أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فريدة رمزي شاكر - تجارة الآثار حلال أم حرام !














المزيد.....

تجارة الآثار حلال أم حرام !


فريدة رمزي شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 6955 - 2021 / 7 / 11 - 00:52
المحور: المجتمع المدني
    


إنهم يعتدون على حُرمة التاريخ والأجداد، ويبيعون آبائهم بأبخس الأثمان، فأي دولة في العالم تقبل أن تبيع حضارتها و تاريخها!
فعندما يتعارض الفكر الديني والفتاوي مع القانون، فأيهما يطبق، الفتوى أم القانون ؟!

لماذا يتم تحليل الحرام وتبرير السرقة بمبررات دينية ؟!
كل من يتاجرون بالآثار ليسوا من الفقراء بل هم أغنياء البلد ولصوصها المحميين في ظهر بعضهم! القانون قال كلمته أن الإتجار بالآثار جريمة يعاقب عليها القانون
ولكن هل القانون كافي لردع المجرمين الذين يسرقون ثروات البلد وينهبون مقدَّراتها؟

مامن أحد في ثقافة الشارع المصري ، و رجل الشارع البسيط إلا ويقول لك إن التنقيب والإتجار بآثارنا حلال بلال !
حتى أصبح الكثير ممن يحلمون بالثراء السريع يحفرون أسفل بيوتهم بحثاً عن الكنز المدفون، وكثرت هذه الظاهرة خاصة في صعيد مصر،حتى أن التماثيل الفرعونية يطلق عليها باللهجة الصعيدية " المساخيط" ومفردها " مسخوط" .. فلان مسخوط يعني مغضوب عليه ونُقم عليه!
كيف تصير حضارتنا وآثارنا في الفكر الشعبوي( مغضوب عليها)، ومن نجح في زرع هذا الفكر السودوي وهذة الثقافة العفنة في أبناء الفراعنة وأحفادهم ؟!
يالها من من مفردة تنم عن كم التهكم والسخط والحط من قدر آثارنا التي أثرت متاحف العالم، ولما تسأل أحدهم يقول لك ، إن ده رزق مخفي أرسله الله لصاحب الحظ .. منين رزق من الله وأنت بتسرق آبائك وتخدر ضميرك!

_ كيف وصل ثقافة المجتمع إلى هذا الإنحطاط الأخلاقي والتفسخ في ضمير المجتمع وتحليل السرقة ، إلا من خلال فتاوي شيوخ الضلال التي أحلت لهم الحرام.
حتى أن بعض صُناع التماثيل المقلدة ذهبوا إلى أن أغلقوا وِرش الإنتاج في رمضان وبسؤالهم يقول لك، أن صناعة التماثيل حرام في الشهر الكريم!!
فهل نصدق أن هؤلاء أحفاد الفراعنة، وفي القرن الحادي والعشرين ومازال هناك من يرى التمثال حرام ،وكانت هذه العقلية سبب في إهدار آثارنا والإستهانة بها ونهبها ، لأننا تعلمنا كيف نكره أجدادنا وثقافتنا وتراثنا ونلتصق في ثقافة الرمال والبداوة التي نجحت إلى حد كبير في إقناعنا بأن حضارة وثقافة أجدادنا كُفر !
حتى تفوقت الصين في صناعة آثارنا المقلدة وأغلقت العديد من الورش المصرية المنتجة التي كانت تقدم نمازج مصغرة للسائح تحكي تاريخنا!وأصبحت من الصناعات المنقرضة في بلد المؤمنين !

_الجريمة الأخيرة التي سقط فيها رجل الأعمال والإعلامي حسن راتب، أستاذ العلم وصاحب جامعة سيناء ومعه نائب الجن والعفاريت علاء حسنين تكشف عن حجم الفساد والمحسوبية في مصر وليس منذ الآن بل منذ عهد الرئيس مبارك إنتشرت عمليات التنقيب عن الآثار.. فإن كان نائب الجن علاء حسانين حصل على ثلاثة ملايين دولار من حسن راتب للتنقيب عن الآثار، فماذا في خزائن حسن راتب من أموال تربحها من بيع تاريخ أجداده؟!
وماذا عن جرائم التنقيب والإتجار التي لم تكتشف بعد!
الجريمة لها بُعد ديني وفقهي مهما حاول الكثيرين إنكار هذا ، وهذا البعد الديني يتخذه المجرمين ذريعة ومبرر لإجرامهم، وهي أن فرعون في الدين شخص مكروه وكافر ، هذا ما صدره لنا العربي البدوي من فكر كاره للفراعنة ، وهذا الشعور بالكراهية لتاريخ الفراعنة هو سبب المصيبة إللي عايشينها، فهذا مازرعه البدو حين احتلوا مصر وقاموا على مر التاريخ من محو لتاريخ مصر وكل ماله علاقة بأجدادنا المصريين ونجحوا في غسل أدمغة المصريين لكراهية أجدادهم.

_ فماذا تنتظر الدولة بعد ماتم شرعنة جريمة الإتجار بالآثار بغطاء ديني!
لماذا لا يتم تغليظ عقوبة القانون للمنقيبين عن الآثار والإتجار بها؟
لماذا لا تحاكم الدولة الشيوخ والدعاة ممن يفتون لضعاف النفوس بأن سرقة الآثار حلال ؟
فعندما سؤل شيخ المنصر محمد حسان في برنامج على شاشة التليفزيون عن موقفه من التنقيب عن الآثار ، فأجاب: "إن كانت هذه الآثار في أرض تملكها أو في بيت لك فهي حلال لك وليس من حق دولة ولا مجلس ولا أي أحد أن يسلبك هذا الحق فهي ملكك".
مادفع كثيرين للحفر أسفل بيوتهم بحثا عن الكنز المدفون. مما آلت بعض العمارات للسقوط في بعض الأحياء أو حدوث شروخ خطيرة تهدد سكان بعض هذه المناطق.

_ في خبر ربما لم يلفت إنتباه أحد في يناير 2020 يقول أن حاكم الشارقة بدبي أعاد لمصر 425 قطعة أثرية مهربة، منها عبارة عن تماثيل حجرية وخزفية مزججة وخشبية وبرونزية، تمثل الآلهة المصرية القديمة، بالإضافة إلى توابيت خشبية ملونة، ومومياوات بشرية وحيوانية وطيور وأسماك، وقلائد وأساور من الأحجار الكريمة.
وفي 2017 أعادت لنا الشارقة مجموعة ضخمة أخري عبارة عن 345 قطعة أثرية مصرية، بعد ضبطها ومصادرتها فى مطار الشارقة الدولي.
فهل نكتفي بما ترجعه لنا دول العالم من آثار مسروقة أم يتم محاكمة المجرمين في محاكمات سريعة وبأحكام رادعة !

_ والسؤال كيف خرجت توابيت ضخمة من مصر دون أن ينتبه لها مباحث المطار وكيف تخرج عبر بوابات مصر الأمنية ؟ولماذا لم نسمع أنه تم القبض على أصحابها؟
لماذا لا يتكاتف الأزهر مع دولة القانون بالتوعية للمواطنين بأن هذا التاريخ هو ملك الأجيال القادمة ، وحتمية إصدار فتاوي واضحة وصريحة تحرّم التنقيب عن الآثار والإتجار بها، فكل قطعة آثار مسروقة هي حلقة مفقودة لن تتكرر وكانت بتحكي جزء من تاريخ أجدادنا المصريين.



#فريدة_رمزي_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سِرّ مقتل الفنانة اليهودية ثريا فخري
- أيها المبدع للخلائق وغايتها
- صراع البوركيني_ اللامؤاخذة_ الشرعي !
- سيد القمني، وحلقات- موقع التجلي الأعظم-
- وتتوالى أوراق التوت في السقوط
- يوسف زيدان، صعب عليك أن ترفس مناخس!
- هيباتيا، بين تشارلز كينجزلي وعزازيل زيدان_ج2
- هيباتيا، بين تشارلز كينجزلي وعزازيل زيدان_ج1
- السراسنة الهاجريون، الإسماعيليون
- في الأديان الإبراهيمية
- رداً على د. مصطفى وزيري
- هنيئاً لك ياسمك
- بذاءات ذكورية


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فريدة رمزي شاكر - تجارة الآثار حلال أم حرام !