أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - أردوغان ونظرية المؤامرة: أزمة كافالا انموذجا















المزيد.....

أردوغان ونظرية المؤامرة: أزمة كافالا انموذجا


حامد محمد طه السويداني

الحوار المتمدن-العدد: 7064 - 2021 / 11 / 1 - 15:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتقد بان العالم اصبح ينظر الى الرئيس التركي اردوغان على انه شكل من اشكال الاستبداد والتفرد في السلطة في تركيا بسبب سلوكه وخاصه في الآونة الأخيرة عندما سيطرت على عقليته نظرية المؤامرة فالمتابع لخطابات الرئيس التركي تراه دوما يشير الى ان هناك مؤامرات اوروبية وامريكية وعربيه على تركيا. ولكني اتسائل لماذا يتامر الاوروبيين والامريكيين والعرب على تركيا فالولايات المتحدة الامريكية تعتبر تركيا حليفا مهما منذ ايام الحرب الباردة 1945-1991 مع الاتحاد السوفيتي ولها 26 قاعده عسكريه أمريكية في عموم الاراضي التركية والجبال التركية مليئة بأجهزة الرادارات والتنصت وهي موجهه ضد الاتحاد السوفيتي سابقا وروسيا حاليا وتركيا مع الدول الأوروبية في حلف الناتو وترغب دوما في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي
وفي بداية حكم حزب العدالة والتنمية والذي كان يرفع شعار الليبرالية والديمقراطية وينفي صفه الدينية على حزبه ويبتعد عن المظاهر الدينية في خطاباته وسياساته على عكس اليوم نجد الرئيس التركي في كل خطاباته يتحدث عن الاسلام و النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة ماذا جرى بين يوم وليله فذات مرة كان اردوغان يخطب بين الجماهير التركية واحدهم هتف بكلمه (الله اكبر) واعترض عليه اردوغان وقال له ان كلمه (الله اكبر) تقال في المسجد وليس هنا ابعدوا الدين عن السياسة وها هو اليوم يسخر الدين في السياسة.
باعتقادي لو استمر حزب العدالة والتنمية في سياسته منذ السنوات الاولى الاربع من حكمه من خلال بناءه للاقتصاد التركي وتصفير مشاكله مع الدول الإقليمية والاوربية لكان شكل تركيا اليوم مختلف عما عليه اليوم من تدني الاقتصاد وهبوط الليرة المخيف والاحتقان الشعبي ونقمة المعارضة التركية وكذلك تراجع الحريات وحقوق الانسان والذي تجلى على شكل احتجاجات وازمات داخلية ومحاولة انقلاب في 15 تموز 2016 جميع الدول العربية مدت يد العون لتركيا في البداية وخاصة الدول النفطية واحب الشعب العربي تركيا كثيرا لانها كانت نموذجا يقتدى به ولكن بعد تورطها بأحداث الربيع العربي بعد عام 2011 وتاجج الثورات الشعبية ضد الحكومات وإظهار الاطماع من خلال سياسة (العثمانية الجديدة) ومافعلته في سوريا وليبيا وبقية الدول العربية كان بمثابة انتحار لصورة تركيا وانهيار لنموذجها السياسي
ان السياسة التركية منذ ان أصبحت تدار على طريقه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون أدى الى جلب لتركيا العديد من الازمات مثل ازمة الصحفي السعودي عدنان خاشقجي ومرورا بأزمه القس الامريكي أندرو برونسون وكذلك الداعية التركي فتح الله كولن وووو .... الخ من الازمات والتي اثبتت خطا ادعاءات تركيا في هذا المجال واليوم ايضا نواجه ازمة حادة لرجل الاعمال التركي عثمان كافالا الذي اتهمته تركيا بضلوعه في محاوله انقلاب 15 تموز 2016 في تركيا وقد تم اعتقاله وسجنه مما حدى بالدول الأوروبية وامريكا بالمطالبة بالأفراج عنه طالما القضاء التركي اثبت براءته وكان سفراء (10) دول طالبوا بالأفراج عنه على راسهم أمريكا مما اثار حفيظه الرئيس التركي واوعز الى وزير خارجيته مولود تشاويش اوغلو بان يخبر (ان سفراء الدول العشر غير مرغوب و مرحب بهم في تركيا) مما تسبب في ازمه.
واليوم الازمه هي الناشط عثمان كافالا المعتقل في السجون التركية رغم تبرئته من القضاء لكنه لم يتم الافراج عنه فمن هو كافالا الذي ظهر على الواجهة السياسية والإعلامية.
هو رجل اعمال وناشط سياسي وحقوقي تركي ولد في استانبول في عام 1957 وهو من اصول يونانية حيث انتقل اجداده الى تركيا عام 1923 اثناء التبادل السكاني بين اليونان والدولة العثمانية، حرص والده على تعليمه منذ الصغر على تعلم اللغات فقد ارسله الى كليه روبرت كولج الامريكية في استانبول وهي تحتوي على مدارس لتعليم اللغة وهذه الكلية هي ضمن الارساليات البشرية في الدولة العثمانية تأسست عام 1863 و لها دور كبير في تخريج النخب التركية من سياسيين وادباء وشعراء ومثقفين ..