أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريدة رمزي شاكر - ريش المخرج عُمر الزهيري !














المزيد.....

ريش المخرج عُمر الزهيري !


فريدة رمزي شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 7056 - 2021 / 10 / 24 - 20:45
المحور: الادب والفن
    


شاهدتُ فيلم ريش Feathers المثير للدهشة و الضجة الكبيرة ممن زعموا أنه فيلم مسيئ لسمعة مصر. في الحقيقة هو فيلم يتحدث عن أسرة شديدة القهر قبل الفقر، قهر حد البؤس الشديد. وهو ما أثار غضب مجموعة من الممثلين التجاريين وعلى رأسهم شريف منير اللي بالغ في تحقير صُنّاع الفيلم مستنكرا أن يكون هناك فقر في مصر للدرجة دي وبالقذارة اللي بدا عليها أبطال الفيلم والبيئة المحيطة بهم.
- الفيلم لا يحدد فترة زمنية محددة ولا مكان معين، و لايمثل الفقر بقدر ما يظهر حالة قهر مدقع ومعاناة لظروف قاسية تعصف بأسرة وأطفالها ، ويتعرض لقضية قهر المرأة وتدني الأخلاقيات حين تصبح وحيدة بلا رجلها و ألف يدّ تمتد إليها تريد نهش لحمها ! .

_ الفيلم يعبِّر عن حالة فنتازيا عبثية من الأفلام التجريدية التي تمنح مساحة بصرية كلغة سينمائية بليغة ،فهو إعتمد على الصورة أكثر من الحوار . يكاد أبطال الفيلم يكونوا صامتين طوال الفيلم ،خصوصا البطلة أم ماريو أو دميانة. أستطاع المخرج العبقري الموهوب عمر الزهيري أن يوظف المشاهد الصامتة كلغة رمزية راقية جدا لإيصال المعنى بسرعة وبعمق، و أن يخرج من المشاهد إحساس حقيقي بالبؤس ليصل للمشاهد بدون رتوش ولا مزايدة، رغم نهايته المأساوية والغير متوقعة بقتل الزوجة للزوج المرض خنقاً بعد معاناتها في مواجهة الحياة بأطفالها الثلاثة ومصير قاتم ، رغم طرافة فكرة الفيلم لزوج متحول لفرخة عندما سحره الساحر بطريق الخطأ وعجز في إعادته ثانية.

- المخرج زهيري أبدع فتفوق بما لم يستطع من سبقوه من المحترفين أن يفعلوه أو يحققوه . أبدعت الفنانة دميانة في مشاهدها الصامتة كإمرأة بسيطة وعفوية في أدائها المتميز، وكزوجة مقهورة تحافظ على" زوجها الفرخة" وتداويها على أمل أن تستعيد زوجها، وقامت برعايته حتى حين عاد إليها في آخر الفيلم شبه ميت، ولكن كان مفقود الأمل في إفاقته من غيبوبته فقتلته خنقاً بالمخدة و ذبحت الفرخة التي كانت ترمز لزوجها والتي ظلت ترافقها طيلة الفيلم وكانت ترعاها وتطعمها على سرير زوجها، وكان من عبث الحياة بها حين مرضت الفرخة فذهبت بها تعالجها في المستشفى أملا في تحوِّلها تانية وإستعادة زوجها مرة أخري.

- وكان المخرج من الذكاء ألا يكرر أفلام السينما العالمية التي تعتمد على الأكشن والإيقاعات السريع في المواقف والحوارات الثقيلة لتوصيل الفكرة. وهو أسلوب ذكي لم يعتاده المشاهد المصري، لهذا إنسحب بعض الممثلين من عرض الفيلم بمهرجان الجونة . ونشكرهم لإنسحابهم لأنهم منحونا حُب الإستطلاع لمشاهدة الفيلم أكثر من مرة، فبإنسحابهم قاموا بعمل دعاية مجانية للفيلم وحصد الفيلم ملايين المشاهدين عبر نشره على مواقع التواصل وعبر موقع vimeo
رابط لمشاهدة الفيلم:
https://www.bing.com/videos/search?q=%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85+%d8%b1%d9%8a%d8%b4&&view=detail&mid=CA9FF7E8929EAD1D7E6FCA9FF7E8929EAD1D7E6F&&FORM=VDRVSR&PC=HWMB

