فريدة رمزي شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 6908 - 2021 / 5 / 24 - 20:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لكل تاريخ رسمي،تاريخ أخر موازي له محفور في ذاكرة الشعوب،لهذا اغلب تاريخ العرب مشكوك فيه ، تاريخ زائف وغير مُعاش ولأن الحكام العرب هم من أملوا هذا التاريخ لكُتَّابهم الذين إستأجروهم لهذا الغرض.
السراسنة (Saracens) هم الإسماعيليون ،الهاجريون (Hagaren) أحفاد هاجر، حيث جاء إسم السراسنة من اليونانية واللاتينية عصر الإمبراطورية الرومانية القديمة ،لقبائل عاشت شمال غرب الجزيرة ، الأردن حالياً ( الأنباط سابقاً) ثم في عصر متأخر أصبح الإسم يطلق على كل العرب
وهو المسمى المتداول في الأدب اليوناني( Sarakēnos، Saracenus ) والاتيني
وبالصيغة اللاتينية يسمون " سراسين_ saraceni"
_ وممن كتبوا عن السراسنة بطليموس ، فقد حدد بطليموس في كتابه الجغرافيا، منطقة تسمى Sarakēnē ساراكنوي، في أواسط القرن الثاني الميلادي والتي عرفت في وقت متأخر بالعربية الحجرية . إذن من إسم المنطقة يكون المسمى( سارسين أو ساريين ) لاعلاقة له بدين بل هم من اختاروا لأنفسهم هذا المسمى هرباً من تسميتهم ( الهاجريون) .
_ أما الفيلسوف ستيفانوس البيزنطي( القرن السادس الميلادي) في كتابه Ethnica فتحدث عن مدينة اسمها Saraka تقع بعد منطقة النبط عرفوا أهلها بالسراسنة. (Sarakenoi)
_ أما ديسقوريدس "Dioscurides of Anazarbos" أول من ذكرهم في أواسط القرن الأول في كتابه" الحشائش والأدوية " ويسميهم ( ساراكينوي) .
_ المؤرخ الروماني Hippolytus هيبوليتوس برديصان، في سنة 200 إستخدم برديصان" مصطلح سرياني هو " سرقايا_ sarqaya" .
_ وإستخدم " جيروم" مصطلح السراسين ليشير به إلى أن العرب إغتصبوا هذه التسمية لأنفسهم، ليزعمون أنهم الذرية الشرعية لإبراهيم من زوجته سارة، أي أنهم " المنتسبين لسارة" وهذا ما أيده أيضاً المؤرخ البيزنطي ( سوزومين_ ت. 450 ).
_ وقد فضلوا تسميتهم بالسراسين هرباً من تسمية " الهاجريون" نسبة لهاجر جارية إبراهيم والتي تعني أنهم أبناء غير شرعيين فنسبوا أنفسهم لسارة الزوجة الحرة.
_ يذكر المؤرخ الكنسي يوسابيوس في القرن الرابع ، عن السراسنة فيقول عن إصطهاد المسيحيين أن ،«الكثيرون _ من المسيحيين _ استعبدوا من قبل السراسنة البرابرة» .
_ في كتيب صغير عن " مناظرات يوحنا كاسيان" الجزء الثاني سنة 1960 يذكر في مقدمته، ( في منطقة البحر الميت،حيث يجري نهر الأردن، هناك كان يقطن كثير من الرهبان الطوباويين ، هؤلاء الذين قتلهم ال sarcens المجرمين) .
وهناك مرجعين تاريخيين مهمين لايغفلهما الباحث عن حقيقة العرب الإسماعليين السراسنة المحتلين.
_ ممن أرخوا لهؤلاء الشعب المؤرخ ( يوحنا الدمشقي_ 676- 749) عن الإسماعيليين
في كتابه ( الهرطقة المائة ) بعد أن اعتنقوا الإسلام الذي ظهر من بينهم صاحب الدعوة، يتكلم عن ( ديانة الإسماعيليين ) ولايسميها أبدا الإسلام ، بل أن كلمة مسلم لايستعملها البتة واضعاً مكانها كلمة ( ساري) نسبة إلى سارة. فكلمتا الإسلام ومسلم لم ينقلها الكُتاب البيزنطيون إلى اليونانية إلا في حقبة لاحقة.
وتحت عنوان الهرطقة المائة يقول: (هنالك أيضاً ديانة الإسماعيليين التي لاتزال تسيطر في أيامنا وتستميل الشعوب معلنة مجيئ المسيح الدجال، إنها تتخذ أصلها من إسماعيل بن إبراهيم وهاجر لهذا السبب يدعونهم الهاجريين أو الإسماعيليين، كما يدعونهم أيضاً ( ساريين) أي الذين جردتهم سارة من الميراث، فهاجر قد أجابت الملاك في الواقع قائلة : ( إن سارة قد طردتني مجردة) _تك10: 18
لقد كانوا إذاً وثنيين وكانوا يعبدون" نجمة الصبح والزهرة" التي كانوا يدعونها في لغتهم " خَبَار" في لغتهم والتي تعني" عظيمة" ، وهكذا كانوا يزاولون عبادة الأوثان علنا حتى عهد هرقليوس) ص49، ويستمر الدمشقي في السرد فيحكي كيف ظهر صاحب الإسلام من بين السراسنة.
_ أما المرجع الثاني المهم هو كتاب( تاريخ العالم القديم) ل (يوحنا النيقيوسي ) وتعود أهمية هذا المرجع في أنه الوحيد الذي أرخ للمجازر التي إرتكبها السراسنة الإسماعيليين في المصريين وقت إحتلالهم العربي وعلى رأسهم إبن العاص
فيقول: ( حينئذ جاء الإسماعيليين وقتلوا قائد الجيش وكل رفاقه وتحكموا في مدينة البهنسة وكان كل من يقترب منهم يُقتل ولم ينجو أحداً منهم الشيوخ ولا النساء ولا الأطفال....وكانوا يسمون عبيد المسيح " أعداء الله " ص 210.
ثم ينتقل لموضع أخر فيقول ص217 : ( وحقيقة ذلك أن المسلمون قاموا بسلب ونهب وتخريب منازل سكان الأسكندرية الذين كانوا قد هربوا.. فإستدار المسلمون بعد ذلك إلى المدن الاخرى فجردوا المصريين من أملاكهم ومارسوا ضدهم أعمال العنف، وكانوا يذبحون كل من يقابلهم في الشوارع أو في الكنائس، رجالاً ونساءاً وأطفالاً بدون رحمة، والأفضل أن نصمت الآن لأنه من المستحيل أن نقص هول ماحدث من الجرائم التي إرتكبها المسلمون عندما إحتلوا جزيرة نيقيوس يوم الأحد ....وأسروا نساء وأطفال وكانوا يتقاسمونه...وكانت مصر فريسة لإبليس.. فليوقع الله هذا العقاب على الإسماعيليين وأن يعمل بهم كما فعل مع فرعون القديم فإنه بسبب خطايانا يسمح لهم أن يعاملونا هكذا ) ص226
بعد كل هذه الوحشية والجرائم الفظيعة التي إرتكبها السراسنة الهاجريون، لا يسعني سوى أن أقول: ليس التاريخ ما يدونه المنتصرون بالسيف في الحروب، بل مايُعاش في ذاكرة و وجدان الشعوب، يروونه بمرارة كلما مرت عليهم المِحن والأزمات والإضطهادات!
#فريدة_رمزي_شاكر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