علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 6753 - 2020 / 12 / 6 - 11:08
المحور:
الادب والفن
كان جاثياً على الأرض
وكانت يداه مكبلتين
راح يصرخ:
سنبيدكم
عن
بكرة
أبيكم ..
سنبيدكم عن بكرة أبيكم.
خلفه وقف رجل ملتح بعيون مخيفة
أمسك الأعمى بيده اليسرى مطرقة حديدية
وفي اليمنى حمل منجلاً
راح نصله يلمع تحت شمس الصحراء اللاهبة.
رفع الأصولي القميء يده اليسرى عالياً
هوى بكل طاقته
على رأس الشهيد
وهو يصيح:
الله أكبر
سأهرس رأسك بالمطرقة أيها الكافر.
ثم
رفع يده اليمنى
وبالمنجل
قصم رأس الحبيب الغالي عن جسده.
وا أسفاه يا ولدي
لن أنسّى ما حيّيت
كيف رأيتك
تموت
ليحيا
الوطن.
*****
واقفاً أمام المرآة
ينظر إلى شَعْره الطويل ويبتسم
منذ زمنٍ لم يغسله
لم يُسَرِّحَه
أو يقصه.
توجّه إلى غرفة نومه
باسَ زوجته النائمة وطفلته في خَدِّها
كتبَ في دفتر مذكراته اليومي مُتهكِّماً من الحياة البلهاء:
"سقط صاروخ صباح اليوم أمام مدخل دكان الحَلاَّق، ثمة ضحية واحدة بشَعْرٍ طويل غير مُمشَّط."
أغلق الباب خلفه بإحكامٍ
حيّا جارته وكلبها
ومضى دون رجعة.
*****
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