شفرات حلاقة صالحة للتدوير -1-

علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 6752 - 2020 / 12 / 4 - 00:56
المحور: الادب والفن
    

الجَوُّ باردٌ
في الخارج والداخل
الريحُ تصفر
الكهرباءُ مُقننّة كالعادة
التلفازُ بالأبيض والأسود
تلك الأيام
بضاعةً نادرة
وكذلك ألعابُ الأطفال
في القرى الفقيرة.
كان التوازنُ الاستراتيجي العسكري مع العدو
ما زال يمثل
ألفَ
باءِ
السياحة
الخارجية.
**

من طبات الكازوز
من المطّاط المتبقي بعد اهتراءِ البيجامات القماشية
من مكبات/بكرات الخياطة الخشبية
من أسلاك الحديد الناعمة المتناثرة قرب ورشات البناء
ومن بعض الريش الملّون
ريش الديوك والعصافير
من هذا كله
صنع الأولاد
في القرى الفقيرة
هياكل سيارات أحلامهم
ليسافروا بها
بعيداً
بعيداً
إلى مدن
أحلامهم
المكبوتة.
**

من الرولمانات المتآكلة
من مسامير مطعوجة علاها الصَّدأ
من قطعتي خشب منسيتين
من برغي طويل
وصامولة
صنع الأولاد
زحافاتهم
ليتزَحْلقوا معها
سريعاً
سريعاً
في دروب
طفولتهم
المنسّية.
**

من قصب يابس حنون
من ثمار شجرة خرنوب
حارسة بهو المزار
من خيطان الملاحف البيضاء
من بقايا ورق الأشغال
ورق الخياطة الشفّاف
ومن الشراطيط العتيقة
صنع الأولاد
طائراتهم التنينية
ليُحلِقوا بها
عالياً
عالياً
إلى سماء
طفولتهم
القصية.
**

وسط هذا الجنون الجميل كله
سرقوا القروش والفرنكات
سرقوا بخور المزارات
مضغوه سعداء
وهم يبنون
هياكل سياراتهم
وزحافاتهم
وطائراتهم.
**

هذه وحدها كانت تسليات الأولاد هناك
في الزمن الذي مضى
على الأقل
في العقد الأول
والثاني
من عمر
الحركة
المجيدة.
**

#علي_دريوسي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل