أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - الدولة العميقة الارغنيكون والمافيا التركية إنموذجاً















المزيد.....

الدولة العميقة الارغنيكون والمافيا التركية إنموذجاً


حامد محمد طه السويداني

الحوار المتمدن-العدد: 7056 - 2021 / 10 / 24 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يتصور البعض ان الحكومات الرسمية في اغلب دول العالم هي التي تدير السياسة الداخلية والخارجية لشؤون البلاد انطلاقا من مبادئها وعقائدها السياسية وبرامجها الحزبية الرسمية فقط ولكن هناك ثمة امر اخر وجب تسليط الضوء عليه وهو ان هناك جهات سريه وغير رسميه غامضه احيانا تؤثر على القرارات والسياسات ولديها من الوسائل الضاغطة سواء كانت سياسيه او اقتصاديه او دينيه.
وتشير الدراسات الى تكرار نموذج (الدولة العميقة) في العديد من البلدان وخصوصا في قارتي اوروبا وامريكا اللاتينية فمصطلح الدولة العميقة ليس حكرا على التجربة التركية فقط الا ان مصطلح الدولة العميقة اكثر ارتباطا بتركيا على من سواها من البلدان الاخرى التي نشأت فيها.
وتعد تجربه الدولة العميقة في تركيا على قدر كبير من الأهمية وذلك بسبب قوه العناصر المرتبطة بها والتي شكلت الدولة العميقة ففي الجانب الرسمي نجد المؤسسة العسكرية التركية واجهزه الامن والنظام البيروقراطي للدولة وفي الجانب غير الرسمي نجد رجال الاعمال والفنانين والادباء واصحاب النفوذ وأساتذة الجامعات.
يكتنف مفهوم الدولة العميقة derin devlet بهالة من السرية والغموض ,يشوبه الكثير من الالغاز والاسرار ويتوقف نجاح الدولة العميقة في تحقيق اهدافها المنشودة واحكام قبضتها على خلق شبكه من العملاء ينتشرون في كل مفاصل الدولة الرسمية وغير الرسمية ويشكلون دوله داخل دوله ولا يستطيع احد ان يمنعهم من استخدام كل الاساليب المتاحة المشروعة وغير المشروعة وهذه الدولة العميقة تساهم في تحقيق الموت البطيء للسلام والديمقراطية من دون ان تكون هي في الواجهة وربما لا تكشف الا بعد اعوام طويلة الاسباب الحقيقية التي ادت الى سقوط هذا الزعيم او تلك الدولة او ذلك الحزب او المنظومة الفكرية و السياسية للدولة.
يعد مفهوم (الدولة العميقة) من المصطلحات المعروفة في دول امريكا اللاتينية وبعض الدول الأوروبية مثل ايطاليا وروسيا ولكن المصطلح حظي بشهرة عظيمة في الاوساط السياسية التركية وخصوصا بعد كشف الحكومة التركية لتنظيم سري يدعى (تنظيم الارغنيكون) او ما يسمى (الدولة الحارسة) او (الدولة الخفية) وتعرف الدولة العميقة في تركيا على انها موازية لسلطه الحكومة التركية (اي دوله داخل دولة) و تتحداها احيانا تتعامل معها احيانا اخرى فهي شبكة من المصالح الاقتصادية وترتبط بعقيدة سياسيه وفكريه وان جميع اعضاؤها لهم انتماءات وميول سياسيه وتنتشر في مؤسسات دوله القانون نفسها، وان اعضاءها قد يكونوا أساتذة جامعات او برلمانيين او وزراء او قضاة او اعلاميين ....الخ وهم خلايا سرطانيه قد لا يعرف احدهم الاخر ويعدون نفسهم قاده التغير ودعاة المدنية والحضارة لكنهم في الوقت نفسه لا يملكون اي قاعده اخلاقيه تلزمهم بسلوك معين فهم قد يمارسون العنف والاغتيالات وتسخر الاعلام والصحافة والاشاعات التي تسمم الراي العام داخل تركيا.