- فيلم ريش عمل خارج المألوف ، يحتاج لفهم مغزاه ونقاش واعي دون إلقاء إتهامات باطلاً .لمجرد أن مهرجان عالمي كرّم صُنّاع الفيلم ، يبقى من الإستخفاف بالعقول أن نفترض سوء النوايا في أنهم يريدون التشهير والإساءة لمصر!. فيلم ممتع يستحق الإشادة والإحتفاء به، قد تختلف في مدى إعجابك أو عدم إعجابك به ، ولكن ليس من حقك تخوين صُنّاع الفيلم ، فهو ليس فقط أول فيلم مصري وعربي يحصد جائزة ضخمة للنقاد في مهرجان كان ، بل لأنه سيظل علامة مميزة وفارقة وتجربة مهمة في تاريخ السينما المصرية و قيمة فنية وأسلوب جديد في الابداع الفني سواء في أسلوب الإضاءة الجديد والمبهرة في ظلالها وتسليط الإضاءة على المشهد بين الظل و النور ، فهو بحق عملاً إبداعاً من نوع جديد شاء الكارهين أم أبوا !

- وكلمة في أذن الممثل شريف منير ومن إتبعه، فيلم ريش تم تصويره في شقة بأحد أحياء المساكن الشعبية وكان بها كهرباء وصرف صحي وحنفيات مياه، وغسالة وتليفزيون متواضعين. وكانت القذارة متعمدة في أنحاء البيت والسرير والمخدات المتهرئة والملابس المتسخة والأحذية البالية ،والحيّ الذي تسكنه البطلة والمصنع الذي كان يعمل به زوجها ، والمستشفى الذي كان يعالج فيها من غيبوبته.
إلا أن سيادة رئيس الوزراء كان له رأي أخر مشابه، حين كانت له زيارات ميدانية لنجوع وقرى أشد فقرا من الحالة الاجتماعية لأسرة فيلم ريش، فلم يخجل سيادة الوزير أن تُلتقط له صوراً منشورة بالجرائد وأذاعها أحمد موسي في برنامجه ، مع هؤلاء الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر بمراحل، في أعشاش من الطين بمحافظة المنوفية والأسقف من عروق خشبية، فلماذا لم تعتبروا صور سيادة الوزير إساءة لسُمعة مصر ؟!.



#فريدة_رمزي_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم ريش؛ صفعة على وجه المتشدقين بالوطنية!
- مسافر عبر الأزمان
- إلى فضيلة الشيخ المغتصِب !
- في التجربة الأفغانية والطوفان الطالباني
- قالولي صوتك بيهدد أمن الإسطول !
- إسماعيل أدهم، أول عالم ذرة مصري ملحد
- الملكة نازلي التي ظلمها التاريخ
- حلا شيحة ، وحجاب على ماتُفرج !
- الدواعش في مناهجنا التعليمية!
- تجارة الآثار حلال أم حرام !
- سِرّ مقتل الفنانة اليهودية ثريا فخري
- أيها المبدع للخلائق وغايتها
- صراع البوركيني_ اللامؤاخذة_ الشرعي !
- سيد القمني، وحلقات- موقع التجلي الأعظم-
- وتتوالى أوراق التوت في السقوط
- يوسف زيدان، صعب عليك أن ترفس مناخس!
- هيباتيا، بين تشارلز كينجزلي وعزازيل زيدان_ج2
- هيباتيا، بين تشارلز كينجزلي وعزازيل زيدان_ج1
- السراسنة الهاجريون، الإسماعيليون
- في الأديان الإبراهيمية


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريدة رمزي شاكر - ريش المخرج عُمر الزهيري !