أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/17















المزيد.....


بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/17


أحمد عبد العظيم طه

الحوار المتمدن-العدد: 7265 - 2022 / 5 / 31 - 01:38
المحور: الادب والفن
    


حُلم / الطيور السوداء ذات المناقير المعدنية

كانت كثيرة جدًا، أسراب متدفقة تلى بعضها تباعًا، وأنا أرتدي بنطال أسود، وقميص أسود، وأتدحرج طائرًا بالفراغ المُغبر– لم أكن خائفًا لدرجة كبيرة/ بينما كنتُ مدهوشًا لأقصى درجة – أكتشفتُ عند أول نقرة أحس بها في رأسي، أن مناقيرها معدنية، ثم زادت النقرات تباعًا، وأضحت موجعة – كانت الطير تأكل برأسي – فلما صرختُ صرخة مدوية بالفراغ الطائر.. ألفيتني أُلفُ ببطانية ميري رمادية كالحة، بالضبط كما تُلفُ الجثة. صرتُ لا أرى شيئًا، لكن طيراني لم يتوقف، كما أن المناقير المعدنية اخترقتْ البطانية واصلة إلى رأسي من جديد............................

*******

- ....................................
- What s your opinion لو أنجبنا طفلاً؟
- Oh..Huh.. Do you think? (السؤال عن مدى صلاحية ذلك، وتحمله ماري بانتشاء ماكر)...
- يُمكنكِ ذلك..
- سأتم الأربعين بعد خمسة أشهر.. (وتبتسم ابتسامة أجنبية حزينة)
- ......................... (نفثت الدخان المشبع بالأفكار والمخدر في وجهها ببطء)
- لكن قل لي.. ما هي مواصفات طفلنا برأيك؟...
- يطير ليلاً...
- …hahahaahha..hah.. هل يطلق النار من عينيه؟.. jajajajajajaja ....
- No.. هو سوف يطلق الزرقة.. He has very blue eyes... كعيني أمه...
- ...............................
- ....................................
- لقد أنعشت الإحساس في نفسي.. تدري ذلك!... (عكست وجنتها الضوء الخافت لبرهة إثر دمعة زاحفة باتجاه الشفاه...)
- ولكنك تبدين مشجونة.. blues
- إنه إحساس شجي بطبعيته.. الأمومة..
- لم تجربيه!...
- أعرفه رغم ذلك.. مغروس بداخلي..female .. Huh...
- نادمة؟
- ليس كثيرًا.. كنت سأصبح أمًا قاسية.. (تشرع مخالبها في الهواء وتكشف أنيابها ثم تضحك بحزن)...
- So.. من حظ الصغار أنهم لم يأتوا.. (تكلمت بصوت خافت مسموع، فقهقهت ماري كطفلة)
- ......................................
- ............................... (أناولها الجويين وقد سحبني المخدر نحو البعيد...)
- ............... (إنها.. أجواء رائعة.. أتأمل معلقات الحائط.. التصاوير الشرق أسيوية بلا براويز.. تقويم تبتي.. الطرحة الزرقاء ذات التكوينات الغامضة.. أجواء رائعة.. اللعنة!).
- ...........................
- ...

*******
شيء 11

كان الولد يلعب كرة قدم بالشارع الترابي، ويُعفر في جريتهِ كما يُعفر بقية العيال – مع العلم أنه كان الوحيد المنتعل لحذاء رياضي – وعندما أطرقت الولية من فوق حواية رأسها قروانة، وقامت بكب مياه حمراء غزيرة عند مرماه، استغرق يحدج بالريش الذي لم تشربه الأرض – وكانت بضع ريشات قد ارتشقت بالطين كسهام مائلة – فظن أنه طائر، فتأبط الكرة وطار على بيتهم.

*******


- .......................
- ..................
- إسكت نسيت أقولك صح.. مش الظابط كان باعتلي واحده تجندني فـ الحبس...
- يا شيخه! واتجندتي؟...
- فشرت.. الحكومه كلها ولا تلزمني بتعريفه.. دا أنا اللي جندتها
- ................

*******

Primavera

هو برنامج عبقري في تخطيط الزمن، إذ يُقسمه على العمل بما يوافق الشركة... و........ Nokia tone ....

- .....................؟
- ............................................................................................................
- .........................................................................................................................................................................
- بسأنا هتعذب.. ممكن اموت فعلاً.. أنا بحبك بجد.. فاهم وللا لأ؟.. بحبك بجد...
- وانا كمان بحبك وهتعذب أكتر منك ألف مره.. بس اعمل ايه؟ مفيش عندي أي حلول...
- ........................................................
- .................
- بعد كل اللي قلتهولِك ده وبتقوليلي نحاول.. يا بنتي أنا مش عايز أظلمِك معايا.. سدقيني مش هينفع أي حاجه...................
- .................
- ................................
- ............

حتى الأشياء السيئة، لا أستطيع أن أحياها بصورة كاملة يا أخي – أي أن أكون بقلب الحدث وقت حدوثه– ولن تدري أبدًا– مهما بلغتْ سوداويتك – كيف سيكون شعورك بالسوء والبغضاء، حين تصنع مأساة ولا تراها بعينك. إنها تتضاعف بداخلك مئات المرات، حتى تكاد تأكلك كُلك، فلا تذر منك شيئًا سليمًا غير قلبك الذي تشعر منه، تميته المأساة وتحييه، ثم تُميته وتُحييه، وهكذا........ جيد... جيد جدا....... وهكذا........ فريد الوهمي...

أراحني كثيرًا إنهاء الموضوع على هذه الشاكلة الهاتفية، فلم أكن لأطيق الإطالة أكثر من ذلك يا رحاب.. وكم قلتُ لكِ يا رحاب منذ البداية – أثناء التعارف لو تذكرين، وبعد أن تركنا أهل البيت وحدنا لكونهم يتابعون تمثيلية الثامنة – أنني متردد جدًا تجاه الموضوع، وأنكِ من الأحسن أن ترفضي، فقد راجعتُ قراري، وارتجعتُ عنه، وما حضرتُ إلا للإيفاءِ بالموعد، وقول ما قلته.. كما أنكِ لستِ مضطرة لسماع الظروف السوداء، والملابسات النفسية، اللتان أدتا – فيما أدت أليه مجمل الحوادث– إلى أن أصل إلى حال لا يعول عليه ببصلة... أيضًا أنتِ تستحقين يا رحاب من هو أفضل بكثير يا رحاب..

لكن رحابًا استمعتْ بابتسامة لم تفارق فمها حتى نهاية الجلسة، وبهدوءٍ لم أكن أتوقعه – إذ أفهموني أنها عصبية شيئًا ما برغم رقتها – .. قالت لي أنني مكتئبٌ زيادة عن اللزوم، ولا أرى سوى النصف الفارغ من الكوب، وأن الاستقرار هدف جميل، وكبير، يحتاج إلى التصميم، والوقوف في وجه الدنيا بصلابة، وإيمان.. وقد أوضحتْ أنها لا تقول هذا لحثي على خطبتها – فمن الممكن ألا تكون قد أعجبتني – إنما هي ترى مما رأته مني، أن الارتباط هو الحل الأمثل بحالتي هذه.. فمن غير الممكن أن يتعلم الإنسان العوم بعيدًا عن البحر... و..........................

كم كنتُ أودُ القول ساعتها، أن كل هذا الكلام محكم القول، والأمثلة التي جار عليها الزمان، لن يُقدِما ولن يُؤخِرا في شيء.. بيد أنني انخرستُ احترامًا لحرارتها الصادقة، ولمعة عيناها النامة عن نشوة ما قد سَرَتْ.. تضخم بالأمل قد جرى – أعتقد أنه جاء نتيجة لإيماءاتي المتواترة، وتأميني الصامت على ما تقوله.
لم أرد إفساد نشوتها – بالأحرى لم أستطع.......
ويا ليتني فعلتُ آنذاك ذلك..
فما كنتُ الآن مضطرًا إلى هذا الارتجاج النفسي، اللحظي، العدمي، الهزلي، المضني، الجهنميهههههاـهههههههاـههههـ ـههههـ ـهههههههاـههههههههههههههههههــــ .......

* بريمافيرا:- هو البرنامج العبقري في تخطيط الزمن، إذ يُقسمه على العمل بما يُرضي الشركة.

