أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - تركيا ومخاوف محاولة التطبيع العربي الاسرائيلي















المزيد.....

تركيا ومخاوف محاولة التطبيع العربي الاسرائيلي


حامد محمد طه السويداني

الحوار المتمدن-العدد: 7042 - 2021 / 10 / 9 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون عنوان هذه المقالة غريبا نوعا ما ولكن لابد لنا النظر إليه بعمق واستحضار الأدلة والبراهين المنطقية التي تؤمن بها وتمارسها السياسة التركية (البرغماتية)، منذ تأسيس الجمهورية التركية عام 1923 تجاه المنظومة الغربية وإسرائيل والتي أصبحت جزءاً من سياسات وأدوات المعسكر الرأسمالي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا فضلا عن إسرائيل وقد ارتبطت تركيا بالاتفاقيات والأحلاف والمعاهدات التي جعلت منها حليفة وصديقة للغرب ونتطلع الى الاندماج الكامل معه أي هلم الأتراك إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوربي وفي نفس الوقت أصبحت غير صديقة للعرب وضد حقوقه المشروعة في التحرير والاستقلال ولعل وقوفها ضد استقلال الجزائر عام 1957 دليل على ذلك فضلا عن المواقف الكثيرة المشابهة لا مجال لذكرها ألان.
إن أهمية تركيا بالنسبة للغرب وإسرائيل وحاجته إليها جعلها تحقق العديد من المكاسب خاصة في الوطن العربي ومنها استلاب لواء الاسكندرونة العربي عام 1939 بالتواطؤ مع فرنسا مقابل وقوف تركيا على الحياد في الحرب العالمية الثانية 1939-1945 وقد استفادت تركيا بتفكيرها السياسي البرغماتي من حاجة الدول الاستعمارية إليها وكذلك وظفت الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من الأراضي التركية لإقامة القواعد العسكرية فيها وعلى مدار (80) عاما لعب القواعد العسكرية الأمريكية في تركيا دوراً فاعلاً في الحروب الأمريكية في المنطقة وأهمها قاعدة انجلريك، حيث يوجد في تركيا اكثر من (26) قاعدة عسكرية منتشرة في ارجاء تركيا فضلاً عن اجهزة الرادارات واجهزة التجسس الاستخباراتية وهي موجهة ضد الاتحاد السوفيتي بالدرجة الاولى وضد الدول العربية التي تهدد اسرائيل بالدرجة الثانية.
فضلا عن دور تركيا المحوري في حلف الناتو، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991 وتفرد الولايات المتحدة الأمريكية في قيادة العالم تراجعت الحاجة إلى تركيا نوعاً ما، وهذا اثر على الامتيازات والمكاسب التي كانت تدر عليها بالفائدة من حلفاؤها لكنها بقيت حليفة للعرب، وجاءت أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 لتبرز الحاجة من جديد إلى تركيا وكيفية مواجهة الخطر الأصولي المتمثل بالتيار الفلسفي المتشدد فلقد لجأت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إيجاد البديل الذي يواجه التيار المتشدد من خلال تمكين الإسلام السياسي المعتدل والمتمثل بالإخوان المسلمين، فقد وصل إلى السلطة في تركيا عام 2002 حزب العدالة والتنمية التركي ليكون أنموذجا يقتدى به لبقية الدول العربية، وقد نجح حزب العدالة والتنمية في إتباع سياسة متوازنة مع العالم فقد كان مرغوبا ومرحب به في العالم العربي وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وان هذه المقبولية جعلته يبني اقتصاد تركيا من خلال انفتاحه في إقامة المشاريع الصناعية والزراعية في تركيا وكذلك الاستفادة من الدول العربية وجعلها الأسواق الأولى المستهلكة للبضائع التركية وكذلك الدول الأوربية.
وفيما يخص اسرائيل فقط مرحلة حزب العدالة والتنمية برئاسة اردوغان 2002 وقع الرئيس التركي (60) اتفاقية عسكرية مع اسرائيل منذ وصوله الى الحكم وسمح باستخدام عدد كبير من القواعد العسكرية التركية وبناء قواعد عسكرية خاصة باسرائيل في تركيا خاصة قاعدتي في قونية وازمير والسماح باستخدام قاعدتي ديار بكر وانجرليك التابعتين للناتو كما قامت اسرائيل بانشار قاعدة للانذار المبكر في كوراجيك بمدينة ملاطيا وهي القاعدة التي تمد اسرائيل بالالف الصور والمعلومات الاستخباراتية عن الدور العربية والنشاط الفلسطيني في المنطقة كما تعد هذه القاعدة التي تأسست في عام 2010 وبدأت العمل فعلياً عام 2012 أهم القواعد العسكرية التي تقدم معلومات تجسسية لصالح اسرائيل في المنطقة وهذه القاعدة انشأت بعد حادثة اسطول الحرية في بحر مرمرة عام 2009 والتوتر في العلاقات التركية الاسرائيلية الشكلي وقد تم برود في العلاقات بعد مقتل (9) نشطاء اتراك وهذا استهلاك اعلامي معمول به في العلاقات الدولية لا ينطلي على اصحاب الاختصاص.
