أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - ما حقيقة معاناة الأيكور في الصين ... ؟ ( 1 )















المزيد.....

ما حقيقة معاناة الأيكور في الصين ... ؟ ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6836 - 2021 / 3 / 10 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب و تحدث البعض من المهتمين بالشأن السياسي منذ بضعة سنين و لازالوا يكتبون و يتحدثون عن ما يسمونه بمعاناة المسلمين الايكور الذين يعيشون في اقليم شينجيانغ الصيني , هذا الإقليم الذي تبلغ مساحته بحدود المليون و ثمانمائة الف كيلو متر مربع و الذي يقع في اقصى غرب الصين و الذي شهد مراحل من تاريخه كجزء من الإمبراطورية الصينية القديمة و مراحل اخرى خارج تلك الإمبراطورية تحت مسمى تركستان الشرقية .

بعد انتصار الثورة الشيوعية في الصين بقيادة ماو تس تونغ رسم قادة تلك الثورة حدود الإمبراطورية الصينية القديمة و جعلوها خارطة لجمهورية الصين الشعبية و بدأوا باستكمال مسيرتهم في السيطرة على كامل ارضي تلك الإمبراطورية لتكوين دولة الصين الحديثة و لم يبقى اليوم سوى استعادة تايوان لتكتمل تلك الخارطة التي رسموها للصين و بذلك اصبح اقليم شينجيانغ جزءا مهما و حيويا من جمهورية الصين الشعبية و الذي عنده كانت تلتقي الطرق البرية التي تربط اقاليم الصين الأخرى بطريق الحرير القديم و حديثا تلتقي تلك الطرق بطريق الحرير الجديد اذ ليس هنالك اختلافات جوهرية بين طريق الحرير القديم البري و طريق الحرير الجديد .

رافق تناول موضوع اقليم شينجيانغ و الأيكور الذين يشكلون الان حوالي 40% من سكانه الكثير من الضجيج الإعلامي و لازال هذا الضجيج مستمرا و امتد هذا الضجيج الى بعض برلمانات الدول الليبرالية و بدوافع و اسباب متعددة حيث تتسع و تكبر هذه الضجة كلما زاد الاقتصاد الصيني نموا و قوة و من المتوقع ايضا تصاعد هذه الضجة الإعلامية ضد الصين في المستقبل القريب ما لم يطرأ متغير جديد على العلاقة الأمريكية الصينية , و قبل تحديد اسباب و دوافع هذه الضجة لابد من الإشارة الى بعض الحقائق التالية :

اولا : كنتيجة للنمو الاقتصادي الكبير في إقليم شينجيانغ زاد الناتج المحلي فيه خلال الستين سنة الماضية بحدود 200 ضعف و هي نسبة لم تتحقق في اي بلد أخر في العالم , و بذلك انتقل هذا الإقليم من حالة الفقر الشديد و التخلف التي كان عليها الى حالة متقدمة من التطور في المجالات العلمية و التكنولوجية و العمرانية و تغير ليس فقط شكل مدنهم و قراهم بل مستواهم التعليمي و الصحي و الثقافي .

ثانيا : تراجعت نسبة الأيكور في الإقليم خلال العقود الستة الماضية من حوالي 90% من سكان الإقليم الى حوالي 40% حاليا لكن هذا ليس بسبب التطهير العرقي أو الإبادة الجماعية كما حصل لسكان امريكا الأصليين من ابادة ممنهجة و دموية أو في استراليا التي كانت الإبادة الجماعية للسكان الأصليين لا تقل بشاعة عن ما حصل لسكان امريكا الأصليين و نما بسبب النمو الاقتصادي المتسارع في هذا الإقليم الشاسع الذي فاق كثيرا النمو السكاني فيها و الذي تطلب عمالة وافدة من الأقاليم الصينية الأخرى فعلى سبيل المثال زاد عدد الأيكور خلال الأربعين سنة الماضية من حوالي خمسة ملايين الى حوالي 12 مليون نسمة اي بنسبة 240% و هذه النسبة في النمو السكاني هي الأعلى في الصين مقارنة بباقي الأقاليم الصينية و ربما يعود سبب ارتفاع هذه النسبة هو عدم التزام الأيكور بشكل كامل بالقيود التي تفرضها الدولة الصينية على كل المواطنين الصينيين لتحديد النسل و لتنظيم النمو السكاني .

