أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد محمد طه السويداني - الشاعر التركي محمد عاكف (1873م- 1936م)















المزيد.....

الشاعر التركي محمد عاكف (1873م- 1936م)


حامد محمد طه السويداني

الحوار المتمدن-العدد: 6889 - 2021 / 5 / 5 - 00:20
المحور: الادب والفن
    


ولد الشاعر الإسلامي الكبير في استانبول عام 1873 م من أب ارناؤوطي (ألباني) مهاجر إلى استانبول وأم ابخازية مهاجرة أيضا ً ضمن أسرتها إلى تركيا وكان والده محمد طاهر أفندي عالما ً دينيا ًَ يعمل أستاذا ً في مدرسة جامع الفاتح في استانبول, درس عاكف الكتاّب والابتدائية والثانوية ثم القسم العالي في المدرسة في استانبول وتلقى في المنزل علوم اللغة العربية بفضل والده الذي قام بدور مهم في إتقان للغة العربية فضلاً عن دراسته اللغة الفرنسية والفارسية.
عاش محمد عاكف حياة قاسية ومعاناة كبيرة بسبب وفاة والده في عام 1888م مما جعله يترك الدراسة النظامية ويلتحق بالمدرسة البيطرية وفي عام 1894م تخرج محمد عاكف من المدرسة البيطرية بامتياز وتم تعينه في مديرية الشؤون البيطرية بوزارة الزراعة وفي نفس العام تزوج,وأمضى عاكف حوالي (4)سنوات متجولا ً بحكم عمله في كل أنحاء الأناضول وبلاد البلقان(وكانت تابعة للدولة العثمانية) والبلاد العربية ايضا ًلمعالجة الحيوانات من الأمراض المعدية, وفي عام 1935 أصيب الشاعر محمد عاكف بمرض في الرئتين وسافر إلى لبنان فسكن في قريته(سوق الغرب) بالقرب من عالية لكن حمى قديمه كان قد أصيب بها من قبل عاودته فسافر إلى أنطاكيا ومنها عاد إلى مصر لعدم تحسن حالته الصحية وأحس بقرب اجله ثم طلب الرجوع إلى استانبول وفي 27 ديسمبر 1936 توفي شاعر الإسلام محمد عاكف في تركيا ودفن في مقبرة باب أدرنه.

