إسماعيل أدهم، أول عالم ذرة مصري ملحد

فريدة رمزي شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 6974 - 2021 / 7 / 30 - 19:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الدكتور إسماعيل أحمد أدهم مواليد إسكندرية 1901 لأب تركي مسلم متشدد ، وأم أجنبية بروتستانتية تميل لحرية الفكر والتفكير ،سافر لتركيا و أسس «جماعة نشر الإلحاد» بتركيا سنة 1927
وثم حصل على الدكتوراه في علوم الطبيعة والرياضيات من موسكو عام 1933، وصار واحداً من أعظم رواد الفكر العلمي في مجالات الذرة والكيمياء والرياضيات.
وعاد لمصر بعد أن حصل على الدكتوراة من الإتحاد السوفيتي ، وظهر نجمه عام 1936 ليجاهر بإلحاده لأول مرة في مصر، حين كتب إسماعيل " لماذا أنا ملحد؟! " سنة 1937 أي قبل موته بثلاثة سنوات.

دافع في كتابه عن الإلحاد وعن إيمانه بالعلم فقط مستعيناً فيه بنظرية النشوء والإرتقاء والمعادلات الرياضية لإثبات أن الكون جاء محض الصدفة.وسط مجتمع مصري لم يسمع من قبل عن الإلحاد شيئاً !
وعرَّف الإلحاد بأنه «الإيمان بأن سبب الكون يتضمنه الكون في ذاته، وأن ثمة لا شىء وراء هذا العالم» . المهم تم الرد عليه من الأزهر بكتاب " لماذا أنا مسلم"
ورد عليه رئيس تحرير مجلة الأزهر، الباحث الإسلامي محمد فريد وجدى في رسالة بعنوان «لماذا هو ملحد » ونشرت رسائله ورسائل الشيوخ في الجرائد المصرية .

_ أُشيع أنه كان ماشي على شاطئ جليم بالأسكندرية وفي يده شيكولاتة يأكلها ويفرّق منها على الأطفال الذين يقابلهم، ثم إنتحر بالقفز في البحر! حتى عثر على جثة اسماعيل أدهم غارقة فى البحر المتوسط في 23 يوليو عام 1940، وفى طيات ملابسه رسالة إلى رئيس النيابة يخبره بأنه إنتحر لزهده فى الحياة وكراهيته لها، ويوصى بإحراق جثته بعد تشريحها وتشريح مخه، وعدم دفنها في مقابر المسلمين.. فجأة قالوا أنه إنتحر !!
والسؤال، الذي يثبت أن هذه رواية ضعيفة وملفقة لهدف ما ! : لماذا لم تبتل الرسالة بالماء في جيب الغريق المنتحر ؟! ألم يكن يعلم أن الإنتحار غرقاً لايُبقي له جثة ولا مخ لتشريحهم ؟!
أشيع وقتها أنه كان يعاني من إكتئاب شديد بعد قراءته أعمال آرثر شوپنهاور وكيركگارد، وكانوا سبب في إنتحاره بعد ذلك.!

_ رواية أخرى كُتبت عن وفاته، في عدد مجلة الرسالة المصرية رقم 366 بتاريخ 8 يوليو 1940، نُشر لإسماعيل مقال علمي مليء بمعادلات فيزياء معقدة سماه (البنية الكهربية للذرة) THE ELECTRICAL STRUCTURE OF THE ATOM ، بيقول فيه إن الذي توصل إليه العالم الألماني «هايزنبرگ» هو أثبته قبله بسنين في معامل البحث العلمي في موسكو. وإن الذي أعلنه البروفسور الروسي «سكوبلزن» سنة 1938 ينسجم مع مبادئ الفيزياء الحديثة التي أثبتها سنة 1933 في موسكو. بعد أيام قليلة من نشر هذا المقال، أُعلنت وفاة د.إسماعيل غرقا على شاطئ «جليم»

_ شقيقه أعلن إختفاء كل أوراقه وأبحاثه و ثلاثة كتب عن الفيزياء والذرة من كتب إسماعيل، في ظروف غامضة! وفي زمن لم تكن معروفة فيه علوم الذرة في مصر ، وقبل إلقاء قنبلة هيروشيما ونجازاكي باليابان في الحرب العالمية الثانية.!
_ فهل إنتحر العالم المصري إسماعيل أدهم فعلاً، أم قُتل لأنه جاهر بإلحاده ونشروا عنه خبر رسالة كاذبة و التي وجدوها في ملابسه وفيها خبر إنتحاره؟!
هناك من يتهم المتشددين بقتله. ولكن لا أحد للآن يعرف كيف مات إسماعيل أدهم ؟
ولم يهتم أحد بحادثة وفاة الدكتور اسماعيل أول عالم ذرة مصري، لعدة أسباب : إن إنتحاره أو قتله حدث قبل إلقاء القنابل الذرية على اليابان بخمس سنوات، و علوم الذرة التى كتب عنها د.أدهم لم تكن معروفة بمصر، كما أن لكونه ملحداً وأعلن عن أفكاره علنية في كتيب_ لماذا أنا ملحد؟ مما جعل الكثيرين يشمتون في موته كعقاب سماوي له على إلحاده وبالتالى لم يهتم أحد بالبحث وراء سبب موته غرقاً أو قتله و إغتياله !!

#فريدة_رمزي_شاكر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات