أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى يونس - دهشة لعوب














المزيد.....

دهشة لعوب


هدى يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7245 - 2022 / 5 / 11 - 06:12
المحور: الادب والفن
    


خلف وشوشة البحر للصخر صخب لا يعلنه الهواء..
وهل للموج أوتار تعزف للروح!!
حين حلق النورس زاد مساحة الحرية له ولى..
عقلى الظاهر أوقفه جفون النوم..
فى النوم اشتد صهيل الباطن يستصرخ وجوده ويغوص فى ازمنة سحيقة.. وترابط اللامترابط بمنطقية لا تحيد..
فى الساحة كنت اناطح آدم لانه لا يعى تصرفه وزاد صياحه على العديد من خيباته، ولم يقنع بقولى"نحاول"، يرانى سبب تعاستة وبؤر كآبة وسبب فشل خطط توسعاته فى الفراغ، ضقت من نواحه وفضاءات جنونه وابتعدت، ولا أطمئن لوعود اله الرياح الذى جعلنى احتمله، وهو لم يهتم بشأنى.. انفرادى بنفسى رفاهية لروحى، ولم تطل.
من بادر بالتحية، واربكنى قوله " عيونك بوابة متاهة وشغف حرون". دهشت من العبارة، وحواره اللعوب المتيقظ، عقلٌ رأيته شهابا يشع تجددا ومراوغة وتعدد، أكثر منى تأملا واعتراضا، ولم أدرى بغرقى فى حواراته ومعه الجنيات صديقاته وعوالمهن المدهشة بلا تحفظ او حياء، يُمسسن ما لا اجرؤ البوح به، أغار من شغفهن تحايلهن المجنون بالغرام والمحرمات التى لم اعتدها، قاومت انقيادى لهم، واظهر الشيطان المدهش ما أربكنى، واخجلنى انتشائه السافر، الوم نفسى لانصياعي لعقل فاجر فاق عقل آدم بأزمنة، يلازمنى وسط التاجج جروح الروح واحساس ذنب التخلى عن آدم يجلدنى، والقلب فى مده وجزره ارغمنى للقائه وفض الفراق، وارتحت وعدت أحتمى بعقل آدم من عسف شطحات الشيطان المذهل، ولذا بالغت فى غواية آدم، وآدم أبله لايرى غواية تجذبه، مايشغله هو وجودى ليطمئن وأبدد وحدته والبى احتياجه، وزاد صمته وصمتى، وحين الحوار يصرخ " عقلك بؤر خرافة مسكون بهلاوس مارق، غدا أقيم طقوس الفداء واذبح مايصادفنى ربما يعيد لعقلك اترانه " ..كنت لا اخاف انفجار صراخه بل اخاف عليه، وحزنى من عدم انتباهه واتهامى أن تصخرى سبب هزيمته، والأبشع تعاركه مع نفسه حين لا يجدنى، ينطوى أحيانا على العدم والغياب فى اماكن سرية وسط أحراش غابات وحشائش متوحشة ويفترس نفسه.. ورغم تعاطفى مع عثراته ضقت من صراخه واتهامى بقصورى واشتاق عقلى لمحاورة الشيطان، تركته وتجاهل غيابى واعتاده، وأصبح يرضيه اختفائى، يشبع نهم غروره ويرضيه انبهار مخلوقات واهية بلا هوية به!!..
ولا يفارقنى حنين عطفى وقلقى على محدودية فهمه، وقلة حيلته، ولا اطمئن أبدا عليه. أنتظر ان يأتيني ولا ياتى، اعاتب نفسى "الشيئ فوق الضرورة شهوة"..
أطمئن " حيرتى عليه ربما بداية الوصول لكيفية احتماله، وقبول أفعاله، وتكثيف مساندتي له، أم ستظل خطاياه عالقة بلا غفران"..
أعادنى جنون الموج بلقاء البحر..
صوت القطار يطغى ضجيجه وينبه،
وغادرت البحر للمحطة..
***
صعدت سفحا يصلنى بالمحطة، دخولها ملأ الروح التائهة عن وجود، تبحث عن الخالق وأين استقر، ولايكف شتات البحث، تحوم حوله ولا تراه وتعافر ..
عند عبورى على حجرة ناظر المحطةالمتربة أعادتنى الرؤية للحياة، يرتدى الخيش وتحته جلباب أبيض مزهر، ويعمم راسه شال ابيض يتخلل وسطه لون اخضر طمس كثير منه، وكمًا من السبح فى رقبته لاتعد مختلفة الألوان والأطوال، نطقت اسمه صارخة بلا وعى" هلباوى" ازاى؟ امتى؟ ليه؟ فين؟.
