أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - الموسياد والتوسياد في صناعة السياسة التركية















المزيد.....

الموسياد والتوسياد في صناعة السياسة التركية


حامد محمد طه السويداني

الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 26 - 19:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن الإشارة الى مسألة مهمة الا وهي ان سياسات الدول لم تكن مقتصرة على النظام السياسي الحاكم (رئيس الجمهورية-رئيس الوزراء-وزراء الدولة) ولكن هناك ثمة جهات أخرى لها دور في توجيه سياسة الدولة باتجاه معين حسب مصالح تلك الدولة متمثلة في المؤسسات الاقتصادية والإعلامية والنخب الدينية والاجتماعية وهذه المؤسسات لها دور كبير واثر واضح في توجيه سياسة الدولة والمساهمة في صناعة القرار السياسي وفي هذه المقالة سوف نسلط الضوء على الدولة التركية وكيف تتعاون الحكومة التركية مع تلك المؤسسات والجمعيات وفق منطق برغماتي يحقق المصلحة والمنفعة للطرفين.
الموسياد MUSIAD وتعني جمعية رجال الاعمال والصناعيين المستقلين الاتراك وهي جمعية تركية مهمتها الأساسية تقديم معلومات للحكومة التركية حول الدول وخاصة الدول العربية المناسبة لمد نفوذ الاتراك اليها وتقدم الموسياد المعلومات الاقتصادية حول الفرص الاستثمارية المحتملة في الدول العربية بغرض استقلال هذه البيانات في قضايا سياسية وهكذا ورغم ان الجمعية تتخفى تحت واجهة الاقتصاد الا انها احد استتراتيجيات الاتراك في تعزيز نفوذهم داخل الدول العربية واحد عناصر قوتهم الناعمة.
تاسست جمعية MUSIAD عام 1990 تحت اسم (جمعية رجال الاعمال والصناعيين المستقلين الاتراك) لكن بداياتها تعود مع الصعود القوي للاب الروحي الإسلامي نجم الدين اربكان الذي تبنى برنامجا تنمويا طموحا لتصنيع تركيا وتحويلها الى قاعدة صناعية وهي تهدف الى تشجيع رجال الاعمال الاتراك على توسيع نفوذهم خارج تركيا لكن ما تخفيه الجمعية هو قيامها بارسال التقارير الدورية للحكومة التركية من اجل ارشادها عن طريق الاقتصاد وتحت غطاء رفع المستوى المعاشي وتحسين أداء تلك الدول.
حظيت MUSIAD بمكانة مهمة داخل تركيا وحققت نموا سريعا في الاقتصاد التركي ووصل عدد أعضاءها الى (10000) رجل اعمال تركي وينطوي تحتها حوالي (60000) شركة ومصنع ويعمل فيها حوالي 1,8 مليون عامل وللجمعية (76) مكتبا تمثيليا في انحاء تركيا في (95) دولة حول العالم عبر (225) مكتب تواصل وهذه فقط بعض الأرقام الأساسية حول نشاط جمعية (MUSIAD) وهو احد اذرع تركيا الاقتصادية داخليا وخارجيا والاهم انها تمثل احد جسور تركيا للتواصل الاقتصادي مع العالم باسره.
ونظرا للوضع الاقتصادي الذي كان منهارا قبل تولي حزب العدالة والتنمية السلطة في تركيا وكانت تركيا مدينة لصندوق النقد الدولي ولهذا كان من اهم أولويات الجمعية وأهدافها هو اثراء السوق التركية وزيادة الإنتاج والدخل القومي والتخلص من صندوق النقد الدولي وتحرير البلاد من التبعية للقوى العالمية وهيمنتها على البلاد من خلال مواقفها الاقتصادية والاهم هو إيجاد شراكة بين رجال الاعمال مع العديد من الدول الإسلامية وتتلقى الجمعية دعما قويا من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية ومن الجدير بالذكر ان جمعية MUSIAD هي متخالفة مع النخب السياسية الإسلامية والأحزاب الإسلامية. وقبل وصول حزب العدالة والتنمية الى الحكم بدات التجربة عام 1990 برعاية نجد الدين اربكان لكنها ظلت تحتفظ بمسافة بين الاقتصاد والسياسة مما