أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - البداية من القمة ( 17 )














المزيد.....

البداية من القمة ( 17 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6775 - 2020 / 12 / 30 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتحدث الكثير من الاقتصاديين و المتابعين للشأن الاقتصادي من أن الاقتصاد الصيني هو ثاني اكبر اقتصاد في العالم بعد اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية و يقصدون هنا حجم الدخل المحلي لهاتين القوتين الاقتصاديتين الكبيرتين , حتى صار هذا التسلسل في درجة قوة اقتصاد هاتين الدولتين يرد في الكثير من التقارير الاقتصادية و كأنه اشبه بالبديهية رغم ما يحتويه من غموض و عدم وجود مقاييس مشتركة لتحديد حجم الدخل المحلي و قوة اقتصاد اي من هاذين البلدين .

تعتمد المؤسسات الدولية كالبنك الدولي و صندوق النقد الدولي على ما متوفر حاليا من مقياس لتحديد حجم الدخل المحلي او ما يسمى ايضا بالدخل القومي او الدخل الوطني لأي دولة ألا و هو القيمة التبادلية لأجمالي السلع و الخدمات المنتجة محليا فيها و هنا لابد من التوقف كثيرا عند مسألة القيمة التبادلية اذ أن هذه القيمة هي قيمة نسبية و ليست قيمة مطلقة لارتباطها بعوامل السوق كقوانين العرض و الطلب لكل سوق على حدة أو على قوانين العرض و الطلب للسوق العالمية و على سعر صرف العملة المحلية للدولة المعنية مقابل عملات الدول الأخرى و سياسة دعم المنتج الوطني و هنالك ايضا العوامل السياسية كالحصار و المقاطعة و العقوبات الاقتصادية و غيرها فكل هذه العوامل تؤثر بهذا القدر او ذاك على القيمة التبادلية لأجمالي الناتج المحلي لذلك يصبح الركون الى القيم التبادلية لتحديد حجم الدخل القومي لأي دولة امرا ليس غير دقيقا فحسب و انما قد يكون بعيدا بشكل كبير عن القيم الحقيقية .

يفترض بأن يكون اجمالي القيم الاستعمالية للسلع و الخدمات المنتجة في اي دولة هي المقياس المنطقي لتحديد حجم ناتجها المحلي , لكن الصعوبة و التعقيد في احتساب القيم الاستعمالية جعل المعنيين بالشأن الاقتصادي افرادا أو مؤسسات يعتمدون على اسلوب سهل و هو اعتماد القيم التبادلية لتقدير اجمالي الناتج المحلي رغم ما يتضمنه هذا الأسلوب من ركائز تقود الى نتائج شبه وهمية .
و على سبيل المثال , قد يكون الناتج المحلي للصين في هذه المرحلة اكبر بكثير و لربما اضعاف الناتج المحلي للولايات المتحدة الأمريكية اذا اعتمدنا على اجمالي القيم الاستعمالية للسلع و الخدمات المنتجة و ليس على اجمالي القيمة التبادلية للسلع و الخدمات المنتجة فيهما , لكن و لعدم توفر اسلوب واضح لقياس القيم الاستعمالية سيبقى الأمر غامضا ... !!

قبل ظهور النقد في حياة البشرية كان التعامل التجاري بالمقايضة و هذا الأسلوب رغم بدائيته هو اكثر معقولية و منطقية من النظام النقدي السائد حاليا الذي من خلاله تستطيع دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية اصدار عملة ورقية بألاف مليارات الدولارات دون غطاء او ضوابط منطقية تشتري بها ما تشاء من السلع و الخدمات من الدول الأخرى , انها فعلا اكبر عملية نهب منظم شهدته البشرية , هذا النهب المنظم لا يمكن أن يتم لولا وجود النظام النقدي السائد حاليا و الذي يهيمن عليه الدولار الأمريكي .

أن انهيار النظام النقدي العالمي السائد حاليا اصبح امرا مؤكدا نظرا لكون الكثير من الدول اصبحت تراه نظاما غير عادلا و يجب أن يسير ا نحو الانقراض التدريجي .
و هنا يظهر دور الصين التي تقود عملية ايجاد نظام نقدي عالمي بديل يمتاز بالعدل في التعبير الى درجة لابأس بها عن القيم الاستعمالية للسلع و الخدمات المنتجة في الأسواق المختلفة .

و من خلال متابعة الاتفاقيات الخاصة بالاعتماد على العملات المحلية لأغراض التبادل التجاري التي تعقدها الصين مع دول منظمة شانغهاي للتعاون و التي هي عضوا مؤسسا و اساسيا في هذه المنظمة او مع دول اخرى خارج هذه المنظمة نجد ان الصين قد بدأت فعلا قيادة المعركة لأسقاط النظام النقدي العالمي السائد حاليا و سنجد ايضا أن اقتصاديات كبرى كاليابان و كتلة اليورو لا يعارضان النهج الذي تسير عليه الصين بل بالعكس بدأوا ينخرطون فيه بشكل تدريجي كما حصل من اتفاق بين الصين و اليابان باعتماد العملة المحلية للبلدين لأغراض التجارة البينية بينهما .

كل المؤشرات تدل على أن الصين تسعى لتحويل البنك الدولي و صندوق النقد الدولي الى ما يشبه العنصرين الذين سيتشكل منهما مستقبلا ما يشبه البنك المركزي الدولي الذي سينهي هيمنة الدولار على سوق النقد العالمي .
لن ينجح تشكيل هيئة دولية جديدة للنقد يمكن تشبيهها بالبنك المركزي الدولي ما لم يكن اساسها عبارة عن ضوابط مقبولة من قبل العولمة الجديدة التي لا تسمح بظهور عملة محلية لدولة ما تهيمن على نظام النقد العالمي من جديد .

السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو :
هل يمكن أن يعود الذهب كغطاء معتمد للنقد الورقي الذي تصدره الدول ام ان العالم مقبل على نظام نقدي عالمي جديد يتمثل بأنشاء بنك مركزي عالمي يصدر عملة عالمية موحدة تعتمدها كل الدول لتغطية التجارة البينية بين الدول كافة او أن هنالك شيء آخر خلف الأفق .... !!


(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البداية من القمة ( 16 )
- البداية من القمة ( 15 )
- البداية من القمة ( 14 )
- البداية من القمة ( 13 )
- البداية من القمة ( 12 )
- البداية من القمة ( 11 )
- البداية من القمة ( 10 )
- البداية من القمة ( 9 )
- البداية من القمة ( 8 )
- البداية من القمة ( 7 )
- البداية من القمة ( 6 )
- البداية من القمة ( 5 )
- البداية من القمة ( 4 )
- البداية من القمة ( 3 )
- البداية من القمة ( 2 )
- البداية من القمة ( 1 )
- شتائم ظالمة و غير منصفة بحق الشعب العراقي .... !!
- اغنية للأمل
- التحالف المدني الديمقراطي و الخارطة السياسية للعراق بعد الان ...
- العلمانية و الدولة المدنية نقيضان لا يتعايشان .... !!


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - البداية من القمة ( 17 )