لم اقاوم فضول اسئلتي التى اعتدت قمعها..
ثابتة مكانى وهو فى جلسته، هب واقفا، وتقدم نحوى وتسمر ثم تراجع للوراء خطوتين، لم ننطق..
لحظة فتح فمى أشار الى رأسى، فابتسمت..
صوت متانى: تحملينه فى جيوبك أم فى أقدامك؟
قلت: خلف حُجبه..
قال: هذه محصلة السنين!!
قلت: وأنت؟
قال :خيارك غير ناجح يا ألفة الفصل.
وابتعدنا عن حجرة الناظر، وكل خطو يردد" حى حى حى كل شيئ ليس بعيد يا سندى "، جلسنا على دكة المحطة الخشبية المتشققة، لم ينشغل بنظرات فضول ركاب المحطة لرؤية الزاهد برداء الخيش والمتبرجة التى لا تراعى حرمة الدين، والزاهد يلاصقها ويسامر ولا يدرى..
يقول "ظللت سنين حائر بين تاريخ قلبى على دكة الفصل وسرحانى واحلامى، كنت لا انطق، ولا أتذكر كيف انغمست فى شهوات وملذات النفس، وظلت ذاتى وذاتك بلا افتراق وعالم معاش، ووجدته بلا ترتيب فى كتاب متون الاهرام، وجذبنى القدير اليه وتماهيت معه".
وقبل أن استفسر علا صوته "حى حى أقبل توبة العاصى واعفو عن ضلاله، منحت الذكر فوق الارض وفى السماء وكشفت ما اجهل".
حين توقف قلت :"هلباوى" فسر لى ما رأيت واطلِعُنى على قول السماء
" رايت آدم لحظة خروجه من الجنة إلى الأرض، رافقته
‏واعترضت عليه، قاطعنى "لا اريد سماع شيئ عمن بهرك عقله هو وقبيله لعنه الله".
وفى ضجيج القادم انتفض وقال: الحقى قطارك.
: قطارى فى الإتجاه المعاكس، ابتسم وجلس.
قال : كما أنت صاخبة صامتة رغم السنين.
قلت: وانت؟
:كنت نملة تتأمل كون، تمردت عليه لأكون أقوى وبدا
‏بعدها كل شيئ مختلفا، بوابة الحشيش دخلتها
وتجولت فى توابعه واحتميت فيه وبه، منحنى أكثر
مما احلم وخرجت منه، ودخلت باب تانى ومنه لطريق
مشيته من باب التحدى وأوصلنى لطريق الجبل وأثار
الجدود، واحد من ‏زمايلى كان بيحبهم وادانى متون
الاهرام فضل يعلمنى ويفهمنى، ودخلت امشى فى
خميلة حجبت الضوء، أخطو فى العتمة واخطو حتى
رأيت بصيص ضئيل من ضوء، وعند اقترابى غمرنى
"يا قدوس جئت اليك ضمنى لملكوتك"، غمرنى ما
افتقده ضوئى، وتسرب بكاءًا من بكاء على ضياع زمن
لم اقترب منه، هون علىّ ان اللقاء مقدرا قبل ان نولد،
وعلا بكائه وبكائى معه ولم اجد هلباوى جوارى!!!
صوت اسمعه يردد " الصوفى يسقط ويعاود، روحه من روح الله". هلباوى كان جوارى على دكة المحطة!!، أم التائه من زمن الخلق الأول لم يحتمل هيئة هلباوى!!.
كنت أريد سؤاله: هل تحن إلى الضلال، ثم تستغفره؟
يخرجنى صوت قطارى القادم لأستعد لأصل محطتى هناك..



#هدى_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنشاد صخرى
- قلب العــــــارف
- شاطئ اللامتناهى
- قرابين المؤانسه
- مراوغة
- ظهرى رياح
- تداعيجات جلجلة
- اللا...هو
- -ولم اعد الىّ-
- دفئ دخاندفئ دخان اسود
- هلاوس الصمت!!
- رعد
- خرج ركض ليعود
- الضعف الأخرى
- نشيد الأنشاد
- صعوداً وهبوطاً
- جــــــــولات ليلّ
- حفيد كلب الزعيم
- اقتات صعودى
- العيد


المزيد.....




- الإعلان الأول ضرب نار.. مسلسل المتوحش الحلقة 35 مترجم باللغة ...
- مهرجان كان: -وداعا جوليا- السوداني يتوج بجائزة أفضل فيلم عرب ...
- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى يونس - دهشة لعوب