ما هي طبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ... ؟ ( 1 )

آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6846 - 2021 / 3 / 20 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السؤال عن ما هي طبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ... ؟ هو سؤال هام له على الأقل ثلاثة اجوبة مختلفة و قد تكون هذه الأجوبة متناقضة في ما بينها ... !

الأجوبة الثلاثة عن طبيعة هذه العلاقة يتم تداولها في كتابات و تعليقات الكثير من المهتمين بالشأن الفلسطيني خصوصا أو الشأن العربي و الإسلامي عموما , و كل فريق منهم يحاول اثبات صحة فرضيته لطبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية .

الجواب الأول : هو أن الصهيونية هي المحرك الأساسي للسياسة الأمريكية و أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن تتحرك باتجاه يتناقض مع المشروع الصهيوني الاستيطاني و أن الماسونية العالمية هي التي تديم انصياع امريكا للإرادة الإسرائيلية و أن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية هو الذي يحدد الملامح الأساسية للسياسة الأمريكية و يترك هذا اللوبي بعض الرتوش السياسية الغير مؤثرة للتصرف بها من قبل أركان الدولة و السلطة الأمريكية .
بمعنى آخر أن العمود الفقري للسياسة الأمريكية يحددها اللوبي الصهيوني لتنفيذ مخططات اسرائيل و حاجاتها الأنية و المستقبلية , حتى لو تناقضت هذه المخططات الإسرائيلية مع المصلحة الوطنية الأمريكية العليا .

الجواب الثاني : هو الذي يعتبر اسرائيل مجرد قاعدة امريكية متقدمة في الشرق الأوسط و أن سياسة اسرائيل لا يمكن أن تحيد عن الإرادة الأمريكية التي تمثل مصلحة الأمة الأمريكية .
بمعنى أوضح , امريكا هي التي تضع الشروط و الضوابط في علاقتها بإسرائيل . و اسرائيل لا تستطيع فعل شيء سوى تنفيذ ما تتطلبه مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية . اذ لا يمكن لدولة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية أن تخضع سياستها لإرادة دولة صغيرة كإسرائيل و أن امريكا تقدم الدعم المشروط لإسرائيل مقابل أن تكون اسرائيل أداة مطيعة بيد امريكا , تحركها بالطريقة التي تشاء و بما يتناسب مع حاجات امريكا الأنية و المستقبلية .

الجواب الثالث : هو أن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية هي علاقة مصالح مشتركة و متى ما كان هنالك مصلحة مشتركة أو عدو مشترك لهما نجد أن هنالك تطابق اكبر و ترابط اوثق بين سياسة اسرائيل و سياسة امريكا في الوسط الإقليمي في الشرق الأوسط أو في عموم الساحة الدولية لتحقيق المصلحة المشتركة أو لمواجهة العدو المشترك .
هذا يعني ان من يحدد طبيعة العلاقة بين اسرائيل و امريكا هي المساحة المشتركة التي تتواجد فيها مصلحة الطرفين معا , وهذه المساحة متغيرة و بالتالي العلاقة بينهما هي متغيرة ايضا , بمعنى آخر , تتطابق السياسة الأمريكية مع السياسة الإسرائيلية احيانا و تتناقض احيانا اخرى و كما يحصل بين أي دولتين ذات سيادة على قراراتهما .

و لكي نعتمد احد هذه الأجوبة الثلاث أو أن نرفضها جميعا حين نجد أنها لا تنطبق أو حتى تتناقض مع مسار الأحداث التي مرت عبر التاريخ الذي مضى , قبل نشوء دولة اسرائيل و بعد نشوئها , أو قد نذهب للبحث عن جواب رابع بعد اجراء مراجعة سريعة للأحداث و المسارات السياسية المرتبطة بالعلاقة الأمريكية الإسرائيلية و علاقة امريكا بالمشروع الصهيوني قبل نشوء اسرائيل و لحد الآن .

يمكن تقسيم مسارات الأحداث السياسة المرتبطة بعلاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالحركة الصهيونية منذ بدأ الاستيطان اليهودي في فلسطين في بداية القرن العشرين و نشوء دولة اسرائيل و الى يومنا هذا الى ثلاثة مراحل هي :

(( يتبع ))

#آدم_الحسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل