أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - هل تسعى امريكا لحرب باردة جديدة ( 2 )















المزيد.....

هل تسعى امريكا لحرب باردة جديدة ( 2 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6866 - 2021 / 4 / 11 - 21:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل الإجابة على سؤال فيما اذا كانت امريكا تسعى لخوض حرب باردة جديدة اما لا ... لابد من تحديد طرفي هذه الحرب المحتملة , هل هذه الحرب ستكون بين امريكا و معها عدد قليل من الدول ذات التأثير الهامشي ضد الكتلة التي تتشكل من العملاق الاقتصادي الصيني الصاعد و بجانبه روسيا التي لازالت احد القوتين العسكريتين العظميتين في العالم و معهم دول عديدة اخرى .... ؟
أم أن هنالك كتلة من الدول المهمة ستقف الى جانب امريكا ... ؟
إن كان هنالك كتلة من الدول ستقف مع امريكا في حربها الباردة الجديدة , فمن هي هذه الدول ... ؟
و هل ستقف دول الاتحاد الأوربي بجانب امريكا في حربها الباردة الجديدة ضد محور روسيا – الصين , هذه الحرب التي يشعر الكثير من الأوربيين أن ليس لها ما يكفي من المبررات و التي لا تجلب لدولهم نفعا بل بالعكس ستتحمل الدول الأوربية اعباء و خسائر كبيرة , فهل من المعقول حصول كل ذلك لا لشيء .... إلا لإرضاء مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية الاقتصادية ... ؟!

و قبل كل ذلك , من الضروري ايضا تناول الوضع الدولي الحالي بشيء من التفصيل لمعرقة هل إن هذا الوضع الدولي الحالي يسمح بنشوب حرب باردة جديدة ... ام لا ...؟
وهل ستكون الحرب الباردة الجديدة في صالح امريكا كي تسعى لشنها ام لا ...؟
ام إن الأمر لا يتعدى بعض التحديات السياسية بين اقطاب القوى السياسية الرئيسية في العالم للحصول على بعض المكاسب من خلال تنازلات الطرف الآخر و بعدها يتم تبريد هذه الحرب الباردة حتى تصل لدرجة التلاشي ... !

و بهذا الصدد لا بد من الاعتراف بأن العالم قد تغيير كثيرا عن ما كان عليه في زمن الحرب الباردة الأولى , تلك الحرب التي استمرت بحدود اربعة عقود من القرن الماضي بين معسكر حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و معسكر حلف وارشو بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق و من ابرز اركان هذا التغيير في صورة العالم :

اولا : لم يعد في الساحة الدولية صراعا ايديولوجيا كما كان إبان الحرب الباردة الأولى بين ايديولوجية نظام ليبرالي يعتمد على اقتصاد السوق الحر و الأيديولوجية الشيوعية اللينينية التي كان يتبعها الاتحاد السوفيتي السابق و معه الدول السائرة على هذا النهج , فالجميع اما تخلوا بشكل كامل عن الاقتصاد المقيد و اعتمدوا نظام اقتصاد السوق الحر أو كما فعلت الصين باعتماد نظام جديد يسمح بتعايش القطاع الخاص و فطاع الدولة الموجه في نظام اقتصادي موحد اسمته بالتجربة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية .

ثانيا : الذي يحرك النزاعات في هذه المرحلة هي المصالح الاقتصادية المباشرة و ليست الأيديولوجية فمعظم الدول اصبحت براغماتية و هذا سيؤدي الى التوافق اكثر منه الى التناحر فالمصالح المشتركة للدول تقود الى التوافق و الجميع يخسر في حالة تصاعد التناحر , و من نتائج هذه الحالة هي أن امريكا ستجد امامها قدر كبير من الصعوبة , تصل الى حد المستحيل , في جر دول مهمة خلفها اذا ما اختارت السير نحو حرب باردة جديدة لأن هذه الدول ستطالبها بالبدائل عن مقاطعتها للمحور الروسي الصيني و معهما دول عديدة اخرى و ستعجز امريكا في توفير عشر اعشار هذه البدائل , حتى إن امريكا سوف لن تجد كل البدائل لنفسها فكيف ستوفرها للدول الأخرى و على سبيل المثال أن الصين اليوم هي الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة الأمريكية فحجم التبادل التجاري السنوي معها اكثر من نصف ترليون دولار ... !

ثالثا : بعد حل حلف وارشو لم يعد هنالك على الساحة الدولية حلفان عسكريان بل هنالك حلف عسكري واحد هو حلف الناتو و بالتالي لا تجد الدول الأعضاء في هذا الحلف اي ضرورة لتوحيد المواقف ضد عدو لا وجود له .

رابعا : من افرازات الحرب الباردة الأولى كان هنالك حركة عدم الانحياز تضم عدد كبير من الدول و مع نهاية تلك الحرب الباردة لم يعد هنالك من ضرورة لوجود مثل هذه الحركة خصوصا و قد تحررت جميع الدول تقريبا من الاستعمار بشكله القديم .
و من هذه الإفرازات ايضا اختفاء حركات الكفاح المسلح ذات النهج اليساري المتطرف في قارات اسيا و افريقيا و امريكا اللاتينية و التي كانت مدعومة من قبل المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق و ظهور بدلا عنها حركات ارهاب إسلاموي مسلح لا يمكن مواجهتها إلا بتعاون جميع الدول شرقا و غربا للقضاء عليها و بالتالي ستكون هنالك ممانعة قوية من قبل معظم الدول لنشوب حرب باردة جديدة فمثل هذه الحرب ستكون في صالح الإرهاب الإسلاموي .

خامسا : لم تعد امريكا هي الآمر الناهي في حلف الناتو فقد فقدت امريكا القدرة على ملئ ارادتها على حلفائها في هذا الحلف لأسباب موضوعية اهمها هو استقرارا الوضع في عموم دول اوربا سياسيا مع حصول انتعاش اقتصادي كبير في هذه الدول مكنها من الاستمرار في التطور دون الاعتماد على العكازة الأمريكية التي استخدموها لتجاوز حالة الخراب و الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية و للنهوض من جديد .

سادسا : كان لانحلال حلف وارشو و زوال خطره اثرا كبيرا في استقلال القرار السياسي الأوربي عن الإرادة الأمريكية و التخلص من الإملاءات الأمريكية التي قد لا تتوافق و مصالح الدول الأوربية و بالأخص نمو و تطور الإرادة الأوربية في تطوير اتحادهم الأوربي رغم المحاولات الأمريكية المستمرة لإضعاف هذا الاتحاد .
و قد نجحت الدول الأوربية في جعل التداول و التشاور بينها و بين امريكا هو البديل عن سياسة الإملاءات الأمريكية التي كانت امريكا هي مَنْ ترسم للأوربيين مسار سياستهم و علاقاتهم مع دول العالم الأخرى و ما يجب أن يفعلوه و ما لا يجب أن يفعلوه .

سابعا : استقلال القرار الأوربي وصل لدرجة أن بعض الدول الأوربية الأعضاء في حلف الناتو و منهم فرنسا اخذت في التخطيط لأنشاء جيش للاتحاد الأوربي لا علاقة له بحلف الناتو و هذا ما ازعج الإدارة الأمريكية في عهد ترامب حيث علق الرئيس ترامب ساخرا من الرئيس الفرنسي ماكرون بقوله هل تريد أن تصبح نابليون جديد ... !

