أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - البداية من القمة ( 27 )















المزيد.....

البداية من القمة ( 27 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6839 - 2021 / 3 / 13 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التطور التنموي الهائل الذي حصل في الصين نتيجة القفرات في مجال العلوم و التكنولوجية فيها طرحت سؤالا مهما هو مزيج من الدهشة و الرغبة في معرفة حقيقة الأسباب التي انتجت هذا التطور المتنامي , السؤال هو :

كيف يمكن حصول هذا التقدم الذي حققته الصين و الذي جعل منها قوة اقتصادية و علمية و تكنولوجية عظمى رغم أن النظام فيها لايزال نظاما شموليا ... ؟

قبل الإجابة على هذا السؤال هنالك حزمة من الأسئلة الأخرى , قد تكون اجابتها بمجموعها هو جواب لهذا السؤال , و هذه الأسئلة هي :

اولا : هل أن الحزب الشيوعي الصيني سائر باتجاه التحول لأن يكون حزب التكنوقراط .... ؟

الجواب الأكثر واقعية هو نعم , خصوصا اذا علمنا أن في صفوف هذا الحزب الذين اخذوا مواقع قيادية في ادارة الدولة الصينية حوالي 150 الف من الخبراء من هم بدرجة ماجستير في علوم ادارة الدولة من خرجي الجامعات الغربية و خصوصا من جامعات الولايات المتحدة الأمريكية أو من دورات في الجامعات الصينية التي اعتمدت نفس المناهج المقررة في مثيلاتها من الجامعات الغربية بالإضافة الى أن الحزب الشيوعي الصيني الذي بلغ عدد أعضائه الان بحدود المئة مليون مواطن يضم حاليا ملايين المهندسين و العلماء و المختصين بشتى المجالات و بحكم كفاءاتهم تمكنوا من تسلق هيكل الدولة الصينية و الوصول الى المناصب التي يتم فيها و من خلالها اتخاذ القرارات و وضع الخطط لتنفيذها .

لقد حصل اندماج و تنسيق عالي المستوى بين الكادر الفني و الكادر المشرف على الإدارة و الذين بمجموعهم يشكلون كتلة تكنوقراط فاعلة و متنامية القدرة , هذه الكتلة هي التي تدير الان شؤون الدولة الصينية و بالتالي اصبح دور السياسي دورا هامشيا ليس في قيادة الدولة الصينية فحسب و انما في وضع منهاج للحزب الشيوعي الصيني ايضا .

ثانيا : هل لازال النظام في الصين هو نظام شمولي ...؟

الجواب الأكثر ملائمة للحالة الصينية هو : نعم و لا في نفس الوقت , و ذلك لأن النظام الشمولي يجب أن يعتمد على معتقد أو نظرية ما يدفع بها الدولة و المجتمع للسير في مسارات محددة و بما يتلاءم و متطلباتها , الا اننا نجد ان الحزب الشيوعي الصيني قد تخلص من مبدأ اساسي من مبادئه السابقة و هو (( ديكتاتورية البروليتارية )) و استعاض عنه بما يسميه مصلحة الأمة الصينية , و حقيقة هذه المصلحة هي البرغماتية المتجددة و هذا يعني ان النظام في الصين بدأ يتخلى تدريجيا عن النظرية التي قام على اساسها و يصبح تدريجيا نظام بلا نظرية تقوده حيث اصبحت متطلبات التطور و التنمية هي التي تقوده و هذه المتطلبات هي التي تقرر ما يجب أن يكون و ما لا يجب أن يكون , هذا يعني بكل تأكيد ان النظام في الصين أخذ يبتعد تدريجيا عن الشمولية .

ثالثا : هل فقد الحزب الشيوعي الصيني ايمانه بمبدأ اممية الثورة ضد الإمبريالية ... ؟

الجواب هو أن هذا الحزب قد قطع صلته بكل الحركات الثورية في العالم و منها تلك التي ترفع شعار (( يا عمال العالم اتحدوا )) و اعتمد عوضا عن ذلك مبدأ التعاون مع حكومات جميع الدول على اساس المصالح و المنافع المشتركة بين الصين و الدول كافة و دون التدخل بشؤونها الداخلية .

رابعا : هل تحول الحزب الشيوعي الصيني من حزب طبقي يمثل مصالح طبقة العمال و الفلاحين الى حزب وطني ...؟

الجواب بالتأكيد نعم . اذ أن مسيرة الإصلاح الاقتصادي تطلبت تشجيع و تنمية نشاطات القطاع الخاص المختلفة و أن ترعى الدولة كل الطبقات المشاركة في العملية الإنتاجية و المؤشرات عن تزايد عدد المليارديرية و المليونيرية الصينيين دليل قاطع على ذلك بالإضافة الى أن الدولة الصينية مهتمة جدا باستعادة كامل الأرض الصينية لتكتمل خارطة الصين التي اقتبسوها من خارطة الإمبراطورية الصينية القديمة و اعتبروا ذلك هدفا وطنيا اسمى , لذا يمكن القول أن الحزب الشيوعي الصيني اصبح حزبا صينيا وطنيا لا طبقيا بامتياز .

خامسا : هل تخلى الحزب الشيوعي الصيني عن نهج الديمقراطية المركزية المتبعة في نظامه الداخلي ... ؟

يبدو من خلال الكثير من تصريحات كبار قادة الحزب الشيوعي الصيني و خصوصا خلال المؤتمرات العامة لاختيار قيادات هذا الحزب الذي تتم وفق مبدأ (( الديمقراطية المركزي )) المتبعة في عمل و نشاط عموم تشكيلاته الحزبية انهم يتوجهون لزيادة مساحة الديمقراطية المتاحة داخل هذه التشكيلات و تقليص دائرة التقييد المركزي و ذلك من خلال جعل المناقشات الداخلية للحزب تظهر على السطح لتتفاعل مع الرأي العام الصيني و هذ يعني أن الحزب الشيوعي الصيني سائر باتجاه دمقرطة نفسه بنفسه و كذلك اخضاع كادره الحزبي لمزيد من الرقابة الشعبية و خصوصا من قبل مجالس البلدية للقرى و المدن .

سادسا : هل أن الحزب الشيوعي الصيني يعمل على بناء نظام ديمقراطي بالاعتماد على نظام الحزب الواحد .... ؟ و أن يكون التنافس الديمقراطي الحر هو بين عدة اجنحة ضمن هذا الحزب الواحد ... ؟

يبدو أن الجواب هو نعم , هكذا يسعى الحزب الشيوعي الصيني في بناء الديمقراطية ضمن نظام الحزب الواحد .
بعض المفكرين الصينيين يطرحون للنقاش سؤال مهم حول امكانية بناء نظام ديمقراطي في ظل نظام الحزب الواحد ... !! و هل أن التعددية الحزبية هي شرط لا يمكن بدونه بناء نظام ديمقراطي حر ...؟

قد يذكرنا هذا الأمر بما طرحه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر من تجربة انشاء ( الاتحاد الاشتراكي العربي ) , كانت تلك الفكرة التي اطلقها عبد الناصر فكرة جريئة الا ان تلك التجربة لم يكتب لها النجاح و فشلت رغم أن معظم الأحزاب المصرية في حينها ابدت استعدادها أو باشرت بحل نفسها للاندماج في ذلك الاتحاد الاشتراكي العربي بضمنهم الحزب الشيوعي المصري , لكن الفشل قد حصل لأن النظام المصري في حينها لم يستطع التخلص من كونه نظاما شموليا سلطويا و لم تتشكل في الدولة المصرية كتلة مؤثرة من التكنوقراط حيث بقت العسكريتارية هي القائدة للنظام المصري بالإضافة الى عوامل عديدة اخرى جعلت من فشل تلك التجربة الناصرية امرا حتميا , اما التجربة الصينية فهي لازالت في منتصف الطريق و لا يمكن القول أنها تجربة ناجحة أو انها سائرة نحو الفشل .

نظريا , اذا اصبحت الشفافية على عمل الحزب الشيوعي الصيني عالية و تخلص هذا الحزب من نهج الديمقراطية المركزية , التي يتبعها حاليا , و استعاض عنها بالديمقراطية الغير مقيدة و اصبحت الرقابة الشعبية حاكمة على نشاط اعضاء الحزب و تم التعامل مع الرأي العام و الصحافة الحرة على انها مصدر قوة للحزب و ليس اضعاف لدوره في المجتمع عندها ستنتفي الحاجة لوجود حزب آخر و بالتالي اعتماد التعددية الحزبية سوف لن ينتج عنه ظهور احزاب اخرى و أن ظهرت فسوف لن يكون لها قيمة ,

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما حقيقة معاناة الأيكور في الصين ... ؟ ( 3 )
- ما حقيقة معاناة الأيكور في الصين ... ؟ ( 2 )
- ما حقيقة معاناة الأيكور في الصين ... ؟ ( 1 )
- البداية من القمة ( 26 )
- البداية من القمة ( 25 )
- الدولة العميقة ( 4 )
- الدولة العميقة ( 3 )
- الدولة العميقة ( 2 )
- الدولة العميقة ( 1 )
- البداية من القمة ( 24 )
- البداية من القمة ( 23 )
- البداية من القمة ( 22 )
- البداية من القمة ( 21 )
- البداية من القمة ( 20 )
- البداية من القمة ( 19 )
- البداية من القمة ( 18 )
- البداية من القمة ( 17 )
- البداية من القمة ( 16 )
- البداية من القمة ( 15 )
- البداية من القمة ( 14 )


المزيد.....




- مسؤول روسي يُغضب ترامب ويلوح بـ-اليد الميتة-، فكيف تعمل؟
- صحف عالمية: إسرائيل أصبحت علامة سامة ولا يمكن الدفاع عما تقو ...
- ذوبان الأنهار الجليدية في تركيا مؤشر على أزمة مناخية
- مصر.. حملة أمنية واسعة لضبط صناع المحتوى -الخادش للحياء-
- فيديو.. لص حاول سرقة هاتف مراسلة في البرازيل
- مظاهرات في تل أبيب بعد فيديو -الرهائن الجوعى-
- 3 أشياء سامة بغرفة نومك.. تخلص منها فورا
- لجنة التحقيق في أحداث السويداء تبدأ عملها وتقدم -تعهدات-
- تعرف على عادتين بسيطتين تحسنان صحتك النفسية
- إعلام أميركي: ماسك أنفق ملايين الدولارات لاستعادة ود ترامب


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - البداية من القمة ( 27 )