منذ فترة ليست قصيرة، والأمر يُلحُ على دماغي، أن أصنع تطبيقاً جديدًا– محليًا – للبريمافيرا..
تطبيقا يُخرج البرنامج عن تجرده الإنشائي الجامد. تطبيقاً من لحم، ودم، وأشياء تنفخ به حتى تصنع له روحًا.. تطبيقاً يخصُ الحياة الشخصية للشخص المُراد تخطيطه.
فبدلاً من انجليزية كميات (الحديد-الأسمنت- الزلط- الرمل- المواسير- الخوازيق- ألواح الصلب المجلفن- عدد العمالة- الإداريون- المهندسون- المعدات المتوفرة- أشياء كثيرة) بخانة الموارد. سأصيغ بالعربية مقادير (الحزن- السعادة- الوحدة- المخدرات- الأمل- التمزق- الخوف- الرغبة- الغيبة- خيبة الرجاء- الملل- الفشل- الذكاء المبالغ فيه!- الروحانية الطاغية أحيانًا- الأمل مرة أخرى..................................

أما بخانة الزمن الكلي، فسأضع المُقدرات – الأزمنة التقريبية للتنفيذ – وأعضدها بالمصادفات، ثم الإشارات الإلهية – للتوحيدي – كذلك سأضع ما يُدعى بالبرج الصاعد/ تنبؤات انطوانيت غالي، وختامًا سأنهي بوضع نقطة للبداية، قبل بدء الشخص بالدوران حول نفسه.

سأكتبُ تنويهًا بسيطاً بخانة الملاحظات يقول: إن هذه الفئة الباغية على أنفسها من الأشخاص، يقدر عمرها الافتراضي بأربعين عامًا – على أقصى تقدير.. والأعمار بيد الله.

Save

-print-

الخارطة المسارية لحياة الشخص – المشروع – تخرج مُختنقة من الطابعة – لكأنها تولد قيصريًا – والخط البياني المذبذب بشدة، يقطع أغلب الأعمدة العيارية في أعلاها باللون الأحمر. مما يؤكد أن مشروع الشخص – المشروع – بأكمله، قد دخل فيما يُعرف برمجيًا بـ/ المسار الحرج.

* Planning Office – مكتب التخطيط :- أعمل هنا منذ ثلاث سنوات.. المسمى العملي لما أقوم به هو P.C user.. أي أن أقوم بفتح الأجهزة صباحًا، ثم إغلاقها بعد انتهاء العمل.. هكذا تحدث المهندس أكثم مكي مازحًا في أول الأيام ههنا.

طبيعة الشركة الإنشائية – الإنشائية – تجعل من مكتب التخطيط بؤرة الضوء التي يقصدها الجميع، لمعرفة ما أنجزوه، وما عليهم إنجازه.. وهل تأخروا في الزمن؟ أم تقدموا في المكان؟..
هنا يُخطط لكل شيء، منذ أول ضربة لحفارٍ يخترقُ سلاحه الأرض، إلى ساعة قص الشريط، وتسليم الـowners مفاتيح الصرح العظيم.

*******

شيء 212


قرأته متى بالضبط يا ربي؟ هل قرأته بعد ما حدث؟ أم قبل ما حدث! هذا أن ما حدث قد حدث جملة لا تجزئة فيها.. حتى أنني أثمن هذه الأيام بالكثير من دمي، وأدعوها نواةً لعمري بما مضى منه، وعلى اعتبار ما سوف يكون – إذا كان– فالسنوات تدور حولها بلا انقطاع. ولكن لابد من الحسم بأن الكتاب قد جاء مكمِلاً، وليس طرفًا رئيسًا بما حدث.


*******

S.M.S /m
Your soul is my mind.

روحكَ هي عقلي.

*******

برقية

بين المركب الغرقانة وغرفتي القديمة، قرابة الدقائق العشر من المشي الهادئ – صرتُ أحتاج للهدوء أكثر من حاجتي للهواء– وقد كنتُ أتوق إلى رؤية شوقي النجار، والحديث معه لبعض الوقت – في أي شيء – إذ أنه الشخص الوحيد الذي لن يطالبني بالكلام، حتى في حال صمتي لليلة كاملة ناظرًا إلى السقف. كما أنه الأدرى كمُعبر للرؤى، بتشخيص هذه الأحوال الكئيبة.

كنتُ أمر بفترة عصيبة، لم أعهدها من قبل بهذا التشوش.. أثور لأتفه الأسباب، ولا أطيق كلمة زائدة من أحد، وحالتي النفسية في أسفل سافلين، لقد تطور الأمر كثيرًا عقب إتمام نقلي تعسفيًا من إدارة التخطيط بالموقع الرئيسي... إلى إدارة معسكر العاملين... للعمل بوظيفة/ مشرف أعمال تغذية – بناءًعلى توجيهات سيادتكم باتخاذ اللازم – كما نرجو الإحاطة بالعلم، أنه قد تقرر إحالة بندي الحوافز والبدلات– طرف المذكور – إلى لجنة الشئون القانونية للمراجعة.

وتفضلوا بقبول وافر الاحترام.
مدير المشروع


..صنفتُ ما أصبتُ به نفسيًا على أنه بارانويا، من النوع الثقيل، الغبي جدًا.. فعندما يتحول إحساس المرء بالاضطهاد إلى يقين، يرى الناس مثلما يراهم شوقي – لذا أنا ذاهب لرؤيته – حيواناتٌ مختلفة أنواعها، ترتع في غابة من الأبنية، والشوارع، والأشجار، والصحاري، والكرفانات.. ثم إنه يرى نفسه بهيئةٍ مختلفة – حيوانية كذلك – فيستشعرُ مدى بهائه وعظمته، هذا أنه قد كشفهم على حقائقهم، هؤلاء الكلاب، والضباع، والقرود، والبقر، والحشرات.... وكل قاطني البرية.




صه..

..أذان العشاء يعلو بديعًا من ميكروفون الجامع، وقد أخرجتني المتابعة – قليلاً – عما يعتريني، فالسيد/ عمر رستم له صوتٌ ملائكيٌ، رائق الشجن، وفائق العذوبة، قلما توافرتْ طبقاته بمؤذنٍ واحد.. وصوتُ اصطدام قدمي بأوراق صحيفة جعلني أفرح...
صحيفة كاملة، ومطوية، ملقاةٌ على الأرض.. ألتقطُها بلهفةٍ مُقدَرة، حتى لأكاد أقبلها، فهنا تعدُ مثل هذه الورقات من الأشياء الثمينة جدًا، ولا فرق أبدًا بين صحيفة صدرتْ اليوم، أو الأمس، أو منذ ستة أشهر.. فالمهم أنها تحتوي كلامًا كثيرًا يقطعُ السأم الرهيب، وخلاص.

عندما وصلتُ إلى غرفتي القديمة، وجدتُ الباب مفتوحًا، ونجيب – كبير نجاري المسلح – يصبُ الشاي من السخان الكهربائي.. لم يكن شوقي موجودًا...

- السلام عليكم
- سحكاتُه... (هكذا بالضبط يرد نجيب السلام)...
- شوقي فين؟
- راح يصلي العِشا
- ماشي.. لما ييجي ابقى قوله إني عديت عليه...
- طب ما تستنى تشرب شاي.. متهيأليش هيأخر
- ولا حاجه.. نشرب شاي
- شايك ايه يا أستاذ؟
- مظبوط يا كومنضه...
- ...................
- ............................

جلستُ على حافة سريري القديم، متفقدًا وجه نجيب خلسة بينما يعد الشاي.. هو لا يحتاج إلى كبير مشابهةٍ، كي يُحال إلى فصيلهِ. بل قل أنه لا يحتاج إلى مشابهة من الأساس.. وجه فأر بامتيازٍ.. ولكنه فأرٌ مسالم، ولا يحتاج إلى أية أمراضٍ نفسية لتأويل خلقته – من الأكيد أن شوقي قد وصل إلى ذات النتيجة – فتلك التجميعة العجيبة من أنفٍ منبطح، وفمٍ مسلوبٍ، وعينين غائرتين، وأذنين معرقصتين.. لا تعني سوى وجه فأر إنساني، قصير القامة، وله نفسية القوارض...

أتناول الشاي من نجيب بامتنان مزيف، وأفرد الصحيفة المطوية – منحة السماء – كانت الجمهورية للأسف.. أول ما التقط عيني مربع أخضر صغير، به آية قرآنية مكتوبة بخط عثمانيٍ واضح، وجميل.. السيد/ عمر رستم يقرأ معي ذات الآية، بذات اللحظة – بالمعنى الحرفي لكلمة/ ذات الآية/ ذات اللحظة – أنا أقرأ بعيني، وهو يقرأ بصوته. الصوت يشملني كلية، لكأن الميكروفون يصبُ في أذني وحدي، بينما عيني تصبُ بالمربع الأخضر...
.....................................................
...............................................

طويتُ الصحيفة كما كانتْ، وانتفضتُ خارجًا من الغرفة.. لم أودع نجيب، ولن أنتظر شوقي..
سأهرول باتجاه المركب الغرقانة، مضطربًا جدًا، ومعتملاً بأحاسيسٍ مفرطة الهيبة، والخطورة.
..لم يوجد من أحس بما جرى غيري كي أذهب إليه.

أغلق الباب خلفي جيدًا، وأرتمي على الأرض مجهدًا، متكورًا، خائفًا.. أكاد أقول للأشياء المحيطة ارجعيني إلى عالمك أيتها الأشياء...

*******
شيء 19

أمشي وفي صدري قلبٌ مثل الجمرة.
يَحترقُ ويُحرقُ.

وما عاد بالعقل فيكَ شكٌ واحد، يصمد لدقيقة واحدة من الجدل الذاتي، العاتي، المُتربص..
ولا بقي بالقلبِ وريد لا يتوهج بالمفاجئة الساحقة.
إن اليقين يأكل كل روحي، ويشتمل كياني المزلزل، ذلكَ من لدنكَ رحمة بي.

- سمعت انك أيقنت.. ألف ألف مبروك.
- سلامًا سلامًا
- إنت كده تقصد اني جاهل تقريبًا
- مفيش تقريبًا
- كمان؟! طب ما تعلمني يمكن تهديني معاك يا أخي
- ربنا يهدي عبيده
- وانت دورك فين؟ يعني لازمتك ايه بالظبطههههههاهههههاههههـ..
- استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم.. استغفر الله العظيم من كل شيطان رجيم
- ههههههاهههههاهههههههههـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.. (أخ ثانوي)
- ههههههاهههههاهههههههههــــــــــــــــــــــــــــــــ (أخ ثانوي آخر)
- ....؟؟.....!؟؟.......... (إخوة هامشيون كثر)...
- بلاش سطحيه.. غمَّج الموضوع حبتين.. الناس بدهم يستفادو يا أخي.. هيءهيءهـ... (أخ ناء)
- ولو بيني وبينك صهج نار جهنم وبحور ومن وراها بحور وجبال ومن حولها جبال سعيا سعيا أجيء هشيم حطام النسف بالملكوت.. ولمـ....... (مهرطقة تمد يدها وتأتي بأشياءٍ مدهشة من الخارج)...

الحمد لله الحمد لله الحمد لله الحمد لله الحمد لله.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...............................

الصوتُ يأتي خافتًا من إحدى غرف العيادة الطبية، بينما أنا سارحًا بالليل في أنحاء المعسكر النائم.. أُشهِدُ السماء، وأستشهدُ بها.

تنويه لازم: دائمًا ما يأتي الصوت بتردد ونغمٍ شديدي التوائم تجاه ما يعتملُ بأثناء نفسي من أفكار. ولقد وجب التنويه.. وجب التنويه.. التنويه.....................................

*******
فيلا فريال

كانت ثالث المرات التي أدخل بها الفيلا، إلا أنه سيوجد اختلاف واضح بالمكان، فهي قد جنبت الأنتريه بمحاذاة الحائط الزجاجي، مما صنع فراغاً أكبر بمنتصف الرواق، وأوجد المسافة المطلوبة بين كل المتأملين... كنتُ المحلي الوحيد الذي استثناه مارتن لحضور تأملات فيلا فريال، وذلك بناء على طلبها بألا يعرف سكتها محليًا، من أولئك الذين قابلتهم بشقته من قبل لمرة أو مرتين، ولم تكن ترتاح إلى نظراتهم النهمة في مجوهرات يديها، وعنقها... وحتى الآن لا أدري ما الذي قاله لها كي يبرر استثنائي على هذا النحو...
هي تعرف الحضور جميعًا – الأجانب جميعًا – من خلال الـ Council British حيث يشرف البعض منهم – مارتن من بينهم – على إنجليزية ماجستير يخصها، وتعده في تاريخ الفن القبطي بالشرق الأوسط عن الفترة ما بين القرن الرابع الميلادي و... لا أذكر بقية ما قالته بافتخار هادئ، يشي ببنات الذوات حين يطولهن الزمان..