بدأ عاكف نظم الشعر في فترة التحاقه بالمدرسة البيطرية وظهرت له أول قصيدة منشورة له في عام 1895م وكانت بعنوان(خطاب إلى القران الكريم) في مجلة(مكتب) التي كانت تصدرها المدرسة , وكان ف بداية شبابه معجبا بالشاعر التركي(معلم ناجي) وكان ناجي من روّاد المحافظة على الأدب القديم ويقف ضد تيار الانحناء لتأثيرات الغرب الأدبية والشعرية ,كما ظهرت له في مجلة (ثروت فنون) سلسلة مقالات عن الأدب الفارسي في عام 1898م ثم أصيب بركود أدبي من عام 1898-1908 وعمل أستاذا ً للأدب في جامعة استانبول ورأس تحرير مجلة(صراط مستقيم ) ذو الاتجاه الإسلامي وفي مجلة (سبيل الرشاد)نشر محمد عاكف أشعاره ومقالاته الدينية والأدبية كما نشر فيها ترجماته ايضا ً, وفي عام 1911 م جمعت أشعاره في ديوان أطلق عليه (( صفحات)) وقد غلبت على هذا الديوان الصفة الاجتماعية والنقد الاجتماعي إلاّ أن عاكف منذ هذا التاريخ التزام بمبادئ الوحدة الإسلامية. وتأثر بأفكار الشيخ الإسلامي محمد عاكف إلى اللغة التركية كانت من تأليف الشيخ محمد عبده بالذات,ولم يوضح عاكف التزامه بالجامعة الإسلامية في أشعاره فقط وإنما بالوعظ والخطابة في جوامع استانبول الكبيرة, وبمقالاته,ثم ظهر الجزء الثاني من ديوانه(صفحات) عام 1912 وهو منظومة طويلة بعنوان(من على كرسي الوعظ في جامع السليمانية) وكانت هذه أول مانظم عاكف في سبيل توضيح مبدأ الجامعة الإسلامية والتزامه بها ودفاعه عنها, وأثناء الحرب العالمية الأولى(1914-1918) والتي صاحبها ظهور حدة فكرة القومية التركية انبرى عاكف لها وظهر الجزء الثالث له من ديوان (صفحات) وكانت بعنوان (( أصوات الحق)) الذي امتاز بشرحه للآيات القرآنية شعرا ً وحث المسلمين على النهضة والاتحاد وفي نفس العام 1914 ظهر له الجزء الرابع من ديوان (صفحات) وكان هذا الجزء يحمل عنوان (من على كرسي الوعظ في جامع الفاتح) وفي هذا الديوان شخص أمراض العالم الإسلامي متمثلة بالكسل والفهم القاصر الإسلام وعدم الأخذ بالمدينة الغربية(بمعنى العلوم والتكنولوجيا) فضلا ً عن الجهل والفرقة.
سافر محمد عاكف في عام 1912 إلى مصر والحجاز رأى فيها الشرق عن قرب استمرت سفرته سنة كاملة حتى عام 1913 وقام برحلة أخرى إلى الغرب إلى برلين وكان سبب هذه الرحلة هو أن إمبراطور ألمانيا وجه الدعوة إلى شاعر الإسلام محمد عاكف عن طريق المخابرات العثمانية لزيارة برلين ومشاهدة معسكرات اللاجئين المسلمين بها وحسن معاملة الألمان,وبعد عودته من برلين أرسلته المخابرات العثمانية إلى نجد والحجاز لحل بعض المشكلات السياسية وأثناء رحلته صدر قرار بتعينه امنيا ً عاما ً لدار الحكمة الإسلامية وجمع قصائده مع خواطره في برلين في ديوان شعري اسماه (خواطر)
اما عند سيرته في حرب الاستقلال التركية 1919-1923 فكان عاكف يجاهد بالفكرة وبالقلم وبالخطابة فعندما سقطت مدينة أزمير التركية في أيدي اليونانيين في 15 مايو 1919 كتب عاكف في مجله( سبيل الرشاد) وتحديدا ً في العدد 437 لعام 1919 قائلا ً(إن الأتراك المسلمين الذين لم يعرفوا الضيم ولم يفقدوا استقلالهم منذ القرون الطوال لايستطيع اليونانيين إجبارهم على حياة المذلة ). وكان أول مظاهر حرب الاستقلال التركية والتي انتهت بطرد الحلفاء من تركيا فقد أسرع عاكف إلى مدينة بالكسيلا لبحث الشعب على مواصلة النضال,وفي عام 1920 استقال من أمانه دار الحكمة الإسلامية لانشغاله بالمعركة وعندما أعلن الحلفاء في 20 مارس 1920 احتلالهم رسميا ً لاستانبول ترك عاكف استانبول واتجه إلى الأناضول ليلتحق بالحركة الشعبية الوطنية المقاومة للاحتلال الأوربي وصل عاكف إلى أنقرة وفي عام 23مايو 1920 اصدر أتاتورك قرارا ًبإنشاء ( المجلس الوطني التركي الكبير) اشترك عاكف في هذا المجال وقد وجد محمد عاكف اهتماما ً شعبيا ً بوعظه وإرشاده, وأما أعلنت وزارة المعارف التركية عن مسابقة التأليف(نشيد الاستقلال)دعي إليها كل الشعراء الأتراك واشترك فيها 724 شاعرا ً وقد فشل هؤلاء الشعراء أمام النشيد الذي قدمه محمد عاكف فهو أقوى نشيد في تركيا وصادق على (نشيد الاستقلال) المجلس الوطني التركي الكبير في 25 مارس 1921 وعندما ظهرت نتيجة حرب الاستقلال التركية وطرد الحلفاء من البلاد اخذ عاكف في الأمل الكبير بان هذا الانتصار سيعيد وحدة الأمة الإسلامية مرة أخرى وتتحقق وحدة الجامعة الإسلامية, إلا أن أمله ذهب هباء ً وصدم لأنه عمل مع الحركة الوطنية الاستقلالية ومصطفى كمال لان أتاتورك أثناء حرب الاستقلال كان يتقرب كثيراً من علماء الدينّ ويزودهم ويستمع إليهم ويفيد منهم فما أن تم الانتصار لأتاتورك ورفاقه حتى اخذوا من الغرب قدوة لهم فأعلنوا رسميا ً علمانية الدولة وإلغاء السلطة هو الخلافة وإبطال وزارة الشريعة والأوقاف وإغلاق المدارس الدينية وغير الحروف العربية وإبدالها إلى حروف لاتينية وأعلنوا أن الإسلام تخلف وان الغرب تقدم