اما بالنسبة لمفهوم الارغنيكون: فهي اسطوره تركيه قديمة تقول بانه عندما هاجم المغول القبائل التركية اثناء تواجدها في وسط اسيا (مواطن الاتراك الأصلي) فانهم سحقوا وقتلوا ولم يبق من الجنس التركي الا اعداد قليلة وقد احتموا بواد عميق اسمه (الارغنيكون) وظلوا فيه مختبئين أعوام طويلة ثم تكاثروا حتى ضاق بهم المكان ولم يعرفوا كيف يخرجوا منه حتى ظهر لهم (الذئب الاغبر) الذي دلهم على طريق الخروج واتيح لهم ان ينفتحوا على العالم واصبح الذئب الاغبر رمزاً القوميين الاتراك وكلمه الارغنيكون اصبحت رمزا للحفاظ على الهوية التركية اذ لولاه لاندثر الاتراك ولم يعد لهم وجود ومن الجدير بالذكر انه في العام 1999 تم تأسيس منظمه عرفت باسم (الارغنيكون) لكن السلطات التركية في عهد حكومة بولند اجويد كشفت عنها واعترفت هذه المنظمة بانها المسؤولة عن عمليات الاغتيال.
والتفجيرات في المدن التركية وفي عام 2008 وفي عهد حكومة حزب العدالة والتنمية تبين ان المتورطين في هذه المنظمة هم قاده كبار في الجيش التركي وسياسيون وكتاب وصحفيون وأساتذة جامعات
ولتسليط الضوء على نشأت هذه المنظمات والتنظيمات السرية فمنذ نشوء حلف الناتو عام 1949 عكف على تأسيس منظمات سريه شبه عسكريه بهدف ممارسة ارهاب الدولة تحت ذريعة محاربه الشيوعية والحد من انتشارها في اوروبا والعالم ومن الأمثلة على ذلك ما عرف بـ (منظمه الكلاديو) التي اسسها حلف الناتو في ايطاليا تحت اشراف مباشر من قبل المخابرات الأمريكية عام 1956 وتعتبر هذه المنظمة هي نتاج للتعاون الوثيق بين حلف الناتو والمخابرات العسكرية الإيطالية وكانت مهمتها الاولى هي محاربه الشيوعية وعدم وصول الحزب الشيوعي الايطالي الى الحكم مهما كلف الثمن ولو تطلب الامر القيام بأعمال ارهابيه في ايطاليا وتفجير للقنابل واثاره الرعب وبقيت منظمه الكلاديو سريه منذ تأسيسها وحتى عام 1990 عندما قبل رئيس وزراء بريطانيا الاسبق (جوليان اندريوتي) امام لجنه التحقيق في الجرائم التي يشكلها البرلمان الايطالي وقد اعترف جوليان بوجود منظمه سريه شكلت في ايطاليا بطلب من اداره حلف الناتو لمقاومه التيارات الشيوعية واليسارية.
وكذلك قام الحلف بتشكيل منظمات سريه مشابهه للكلاديو في جميع الدول الاعضاء ولهم ارتباط مباشر بالحلف ولكن تحت مسميات مختلفة ففي ايطاليا سميت الكلاديو بمعنى (السكين القاطع) وفي بلجيكا سميت (SDRA8) وفي فرنسا سميت (زهره الريح) وفي اليونان عرف باسم (جلد الغنم) وفي المانيا سميت (الشبكة الصامتة) وفي هولندا عرفت بـ (Nato Command) في بريطانيا سميت (secret Britsh) وفي استراليا سميت (she wert) وفي سويسرا (p26) و في اسبانيا سميت (stay behind).
اما في تركيا وهو موضوع مقالتنا فقد سميت (الذئاب الرمادية) Bozkurtlar وعرفت فيما بعد بـ (الارغنيكون) ويمكن تحديد مهامها في تركيا وكما يلي وطبقا للخبرة التركية.
