أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - كيتسنغن














المزيد.....

كيتسنغن


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 6675 - 2020 / 9 / 13 - 10:23
المحور: الادب والفن
    


دخل بلدة كيتسنغن، الواقعة بالقرب من مدينة فورتسبورغ، حيث سيعمل كمُصَمِّم في شركة هندسية لتطوير أجهزة قياس العزوم والقوى في الآلات، لم يكن لديه درَّاجة أو وسيلة نقل تقلّه يومياً إلى مكان عمله، ذهب إلى عمله في اليوم الأول مشياً على الأقدام وآب إلى بيته مشياً على الأقدام، نظر إلى ساعة يده، أضاع أكثر من ساعة ونصف في الطريق، أعاد الكَرَّة في اليوم الثاني والثالث.

حاول دائماً تجنب شراء الدرَّاجة في غُربته، "عربي ودرَّاجة أمران لا صلة بينهما ـ ركوبها فعل ثقافي غربيّ المنبت والطابع"، كما أَلِفَ القول هازئاً.

مشى صباح عطلة نهاية الأسبوع الأول باتجاه سوق البلدة، مرّ على الجسر القديم لنهر الماين، جسر طويل يفصل مكان سكنه عن بداية البلدة.

على الرصيف الآخر من الجسر شاهد اِمرأة مكتنزة في طريق عودتها من السوق، أشارتْ عليه وحدته أن يمد يده إلى المرأة كي يحيّيها، ما أن فعل حتى وقفت المرأة تستطلع الغريب الذي ألقى التحية، لعلها ظَنَّت أنَّه من معارفها، اِستثمر وقت الدهشة، عبر الشارع باتجاهها، ابتكر أسئلة للاقتراب منها وإشعارها بحالة أمان، أوحت ملامحها بطيبة قلبها، طلب منها أن تدلّه على محل بيع الدَّرْاجات في المدينة، شرحتْ له وحين أدركتْ أنه لم يفهم كفاية اقترحت مرافقته.

سألها: هل أنت ألمانية حقاً؟

ضحكت بودّ كأنَّها صديقة له منذ زمن وقالت: هل تريد أن تقول أنَّ ما أفعله معك ليس من صفات الألمان؟ أنا رومانية الأصل في الحقيقة.

تمتم: قواسمنا مشتركة وطباعنا متقاربة.

وصلا إلى المحل، انتقت له درَّاجة رخيصة وكأنَّها علمت في قرارة نفسها تصوُّره عمّا يصبو إليه، اِشتراها وعادا باتجاه الجسر مشياً على الأقدام، اختلس النظر إلى ردفيها المتراقصين، شعرها الأسود الطويل، حركات جسدها القوية كفلاحة قادمة من ضيعة عربية، شعر بالأمان إلى جانبها.

مع بلوغهما مفترق طرق علم أنَّ المِشوار المشترك قد شارف على النهاية، نظر إليها باستعطاف كمن يبحث عن صديق يمضي معه يوم العطلة.

وقبل أن يودّعها سألته بخبرة من يشعر بحاجات الغريب: هل ترغب أن نفطر مع بعض؟

أجابها: بطيبة خاطر، إذا كنت تعيشين وحدك.

أخبرته أنها متزوجة من رجل ألماني يكبرها بأعوام كثيرة، لديهما دكان على ناصية الشارع، حيث يمضي زوجها المحظوظ وقت النهار بأكمله، ولذا عليه ألا يقلق لأنها ستكون له وحده في البيت.

البيت متواضع، أثاثه بسيط، دخلا إلى المطبخ، أجلسته على كرسي خشبي وراحت تُعِدُ طعام الفطور. حضّرت صحناً من البيض المقلي مع الفطر، قطعة جبن وبعض الخيار والبندورة وفنجاني قهوة.

بعد أن أنهيا فطورهما دخلت به إلى غرفة نومها، على بلاط الغرفة ثمة فِراش نوم عريضة دون سرير، خلعت حذائها، فعل مثلها، جلسا على الفِراش، طلبت منه الاستلقاء، وضعت خدها الأيسر على بطنه ويدها اليمنى تداعب عضوه، فكَّت حزام بنطلونه، حرَّرتْ رأسه، أطبقت عليه بشفتيها الحارتين، وضع يده اليمنى على ردفيها المبرومين، باليسرى ساعدها على تحرير جسده من بنطلونه، نهضت، خلعت فستانها وسروالها الداخلي الأسود، اِمرأة قصيرة القامة، سمينة بعض الشيء بكتفين ضيقتين وفخذين مشدودين، اهتزَّ بطنها، حلَّت حمّالة نهديها، لتتحرَّر من قيدها ثمرتا رمان كبيرتان، فاحت رائحة جسدها، فكَّ أزرار قميصه، وقفت فوق جسده وقد باعدت ما بين ساقيها، أنعشته غابتها السوداء، أثارته أدغالها أكثر، لمح الشعر الأسود تحت إبطيها، لطالما اِفتقده في الغرب، جلست فوق عضوه العَطْشان، رَوّته بمائها، سَكَّنتْ ظَمأه، بحركة خفيفة من جسدها كان قد وجد طريقه إلى نبعها، تأوهت وبدأ جسدها النابضي بالاهتزاز، تطايرت حَبَّات عرق من جبينها وسالت أخرى على عنقها هادفة مجرى نهديها، اِزدادت حمرة خديها، مدّ يده اليسرى إلى شعرها الأسود الطويل، شدّها به وأطلق تنهيدة عميقة، غرزت أصابعها اليسرى في صدره، أجابت على تنهيدته بصرخة.



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والمسنَّنات تتعاشق
- هنا حجر الجلخ
- بائع الكُنَافَة
- منوعات صفراء
- رسالة انتحار
- أخلاق يسارية
- بسنادا -1-
- الشفرة وأم كريمة
- للكبار فقط
- الاِسْتِئْنَاس
- الرجل الحلبي
- علي الريحان
- قراءة نقدية في حجر الجلخ
- يوميات ملازم -4-
- يوميات ملازم -3-
- يوميات ملازم -2-
- يوميات ملازم -1-
- الحب والغباء
- المُستَبِد اللطيف
- الجَلاَّد الحنون


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - كيتسنغن