جنبها الكثير من تقلبات السياسة التركية التي اقصت الأحزاب الإسلامية (حزب الرفاه ثم الفضيلة) كما ظلت تقوم على أساس اقتصادي صريح وواضح يتمثل في إيجاد كيان يجمع رجال الاعمال والصناعيين المستقلين الاتراك من أبناء الاناضول ينسق بينهم ويحمي مصالحهم ويزيد من قدراتهم التنافسية امام تكتلات اقتصادية لها علاقات مباشرة مع المنظومة الراسمالية العالمية واذا ما قارنا إحصاءات عام 2009 مع إحصاءات اليوم يظهر لنا الرغبة التركية المتسارعة في مد النفوذ والتوسع عبر هذه المؤسسة ودورها النامي في محاولات التاثير على صناعة القرار السياسي في تركيا. وتساهم موسياد بقرابة 18% من الناتج المحلي الإجمالي التركي حيث قدمت 147.6 مليار دولار من الناتج القومي الإجمالي لتركيا عام 2013 التي بلغت قيمتها الاجمالية 820.2 مليار دولار ويتمتع كبار الشخصيات في MUSIAD بعلاقات قوية مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وتمد الجمعية ايديها الى الدول العربية عبر البعثات التجارية والمعارض الاقتصادية عبر منتديات الاعمال الدولية، وتمارس موسياد نشاطا مميزا لا يتوقف رغم الصعوبات التي تواجهها تركيا ومنها انتشار فيروس كورونا فقد قامت MUSIAD في تنظيم فعاليات معرض موسياد اكسبو 2020) بنسخته 18 في مركز توياب TuyAP للمعارض والمؤتمرات في مدينة استانبول وذلك على مساحة (70) الف متر مربع ومشاركة (40) الف شركة محلية واجنبية من (24) قطاعا مختلفا وبحضور (100) الف زائر بالإضافة الى ملايين الزوار كما شارك في المعرض كبار المسؤولين الاتراك وعلى راسهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
وتعمل موسياد بشكل فاعل في الدول العربية وتحاول التواصل مع رجال الاعمال العرب تحت حجج تطوير الاقتصاد وتقوية العلاقات الاستثمارية المتبادلة وفي الواقع تحاول تركيا عبر هذه الجمعية وغيرها من الجمعيات مثل جمعية المصررين الاتراك والاتحاد التركي للغرف التجارية ومجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية وكذلك مؤسسة تيكا ان تنقل قوتها السياسية الى دول الجوار وتثبت اقدامها فيها.
وعلى اثر وصول تقارير وبيانات تسلط الضوء على زيادة في النشاط الاقتصادي التركي في دولة الصومال وفي محاولة لتتريك البلاد ومحاولة الاتراك العودة الى الدول العربية (العثمانية الجديدة) من خلال الأنشطة الاقتصادية والاعمال الخيرية والبعثات الدراسية .... الخ.
وقد تحدث مدير مركز (هرجيسا) للدراسات والبحوث (محمود محمد حسين) لـ (لكيوموست) ان تركيا تحاول ان تستحوذ على الدول العربية عبر المال المغلف بالنشاطات الخيرية عبر ايهامها بانها تريد ان ترتقي بالسكان وأوضح (محمود محمد حسن) ان تركيا تركز على مشاريع البنية التحتية في الدول الفقيرة من اجل كسب تاييد السكان واستقلال مواردهم فيما تكون هي المستفيدة الأكبر من هذه العملية.
وقد وصلت الصادرات التركية في عام 2005 الى الدول العربية حوالي 3 مليار دولار و 187 مليون دولار وحاليا تبلغ الصادرات التركية فقط لدولة قطر عبر جميعة موسياد حوالي 3 مليار دولار ومن المتوقع ان تصل الى 5 مليار دولار.
اما في دول الخليج العربي فقد تراجعت الصادرات التركية مع بدء الادراك لمخاطر الاطماع التركية في المنطقة ومحاولات التمدد الإقليمي ومن ثم التاثير على القرار السياسي العربي فمثلا في العام 2004 بلغت قيمة الصادرات التركية الى السعودية عبر MUSIAD حوالي (760) مليون دولار فيما بلغت في العام 2014 حوالي (3) مليون دولار فقط ويؤمن رجال الاعمال في الموسياد بتركيا ذات احترام في العالم وفاعلية في محيطها الإقليمي وتعد موسياد مؤسسة.
مجتمع مدني تدعم أرضية الفكر المنخفض في الاعمال الاقتصادية والتي أصبحت مركزا نموذجيا للاستشارة والتوجيه كما أسست موسياد (مجلس شباب موسياد) و(مركز ريادة اعمال الموسياد) بهدف دعم وتطوير الشباب في مجال الاعمال الاقتصادية وحتى يكون لهم الدور المستقبلي في الحفاظ على هذه الجمعية واستمرارها ويؤكد رئيس جمعية موسياد (عبدالرحمن قاب) بان تركيا ستكون مركز جذب بعد القضاء على وباء كورونا وأوضح في تصريح صحفي ان البنى التحتية لجميع القطاعات في تركيا مستعدة بشكل كامل لمعاودة الإنتاج مشيرا الى النجاح الكبير الذي حققته الحكومة التركية في مكافحة فيروس كورونا وأشاد بتدابير الحكومة التركية لاستمرار الحياة التجارية والاقتصادية.
وكشفت بعض التقارير بان هذه الجمعية هي اذرع اردوغان الخارجية للتجسس على الدول واختراق المجتمعات.
والموسياد تمثل تجربة استثنائية في الفكرة والتنفيذ من اجل الحركة الاستثمارية والتجارية وقد وجدت توسياد الدعم الحكومي المتوالي لاسيما بعد العام 1974 حيث تعرضت تركيا الى حصار اقتصادي وعسكري غربي خانق نتيجة دخول تركيا واحتلالها لجزيرة قبرص لقد كان الهدف الأساسي من تأسيس. (توسياد) هو تطوير الإنتاجية والقيمة المضافة وراس المال البشري للاقتصاد التركي، ويقع المقر الرئيسي لجمعية توسياد في استانبول.
ويبلغ عدد أعضاء جمعية توسياد (545) شخص هم من اكثر اليهود ثراء في تركيا ويمتلكون (1300) شركة يعمل فيها نحو (500,000) شخص وحجم نشاطها وتعاملها يصل الى (70) مليار دولار وتتحكم في 47% من القيمة الاقتصادية التي تنتجها تركيا ولا تزال هذه الجمعية (TUSIAD) اكبر قوة اقتصادية مؤثرة ولها تاثير على القرار السياسي والتوجه الاقتصادي لتركيا.
وأخيرا يمكن القول بان جمعية موسياد وتوسياد لها ثقل واضح في توجيه وصناعة القرار السياسي في تركيا وخاصة في المجالات الاقتصادية ولعل العلاقات التركية الإسرائيلية كانت يدعم هذه الجمعية (توسياد) التي يملكها الأثرياء اليهود ولهذا نرى كبرى المشاريع الاراونية والزراعية ومشاريع جنوب شرق الاناضول كانت بخبرة وراس مال إسرائيلي وهذه الجمعية تسحب تركيا باتجاه الدول الاوربية وإسرائيل اما جمعية موسياد فهي متحالفة مع النخب الإسلامية وتدفع تركيا باتجاه التعاون مع الدول العربية والإسلامية خاصة الغنية منها مثل السعودية وقطر والكويت والعراق وليبيا ... الخ
استفادة من هذه الجمعيات من اجل تعزيز علاقات تركيا السياسية من خلال المشاريع الاقتصادية والتجارية.



#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المؤسسات التعليمية الامريكية في تركيا (كلية روبرت الامري ...
- الروائي التركي اورهان باموك (1952- )
- الروائية التركية اليف شافاك (1971 - )
- الشاعر التركي محمد عاكف (1873م ...
- الشاعر التركي نجيب فاضل (1905م-19 ...
- الشاعر التركي توفيق فكرت
- الشاعر التركي ناظم حكمت (1902- 1963)
- أزمة الوجود التركي في شمال العراق وأثره في العلاقات العراقية ...
- المرأة التركية ودورها السياسي والثقافي في تركيا (دراسة تاريخ ...
- البريسترويكا التركية الى اين ؟
- الخطاب السياسي التركي بعد تولي جوبايدن الرئاسة الامريكية
- أزمة كورونا وأثرها على الاقتصاد التركي
- هل تغادر تركيا نظام الحزب الواحد وتعود الى ظاهرة تشكيل الحكو ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - الموسياد والتوسياد في صناعة السياسة التركية