أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد محمد طه السويداني - دور المؤسسات التعليمية الامريكية في تركيا (كلية روبرت الامريكية) انموذجا















المزيد.....

دور المؤسسات التعليمية الامريكية في تركيا (كلية روبرت الامريكية) انموذجا


حامد محمد طه السويداني

الحوار المتمدن-العدد: 6904 - 2021 / 5 / 20 - 16:53
المحور: الادب والفن
    


كثيرة هي المواضيع في تاريخ تركيا الحديث والمعاصر لم تأخذ نصيبها الكافي من الدراسة والتحقق واستنباط المفاهيم الصحيحة لما حدث للاتراك عبر تاريخهم الحديث والمعاصر وقد بدأت اسلط الضوء على هذه المواضيع لتحفز طلبة الدراسات العليا لدراسة هذه المواضيع على شكل اطاريح علمية موسعة ومن هذه المواضيع هي (دور المؤسسات التعليمية الامريكية في تركيا (كلية روبرت الامريكية) انموذجا فعلى مدى زمن طويل تم اقناع الاتراك بان العرب كانوا السبب في سقوط الدولة العثمانية وقد قالها لاحقا مصطفى كمال اتاتورك الذي قام بتحديث تركيا وابعادها عن الشرق العربي وهذا الادعاء ليس صحيحا وانما هو محاولة للتفريق بين العرب والأتراك وضرب جذور العلاقة التي تربط الشعبين الشقيقين العربي والتركي.
فمنذ اكتشاف العثمانيين للتقدم الأوربي وتأثرهم بالحداثة الاوربية التي دفعتهم الى القيام بحركة الإصلاحات في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية والثقافية واستقدام الخبراء الأجانب داخل الدولة العثمانية للقيام بهذه المهمة فقد أصبحت الدولة العثمانية منذ ذلك الوقت هدفا للغزو الثقافي من قبل الدول الغربية وقد أدى هذا التوجه الأوربي الى الاهتمام بالأقليات الأجنبية في الدولة ورعاية شؤونهم الدينية والثقافية الى زيادة انتشار الراهبات الكاثوليك والراهبات داخل المجتمع التركي وانتشرت المدارس الأجنبية في تركيا، وفي الخمسينات والستينات من القرن التاسع عشر قامت بعض الشخصيات اليهودية الثرية في اوربا أمثال عائلة (روتشيلد) والبارون (هيرش) بتقديم الإعانات المادية من اجل تطوير نظام التعلم لأفراد طائفتهم في الدولة العثمانية ونتيجة لذلك طرأت تغيرات على المناهج الدراسية وفتحت فضول مسائية في المدارس لتريس اللغات الأجنبية وعلوم الحساب والطبيعة والجغرافية. الى جانب التعليم الديني وقد احدث دخول المدارس الأجنبية في تركيا تأثيرات كبيرة وفعالة حيث توجه الطلاب الاتراك الى تقليد الغرب والاخذ بجميع الوسائل الغربية وتطبيقها في حياتهم وكان ذلك في أواخر القرن التاسع عشر.
والذي يهمنا في هذا المقال هو التركيز على دور المؤسسات التعليمية الامريكية في تركيا (كلية روبرت الامريكية) انموذجا، فقد كان للمؤسسات التعليمية الامريكية دورها الفاعل في تركيا وامتدادها بعد ان بدأت في عهد التنظيمات.
في الدولة العثمانية حتى وقتنا الحالي وكان الهدف من انشاء هذه المدارس الامريكية في تركيا هو حصول الرعايا الأجانب على النفوذ الاقتصادي والاجتماعي داخل تركيا وكذلك ايقاظ الحركة الانفصالية بين شعوب اعراق الدولة العثمانية تمهيدا لتفكيكها، ولم يهتم السلاطين العثمانيين بالدور الذي يمكن ان تقوم به هذه المؤسسات ولم يقوموا بالرقابة على مقررات المدارس ومناهجها طبقا لنظام الامتيازات الذي كانت محنه الدولة العثمانية