أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فريدة رمزي شاكر - هيباتيا، بين تشارلز كينجزلي وعزازيل زيدان_ج1













المزيد.....

هيباتيا، بين تشارلز كينجزلي وعزازيل زيدان_ج1


فريدة رمزي شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 6928 - 2021 / 6 / 14 - 08:27
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حين يلمع نجم السارق! ، وبعد روايته عزازيل، نسى د.يوسف زيدان أن الذي تألق مرة ثانية هو العالم الإنجليزي تشارلز كنجزلي ، المؤرخ والروائي وأستاذ الجامعة Charles Kingsley (1918 - 1875م)، وروايته المسروقة "أعداء جدد بوجه قديم New Foes with an Old Face" ...، والمعروفة بإسم " هايبيشيا" ، التي كتبها سنة 1853وبعد أن سرق زيدان رواية كنجزلي ونقلها بنفس أبطالها بعد أن مارس إسقاطاته الإسلامية الكارهة للمسيحية حد الإزدراء! إزدراء ينم عن جهل مدقع بالمسيحية وتاريخها وماهو مدون في مراجعها التاريخية!
يوسف زيدان الهيمان بمفاتن هيباتيا، ليس حباً فيها ولكن كرهاً في الكنيسة المصرية وإزدراءاً للمسيحية، فليقل لنا ماهي إنجازات هيباتيا الفلسفية والعلمية؟! لكي نشهد لها بأنها ضحية علمها الغزير الذي جعل البابا كيرلس يغِير منها ويدبر لقتلها؟!!
_ ورغم أن رواية كنجزلي لم تلق الإهتمام الكافي قبل أكثر من 165 سنة، إلا أنها تم تسليط الضوء عليها ثانية، لفضح سرقة زيدان لها، ليصب جام سخطه على المسيحية ورجالاتها ، بلا سبب!.


_ عندما نتحدث عن مقتل هيباتيا لانستطيع أن نتجاهل أول وأهم مصدر أرخ لهذه الجريمة ، هو المؤرخ الروماني البيزنطي "سقراتيس سكولاستيكوس ،" من بيزنطة ، مؤرخ إغريقي لم يعش في مصر ولم يزورها يوماً ،ولم يعايش تفاصيل حادث مقتلها،ولكن أرخ عن هيباتيا ضمن الإضطرابات التي سادت الأسكندرية.
أولاً هل إتهم سقراتيس البابا كيرلس بالتورط في مقتلها ؟ رغم كراهيته للبابا بدافع أن البابا كان يتصدى لهرطقة نسطور التي كان يتبعها سقراط فلم يتهم البابا في التورط في الجريمة. و من ثم، فإن أقدم وأول مصدر تاريخي يؤكد أنها سقطت" كضحية سياسية لا دينية" ، وقد قتلها العامة من المسيحيين، و إن قتلها جلب على البابا وعلى كنيسته العار ،ولايستطيع أحد تكذيب سقراط الذي لم يوجه أي إتهام للبابا، خصوصاً و لأنه كان معارضاً للبابا وكان من السهل إتهامه لو كانت هناك مجرد شبهة تحريض من البابا بقتلها.
_ علاوة على أن نسطور لم يستخدم تلك الجريمة كسلاح للكيل لخصمه البابا كيرلس للنيل من سمعته لعزله أو سجنه بعد أن حارب البابا كيرلس هرطقة نسطور.
_ بالإضافة إلى أن الحاكم الروماني البيزنطي أورستيس المعادي للبابا بسبب رد البابا على الهراطقات ،ماإعتبره تدخل في شئون العلمانية،فكان أوريستس على خلاف دائم مع البابا ورفضه لطلب البابا محاكمة اليهود الذين قتلوا عدد كبير من المسيحيين. ومع هذا لم يتهم أوريستس البابا في مقتل هيباتيا، لو كانت هناك شبهة في توريطه كان أول من أعلن أنه مذنباً وكان قام بمحاكمته وإبعاده عن كرسيه. خصوصاً أن هيباتيا صديقته المقربة التي كان متأثراً بها حد أنها كانت تحرضه ضد المسيحيين و كانت سببا في إندلاع الشغب والعنف في الأسكندرية.
وهذه ثلاثة براهين لأشخاص كانوا أعداء حقيقيين للبابا كيرلس الكبير، ولكنها أدلات كافية على تبرأة ساحته.
_ فمن إذاً أول من روج لتهمة توريط البابا كيرلس؟!وإلقاء المسئولية على الكنيسة المصرية، وإستغل أعداء الكنيسة أمثال زيدان وجيبون والبروتستانتي جون تولاند هذا المصدر للكيل بهتاناً على الكنيسة ورجالها الأبرار ؟!
إنه الفيلسوف الوثني"البيزنطي، السوري داماسكيوس Damascius" ،عن كتاب" حياة إيسيدور "وقد مات بعد538م، ورغم أنه لم يكن قد ولد وقت مقتلها، بل ولد بعد الحادثة بحوالي خمسين سنة ! ، وأرخ لها بعد أكثر من مائة عام، وأيضاً كان كارها للمسيحية ولرجال الكنيسة وخصوصاً البابا كيرلس لتصديه للوثنية. حيث ذكر أن البابا كيرلس كان يحسد شعبية هيباتيا ولذلك خطط لقتلها (الفصل 43). في أواخر القرن السابع .!

_ ما أسباب وظروف مقتل هيباتيا ؟ كانت السبب في تعذيب بعض رجال الكنيسة مثل هيراكس معلم اللغة القبطية وكانت سببا في مقتل الراهب أمونيوس بأمر من صديقها والي الأسكندرية أوريستيس. فهاجت عامة المسيحيين ضدها لتحريضها على قتله ،وشهد بهذا كثيرين من مؤرخي مدرسة الأسكندرية ..هيباتيا والحاكم أوريستس كانوا صنوان وكانت تؤيده بشدة حتى في تعذيبه وإضطهاده للمسيحيين،مع كثرة حالات الإعدام التي بدون محاكمات قانونية. وكانت تقف حائلاً بينه وبين البابا في رفض دعوة البابا له للمصالحة وتهدئة حالة الإحتقان الشعبي.وإنتهى الأمر بأن الإمبراطور الروماني عندما تأكد من ممارساته ضد المسيحيين من تعذيب وقتل، أمره أن يقبل المصالحة مع البابا، ثم ترك الأسكندرية عائداً لبلده.
_كتب سقراط عن الفترة 306 م – 439 م – الكتاب الأول- ترجمة ايه سي زينوس – تعريب د.بولا ساويرس، وهو المصدر الأكثر موثوقية، فقال : ( كانت هناك إمرأه فى الاسكندرية تدعى هيباتيا...، إذ كان سائر الرجال يعجبون بها لفضيلتها وكرامتها غير العادية، ولكن حتى هى سقطت ضحية للغيرة السياسية التى سادت آنذاك. وأذ كانت تلتقى مرارا بأورستس، إتهمها المسيحيون أنها هى التى منعت أورستس من التصالح مع الاسقف، لذلك أندفع البعض منهم بقيادة شخص يدعى بطرس وكمنوا لها عند عودتها الى بيتها وجروها من مركبتها وأخذوها الى الكنيسة التى تدعى قيصريوم وعروها ثم قتلوها بالاحجار، وبعد أن مزقوا الجسد الى قطع حملوا أشلاءها الى موضع يقال له سينارون واحرقوها هناك. وقد جلبت هذه الواقعه العار ليس فقط على كيرلس بل ايضا على الكنيسة. وبكل تأكيد ليس شئ أكثر بعداً عن المسيحية من السماح بمذبحة أو حرب أو أعمال من هذا القبيل.)

_ يأتي المصدر الثاني لتأريخ مقتل هيباتيا ، هو للاسقف يوحنا أسقف نوكيو الذي كتب سنة 650 م
كتب نفس التفاصيل التي ذكرها سقراط ولكن علل سبب مقتلها بأنها كانت تعمل بالسحر، وهو أيضًا لايتهم القديس كيرلس في مقتلها، فيقول: ( في تلك الأيام ظهر في الإسكندرية فيلسوفة وثنية تسمى هيباتيا وقد كرست كل وقتها للسحر والإسطرلاب والآلات الموسيقية فأغوت أناس كثيرين بمكائدها الشيطانية... فنهض جموع من المؤمنين بالله تحت قيادة شخص اسمه بيتر... وبدأوا يبحثون عن المرأة الوثنية التي أغوت شعب المدينة والحاكم بفتنتها. وعندما علموا بالمكان التي كانت فيه فتبعوها ووجدوها... وسحبوها حتى وصلوا بها إلى الكنيسة العظمى المسماة بقيصرون. وقد كان ذلك في أيام الصوم، فمزقوا ملابسها وجروها... في شوارع المدينة حتى ماتت وحملوها إلى مكان يسمى سينارون وأحرقوا جسدها بالنار.)

