أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - البريسترويكا التركية الى اين ؟














المزيد.....

البريسترويكا التركية الى اين ؟


حامد محمد طه السويداني

الحوار المتمدن-العدد: 6870 - 2021 / 4 / 15 - 19:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلية التربية للعلوم الانسانية
جامعة الموصل

بعد الانتهاء من الحرب العالمية الثانية عام 1945 وظهور الولايات المتحدة الامريكية كقوة عالمية منافسة للاتحاد السوفيتي (السابق) وانحسار القوى الاوربية القديمة مثل المانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وتشكل المشهد السياسي في العالم الى معسكرين متنافسين الاول المعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والعالم الغربي والثاني المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية وانقسم العالم ايضا الى قسمين قسم يدور في فلك المعسكر الرسمالي والاخر في فلك المعسكر الاشتراكي، واصبح العالم يعيش حالة من التوازن حيث ظهر ما يسمى مفهوم (الحرب الباردة) بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية واقتسام مناطق النفوذ وادى ذلك الى قيام سباق التسلح وحرب النجوم وغزو الفضاء واستمر هذا التنافس حتى العام 1990 اذ ظهر مفهوم الحرب الباردة 1945 -1990، وانتهت هذه الحرب بتفكك الاتحاد السوفيتي عندما اعلن الرئيس السوفيتي (ميخائيل كورباتشوف) الاعلان عن ما يسمى البريسترويكا (اعادة البناء) عام 1991 وظهرت الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفيتي ومن الجدير بالذكر ان من اسباب سقوط الاتحاد السوفيتي باعتقادي هو الابتعاد والخروج عن النظم الاشتراكية وسوء تطبيقها فالانهيار ليس سببه خلل في المنظومة الفكرية الاشتراكية وانما بفعل سوء التطبيق فضلا عن تراجع الاقتصاد السوفيتي بسبب المبالغة في حرب النجوم والصرف على الانتخابات في عالم الفضاء في وقت بدأت الشعوب السوفيتية تعاني من الفقر وتراجع الاهتمامات المجتمعية يضاف الى ذلك عامل اخر وهو ان الاتحاد السوفيتي يضم اعراق وقوميات ومذاهب مختلفة فظهور النزاعات القومية والرغبة في الانفصال فضلا عن التدخلات الخارجية للاتحاد السوفيتي في دول العالم لثالث.
ان اهمية هذه المقدمة تهدف الى تسليط الضوء على الاوضاع الداخلية والخارجية لتركيا وكيف انها اصبحت تعيش حالة مماثلة للأوضاع الاتحاد السوفيتي، فتركيا منذ تأسيسها عام 1923 وحتى نهاية حكم بولنداجويد عام 2001 كانت دولة تسير وفق السياقات الديمقراطية وكانت تمتلك خطط واستراتيجيات للنهوض بواقعها وتطوير الدولة التركية وكانت من المشاكل الاجتماعية والصراعات اليسارية واليمينية وتدخل الجيش في السياسة (الانقلابات العسكرية 1960، 1971، 1980، 1997) ولكن بقي النظام التركي محافظ على المنظومة الديمقراطية.
وبعد وصول حزب العدالة والتنمية الى الحكم في تركيا عام 2002 والذي حقق انجازات اقتصادية وسياسية ومجتمعية ايضا في السنوات 2002-2008 ولكن وبسبب الخلفية الايدلوجية ارجب طيب اردوغان بدأت تركيا تسير في طريق قد تؤدي بالنهاية الى التفرد بالسلطة وفعلا حدث هذا الامر عندما قام اردوغان بإجراء سلسلة من التعديلات الدستورية التي تصب في مصالح النظام الشمولي اكثر منه من النظام الديمقراطي ومن المظاهر التي ادت بتركيا الى هذه الحالة والتي ستنذر بالخطر بالمستقبل فيمكن اجمالها بعدة امور منها قيام اردوغان بتحويل النظام التركي الى برلماني الى رئاسي واصبح اردوغان رئيسا للجمهورية التركية وظهر عنده ما يسمى بـ(فائض القوة) وفعلا تفرد بالسلطة وادى ذلك الى انشقاق رفاقه بالحزب واسسوا احزاب معارضة الى سياساته كذلك قام اردوغان وخاصة بعد احداث الربيع العربي عام 2011 بالتدخل في الشؤون الداخلية العربية سوريا وليبيا واليمن وتونس و....الخ. وتأجيج النزعة القومية والطائفية فقد مارس العديد من الضغوطات على الاكراد في تركيا ومحاولة اقصائهم من المشهد السياسي وهناك نقطة مهمة هو ادارته للاقتصاد التركي بطريقة ادت الى تراجع الليرة التركية بشكل مخيف فبعدما كانت (100-$-) تساوي (189) ليرة تركية عام 2007 اصبحت تساوي (820) ليرة تركية مما ينذر بانهيار اقتصادي كبير اذا لم يتم استدراك الامر خاصة وان السعوديين والروس والقطريين بدأوا بشراء املاك وعقارات في تركيا حتى ان الشعب التركي بدأ يتحدث عن ضياع البلد.
وجاءت ازمة كورونا لتفتك بالاقتصاد التركي حيث تراجعت الاستثمارات وتوقفت المصانع وتراجعت التجارة الخارجية وتوقف السياحة التي كانت تدر في العام الواحد (30) مليار دولار امريكي فقط من السياحة.
اما الامر المثير للجدل وهو ان عندما كان الاتحاد السوفيتي يفخر بوصوله الى القمر واطلاق المركبات الفضائية كانت الاوضاع الداخلية تغلي من الداخل الى ان انفجرت في العام 1991 وتفكك الاتحاد السوفيتي ولعل الاوضاع الداخلية في تركيا تشبه الى حد كبير اوضاع الاتحاد السوفيتي السابق ومع تراجع الاقتصاد التركي وانهيار النموذج التركي الذي كان قدوة في نفوس الشعب العربي والرغبة في تقليده بدأت هذه التجربة بالانهيار وراح اردوغان يتكلم بان تركيا سوف تذهب الى القمر عام 2023 وكذلك سيتم التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط واليوم ايضا يتكلم عن صناعة طائرة تركية وان تركيا سوف تصبح قوى عظمى عام 2023م .
وباعتقادي لا يوجد أي دليل على ذلك فكل الظروف التي عاشها الاتحاد السوفيتي تعيشها اليوم تركيا فضلا عن تراجعه علاقاتها مع دول الاتحاد الاوربي الذي يرفض باستمرار رغبة تركيا بالانضمام اليه، وحاليا تقوم ادارة الرئيس جوبايدن بإصدار قرار بتجريم تركيا في مسألة (الابادة الارمنية) 1915 والمطالبة بالتعويضات، فالأقليات في تركيا تحاول المطالبة بحقوقها السياسية والثقافية.
نحن في العالم العربي لا نرغب ان تصاب تركيا الشقيقة بأذى ولم نتدخل يوما في شؤون تركيا الداخلية رغم انه يوجد اقلية عربية في تركيا تقدر بحوالي (6) ملايين نسمة.
باعتقادي ان تركيا لابد ان تواصل مسيرة الاصلاحات بطريقة جدية وحقيقية وحل المشكلة الكردية بطرق سليمة والكف عن التدخلات في الشؤون العربية.



#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب السياسي التركي بعد تولي جوبايدن الرئاسة الامريكية
- أزمة كورونا وأثرها على الاقتصاد التركي
- هل تغادر تركيا نظام الحزب الواحد وتعود الى ظاهرة تشكيل الحكو ...


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - البريسترويكا التركية الى اين ؟