أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - بل منذ ست وأربعين سنة ونحن ننتظر غودو!














المزيد.....

بل منذ ست وأربعين سنة ونحن ننتظر غودو!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7188 - 2022 / 3 / 12 - 00:58
المحور: الادب والفن
    


حفزتني مقالة للدكتور هاشم عبود الموسوي نشرها في (العراق اليوم) في 4-11-2013 بعنوان (منذ عشر سنوات ولم نزل ننتظر "غودو")، ان استذكر انتاجي لمسرحية صاموئيل ببكيت (في انتظار غودو) ترجمة الأديب والناقد الراحل (جبرا ابراهيم جبرا) لحساب (الجمعية البغدادية) عام 1967 وكان معي من الممثلين كل من (صادق شاهين وسامي السراج وهاشم السامرائي وعوني كروني) رحمهم الله، والمنسي المهاجر (روميو يوسف).
كان العمل مثيرا ومدهشا لجميع نقاده ومشاهديه حتى ان البعض منهم قارنه بانتاج للمسرحية نفسها شاهدة في لندن مفضلا اياه وربما كان لبساطة الإخراج وحسن المعالجة ولتلقائية اداء الممثلين وحسن اختياري لأدوارهم . ولكن للظرف الذي كان يمر به العراقيون والعرب اجمعين حيث الهزيمة والقهر والاستبداد وقمع السلطات كان له اثره في نجاح المسرحية بنظر الجمهوري العراقي.
وما أشبه اليوم بالبارحة.
استذكر هنا ما قيل عن ذلك العمل التجريبي الطليعي الذي كان مفاجأة لجمهور المسرح العراقي بوقته.
في مقابلة أجراها الصحفي (خالد الحلي) في ملحق جريدة المنار ليوم 30-3-1967 مع مترجم المسرحية (جبرا ابرهيم جبرا) قال الأخير: "لقد وفق المخرج توفيقا ادهشني وجعلني أرى المسرحية من جديد كأنني لم أرها من قبل ولم اقض اياما كثيرة في درسها وترجمتها.
هل لاحظت ما فيها من ايقاع سريع حافظ على التوتر الضروري. ثم لحظات الاستكانة المريحة التي تؤكد على ضبط الاتباع، كالموسيقى تماما ، كان المخرج ايضا موفقا بالممثلين فقد اثبتوا كلهم براعتهم في اداء هذه الادوار الطويلة الصعبة التي تترنح بين شتى العواطف المتضاربة."
وفي تعليقه على المسرحية قال (الحلي): "نجد انفسنا إزاء أسطورة تجمع بين الضحك والمرارة ، بين الايماءة الهازلة والمعنى الجاد المفعم برموز قد لا نستطيع تحديدها بسهولة. ضاعت الحدود بين الماضي والحاضر والمستقبل ، هل من خلاص يرجوه الشريدان؟ هل من مخرج للازمة الانسانية؟"
وقال الناقد الراحل (عبد الوهاب بلال) في مقالة له في جريدة الجمهورية: "ليس من شك ان تقديم هذه المسرحية العالمية علي مسرح تجريبي صغير في بغداد يعتبر خطوة جريئة في تقديم مسرح بيكيت الذي اكتسح العالم فقد جاء صموئيل بيكيت بتجسيد بارع لوضع انساني ربما يكون معاصرا له بعد الحرب العالمية الثانية ولكنه ايضا وضع ينتمي الى كل زمان ومكان."
ويواصل (بلال) حديثه عن العرض المسرحي واداء الممثلين فيه حيث تحققت الإجادة في إعطاء المشاعر والأحاسيس التي تتصل بتجربة الانسان والذي يجابه الزمن ويجابه نفسه ويجابه كل ما يتهدده من لا معقولية في حياته حيث الخوف من الظلام ووحشته والتي تريد الانسان والخلاص منها فينتظر.
وفي جريدة (البلد) عدد 20-3-1967 يعلق الاديب الراحل (ادكار سركيس) على المسرحية قائلا: "وفي هذه البقعة الجرداء يوجد متشردان غير مشخصين تشخيصا دقيقا لانهما يمثلان البشر كافة، ينتظران مقدم شخص غامض كان قد وعدها او خيل اليهما انه وعدها بالمجيء لانقاذهما.. وهو لا يظهر ظهورا دراميا... والمتشردان يختلقان شتى الاحاديث ولكنها لا يفلحان في التفاهم والتعاطف رغم الجهد الذي يبذلانه ، لان الانسان يعيش في عزلة مغلقة داخل نفسه لا يستطيع الخروج منها، وهما يحاولان الانفصال فلا يفلحان في ذلك ايضا لانهما يشعران بان مصيرهما مشترك ولانهما ينتظران غودو. وفي نهاية الفصل يبلغ اليأس بهما اقصاه ، فيقرران الرحيل ولكنهما لا يرحلان، اذ لا يزال هناك بصيص من الأمل في مجيء غودو."
ومما يذكر بان فرقة المسرح الفني الحديث أعادت إنتاج المسرحية وبالكادر نفسه مع غياب الممثل (روميو يوسف) بدور (بونرو) وحل سامي عبد الحميد محله وقدم العرض على مسرح بغداد في نهاية عام 1970.
وحدثت في العرض الجديد تغييرات بسيطة في الشكل حيث صمم (فاضل السوداني) ديكوره.. وبقي المضمون الانساني على حاله.
ويذكر ايضا ان اقوى رد فعل من الجمهور لعرض مسرحية بيكيت كان قد حدث لدى نزلاء احد السجون الامريكية عندما عرضت عليهم.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة إحياء الفرق المسرحية الخاصة – الأهلية
- مسرح الطفل الرافد الأساسي للحفل
- المسرح والطقس
- المسرح والطقس 2
- ماذا يعني (المسرح الموسيقي)
- مسرحيات السيرة الذاتية
- لماذا يأخذ المسرح الغربي من تقنيات المسرح الشرقي وبالعكس
- هل للفنان ان يتباهى بشهادة الدكتوراه !؟
- الجيم المصرية وأخواتها عند تلفظ الأسماء والمصطلحات الأجنبية ...
- مسرح (خيال الظل) هل هو مسرح عربي اصيل؟!
- فن الماكياج والماجستير والدكتوراه!
- اعمال مسرحية نددت بالقهر والتسلط
- أعمال مسرحية نددت بالقهر والتسلط 2
- إصدارات فيصل المقدادي المسرحية
- فرقة شكسبير الملكية 2
- فرقة شكسبير الملكية
- كمال نادر ومسرحيات شكسبير
- العرض المسرحي والوسائط المتعددة
- مسرح (خيال الظل).. هل هو مسرح عربي أصيل؟!
- مضامين وأشكال مسرح السيرة


المزيد.....




- المهرجان الدولي للشعر الرضوي باللغة العربية يختتم أعماله
- -مقصلة رقمية-.. حملة عالمية لحظر المشاهير على المنصات الاجتم ...
- معرض الدوحة للكتاب.. أروقة مليئة بالكتب وباقة واسعة من الفعا ...
- -الحياة والحب والإيمان-.. رواية جديدة للكاتب الروسي أوليغ رو ...
- مصر.. أزمة تضرب الوسط الفني بسبب روجينا
- “شو سار عند الدكتور يا لولو”.. استقبل الان تردد قناة وناسة ا ...
- حل لغز مكان رسم دافنشي للموناليزا
- مهرجان كان السينمائي يطلق نسخته الـ77 -في عالم هش يشهد الفن ...
- مترجمة باللغة العربية… مسلسل صلاح الدين الحلقة 24 Selahaddin ...
- بعد الحكم عليه بالجلد والسجن.. المخرج الإيراني محمد رسولوف ي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - بل منذ ست وأربعين سنة ونحن ننتظر غودو!