_ ثالث مصدر هو" تاريخ العالم القديم ل يوحنا النقيوسي" الذي شرح بتفاصيل أكثر خلفيات الجريمة، فقال( ظهرت في تلك الآونة إمرأة وثنية وفيلسوفة بالأيكندرية تدعى هيباسي ، وكان كل عملها الإنشغال بالموسيقى وأعمال السحر والتنجيم وكانت تغري كثيرين بحيل إبليس لدرجة أن مدير هذا الإقليم كان يجلها وقد إستمالته هي بفنها السحري ....مما جعل أوريستس حاكم الإقليم وكان يكره أبناء الكنيسة يأمر بالقبض على هيراكس ثم أمر بضربه أمام جمهور المسرح وعذبه علانية لمجرد شك – بوشاية اليهود - في قيامه بالتجسس لحساب القديس كيرلس.على الرغم أنه لم يقترف ذنباً... وأثار هؤلاء اليهود مذبحة بأن نصبوا فخا لأنهم أخذوا رجالا كثيرين منهم ووضعوهم في شوارع المدينة أثناء الليل وجعل البعض منهم يصيحون : كنيسة القديس أثناسيوس تحترق! النجدة أيها المسيحيون، لم ينتبه المسيحيون لهذه الخديعة وخرجوا مسرعين على أصوات الصيحات، في الحال انقض عليهم اليهود وقتلوهم وكثر عدد الضحايا....ولما هدأت الثورة بدأ جموع المؤمنين تحت قيادة الحاكم بولس في البحث عن تلك المرأة الوثنية التي أغرت سكان المدينة وحاكمها بخداعاتها السحرية فإكتشفوا الموضع الذي تقيم فيه حيث وجدوها جالسة على عرش فأنزلوها من فوقه وجروها نحو الكنيسة .. فخلعوا عنها ملابس العظمة وجروها في شوارع المدينة ليراها كل أحد حتى ماتت،ثم مضوا بها إلى مكان يسكى سيناريوم حيث أحرقوا جسدها، ثم إلتف كل جمهور الشعب ثانية حوا الأب البطريرك كيرلس حيث أسموه ثيؤفيلس الجديد لأنه أنقذ المدينة من البقية الأخيرة من الوثنيين) ص113
إذاً كان المسيحيين يعيشون حرب شوارع مابين مكائد ودسائس اليهود وصراعهم ضد الوثنيين . وكان الحاكم الروماني أوريستس السبب في إندلاع الشغب في المدينة نتيجة إضطهاده للمسيحيين.بينما البابا كيرلس أطلق عليه الأسد الجريئ لتثبيته الإيمان ضد المهرطقين ومواقفه الثابتة.
فمن الصادق فيما أرّخه؟ ما أرّخه يوحنا النقيوسي، أم ما أرخ له شخص وثني مثل داماسكيوس،والذي تناقلت عنه كتابات المسلمين وكل حسب أهدافه ومايضمره للمسيحية وللكنيسة.. أم حيادية المؤرخين البيزنطيين الذين رغم عدم إتهامهم للبابا كيرلس إلا أنهم في النهاية مؤرخين بيزنطيين ينظرون للمصريين نظرة عدائية لأنهم أصحاب الأرض، بينما البيزنطيين محتلين لمصر. ؟!



#فريدة_رمزي_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السراسنة الهاجريون، الإسماعيليون
- في الأديان الإبراهيمية
- رداً على د. مصطفى وزيري
- هنيئاً لك ياسمك
- بذاءات ذكورية


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فريدة رمزي شاكر - هيباتيا، بين تشارلز كينجزلي وعزازيل زيدان_ج1