1- شبكه من العملاء (الاخطبوط)
2- تنتشر في كافه مفاصل الدولة (السرطان)
3- تشكل سلطه موازيه للدولة (دوله داخل دوله)
4- يرتبط اعضاءها بشبكه من المصالح الاقتصادية والسياسية (التنين)
5- لا تمتلك مرجعيه اخلاقيه (الارغنيكون)
6- جزء منها خفي والأخر ظاهر (جبل الثلج)
7- تدعي حمايه النظام العلماني (دوله على حافه الهاوية)
وقد ظلت الساحة التركية تشهد احداثا كبيره وغامضه ظلت تهز البلاد واستقرارها وتصدم الراي العام التركي من الانقلابات العسكرية الى الاغتيالات والتصفيات مرور بزرع المتفجرات واطلاق المظاهرات واشاعه عمليات التخريب والفوضى ويمكن القول بان منظمه الارغنيكون ظلت على خصومه مستمرة مع التيار الاسلامي في تركيا ونشطت بعد تولي نجم الدين اريكان السلطة عام 1996 وبعد سنه مورست الضغوطات و تم الانقلاب على حكومته وازيح عن الحكم. وقد مارست الارغنيكون نشاطات مشروعه ومحرمه مثل غسيل الاموال والتجارة في السلاح والمخدرات وتذرعت المنظمة بالدفاع عن العلمانية فاستنفرت عناصر التطرف القومي (منظمه الذئاب الرمادية) برئاسة حزب الحركة القومية وأصدرت قرارات بقمع الاسلاميين و اقصائهم من اجهزه الدولة ولعل من اشهر ممارساتهم هي (فضيحه سوسورلوك 1996) ففي 5 نوفمبر 1996 شهدت تركيا حادث سير على طريق مدينه سوسورلوك قتل فيها ثلاثة اشخاص وجرح واحد وكان احدهم (عبد الله جاتلي) احد زعماء وعصابات المافيا التركية و هو قاتل ماجور و مهرب مخدرات ومن اكثر المطلوبين للدولة والثاني عشيقته عارضه الأزياء(غونجا اوس) والثالث (حسين كوجداغ) ضابط شرطه بارز ومدير مركز تعليم الشرطة في استانبول الذي تراس عمليات اغتيال مئات الشخصيات الكردية ورجال الاعمال المتعاطفين مع حزب العمال الكردستاني p.k.k. بزعامة عبد الله اوجلان اما الرابع والناجي من هذه الحادثة (سيدات بوجاك) احد لوردات الحزب في مدينه اورفة جنوب الاناضول وزعيم قبيله بوجاك والذي قام بدور مهم في الدولة التركية في مكافحه عناصر حزب العمال الكردستاني وكان عضوا في البرلمان التركي عن حزب الطريق القديم وقد تبين ان المافيا التركية وراء هذه الاحداث
لم يعد مصطلح المافيا محددا كما كان لكنه في كل معانيه يشير الى الجريمة المنظمة ذات العمليات الواسعة التي لم تقد خافيه بل ان وسائل الاعلام التركية تتناول اخبارها وتتهم رموزا في الدولة بالتعاون مع المافيات (ولعل رئيس وزراء تركيا الاسبق مسعود يلماز من ابرز زعماء تركيا علاقة مع المافيا) وتقول صحيفه تركيه ان الاوضاع الاجتماعية في تركيا تشجع على انتشار الرشوة والفساد ويشير التقرير ان المافيا في تركيا تضم اكثر من 25 الف مسلح ويذكر الكاتب التركي (كمال بالسي) ان العصابات التي تنشط ضد الدولة التركية تذكره بالنفايات المتراكمة في الجزء الشرقي من العاصمة انقره الا ان تلك الانقاض تطورت وتفاقمت خلال سنوات اهمال الحكومة الى مصدر من مصادر الرائحة الكريهة التي تشكل تهديدا لصحه وسلامه الشعب التركي.
لقد أظهرت وسائل الاعلام مدى تأثير عصابات المافيا ونفوذها داخل المجتمع التركي وعلاقتها بالرموز السياسية ومن جانب اخر كشفت بعض المصادر الدولية حقيقه ان تركيا اصبحت اكبر مصنع للمخدرات في العالم ويرى تجار مخدرات بريطانيون ان شمال قبرص هو اهم مراكز تجاره المخدرات وذكرت شبكه BBC ان 90% من المخدرات الموجودة في بريطانيا جاءت من تركيا وان هناك 60 مصرفا في قبرص التركية يعمل على تسهيل هذه الأنشطة وتذكر وسائل الاعلام التركية ان المافيا التركية لها علاقه وثيقه مع المافيا الإيطالية بهدف تهريب مئات الاكراد الى ايطاليا واوروبا بالتعاون مع المافيا الروسية ويذكر المؤلفان د. كريم محمد ودهام محمود في كتابهما (القوى الفاعلة في المجتمع التركي) عن القوى الخفية في تركيا فيذكر قول مسؤول إيطالي ان المافيا التركية عقدت اتفاقا مع المافيا الروسية لتنظيم هجره النازحين الاكراد من تركيا
الى اوروبا وكانت المافيا التركية والإيطالية والروسية قد نظمت عمليات نقل المهاجرين الالبان في بحر الادرياتيك ويذهب الدكتور عثمان الى ان المافيا الروسية تكسب نحو (10) بليون دولار من تركيا سنويا وتدخل تلك الأموال ضمن حركة السوق الرأسمالية الدولية ويضيف ان تجار (الشنطة) وحدها توفر للمافيا (3-5) بليون دولار سنويا وتشير صحيفه (سيفودنيا) الروسية الى ان السلطات التركية استحدثت منطقه في انطاليا تفوق قدرتها قدرات سوق (لاله) في استانبول الذي يزوره يوميا (10-15) الف تاجر شنطة من روسيا
ولقد حاول رئيس الوزراء الاسبق مسعود يلماز الذي يتمتع بعلاقات واسعة ووثيقه مع المافيا ان يفتح ملف الجريمة المنظمة نكاية ببعض خصومه السياسيين وعلى راسهم تانسوتشلير اذ قال ان لديه ادله على ان للمافيا علاقات بأجهزة الامن ومع القاء القبض على احد زعماء المافيا التركية مع صديقته وحراسه في فرنسا تكشفت اوراق اذ ان زعيم المافيا كان يحصل على جواز سفر دبلوماسي زودته به اجهزه الدولة.
