أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - عَيِّلة تايهة يا ولاد الحلال














المزيد.....

عَيِّلة تايهة يا ولاد الحلال


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 7220 - 2022 / 4 / 16 - 09:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحقيقة أنها ليست تائهة ولكنها مخطوفة، بل هن كثيرات مخطوفات، والناس في كل مكان تلهج بالصلاة كي يردهن الله لأهلهن، وقد استجاب الله ورد واحدة منهن لأهلها، مريم وهيب، ردها لزوجها، وحضن أمها، حاملة على كتفها طفلتها، فكانت كانت مخطوفة مع طفلتها، والغريب أنها، في خطفها، تظهر على الشاشات تعلن إسلامها، في صورة حزينة مرتبكة، وتقول كلماتها بلا روح، وسط خلفية من صرخات طفلتها، ولعل مريم نجحت في هذا الفيديو أن تظهر على الشاشة بشرط أن تكون ابنتها بالقرب منها وأمام عينها، فكانت الطفلة أمام عين أمها، وكانت على مسمع منا.

عادت مريم، ولكن الصلوات مستمرة بصراخ وبكاء كي تعود باقي المخطوفات لأسرهن، الخاطف مجرم، ولكنه يدَّعي أنه يقوم بعمله الإجرامي إكراما للدين، وهو هنا يخفي جريمته خلف الدين دون أن يعي، أو يعي ولا يهتم، بالضرر الذي يلحقه بالدين، والتساؤلات عديدة،
- فهل هذه الجرائم رسالة من المتطرفين كي يقولوا أنهم موجودون وقادرون على الفعل؟

والحقيقة، لنا أن نقول أن الرسالة قد وصلت، ولكن:
- أي عن أي فعل تتحدثون، "عن خطف!"، وقبلها بأيام، "عن قتل!"

طبعا هم لا يريدون الخطف ولا القتل، الخطف والقتل وسيلة متواضعة، الهدف هو "الوصول للحُكْم"، هم يرون أنهم الأجدر بالحُكْم، وعمليات مثل "الخطف" و"القتل" يقومون بها ليؤكدوا وجودهم وحرصهم على هدفهم.
- "الخطف" و"القتل" مجرد وسيلة!
- نعم مجرد وسيلة، فالدم عندهم رخيص، حتى دمهم بين أنفسهم، وكلمات مثل حقوق الإنسان، والاحترام، والكرامة الانسانية، والمواطنة، هي كلمات ساذجة لا يعرفها قاموسهم.

ويمكننا أن نفهم كل هذا، ولكن الأمر الذي يصعب فهمه هو:
- كيف يكونوا من الباحثين عن كرسي الحُكْم، ولا يعطوا اهتماما لمعنى المواطنة، فهم في النهاية يسعون لحُكْم "مواطنين"؟
-
حتى هذه المعضلة هم قادرون على حلها، فهم لن يحكموا مواطنين بل رعايا، وكل من ينضم إليهم من هؤلاء الرعايا، يكون قد ضمن مكانة في دولتهم، صدامهم هنا لن يكون مع الشعب، الرعايا، لكن مع مَن يكون مثلهم منتميا لجماعة ترى نفسها أنها الأجدر بالحُكْم.

طبعا سيكونون أكثر سعادة عندما تنضم إليهم هذه الجماعات الساعية مثلهم للحُكْم، انضمامهم ييسر مهمتهم في تحقيق الهدف الأسمى ألا وهو غزو المزيد من البلاد "والوصول لحُكْم العالم"، مشروع طموح يرغب أن يسود العالم لأنهم يرون أنهم الأجدر بسيادة العالم، دون أن يكون له رؤية لمدينة فاضلة كتلك التي يتحدث عنها الفلاسفة والمفكرون والمصلحون، أو تلك التي كان يراها الصول فرحات فى قصة يوسف إدريس في "جمهورية فرحات".

فأي دار لم يصل إليها حُكْمهم هي دار حرب، ولا سلام مع هذه الدار حتى تخضع يوما لهم، والأمر بالنسبة لهم لا يقبل المساومة ولا الحلول الوَسَط، فسيد قطب في كتابه "معالم في الطريق" قد أوضح أن الحلول الوَسَط تأخدهم بعيدا عن الهدف في "الوصول لحُكْم العالم"، هم أسرى هذا التصور، وطريقهم لهذا الهدف هو المزيد من الإيذاء، أقله الخطف والقتل، ووصولهم للحُكْم في أي بقعة من العالم، يحمل سكانها لنفس المصير من الأيذاء والعنف.
كلها أمور لا يغني معها نفعا سوى الصلاة هذه المرة كي تعود المخطوفات لذويها، وكي يرحم الله الشهداء الذي سقطوا في طريق هؤلاء الإرهابيين،
- نعم، الصلاة، اللهم لا تترك الناس في يد من لا يرحم، فهؤلاء بأسمك ينالون الناس بالأذى، لا تدعهم يتمادون، ولا تتدع المسئولين يتهاونون في واجباتهم كي يحموا الناس من شرورهم.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبونا عيروط، إصلاح الخطاب الديني
- يا أهل المحبة
- نبيل صموئيل: المصلح المسالم
- المستشارة تهاني الجبالي
- شريف منير وحكاية فيلم -ريش-
- طفلة بني مزار
- صناعة الإسفاف والعنف
- هل يمكن للطبيعة الإنسانية أن تحقق اليوتوبيا
- ليتورجيا الاحتجاج
- عندما تسعى الدولة كي تسلم تيران وصنافير لدولة أخرى مجاورة
- كيف نخرج من حالة -شبه الدولة- التي يتحدث عنها الرئيس؟
- حتى لا نكون سوريا وليبيا والعراق مثلما يقولون دائما
- خالد يوسف والرمز الأوحد
- وطن يبحث عن قُبلة الحياة
- الآباء الكبار
- فتاة المول، ضحية غياب الاحترام وانتهاك الخصوصية
- قوائم الشهداء الانتخابية
- متى نخلع صفر مريم بلونه الباهت عن مريم، وعن عموم الوطن
- صفر مريم، والضوء الأحمر، والثقة التائهة بيننا
- إيلان، الطفل النائم فوق جراحنا وذهولنا


المزيد.....




- حصريا لـCNN.. مصادر تكشف عن جهود إدارة ترامب -السرية- لإعادة ...
- سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بما قاله عن -أبناء منطقة الرئ ...
- تقييمات استخبارية: مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب سل ...
- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - عَيِّلة تايهة يا ولاد الحلال