أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - هل تسعى امريكا لحرب باردة جديدة ( 1 )














المزيد.....

هل تسعى امريكا لحرب باردة جديدة ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6864 - 2021 / 4 / 9 - 18:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قادة الولايات المتحدة الأمريكية من الحزبين الجمهوري و الديمقراطي يعانون من مرض الشعور بالعظمة و بالتفوق على الأمم الأخرى , يكررون في الكثير من المناسبات انهم انتصروا في اكبر معركتين هما الحرب العالمية الثانية في دحر الفاشية و النازية و الثانية هي الحرب الباردة حيث سقطت هيمنة الاتحاد السوفياتي السابق على دول اوربا الشرقية و التي ادت ايضا الى حل حلف وارشو و تفكك الاتحاد السوفياتي السابق .
و يكررون ايضا أن امريكا ستبقى الدولة العظمى , ليس الدولة العظمى الأولى فقط بل هي الدولة العظمى الأولى و الوحيدة
فجاء صدى المبهورين بالقوة الأمريكية بالقول أن القرن الواحد و العشرين هو القرن الأمريكي بامتياز , بمعنى انه لا يمكن لأي دولة في العالم التمكن من الوقوف بوجه امريكا العظمى لأنها ستجعلها هباء منثورا ...!

حين يتناول القادة الأمريكان مجريات الحربين العالمية الثانية و الباردة يتعمدون فصلها عن بعض الحقائق التي لا تلائمهم , فالانتصار على النازية و الفاشية لم يكن بجهود امريكا لوحدها بل بالعكس كان للاتحاد السوفيتي السابق الدور الأعظم في دحر الجيوش النازية مما سهل مهمة باقي الحلفاء و منهم امريكا للتقدم في المعارك و الوصول الى آخر معاقل النازية في برلين , أما انتصار امريكا و معها التحالف الغربي على الاتحاد السوفيتي السابق و معه دول حلف وارشو فهذا لا يعود فقط للقدرات التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة اكبر اقتصاد في العالم في تلك الفترة بل لأسباب ذاتية و موضوعية تخص تلك التجربة التي تم تسميتها بالاشتراكية أو بالأنظمة الشيوعية و في حقيقة الأمر هي لم تكن كذلك بل كانت عبارة عن نظام رأسمالية الدولة , ذلك النظام الذي حمل معه كل امراض البيروقراطية التي نخرت الجسد الاجتماعي لشعوب الاتحاد السوفيتي السابق و انهكت اقتصاده , اما حلفاء الاتحاد السوفيتي في اوربا الشرقية فقد صاروا عبئا عليه بدلا من أن يكونوا عونا اقتصاديا له , و هكذا انزلق الاتحاد السوفيتي السابق بشكل تدريجي حتى وصل الى حافة الهاوية و ما كان يحتاجه للسقوط في الهاوية سوى دفعة صغيرة و هكذا كان انحلال الاتحاد السوفيتي و سقوطه في الهاوية بدفعة صغيرة بيد غورباشوف , ذلك السقوط و الانهيار الذي لم يلاقي اي رفض شعبي من قبل شعوب الاتحاد السوفيتي السابق و كأن هذه الشعوب كانت بانتظار ذلك السقوط بفارغ الصبر و هذا ما سهل انهياره السريع .