للرعايا الأجانب فيما عدا السلطان عبدالحميد الثاني (1876-1909) الذي قام بمراقبة هذه المدارس وتنبه الى دورها الخطير والمؤثر في تركيا فقد قام بأغلاق (400) مدرسة أمريكية في عهده وكانت هذه المدارس تقوم بدور يؤدي بالنهاية الى الاضرار بالمجتمع والدولة. علما بان الطلاب الاتراك المتخرجون من هذه المدارس الامريكية اصبحوا يعدون أعداء للدولة وكانوا يحبون الدول الأجنبية وينفرون من كل ما هو عثماني واسلامي وكانوا يرغبون في استيلاء هؤلاء الأجانب على الدولة العثمانية والقضاء عليها خاصة اثناء الحرب العالمية الأولى (1914-1918).
ان النقلة النوعية التي احدثتها حركة التنظيمات العثمانية في أهميتها التي فتحت الطريق الى إقامة نظام تعليمي يعادل ومغاير لنظام المدرسة العثمانية القديم والتي جاءت بنظام تعليمي عام حيث أصبح المدرسون موظفون تعليم اولي مخصص من حيث المبدأ للأطفال اعتبارا من السادسة من العمل ومدارس ثانوية اعلى ثم كليات وهو نظام الغرب التعليمي.
ويمكن الإشارة الى كلية روبرت الامريكية واختراق التعليم العثماني اذ دخلت الولايات المتحدة الامريكية مجال التنافس امام البعثات الاوربية لخدمة الثقافة الغربية وخاصة المؤسسات السياسية الامريكية وأيضا الأهداف التبشيرية فانشات كلية روبرت الامريكية عام 1863 وهي كلية مسيحية غير مستترة لا في تعليمها ولا في الجو الذي تهيئه لطلابها ويقول (دانيال بلس) ان كلية روبرت وكلية بيروت (الجامعة الامريكية في بيروت) حاليا ليستا اختين فقط بل توئمين ان هذه الكلية قد انشاها مبشر ولا تزال الى اليوم لا يتولى رئاستها الا مبشر.
ان كلية روبرت 1863 كان ينفق عليها هرستيفر بن لندر روبرت وهو تاجر ينتمي الى عائلة روتشيلد الامريكية الثرية وقد انفق عليها حتى مات عام 1878 وأوصى بخمس ثروته لها ثم استمرت بتمويل وتدعيم افراد ومؤسسات ودول مختلفة ولكي تضمن هذه الكلية تدعيم الولايات المتحدة الامريكية أسست في نيويورك عام 1864 مجلس إدارة وهدفت الى ضم تخصصات علمية وكانت هذه الكلية رائدة في مجال إقامة المؤتمرات الخاصة بــ(اتحاد الطلاب المسيحي العالمي) وكان يبحث في أوضاع التعليم المسيحي في العالم العربي وكيفية تطوير الجامعات الإسلامية لتتماشى مع متطلبات العصر الاوربية وكانت الهيئة المشرفة على الكلية تتكون من القنصل الأمريكي والقنصل البريطاني في استانبول وكبار رجال الأقليات المسيحية وكان اول مدير لهذه الكلية هو (.ج.هاملين) وهو راهب ومبشر تفرغ لإدارتها .
وكان تأثير المدارس والثقافة الامريكية قد بدأ بالانتشار سريعا وتخرج من الكلية عام 1891 سبع فتيات وفي هذه الكلية تخرجت صاحبة اشهر اسم نسائي في تاريخ تركيا وهي (الروائية خالدة اديب) (1844-1964) التي تخرجت من كلية البنات في حي اوسكدار في استانبول وان من أوائل المعلمين الاتراك في هذه الكلية هو الشاعر التركي توفيق فكرت (1870-1915) هذه الشخصية اثرت في الثقافة التركية وتوجيهها نحو التغريب والتحديث وقد قام احمد احسان عام 1891 بإنشاء مجلة (ثروت فنون) بهدف نشر الثقافة الاوربية والجدير بالذكر ان كل المشاهير والمثقفين والسياسيين والادباء من خريجي هذه الكلية.
وقد تم اختيار موقع (كلية روبرت) في جزء من سور القلعة (الروميلي) التي بناها السلطان محمد الفاتح لفتح استانبول وقد رفضت السلطات العثمانية هذا الموقع الا ان إدارة الكلية استمرت في اقناع المسؤولين في الحكومة العثمانية الى ان تمت الموافقة على انشاءها في هذا الموقع وقد بلغت تكلفة بناء كلية روبرت (خمس وثلاثين الف دولار) وبلغت تكلفة كلية الهندسة مليون ونصف دولار في العام 1910.
وفي العام 1912 تغير اسم كلية روبرت الى (اكاديمية روبرت) وفي عام 1971 تم تأسيس مدرسة عليا تابعة للكلية وتم تأميم الكلية من قبل الحكومة التركية عام 1971 واستمر عملها في جامعة البسفور (بوغازجي) وقد كان تأثير الثقافة الامريكية في تركيا مثيرا للدهشة حيث اخترق العادات والتقاليد التي كانت متبعة منذ الف عام ، وكان من اهداف كلية روبرت العمل على استقلال رعايا الدولة كما برز دورهم الكبير في حث الطلاب البلغاريين وتحريضهم على الثورة ضد الدولة العثمانية والانفصال عنها ويذكر ان –أوائل الخريجين من كلية روبرت عام 1869 ستة بلغار واثنين من الأرمن وواحد الماني كما كان خريجو الكلية عام 1871 كلهم من البلغار وتعلم فيها كل أطفال البلغار مجانا وكان عدد الذين يدرسون من الطلبة البلغار بالمجان (83) طالبا. وفي هذا يقول مدير كلية روبرت الامريكية عام 1878 (كان اكثر المخرجون في السنوات العشرين الماضية هم من البلغار وكانوا يتخيلون الخلاص من ظلم الاتراك.
وكان لهذه الكلية دور كبير في تاليب وتحريض الأرمن ضد الدولة العثمانية وأصبحت أمريكا حامية للأرمن في سبيل الحصول على استقلالهم وكان لدور هذه المؤسسات فيما يخص الانشقاقات اليمينية ولإيعاز امير مكة الشريف حسين بالثورة ضد الحكم العثماني وفي العام 1971 لم تستمر كلية روبرت الامريكية بسبب الضيق المادي وسلمت التعليم الثانوي التابع لها للدولة التركية. ويمكن الإشارة الى أبرز الشخصيات التي تخرجت من هذه الكلية وهم كل من رئيس وزراء تركيا ورئيس حزب الشعب الجمهوري وحزب اليسار الديمقراطي بولند اجويد (1925-2006) وتانسوتشلر اول رئيسة وزراء لتركيا (1946- على قيد الحياة). وتسكن الولايات المتحدة الامريكية حاليا. وكذلك الروائية خالدة اديب وكثير من الفنانين والادباء ورؤساء الأحزاب ورجال الاعمال تخرجوا من هذه الكلية ويمكن الإشارة الى حجم التغلغل الأمريكي والاوربي في تركيا وخلق جيل من الاتراك يسحب الشعب التركي باتجاه الثقافة الاوربية.



#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروائي التركي اورهان باموك (1952- )
- الروائية التركية اليف شافاك (1971 - )
- الشاعر التركي محمد عاكف (1873م ...
- الشاعر التركي نجيب فاضل (1905م-19 ...
- الشاعر التركي توفيق فكرت
- الشاعر التركي ناظم حكمت (1902- 1963)
- أزمة الوجود التركي في شمال العراق وأثره في العلاقات العراقية ...
- المرأة التركية ودورها السياسي والثقافي في تركيا (دراسة تاريخ ...
- البريسترويكا التركية الى اين ؟
- الخطاب السياسي التركي بعد تولي جوبايدن الرئاسة الامريكية
- أزمة كورونا وأثرها على الاقتصاد التركي
- هل تغادر تركيا نظام الحزب الواحد وتعود الى ظاهرة تشكيل الحكو ...


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد محمد طه السويداني - دور المؤسسات التعليمية الامريكية في تركيا (كلية روبرت الامريكية) انموذجا