الخ. فقد تعلم الانكليزية والفرنسية إضافة الى لغته التركية. وبعد ذلك حصل على شهاده البكالوريوس في الإدارة من جامعه الشرق الاوسط في انقره. وتوجه بعد ذلك الى جامعه مانشستر الموجودة في بريطانيا وحصل على شهاده الماجستير في الاقتصاد ومن ثم سافر الى الولايات المتحدة الامريكية للحصول على الدكتوراه من جامعه نيويورك وفي العام 1982 توفي والده وهو يبلغ من العمر 23 عاما وتولى بنفسه شركات والده وهذه الشركات تعرف باسم (مجموعه كافالا) وحقق نجاحا مميزا فضلا عن انه اسس شركات جديده في النشر والاعلام في استانبول وفي العام 1983 انضم الى شركه iletism التركية المتخصصة في النشر رغبه منه في خدمه الديمقراطية ومن ثم اتجه في العام 1999 الى ممارسه عمله كناشط حقوقي في المجتمع المدني فقد ساهم بأمواله كثيرا في تنظيم مؤسسات ومنظمات مدنيه غير حكومية فقد اسس عام 2002 منظمه ديار بكر والتي ساهمت في تأسيس البنيه الفنية والحفاظ على الفن والتراث الثقافي، قضى كافالا جزء من حياته وافنى ثروته في خدمه مؤسسته الثقافية Anadolu kultur او ما يسمى معهد الاناضول الثقافي وبعد محاوله الانقلاب العسكري في 15 تموز 2016 في تركيا بدأت الحكومة التركية بحمله اعتقالات واسعه ومخطط لها طالت رجال اعمال كبار وضباط وحقوقيين وقضاه وأساتذة جامعات. وكان احد المعتقلين هو عثمان كافالا الذي ذكر بان الرئيس التركي اردوغان كان يتحين الفرص للانتقام منه بسبب افكاره اليسارية ودوره في نشر الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات التي تراجعت اثناء فتره حكم حزب العدالة والتنمية.
وفي 18 اكتوبر 2017 قامت السلطات التركية باعتقاله وتوجيه العديد من التهم ضده منها مشاركته في المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد الرئيس اردوغان وكذلك دوره في التحريض على المظاهرات والاحتجاجات وتمويلها ومنها احتجاجات عام 2013 في ميدان تقسيم بشان قطع الاشجار في (حديقة غازي) في ميدان تقسيم مما اثار الشارع التركي وقد مثل امام القضاء و تم تبرئته في من هذه التهم ولكن السلطات التركية لم تفرج عنه الى الان وأضافت تهم جديدة منها ان له علاقه مع الملياردير الامريكي (جورج سوروس) ان هذا السلوك دفع عشره دول أوروبية عن طريق سفرائها في استنبول في صياغه بيان مشترك تطالب فيه بأطلاق سراح كافالا مما اثار غضب اردوغان ووجد فيها فرصه لخلق ازمة خارجيه تهدد السيادة التركية حسب زعمه والهروب من مشاكل تركيا الداخلية العديدة ومنها هبوط الليرة التركية وتدني المستوى المعيشي للأتراك واستياء الشعب من الحكم الاستبدادي والمتفرد وزوج تركيا في الصراعات الإقليمية والتي ادت الى خساره عدد من علاقاتها التجارية
باعتقادي ان الازمات التي اختلقها اردوغان لم يحقق اي شيء في النهاية فعلى سبيل المثال تخلى عن قضيه جمال خاشقجي وبدا يرغب في ترميم العلاقة مع السعودية وكذلك في قضيه فتح الله كولن ايضا لم يستطيع ان يجبر الولايات المتحدة الامريكية على تسليم المعارض التركي الداعية فتح الله كولن وعلى العكس استطاعت الولايات المتحدة الامريكية ان تضغط على تركيا بالافراج عن القس الامريكي اندرو برنسون المسجون في تركيا رغم ادانة القضاء التركي له حسب وصف الاتراك اما في قضيه عثمان كافالا فانا ارى ان الافراج عن عثمان كافالا قريبا رغم اراده الاتراك كما فعلوا مع القس الأمريكي.
وختاما هناك اعراف وتقاليد دبلوماسية في العلاقات الدولية متفق عليها فالتصعيد الاعلامي في مساله ما هذا لا يعني بان هناك قطع للعلاقات خاصه اذا كانت حليفه. ومن الان بدا اردوغان يهدد الغرب بان اتفاقية سايكس بيكو ستنتهي في عام 2023 وستكون تركيا دوله كبرى وستسترجع مساحات من الاراضي ومن ضمنها ولاية الموصل (نينوى-أربيل-دهوك) وكذلك سوف تحصل على التنقيب النفط في المتوسط كل هذه الاحلام والاطماع غير القانونية سوف تؤذي التجربة التركية وستعود بها الى الوراء لقد ولى زمن الاستعمار على الساسة الاتراك ان يعرفوا حجمهم الحقيقي وخاصه في مخاطبه الولايات المتحدة الامريكية التي تستطيع خلال اقل من ثلاث سنوات تحويل تركيا الى دوله فدرالية مكونه دوله كرديه في الجنوب ودوله تركية في الوسط و دوله علمانية في الشمال (القسطنطينية) المسيحية ممكن سترجع كنيسه اياصوفيا.
واليوم تعقد قمة بين اردوغان وبايدن في روما على عكس ما اتفق عليه ان اللقاء هو في بروكسل وفي هذه رسالة واضحة الى الاتراك بان الذي يحدد المكان هو الولايات المتحدة الامريكية وليس الاتراك ورغم هذا فان الولايات المتحدة الامريكية تهمها النتائج الرسمية وليست التصريحات العاطفية والنارية التي يقوم بها اردوغان لتعبئة الرأي العام التركي وقد صرح اردوغان بان اللقاء كان ايجابي واتفقا على ادارة الملفات العالقة وهذا يعني ان العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية قوية ومستقرة وليس كما يصرح اردوغان للاعلام بان هنالك مؤامرات تحاك من قبل امريكا وبعض الدول الاخرى ضد تركيا.
الان الوضع التركي يغلي كالبركان وفي اي لحظه يحدث الانفجار الداخلي علما بانه علاقات تركيا الخارجية متوترة وحتى في ما اذا استطاع حزب العدالة والتنمية الفوز في الانتخابات 2023 عن طريق المصالحة مع المنشقين من حزبه (عبد الله كول و احمد داود اوغلو وعلي باباجان) وتكوين كتله قويه فهذا يعني فان ازمات تركيا ستزداد اصفافا مضاعفه. ولكننا نحن العرب نريد لتركيا خيرا و الشعب العربي يحب الشعب التركي كثيرا ولن يسمح للسياسة ان تفسد العلاقات الودية التي ورثناها جيلا بعد جيل