اما عن علاقه حزب العدالة والتنمية برئاسة اردوغان مع الارغنيكون والمافيا التركية ففي صيف عام 2007 اكتشف وكيل النيابة بمدينه استانبول مخزن سلاح وذخائر تعود لضابط تركي باحدى ضواحي المدينة وذلك اثناء التحقيق في قضيه اغتيال ذات الطابع سياسي غامض وقد وصل الامر الى ملف الارغنيكون الذي تم التحقيق بشان نشاطها ووصلت التحقيقات في شهور قليله وكاله النيابة في القضية التي تورط ضباط عاملين في الجيش التركي في قلب المؤسسة العسكرية واستدعى الامر الى طلب رئيس الوزراء من رئيس الاركان السماح لوكالة النيابة بدخول ما يعرف بـ (الغرفة الكونية) في قياده اركان الجيش وهي الغرفة التي يحتفظ فيها اكثر اسرار المؤسسة العسكرية حساسيه ولم يحدث ان دخلها مسؤول مدني قط.
وكان من اهم نتائج البحث في الغرفة العثور على خطة انقلاب عسكري اعدها فريق من الضباط بعد فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات عام 2002 .
وهنا لا بد من الإشارة الى ان اغلب الحكومات التركية تمارس تحالفا سريا مع المافيات وقد يرى الصحفي التركي (بوراك بكدل) ان زعيم المافيا التركية (سادات بكر) كشف الوجه الكيبوقراطي (حكم اللصوص) للاسلاموية التركية امام الشعب التركي والعالم‘ ويشير هذا الصحفي الا ان مركز بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية وكيف كانت فيديوهات زعيم المافيا الابرز في تركيا (سادات بكر) الى جعل اسرار تركيا المفتوحة اساسا اكثر وضوحا (الرشوة- القتل- الاغتيال السياسي- الفساد- الاغتصاب- تهريب المخدرات -شحن الأسلحة الي المقاتلين في سوريا اضافه الى التعذيب والعنف لإسكات المعارضين الاتراك)
وقد ذكر أن بوراك بكدتل زعيم المافيا داعم قوي للرئيس التركي اردوغان وهو يدعوه بـ (الاخ الطيب) وقد بدا زعيم المافيا يفشي اسراره في اوائل ايار وقام زعيم المافيا بتحميل (10) فيديوهات على منصة يوتيوب وقد تمت مشاهده مجموعها (100) مليون مره وذكر فيها ان نجل رئيس الوزراء السابق علي بن يلدرم وهو اركان يلدرم كان متورطا مباشراً في تجاره المخدرات من خلال اسطول تجاري مبحر من فنزويلا باتجاه ميناء مرسين التركية وتحدث زعيم المافيا ايضا بان أعضاء عصابته عذبوا نائبا في مركز للشرطة بعدما اهان اردوغان ونشر مركز تركي للأبحاث العمليات الاجتماعية استطلاع للراي ووجدوا ان 52% من الاتراك يعتقدون ان كلام زعيم المافيا (سادات بكر) صحيحا بينما هناك 22% يعتقدون بان زعيم المافيا كاذب وهو يشوه صورة السياسيين من اجل مصالحه الشخصية، واضاف الكاتب انه في تشرين الثاني 2002 وصل الى السلطة اردوغان وتعهد بان يقوم بالقضاء على الدولة العميقة (الارغنيكون -المافيا) التي عرقلت الحكومات منذ التسعينات ولكن الذي حصل هو ان الدولة العميقة توسعت وتغلغلت اضعافا مضاعفه في ظل حكومة اردوغان
ومهما يكن من امر سواء كان حزب العدالة والتنمية وزعيمه اردوغان على صلة مع المافيا او لم يكن له صلة بها فان المافيا التركية واقع حال متواجدة في الداخل التركي وتمارس نشاطها وله علاقات واسعه مع دول كبرى: واليوم تشهد الحكومة التركية بزعامة حزب العدالة والتنمية تدهورا كبيرا قد يؤدي بتركيا سابق عهدها من الاحتقان والمصادمات وتدني للاقتصاد...