- ............؟. (لا غنى عن علامات الاستفهام المتواصلة كي تتقدم وحيدًا بعالمٍ ما)...
- ....... (نقاط قليلة، تختزل كلامًا كثيرًا، يحتاج مساحة غير متوفرة من الذاكرة)...
- وحضرتك بقالِك كتير عايشه لوحدك؟
- تلات سنين..
- ياه.. مده برضو..(أقلب في صينية برونزية معلقة) ومبتخافيش مـ القعده لوحدك؟
- بقولك إيه.. إنت شاكلك ناوي تسرقني.. خلي بالك أنا عندي مسدس.. ههاهاهها...
- على فكره أنا فعلاً ناوي أسرقك.. بس هسرقك انتي مش حاجه تاني...
- أنا!.. أنا مبقاش فيا حاجه تتسرق يا ولد.. سلامتك...
- بتهيألِك.. يا مدام فريال...
- .....

*******

...، وطأ الفرعون الشيخ أرض القبو الآمن السري قرابة الفجر، فمن مرصد جانبي، وعلى ضوء عدة مصابيح زيتية، رأى وجهها الجميل شاحبًا في شيء من إعياء، عندما الفتاة كانت تقف متقاطعة الذراعين فوق الصدر، مضمومة القبضتين، في وضع التكفين، بيد أنه انتبه إلى ما أثار اهتمامه، فراح يتفحصها من دون عاطفة تؤرقه كلما التقى وجهها...
كان هناك خطئاً جسيمًا باتخاذها هذه الخطوة للأمام، ومن المستحيل ألا يكون النحات الأول للقصر عالمًا بهذا.. لقد مكث سنينًا يصنع النواويس المجسمة للأمراء والساسة، قبل قصره على القصر...

- لماذا لا تقف مضمومة الساقين؟
- سيدي الملك.. رأيت أنه قداس استثنائي، فحدثتُ أن يكون التمثال على نهجه... (وكانت عينا نحات القصر الأول تلتمع بالفن على ضوء المصابيح الزيتية)...
- ..هكذا!.. (وانطلق الفرعون الشيخ بضحكة مجلجلة كالتي ضحكها للوزير معت من قبل)
- ..........................

وقد كان يرغب بالحديث معها، لكنه لم يشأ إفساد اللحظة الحماسية المبتهجة للنحات، في حين كان الأخير منطلقاً باستعراض مهارته في تحديد الكتلة المستهدفة من الحجر الأخضر، فتتراوح قوته ما بين نظرة في جسم الفتاة، وضربة إزميل بجسد الحجر...

- سيدي الملك (نادته في حين انسحابه من المشهد، فالتفت بسرعة لم يتعودها وقاره الملكي في نفسه)...
- تقدمي... (تخطو وجلة حائرة تعابير الوجه)...
- سـ................... (ظلت صامتة.. ثم دمعت عينها بصمت)
- تحدثي يا ابنة الزهد والنسك.. أهبك الأمان والثقة... (وكانت وهبة الأمان والثقة نادرة لديه)
- أريد الزواج من النهر سيدي الملك... (فقالت قولها بتضرع يائس)
- .. وكيف بي؟... (فبدت قسمات الفرعون الشيخ شابة تمامًا، رغم عمره الكبير)...
- توجد أديرة عدة بالبلاد سيدي الملك.. بها راهبات هن أكثر جمالاً مني، وأشد ورعًا...
- لكنكِ التي قدمت نفسها! فقط أنتِ... (حمل صوته ولهًا لكأنه وجد نصف روحه المفقود)
- أتوق إلى العيش بكنف النهر الإله.. أوقن بالآلهة سيدي الملك...
- أنا أيضًا أوقن بالآلهة.. أقدس النهر.. بل أكثر من يتمناه عطوفاً على الناس والأرض.. لكن العقدة حيث أعلم أن فيضانه لا يتوقف على إلقاءكِ بجوفه.. العقدة هناك.. عند المجاهيل الخضراء وقد خانتها الرياح بسوق السحب في الاتجاه الخطأ... (صار يمسكها من كتفيها برفق، محدقًا بعينيها المذهلتين من تلك المسافة)...
- ............ (تعود بطيئاً إلى وقفتها الأولى، مغللة بذات الصمت والوجل، بعد أن عظمت الحيرة على قلبها)...
- ........................



#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/16
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/15
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/14
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/13
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/12
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/11
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/10
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/9
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/8
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/7
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/6
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/5
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/4
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/3
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/2
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/1
- 00
- كتاب التبيُّن
- كتاب الخواطر
- الصورة الكاملة -فصل من رواية-


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/17