مالي : 110417
الــفـــرع : الشرقي رئيس الفرع

________________________________________

أنا هنا محميٌ بشدة، فكل من يحمل كارنيهًا من هذا، هو يُعتبر كائنًا مقدسًا بشكل ما، والشركة بدورها لا تُغفل رجال الحكومة، عندما يقفون يوميًا بسياراتهم أمام معسكر العاملين– لا يشترط وجود حملات أو غيره – فتراهم يَعِبون نفحات شبه رسمية من الوجبات الفاخرة، والعصائر، والمعلبات، والمياه المعدنية.

أتخير ركنًا بعيدًا من الغرزة، الغرز هنا أمامية ولا تتفق بتاتاً مع المفهوم المحلي للغرزة، المنزوية، النائية، فالعديد منها يتصدر الشوارع الجانبية، مع التذكير بأن شوارع الجرابعة جميعها جانبية..

- مساء الفل آهندسه
- ورد عليك يا نخوه
- افتكرتني وللا؟...
- عيب يا نخوه.. (أخرجتُ من جيبي شريطًا به ست كبسولات خضراء.. هو يلتقطه بفرحة عارمة)...
- فل عليك آهندسه.. ديا بورسعيد تمًا مفهاش حبايه.. جبته بكام؟
- متحكيش في فلوس يا نخوه.. أزعل.
- يبقى حجرين شبح واجب النخوه
- ماشي.. بس على معسل قص يا عربي...

يندفع العربي نخوة إلى مخزن الغرزة، ويحضر لي دومة لم أر سابقة ًفي روعتها.. جوزة هند صهباء تم تفريغها من الداخل، وتزيينها بنجومٍ نحاسية لامعة من الخارج، يبزغ منها عود رفيع من الغاب، مقوسٌ بحيث يسمح للدومة أن تكون دائمًا في وضعها الأفقي براحة العربي لما يغير الحجر. أبدأ في سحب الأنفاس، مراقبًا هذا الكم القليل من الرواد ذوي الأشكال المشبوهة، بالأحرى كنتُ أراقب آدائهم التدخيني، فمن يسعل ويبصق، حتمًا ليس كمن يجعل الحجر يطق شررًا.. لكل نفسٍ هنا معناه وتأويله.................

- حشيشة حامية!
- خام على ابوها والنعمة الشريفه آهندسه...
- يمسيك بنعيم الله يا نخوه...
- وردقوش آهندسه
- انما انت ليه بيندهولك بنخوه يا نخوه؟
- (يُثـَنِّـي بنفس ٍعميق) عشاضـ.. عشان نخوه يا هندسه.. مبعشي صاحبي لو في النار..
- طب لو في إيد الحكومااا؟
- أبيع أمه طبعًا!...............
- ....................... (أضحك ضحكًا كثيرًا محليًا نادرًا)
- ..............................

تابلوهًا صغيرًا كاملاً – عشرون حجرًا – قمتُ بتدخينه وحدي، ذلك واجب العربي تجاهي، حتى أنني لا أشعر برأسي بينما أغادر الغرزة، مُودَعًا بوداعٍ حار من الـ نخوة، فكان هذا ما جعل الجميع– على غير العادة – يَردون السلام بشكل جماعي وأنا أقول السلام عليكم. إن النخوة لها بالجرابعة مقام كبير، رغم أن العربي ليس سوى جرار بالغرزة.

*******

ملاحظة/Software

باعتقادي أنه من المفيد جدًا كذلك الحديث عن خواص البرمجة عمومًا باعتبارها قد صارت مفردات أساسية من شؤون الحياة الحديثة – فلا يخلو شخص من حاسوب أو هاتف خلوي – لهكذا أشياء فقد يمكننا الطرح – المبني على الملاحظة الشخصية – بأنه قد حدث ثمة خلط بين ما بين استخدام الإنسان للمكون البرمجي للآلة – بخواصه القياسية المتجددة – ودرجة تأثير المكون البرمجي للآلة بنظام الإنسان الأساسي أو الفطري بتعبير آخر – الاستخدام العكسي – وهو ما لم يكن من التطبيقات النفسية أو العقلية لربما – هناك خلط داخلي – المعروفة بعصور ما قبل الـ Software باعتقادي.

نتيجة:-
الهدوء واستحضار دهشة ما قبل أن تكون الطائرة منجزًا عاديًا يطير بالهواء من القطب إلى القطب.

*******

..........، فكنتُ الذي لمحتهما في شرم الشيخ نهارًا – بمنطقة السوق تحديدًا – فكان آندي يشبك أصابعه بأصابعها ويتمشيان بملابس خفيفة، ويأكلان الآيس كريم ضاحكان... ولم تكن ماري قد التقت السيدة فريال غير مرات قليلة أيام الستة أشهر الذين قضتهم بالقاهرة، بينما من الممكن أن تكون معرفتها بآندي أقوى قليلاً.. ومن ثم فقد جرت المصادفة فاترة بين الأنثيين، كذلك لم يدر بيني وبين آندي – بعد أن تقدمناهما في السير– سوى حوار قصير عن كونها مصادفة سعيدة، وبضعة عبارات معجبة حول رسائل نيبال لمارتن، واتفاق بتكرار اللقاء طالما أنهما سيقيمان هنا لأسبوع.. سجل هو رقم هاتفي، في حين قمت بسؤال السيدة فريال عن رقم هاتفها وأجابت بحماس – أرى مبرره على وجه ماري – وعندما ضغطتُ زر الاتصال، نطق هاتفها الحديث جدًا.. أنا هويت وانتهيت إنما بصوت فيروز...

- ...............
- ...............
- كنت أتوقع أن بينهما علاقة..
- تعرفهما جيدًا!..
- بعض الشيء.. ولكن لن نقابلهما مرة أخرى.. هاهاهـ.. (وكان ضحكي خافتًا مغرضًا..)
- Why not?.. أناس لطفاء..
- لكنني رأيتك.. لم تكوني مستريحة لـ فريال...
- Huh! لست أنا سببًا في ذلك...
- How؟..
- القليلات من بين المحليات اللائي التقيت بهن كن غير متحفظات.. أخمن أنها ثقافة النساء هنا.. وأنت لا تستطيع أن تجعل شخصًا ما صديقًا إذا هو لم يرد ذلك!...
- هذا صحيح.. Sure (أبدو مقتنعًا بإيماءة مؤيدة، إلا أن نظرتي بعينيها مباشرة لم تكن تعبر عن قناعة حقيقية)...
- .........................
- .............

عندما وصلنا إلى الرويسات حيث تسكن أليسون، كانت الساعة قد بلغت الثامنة مساءً، مما يعني أننا – غالبًا – سنقضي ليلتنا ههنا، وقد سرت بقلبي نشوة معربدة، إثر هذا الاستنتاج الخطير...
.....................................

*******


S.M.S /m
Aiwa – your writing is experimental and avant garde – and I see you seeing me in your imagery.

The moon turns her soft face to sweep tide slowly backing to kiss the shore.

أيوا – كتابتك تعد من النوع التجريبي وطليعية المنحى – فأنا ألحظ أنك تراني في مخيلتك.

القمر يشيح بوجهه الرقيق كي يمد الموج ببطء ليقبل الشاطئ.

..



#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/14
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/13
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/12
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/11
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/10
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/9
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/8
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/7
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/6
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/5
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/4
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/3
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/2
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/1
- 00
- كتاب التبيُّن
- كتاب الخواطر
- الصورة الكاملة -فصل من رواية-
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/8
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/7


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/15