* نماذج من أشعاره*
(1) نشيد الاستقلال
لاتخف
فلن ينطفئ
لاتقطب جبينك هكذا أنوار هذا العلم
هذا العلم الأحمر السابح في الشفق
حتى يخمد أخر موقد في بلادي
نجم شعبي-هذا هو العلم
انه ملكي أنا. انه لي ولامني
ياايها الهلال
فأرواحنا.... فداء لك
دع هذه الوجوم وابتسم
ابتسم لشعبي البطل
حتى تحل لك دماؤنا
دماؤنا هذي مبذولة في سبيلك
أما الاستقلال فانه حق لشعبي
شعبي هذا المؤمن الذي يعبد الله

عشت حرا ً منذ الأزل.. وساحيا حرا ً للأبد
أي مجنون هذا الذي يتصور
انه يكبلني بالقيود
فانا السيل النهادر أحطم قيودي لانطلق
(2) ويحذر عاكف من الغرب الأوربي في هذه الأبيات

تسلط كابوس الغرب الدامي وغشي البصر
وعطل فكر الإسلام وعطل ساعده منذ قرون
ابصقوا في وجه هؤلاء الأوربيين عديمي الحياء
انطقوا على كلماتهم الخائنة
ابصقوا على ضمير العصر المقنع(( ابصقوا))

(3) يؤكد على يقظة المسلمين في هذه الأبيات

كفى يامعشر المسلمين
بالله الاّ صحوتم من نومكم
يامعشر المسلمين هبّوا من نومكم
فسوف تغرب هذه الشمس
استيقظوا فاني أخاف أن يحل ليل الندم
بعد ذلك .. م سيوقظكم ؟
أصوت اسرافيل؟
4) يحث على الوحدة بين الأمة الإسلامية في الأبيات التالية
لن يحيا التركي بدون العربي
وكل من يقول بعكس هذا فهو إبله
فالتركي بالنسبة للعربي
عينه اليمنى وساعده الأيمن
لندفن الفرقة في قبر النسيان



#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر التركي نجيب فاضل (1905م-19 ...
- الشاعر التركي توفيق فكرت
- الشاعر التركي ناظم حكمت (1902- 1963)
- أزمة الوجود التركي في شمال العراق وأثره في العلاقات العراقية ...
- المرأة التركية ودورها السياسي والثقافي في تركيا (دراسة تاريخ ...
- البريسترويكا التركية الى اين ؟
- الخطاب السياسي التركي بعد تولي جوبايدن الرئاسة الامريكية
- أزمة كورونا وأثرها على الاقتصاد التركي
- هل تغادر تركيا نظام الحزب الواحد وتعود الى ظاهرة تشكيل الحكو ...


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد محمد طه السويداني - الشاعر التركي محمد عاكف (1873م- 1936م)