#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العميقة الارغنيكون والمافيا التركية إنموذجاً
- المؤرخ وكيفية كتابة التاريخ
- تركيا ومخاوف محاولة التطبيع العربي الاسرائيلي
- المجتمع التركي: مشاهداتي في تركيا
- اليسار التركي: هل يعود لحكم تركيا مجدداً
- الاقليات العرقية التركية خارج تركيا (اتراك المسخيت (الاهيسكا ...
- التجربة التركية ومحاولات بناء دولة الحداثة
- الاتراك البيض والاتراك السود
- الموسيقى التركية وحفاظها على الاصالة الشرقية إبراهيم تاتليس ...
- الموسياد والتوسياد في صناعة السياسة التركية
- دور المؤسسات التعليمية الامريكية في تركيا (كلية روبرت الامري ...
- الروائي التركي اورهان باموك (1952- )
- الروائية التركية اليف شافاك (1971 - )
- الشاعر التركي محمد عاكف (1873م ...
- الشاعر التركي نجيب فاضل (1905م-19 ...
- الشاعر التركي توفيق فكرت
- الشاعر التركي ناظم حكمت (1902- 1963)
- أزمة الوجود التركي في شمال العراق وأثره في العلاقات العراقية ...
- المرأة التركية ودورها السياسي والثقافي في تركيا (دراسة تاريخ ...
- البريسترويكا التركية الى اين ؟


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - أردوغان ونظرية المؤامرة: أزمة كافالا انموذجا