فتحي البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 7092 - 2021 / 11 / 30 - 23:25
المحور:
الادب والفن
لم أولد من ضلع أبي.
الضّلوع
تصير سكاكين إن شحذتها,
و أنا تخاذلت في أوّل تجربة لذبح خروف العيد.
الضّلوع
قد تصير أقواسا
أنا –فقط- نسيت أوتاري الصّوتيّة في أمسية شعريّة نظّمتها ببئر جفّت مثل ريقي.
لا وتر –إذن- أشدّه إلى طرفيْ القوس لأمارس الحرب مثل هنديّ أحمر..
لا سهم أشدّه إلى الوتر لأمارس الحبّ مثل "إيروس".
أظنّ أنّي أودعت
[قلما يشبه السّهم..
قوسا يشبه ضلع أبي]
في ثلّاجة الموتى.
كنت أصغر من أن أولد يومها!
خبّأتني أمّي في قِماط يشبه شرنقة!
هكذا ولدتُ
من غصنِ شجرةٍ ليّنٍ..
من أوراق بلون حياة قصيرة سقطت تحت أقدام الخريف.
صرت فراشة لم تعمّر أكثر من ثلاثة أيّام:
في اليوم الأوّل:
اقتربتُ من الفانوس بكوخنا..
لا زيت يكفي في فوانيس الفقراء لإغراء الفراشات بالموت.
في اليوم الثّاني:
أوقدت قصيدة على سرّة حبيبتي فاحترقتْ أصابعي.
في اليوم الثّالث من عمري:
اشتعلت الحرب برأسي الّذي كان مخيّما للّاجئين,
راقصتُ سربا من الرّصاص مثلما راقص "غسّان كنفاني" عبوّة ناسفة في سيّارته.
لم أصر مثله سمادا!
صرت رمادا على قيد الرّيح.
كنت أصغر من أن أموت
مثل فراشة,
مثل شاعر,
مثل "غسّان كنفاني"
لو ولدتُ –فقط- من ضلع أبي.
#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