ثالث : تناولت الضجة الإعلامية اتهامات للحكومة الصينية بتدمير عدد من المساجد الإسلامية لكن هذه هي نصف الحقيقة و النصف الأخر للحقيقة هي أنه في الصين عند اجراء التحديث العمراني و اجراء تخطيط جديد للمدن يقومون بهدم و ازالة اي معبد بوذي أو كنيسة مسيحية أو مسجد اسلامي أو دار عبادة لأي دين اذا كان ذلك المنشأ يعيق ذلك التحديث و التخطيط العمراني ما لم يكن لذلك المنشأ اهمية تراثية أو اثرية , و لتكملة باقي الحقيقة لابد من معرفة أن الحكومة الصينية قد قامت ببناء مساجد اسلامية جديدة في مناطق تواجد المسلمين فيها حيث يبلغ عدد المساجد في الصين الآن حوالي 37 الف مسجد اسلامي منها حوالي 24 الف مسجد اسلامي في اقليم شينجيانغ و هذا يعادل مسجد واحد لكل 530 شخص من الأيكور و هذه النسبة هي الأعلى مقارنة بمثيلاتها في بعض الدول الإسلامية .

رابعا : شملت الضجة الإعلامية منع الحكومة الصينية للمسلمين الأيغور من ممارسة شعائرهم الدينية و هذا يتناقض مع الحقيقة التي تشير الى أن عدد الحجاج الصينيين وصل في السنين القليلة الماضية الى حدود 13 الف حاج في كل سنة و يمكن التحقق من هذا الرقم من المصادر السعودية المشرفة على الحج علما بأن السعودية اعطت وعدا للحكومة الصينية بزيادة عدد الصينيين الذين يحق لهم الحج في السنوات القادمة .

خامسا : شملت الضجة الإعلامية ادعاءات بطمس الهوية الثقافية للأيكور و للوقوف على حقيقة هذا الموضوع لابد من معرفة أن التعليم في الصين الزامي لجميع اطفال الصين و لغاية سن معين و لغاية مرحلة دراسية محددة و يكون التدريس بلغة صينية واحدة تطبق على الجميع حيث يوجد في الصين لغة رسمية واحدة هي لغة القومية الصينية الرئيسية ( لغة الهان ) التي تشكل حوالي 90% من سكان الصين و في الصين هنالك بحدود 56 لغة اخرى لأقليات مختلفة و لا تستخدم اي لغة من هذه اللغات في المعاملات الرسمية أو في العمل أو اثناء الخدمة العسكرية أو في المناهج الحكومية للدراسة اذ لغرض تطور الصين لابد من وجود لغة واحدة مشتركة للتفاهم و التعامل بين كل المواطنين دون استثناء , هذا ما تقوله الحكومة الصينية , و هذا لا يعني بطبيعة الحال طمس الهوية الثقافية للأيكور أو باقي الأقليات فلكل صيني من الأقليات الحق بتعلم لغته القومية و كذلك له الحق ايضا تعلم اي لغة اجنبية , و لكل صيني من الأقليات اسم باللغة الصينية الرسمية كي يمكن كنابتها بهذه اللغة و يحق أن يكون له اسم آخر بلغته القومية .

مناطق تواجد الأيكور حالها حال باقي المدن و المناطق الصينية مفتوحة امام ملايين السياح سنوبا و مشاهداتهم للمعالم الأثرية و التراثية و الأزياء و الأغاني الشعبية و العادات و التقاليد و غيرها تنفي ادعاءات الضجة الإعلامية حول طمس الهوية الثقافية للأيكور و العكس هو الصحيح فهنالك في الصين تناغم جميل بين ما هو تراثي و ما هو حداثة .