ثامنا : اصبحت علاقة روسيا بعدد من اعضاء حلف الناتو و منها تركيا جيدة و العلاقات الاقتصادية بين روسيا و الاتحاد الأوربي هي في تطور مستمر في مجالات عديدة و منها مجال الطاقة حيث ستصبح روسيا المزود الرئيسي للدول الأوربية بالغاز بعد اكتمال مشروع انبوب نقل الغاز المسمى ( السيل الشمالي - 2 ) الذي يمرر الغاز الروسي بشكل مباشر من روسيا الى المانيا و منها الى دول الاتحاد الأوربي , لقد حاولت الإدارات الأمريكية المتعاقبة و خصوصا في عهد ترامب وقف تنفيذ هذا المشروع من خلال فرض عقوبات على الشركات المنفذة له إلا أن الموقف الألماني و معها دول الاتحاد الأوربي حال دون أن تنفذ امريكا اهدافها و كل ما فعلته امريكا هو عرقلة بسيطة في البرنامج الزمني لتنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي الذي يعزز الصلة بين روسيا و عموم دول الاتحاد الأوربي .

تاسعا : الصين هي الان الشريك التجاري الأول للاتحاد الأوربي و ليس من مصلحة دول هذا الاتحاد خوض حرب باردة ضدها .

عاشرا : اتخذت تركيا خطوات مهمة على طريق الاستقلال في القرارات السياسية ذات البعد الاستراتيجي عن الإرادة الأمريكية , و تركيا هي عضو مهم في الناتو , هذا الاستقلال في اتخاذ الخيارات الاستراتيجية مكنها من التعاون مع روسيا في مجال التسلح حيث فشلت كل محاولات امريكا في اجبار تركيا على التخلي عن صفقة الصواريخ الروسية اس -400 بالإضافة الى ذلك فأن تركيا صارت تنسق مع روسيا في بعض المواقف التي لها علاقة بالشأن الإقليمي لحل ازمات متعددة في الشرق الأوسط .

احد عشر : اصبح صعود الصين نحو القمة العلمية و التكنولوجية و أن تكون هي القوى الاقتصادية الأولى في العالم أمرا حتميا في نظر العدد من المحللين المهتمين بالشأن الاقتصادي , و هذا ما سيعزز النظرية التي تقول إن اي دولة لا تستطيع لوحدها الهيمنة على العالم مهما امتلكت من قوة اقتصادية و عسكرية .

و عليه يمكن القول بأنه ليس من مصلحة امريكا شن حرب باردة جديدة على المحور الروسي الصيني فحسب بل لم يعد بمقدورها ايضا خوض مثل هذه الحرب لذا من المستبعد أن يتخذ القادة الأمريكان الدخول في حرب معروفة نتائجها السلبية عليهم ,



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تسعى امريكا لحرب باردة جديدة ( 1 )
- الإخوان المسلمين ... كحركة أممية الى اين .. ؟
- نظرية المؤامرة ما بين الغموض و الحقيقة
- التجربة الصينية و تعاملها مع فائض الإنتاج ( 3 )
- التجربة الصينية و تعاملها مع فائض الإنتاج ( 2 )
- التجربة الصينية و تعاملها مع فائض الإنتاج ( 1 )
- ما هي طبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ... ؟ ( 4 )
- ما هي طبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ... ؟ ( 3 )
- ما هي طبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ... ؟ ( 2 )
- ما هي طبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ... ؟ ( 1 )
- الفوضى الخلاقة : لماذا نجحت في اليابان و فشلت في العراق ..؟ ...
- الفوضى الخلاقة : لماذا نجحت في اليابان و فشلت في العراق ..؟ ...
- الفوضى الخلاقة : لماذا نجحت في اليابان و فشلت في العراق ..؟ ...
- البداية من القمة ( 27 )
- ما حقيقة معاناة الأيكور في الصين ... ؟ ( 3 )
- ما حقيقة معاناة الأيكور في الصين ... ؟ ( 2 )
- ما حقيقة معاناة الأيكور في الصين ... ؟ ( 1 )
- البداية من القمة ( 26 )
- البداية من القمة ( 25 )
- الدولة العميقة ( 4 )


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - هل تسعى امريكا لحرب باردة جديدة ( 2 )