أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - شفرات حلاقة صالحة للتدوير -7-














المزيد.....

شفرات حلاقة صالحة للتدوير -7-


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 6762 - 2020 / 12 / 16 - 14:42
المحور: الادب والفن
    


أخيراً حلمتُ به!
لما رأيتُ ظِّله
للمرة الأولى
وجدته يشبه كائناً معجوناً
من البُرْغُلِ النِّيء
والبصل المفروم
والفليفلة الحمراء الناعمة
ومدهوناً جسده بالزيت
يتَمَدَّد على بطنه
عالياً في الهواء
ومن تحته الأراضي الشاسعة
تستريحُ وجنتاه على راحتي يديه
وتراقب عيناه
المدى برِّضا
والبشر بشفقة.

لم تلمح عينايّ
طفولةً أجملَ من طفولته
ولا بطناً أكبر من بطنه.

حين رأيته في المرة الثانية
كان في سلوكه وجَبَرُوتِه
يشبه كائناً قوياً
مفتولَ العضلات
لطيف السحنة
كان نزقاً
حسَّاساً
غاضباً
جافاً وظمآناً
كان قد ملّ استرخاءته
كسله
تعبَ الفقراء
وحروب البلهاء.

ودّ لو يموت
ودّ لو يصير أُضحيَّة
قربان عيد
رأيته يرتدي جزمةً برقبةٍ تغطِّي سَّاقيه
جزمة أكبر من خارطة إيطاليا
رأيته يحمل سكيناً حادة
بحجم خارطة المسماة إسرائيل
يُمزِّق بها صفحة الغيوم الوديعة
تتشَقَّق السَّماء الزرقاء
فيُدخل أصابعه بين شقيها.

بيديه كلتاهما
والسكين في فمه
راح يُبعد حافتي الحز عن بعضهما
يكبرُ الشَّقُّ
ويكبر معه ضوء الظُّلْمَة
لا شيء إلا العَمَاء والسواد
يخيبُ أمله
تتأوَّه الغيوم
تبكي
تنزف من الألم
يتبلَّل وجهه بعصير المطر
تضعف حركته
تتفكَّكُ ارتباطات جزيئاته البُرْغُلِية
يأخذ جسده بالانهيار
يفتح فمه
ينفخُ غضبه في وجه الزرقاء انتقاماً
تَتَشَظَّى الوديعة
إلى عينه اليسرى تَصل شَظيّة
تُعميها
يصرخُ متألماً
وبقبضة يده اليمنى
يمسكُ طائرات حربية
قطارات شحن
وسفن مسافرة
دون مسافرين أو طواقم قيادة
يعتصرها بين يديه
يلوكها ويبصقها.
يسحب السكين من بين شفتيه
يغرزها في بطنه الكبير
تتهاطل منه
جبال بُرْغُل مطبوخ بدموع الغيوم وآهاتها
ومُبَهَّر بشهقات النار
تصل الكتل البُرْغُلية إلى الأفواه الجائعة
ينظرُ بعينه اليمنى إلى جموع الجائعين
تسيل منها دمعة كبيرة
تروي عطشهم بعد شبع
يتسع الصَّدْع
تَمْتَدُّ أيادٍ سوداء مجهولة الهوِيَّة
تسحبُ بقاياه إلى الأعلى
لترمِّم جراحه
لتعانق أحزانه.



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -6-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -5-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -4-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -3-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -2-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -1-
- الأرجنتيني
- بَراشيم
- تعفير ثدي
- المَدْجَنة
- تَواضُع
- الأعمال القصصية الكاملة
- الهَوَائِيّ
- كيتسنغن
- والمسنَّنات تتعاشق
- هنا حجر الجلخ
- بائع الكُنَافَة
- منوعات صفراء
- رسالة انتحار
- أخلاق يسارية


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - شفرات حلاقة صالحة للتدوير -7-