سادسا : ادعت الضجة الإعلامية أن الحكومة الصينية شددت الرقابة و المراقبة على المواطنين من الأيكور و نصب الكثير من كاميرات المراقبة في مناطقهم و أخذ بصمة الأصابع و العيون للأيكوريين كذلك تسجيل البصمة الوراثية ( الدي ان اي ) لهم , هذه الادعاءات هي اغرب ما تحويه هذه الضجة الإعلامية فالصين حالها حال الكثير من البلدان المتقدمة تخزن معلومات تدل على شخصية المواطن حيث تشمل هذه المعلومات صور و صفات كل مواطن صيني دون استثناء و ليس المواطنين من الأيكور فقط و لدخول الحوكمة الإلكترونية المتطورة في الصين اصبح لكل مواطن صيني رقم مدني و ملف يحوي معظم بياناته الشخصية التي يتم تحديثها باستمرار و هذه البيانات الشخصية كثيرة و شاملة و ان هذا الأمر يشمل كل المواطنين الصينيين دون استثناء .

اما بالنسبة لكاميرات المراقبة فاستخدامها يزداد في الصين يوم بعد يوم و لعموم الصين و ليس لمنطقة الأيكور و تتنافس الصين في هذا المجال مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال عدد كاميرات المراقبة لكل مئة شخص .

سابعا : تناولت الضجة الإعلامية ما سموه معسكرات الاعتقال للمسلمين الأيكور و حول هذا الموضوع هنالك عدد من الملاحظات منها أن الحكومة الصينية لا تنفي وجودها لكنها تقول أنها ليس معسكرات اعتقال و انما مراكز اعادة التأهيل فنسبة كبيرة من الذين يدخلون هذه المراكز يدخلونها طوعا بغية الحصول على شهادة تؤكد انتمائه الوطني للأمة الصينية و حبهم للوطن و العمل من اجل تطوره و تساعدهم هذه الشهادة في الحصول على العمل بسرعة و برامج التأهيل في هذه المراكز تشمل دورات في اللغة الصينية الرسمية لتحسين لغتهم الصينية قراءة و كتابة بالإضافة الى دورات تعليمة في مجالات مهنية متعددة .

تقول الحكومة الصينية عن هذه المراكز انها موجودة في مناطق اخرى من الصين و أن فترة بقاء الأشخاص فيها محددة و ليس في هذه المعسكرات من هم متهمين لأن المتهمين يساقون للمحاكم لنيل العقوبة التي يستحقونها و مكانهم الطبيعي هو السجون و ليس في هذه المراكز المخصصة للتأهيل .

و تبقى الصين بحاجة لقفزات جديدة لتحقيق المزيد من حرية الانسان و حقوقه في التعبير عن الرأي و الغاء المزيد من القيود التي تحد من حريته في الاختيار و منها الغاء الخدمة العسكرية الإلزامية أو الدخول القسري لمراكز التأهيل و غيرها من القيود التي يجب أن تكون من الماضي .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البداية من القمة ( 26 )
- البداية من القمة ( 25 )
- الدولة العميقة ( 4 )
- الدولة العميقة ( 3 )
- الدولة العميقة ( 2 )
- الدولة العميقة ( 1 )
- البداية من القمة ( 24 )
- البداية من القمة ( 23 )
- البداية من القمة ( 22 )
- البداية من القمة ( 21 )
- البداية من القمة ( 20 )
- البداية من القمة ( 19 )
- البداية من القمة ( 18 )
- البداية من القمة ( 17 )
- البداية من القمة ( 16 )
- البداية من القمة ( 15 )
- البداية من القمة ( 14 )
- البداية من القمة ( 13 )
- البداية من القمة ( 12 )
- البداية من القمة ( 11 )


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - ما حقيقة معاناة الأيكور في الصين ... ؟ ( 1 )