أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال الاسدي - حُلمٌ … مخجِّل ! ( قصة قصيرة )














المزيد.....

حُلمٌ … مخجِّل ! ( قصة قصيرة )


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6767 - 2020 / 12 / 21 - 12:58
المحور: الادب والفن
    


هل ثمة فرق بين الحلم ، والكابوس ؟ اكيد … لكن حلم فاضل بين الاثنين ، لا هو حلم وردي رومانسي لذيذ يجمع بين الخيال ، والمتعة ، ولا هو كابوس مزعج يوقظ صاحبة في منتصف الليل خائفا مرعوبا ، وهو يتصبب عرقا … ! انه اقرب ما يكون رمزيا فلسفيا ، ذو مغزى يبعث على التفكير ، ولابد له من معنى ، واسباب .
يقولون بان الاحلام ما هي الا نتيجة ارهاصات لبعض الاحداث التي تمر علينا ، ونحن نعيش تفاصيل شقائنا ، وكل تفاهات حياتنا اليومية ، فتعلق في اذهاننا لا شعورياً.. وقد يكون ابطالها الحالم نفسه ، او وجوه كان يعرفها ، فتزورنا ليلا ، ونحن نيام ، وتتسلل خلسةً الى لاوعينا ، عندما يكون الحارس الذي يحرس البوابة بين الوعي ، واللاوعي نائما او غافلا ، ثم تخرج على شكل احلام … هكذا ببساطة !
استيقظ فاضل من نومه متأففاً مزعوجا من حلم غريب بات يتكرر كل ليلة تقريبا ، ويلح عليه الحاح الذبابة ، لا زالت آثاره موشومة على مخيلته حتى الان ، الا ما ندر من ليالٍ عندما يكون فيها منهكا من التعب ، فيأتيه كابوس او اكثر .. يبعث في قلبه الرعب ، والفزع الى درجة انه كان يصرخ ، او يخرج اصواتا كالصرير ، ثم يهب فزِّعا يتصبب عرقا .. تفز على اثر ذلك زوجته من عز نومها مرعوبةً ، تثير الشفقة هي الاخرى ، تبسمل ، وتحوقل ، وتقرء في وجهه بعض الادعية ، ثم تدثره كأنها تبعد عنه كابوساً آخر من ان يزوره في نفس الليلة فيقلق عليها نومها اللذيذ … لكن ذلك عنده افضل الف مرة من ان يزوره ذلك الحلم المخجل ! يتمنى من كل قلبه اسكاته ، واسكات ما يضج به في داخله من احساس بالخزي ، والعار !
بعد تفكير ، واخذ ورد مع نفسه ، قرر ان يأخذ رأي صديقه صلاح .. وهو من المتدينين الجدد ، والمتأخرين بالايمان المشكوك به ، وبعد ان سمع هذا الصديق تفاصيل الموضوع ، اطرق برهة متفكراً يجمع كل اشتاته ، كأنه بوغت بالسؤال ، ثم اخذ ينتف لحيته الصغيرة المنكوشة دون ترتيب .. مرة ، واثنان بطريقة تمثيلية .. مبرطماً ، وهو يهيم في تفكير عميق ، يجعل من عينيه دائبتي الحركة كرقاص الساعة .. يرفع راسه الى الاعلى كأنه ينتظر وحيا من نوع ما .. يتوقف عن الحركة فجأةً كمن يبحث عن المزيد من الالهام .. ثم يُخرج لآلئه الثمينة .. فيجيب بلهجة ساخرة ، وبطريقة الشيوخ ، وعلى وجهه نصف ابتسامة :
- ظهورك ، ايها الآثم عاريا في الحلم ، او نصف عارٍ كما تفضلت مشكوراً للتو واللحظة ، اي جزءك الاعلى مستورا ، والاسفل عكس ذلك ، واعضاءك التناسلية ، والعياذ باللة ، متراخية ، و متدلية تتراقص ذات اليمين ، وذات الشمال كأنها شاقول بناء ، معناه .. ان هذا انذار اخير لك من رب العالمين سبحانه وتعالى بان دينك ناقص ، وانك جاحد فاجر ، ومقصر في حق هذا الدين الحنيف ، ولا تؤدي فروضك بشكلها الصحيح ، ولست من الشاكرين ……
يقاطعه فاضل مستنكرا ، ويجاريه في نفس السخرية :
- ولكنك تعرف يا مولانا بانني رجل صالح ، وملتزم ، ومتمسك بديني ، والحمد لله ..
- اعرف اعرف ، يا بني ، ولكنه قد يكون انذارا لك بأثر رجعي .. !
- ما معنى باثر رجعي ، يا مولانا .. هل هي علاوة متاخرة تُصرف الان .. ؟
- انتبه .. ها ، واحذر ، ولا تتمسخر .. ثم يكمل بنفس طريقة التضخيم :
- بمعنى .. انك قد تكون فعلت الافاعيل ، وهذا مؤكد حسب علمي المتواضع ، في اوقات معينة ، او لنقل كثيرة في شبابك ، ولم تستغفر ، ولم تتوب توبةً نصوحة لحد الان ، فبقيت نجسا ، والعياذ باللة … نسأله العفو ، والعافية … يتمتم في سره ( متظاهراً ) !
- ومن منا لم يفعل الافاعيل في شبابه حسب علمي المتواضع ، يا شيخنا الجليل ؟ قالها غامزاً بخبث ..
تنحنح الشيخ الصديق مرتبكاً ، ثم واصل :
- تقصد .. اياك اعني ، واسمعي يا جارة ، ها .. ملعون ، ومع هذا اقول لك ، لم يسبق لي ان حلمت مثل حلمك المخجل ، والمعيب هذا ، والحمد لله ( ينطقها بتضخيم ) ، ايها الزنديق الفاسق الآبق !
يضحك الاثنان …
يأخذ كل واحد منهم رشفةً من قدح الشاي الساخن الذي امامه بصوت مسموع … ثم يتسائل فاضل محتجاً :
- ومن يضمن لي بانك لا تحلم بمثل ما احلم به ، ايها الشيخ اللاورع ، واللاتقي ؟
- لانني عكسك ، ايها الكافر .. انام متوضأً طاهراً ، محتسباً ، ولا اقرب المنكرات ، ولا الفواحش كما يفعل بعض الضالين ، من اهل النار ، اللهم نجنا مما نخاف …
اوشك فاضل ان ينفجر ضاحكاً ، وهو يحدق في صديقه فاغراً فمه .. يتنحنح :
- هل انت متأكد ، يا شيخنا اللاجليل ؟
- طبعا طبعا ( بتضخيم ) ، ايها العاصي المارق اللعين !
- اشك في ذلك ، ايها الكاذب المدعي … لعنة الله عليك الى يوم الدين !
يضحك الاثنان …
يختم فاضل بالقول :
- والحل … ايها الفقيه ابن آوى .. الذي لا يُشق له غبار ؟
يجيب الصديق مباشرةً ، ودن تردد :
- الحل … ان تتصدق للعبد لله بسهرة من سهرات الليالي الخوالي اياهن ( وهو يغمز مذكِّراً ) بما فيها اصناف طيبة ، ومتنوعة من الطعام ، والشراب ، ولا تنسى المقبلات ، والمزمزات … اتذكر ، ايها الابليس اللافاضل ؟
يقهقه الاثنان طويلا … وهم يعودون بمخيلتهم الى الماضي الجميل ، وايامه ، ولياليه الرائعة !
ثم يتحول مجرى الحديث الى مكان آخر … فيسأل الواحد منهم الآخر عن نوع المنشطات التي يتناولها ، وهل تؤدي واجبها الاصلي كما ينبغي ام لا … ويطول الحديث ، ويستمر في التافه من الامور ، كأنه ثرثرة ضفادع .. حتى ينسون امر الحلم المخجّل !



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هنا مرّت فاطمة … ! ( قصة قصيرة )
- القمار ، وعواقبه … ! ( قصة قصيرة )
- التطبيع خيار سلام … ام مشروع فتنة ؟!
- جنون ، وضياع … ! ( قصة قصيرة )
- الشعوب العربية … آخر من يعلم ، وآخر من يهتم !
- المصالحة الفلسطينية … الحلم !
- هل اصبحت الحرب مع ايران قدرا … لا مفر منه ؟
- عودٌ على بدء … !
- هل يمكن ان يعيد التاريخ نفسه في 2024 ، ويفوز ترامب !
- هل يمكن ان تكون الانتخابات الأمريكية … مزورة ؟
- هل يمكن ان تأمن لصداقة قوم … الخير فيهم هو الاستثناء ؟!
- آمنت لك يا دهر … ورجعت خنتني !
- باي باي … ومع الف شبشب !
- هل اصبح الاسلام ، والمسلمون شوكة في حلق الغرب ؟
- الاديان … بين نصف العقل ، واللاعقل !
- رد الفعل الفرنسي الانثوي سيكون وبالا على فرنسا !!
- من سيفوز في التكالب الرئاسي الى البيت الابيض ؟!
- التحريض … من مغذيات الارهاب … !
- هل يعيش العرب اليوم مرارة الهزيمة ؟!
- ماذا يريد الاخوان … ؟!!


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال الاسدي - حُلمٌ … مخجِّل ! ( قصة قصيرة )