إن هذه العلاقات جعلت تركيا مهمة لإسرائيل التي تخشى العرب الذين خاضوا حروبا ثلاثة ضد اسرائيل في الأعوام (1948-1967 و1973) فضلا عن العداء المستمر بين العرب واليهود واحتمالية التصادم في اي لحظة خاصة من جانب العراق وسوريا التي فقدت لواء الاسكندرونة السوري التي ضمته تركيا.
وتتلخص فكرة العثمانية الجديدة هي ان تركيا تريد ان تكون قائدة للعالم الإسلامي والسيطرة على الدول العربية واختراقها سياسيا واجتماعيا بضوء اخضر أمريكي مقابل تعهد تركيا بمنع اي توجهات عربية معادية للولايات المتحدة الامريكية وقد كشف الثورات العربية عام 2011 هذه الأطماع فتركيا ألان تريد أن تضم أراضي جديدة من سوريا والعراق ولعل تصريحات الساسة الأتراك في هذا المجال واضحة لا داعي لذكرها
أما في موضوع التطبيع العربي الإسرائيلي وظهور رغبات وبوادر بعض الدول العربية للتطبيع مع اسرائيل وإقامة علاقات اعتيادية معها في المجال السياسي والاقتصادي والأمني وإذا ما حصل هذا التصالح بين الإسرائيليين والعرب فقد انتهت المشكلة في الشرق الأوسط وسوف تحتاج اسرائيل للنفط العربي بأقل كلفة وستقام علاقات اقتصادية وتجارية وهذا الأمر يقلق ويخيف تركيا لأنها مرة أخرى ستفقد أهميتها بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة الامريكية وسوف تفضل إسرائيل الأسواق العربية والتبادلات الاقتصادية مع العرب لأنها قريبة جغرافيا وتكاليفها اقل بكثير من بقية المبادلات التجارية مع تركيا.
وبمنطق السياسة التركية ليس من صالح تركيا تصالح العرب مع إسرائيل لأنها ستكون دولة هامشية وربما يستفاد العرب من هذا التطبيع بإعادة المطالبة بلواء الاسكندرونة العربي المستلب وفي السياسة كل شيء وارد وسوف تخسر تركيا جزءا من أسواقها التجارية والأمر الذي يؤكد قلق حزب العدالة والتنمية التركي هو استهلاك ورقة الإسلام السياسي وإسقاطه فقد سقط الإخوان المسلمون في مصر ووفاة الرئيس محمد مرسي وكذلك سقوط حكومة عمر حسن البشير في السودان واليوم يفشل حزب العدالة والتنمية المغربي في المغرب وكذلك في تونس ....
هذه مؤشرات لتبلور نظام جديد في المنطقة وحتى في تركيا تراجع حزب العدالة والتنمية برئاسة اردوغان وأنهك الاقتصاد التركي الذي يعاني وهو على شفا حفرة من الانهيار وان عام 2023 سيشهد زوال حزب العدالة والتنمية فلا يوجد في القرن الحالي وهو قرن الحريات والديمقراطية حزب يحكم لمدة (20) سنة وهذا مظهر من مظاهر الاستبداد السياسي خاصة في دولة مثل تركيا متنوعة فكريا وايدولوجيا وقوميا والانشقاقات داخل حكومة حزب العدالة والتنمية دليل على ذلك.
ويستغل اردوغان التصعيد بين اسرائيل وحماس لتقديم نفسه كزعيم للمسلمين ولتحقيق اهداف سياسية داخل تركيا ورغم هجومه الإعلامي على اسرائيل فان الحكومة التركية الحالية تبذل جهودا كبيرة للتطبيع الكامل مع الدولة العبرية حسب قول مسؤول تركي رفيع المستوى في وزارة الخارجية.
ويستخدم الرئيس التركي خطابات دينية وإسلامية وكذلك قومية من اجل حشد أنصاره لتشتيت الأنظار عن المشاكل التي تواجهها تركيا كالفشل في إدارة جائحة كورونا وتفاقم الأزمة الاقتصادية وهبوط الليرة التركية المخيف فضلا عن التذمر الشعبي من الأسلوب الفردي في قيادة السياسة التركية في دولة كانت تدار بأسلوب ديمقراطي تعددي وكذلك تفاقم مشاكل تركيا مع الدول العربية واليونان والولايات المتحدة الامريكية وجر تركيا إلى مستقبل مجهول.
ويمكن استخلاص فكرة مفادها ان حزب العدالة والتنمية وزعيمه اردوغان بدأ يكثر من استخدام العبارات الدينية والاسلامية وكذلك تصعيد الخطاب بشأن حقوق الفلسطينيين وادانة اسرائيل وذلك بهدف تأجيج المشاعر الشعبية وخاصة الشعوب العربية التي ستقف ضد محاولات حكوماتها التطبيع مع اسرائيل والتي بدورها ستكون اقرب الى تركيا منها الى الحكام العرب فضلا عن رغبة تركيا في التطبيع الكامل مع اسرائيل وعدم السماح للعرب ان يحلوا مكانها



#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع التركي: مشاهداتي في تركيا
- اليسار التركي: هل يعود لحكم تركيا مجدداً
- الاقليات العرقية التركية خارج تركيا (اتراك المسخيت (الاهيسكا ...
- التجربة التركية ومحاولات بناء دولة الحداثة
- الاتراك البيض والاتراك السود
- الموسيقى التركية وحفاظها على الاصالة الشرقية إبراهيم تاتليس ...
- الموسياد والتوسياد في صناعة السياسة التركية
- دور المؤسسات التعليمية الامريكية في تركيا (كلية روبرت الامري ...
- الروائي التركي اورهان باموك (1952- )
- الروائية التركية اليف شافاك (1971 - )
- الشاعر التركي محمد عاكف (1873م ...
- الشاعر التركي نجيب فاضل (1905م-19 ...
- الشاعر التركي توفيق فكرت
- الشاعر التركي ناظم حكمت (1902- 1963)
- أزمة الوجود التركي في شمال العراق وأثره في العلاقات العراقية ...
- المرأة التركية ودورها السياسي والثقافي في تركيا (دراسة تاريخ ...
- البريسترويكا التركية الى اين ؟
- الخطاب السياسي التركي بعد تولي جوبايدن الرئاسة الامريكية
- أزمة كورونا وأثرها على الاقتصاد التركي
- هل تغادر تركيا نظام الحزب الواحد وتعود الى ظاهرة تشكيل الحكو ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - تركيا ومخاوف محاولة التطبيع العربي الاسرائيلي