الغرور و الشعور بالعظمة الذي اصاب القادة الأمريكان جراء انتصارهم على الفاشية و النازية و من ثم الشيوعية بتفكك الاتحاد السوفيتي و حل حلف وارشو بالإضافة الى اختفاء بريق حركات التحرر الوطني التي كانت تتخذ من المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق سندا اساسيا لها جعلهم ينغمسون اكثر فأكثر داخل الوهم الذي سيطر على عقولهم من ان امريكا كانت و ستبقى الى امد غير محدود كقوة عظمة في المرتبة الأولى في كل المجالات العلمية و التكنولوجية و التفوق العسكري و الاقتصادي و المالي , ليس قوة عظمى اولى فقط بل القوة العظمى الوحيدة ايضا , فجاءتهم ضربة من جماعة إسلاموية ماضوية متطرفة و رغم كون تلك الجماعة كانت صغيرة و ضعيفة مقارنة بالعملاق العسكري الأمريكي إلا انها كانت مخيفة لكونها متوحشة فأسقطت لأمريكا العظمى برجا التجارة العالمية في مركز نشاطهم التجاري في نيويورك اللذان كانا رمزا لشموخهم الاقتصادي و ضربة استهدفت البنتاغون رمز قوتهم العسكرية و فلت من الضربة مركز سلطتهم التشريعية و بذلك اهتزت الأركان الأساسية لكيان امريكا الدولة العظمى التي لا تحتاج مساعدة الدول الأخرى فاختفت هذه الدولة من الوجود و برز بدلا عنها امريكا الدولة التي هي بجاجة ماسة الى سند و دعم من باقي الدول لمحاربة الخطر الجديد المتمثل بالإرهاب الإسلاموي .

وقفت الكثير من دول العالم مع امريكا في الحرب الأممية على الإرهاب و منها بطبيعة الحال دول حلف الناتو و كان الموقف الروسي و الصيني داعما بشكل غير محدود لتلك الحرب على الإرهاب .

لكن بمجرد تمكن امريكا بمساعدة حلفائها و الدول التي وقفت بجانبها في الحرب على الإرهاب من انزال ضربة قوية بتنظيم القاعدة و توج ذلك النصر بقتل قائدها اسامة بن لادن و ضربات قوية اخرى للتنظيمات المتفرعة من تنظيم القاعدة و خصوصا تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) عادت امريكا من جديد الى غرورها السابق و اخذت تتبجح بكونها الدولة العظمى الأولى في العالم التي لا تستطيع اي دولة الوقوف بوجهها , و كأنها تريد أن تقول :
اذا قالت امريكا قال العالم

فظهر لأمريكا هذه المرة متحدي جديد هو العملاق الاقتصادي الصيني بالقول لأمريكا بكل وضوح :
لقد تغير العالم و لا تستطيع اي دولة مهما كانت قوتها الاقتصادية و العسكرية كبيرة من فرض هيمنتها عليه .

فهل تستطيع امريكا خوض حرب باردة جديدة مع الصين و بجانبها روسيا و دول عديدة اخرى .... ؟

و السؤال الأهم هو هل ستكون الحرب الباردة الجديدة في صالح امريكا مثلما كانت الحرب الباردة الأولى ...؟

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمين ... كحركة أممية الى اين .. ؟
- نظرية المؤامرة ما بين الغموض و الحقيقة
- التجربة الصينية و تعاملها مع فائض الإنتاج ( 3 )
- التجربة الصينية و تعاملها مع فائض الإنتاج ( 2 )
- التجربة الصينية و تعاملها مع فائض الإنتاج ( 1 )
- ما هي طبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ... ؟ ( 4 )
- ما هي طبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ... ؟ ( 3 )
- ما هي طبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ... ؟ ( 2 )
- ما هي طبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ... ؟ ( 1 )
- الفوضى الخلاقة : لماذا نجحت في اليابان و فشلت في العراق ..؟ ...
- الفوضى الخلاقة : لماذا نجحت في اليابان و فشلت في العراق ..؟ ...
- الفوضى الخلاقة : لماذا نجحت في اليابان و فشلت في العراق ..؟ ...
- البداية من القمة ( 27 )
- ما حقيقة معاناة الأيكور في الصين ... ؟ ( 3 )
- ما حقيقة معاناة الأيكور في الصين ... ؟ ( 2 )
- ما حقيقة معاناة الأيكور في الصين ... ؟ ( 1 )
- البداية من القمة ( 26 )
- البداية من القمة ( 25 )
- الدولة العميقة ( 4 )
- الدولة العميقة ( 3 )


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - هل تسعى امريكا لحرب باردة جديدة ( 1 )