الخ فعلى المستوى الداخلي تواجه حكومة اردوغان الهبوط المخيف لليره التركية امام الدولار فبعد كانت في العام 2006 كان 100 -$- يساوي 179 ليره تركيه اما اليوم فان كل 100 -$- تساوي 961 ليره تركيه وهو في طريقها الى الانهيار و كذلك فان المعارضة التركية واحزابها مستعدة لخوض الانتخابات وهي اكثر اقناعا للشعب التركي من حكومة حزب العدالة والتنمية الذي مارس سياسات داخليه اضرت بالمجتمع التركي وتراجعت حقوق الانسان والمسالة كرديه والعجز عن حلها وعلى المستوى الخارجي ان تدخلات تركيا بالدول العربية وشؤونها اضر بمصالح تركيا وكذلك تبددت احلامها بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي اضافه الى مشاكلها مع اليونان و مصر والولايات المتحدة الأمريكية علما ان الاوروبيون بدأوا يتحدثون عن تراجع صحة الرئيس التركي وعن ضرورة اقصائه عن الحكم بفعل سلوكه العدواني تجاه أوروبا ودائما يطرحون البديل له وهذه اشاره الى ان ايام حكم حزب العدالة والتنمية باتت معدودة ولكن هل هناك مناوره مع حزب العدالة والتنمية بالبقاء في السلطة الجواب نعم هناك فرصه اخيره وهي ان المنشقين من حزب العدالة والتنمية والذين كونوا احزاب معارضه وهم عبد الله كول واحمد داود اوغلو وعلي باباجان هؤلاء ينتمون الى نفس المنظومة الفكرية (الاسلام السياسي) ولكن اختلفوا مع اردوغان في الفروع وليس في الاصول من الممكن ان يتحالفوا مع حزب العدالة والتنمية مجددا وتفويت الفرصة على العلمانيين والقوميين، وهذا امر باعتقادي صعب، لان العالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية لم تكن بحاجه الى الاسلام السياسي والذي تراجع في معظم الدول العربية كما ان بقاء اردوغان في السلطة كثيرا امر لا يحبذه الغرب وان الشعب التركي لا يستسيغ الأنظمة الشمولية والفردية ويطمح الى التغيير.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو دور الدولة العميقة في هذا المشهد المعقد للغاية وهل لها اجندة سياسيه واقتصاديه تحاول فرضها على السباق الانتخابي القادم في تركيا وهذا ما سنتحدث عنه في مقالات لاحقه.



#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤرخ وكيفية كتابة التاريخ
- تركيا ومخاوف محاولة التطبيع العربي الاسرائيلي
- المجتمع التركي: مشاهداتي في تركيا
- اليسار التركي: هل يعود لحكم تركيا مجدداً
- الاقليات العرقية التركية خارج تركيا (اتراك المسخيت (الاهيسكا ...
- التجربة التركية ومحاولات بناء دولة الحداثة
- الاتراك البيض والاتراك السود
- الموسيقى التركية وحفاظها على الاصالة الشرقية إبراهيم تاتليس ...
- الموسياد والتوسياد في صناعة السياسة التركية
- دور المؤسسات التعليمية الامريكية في تركيا (كلية روبرت الامري ...
- الروائي التركي اورهان باموك (1952- )
- الروائية التركية اليف شافاك (1971 - )
- الشاعر التركي محمد عاكف (1873م ...
- الشاعر التركي نجيب فاضل (1905م-19 ...
- الشاعر التركي توفيق فكرت
- الشاعر التركي ناظم حكمت (1902- 1963)
- أزمة الوجود التركي في شمال العراق وأثره في العلاقات العراقية ...
- المرأة التركية ودورها السياسي والثقافي في تركيا (دراسة تاريخ ...
- البريسترويكا التركية الى اين ؟
- الخطاب السياسي التركي بعد تولي جوبايدن الرئاسة الامريكية


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - الدولة العميقة الارغنيكون والمافيا التركية إنموذجاً