أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - تداعيات على مسرح الايّام المحطّة الثامنة عشر














المزيد.....

تداعيات على مسرح الايّام المحطّة الثامنة عشر


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 11 / 1 - 05:35
المحور: الادب والفن
    


والتبادل المشحون بالعواطف وصدق السريرة
كانت الأيّام تمرّ ونثيثها يرشّنا بعبير
الصداقة الخالية من حب الذات كما أظن
هي الصورة الجميلة التي تنسرح تحت
قوس قزح كانت الايّام تتقلّب كالنرد على الطاولة
وانا اتحرّك على شاطئ يغمره المد وطوراً يعرّيه الجزر
كنت ضالعاً من النجمة الخماسية والصدق مع الذات
يجرّني لأصطفّ مع الخصم كنت الى جانب الاخوة
أتحرّك تحت سقف الدفاع عن العمّال
ومديات العمل تستكمل الدورة بيني وصدمة
جعفر المفتّش حيث مسك بتلابيب تصوّراتي
انعزل بي بعيداً عن سمع الأخرين صديقك
يهدّد مصدر عيشي ومع كل فرصة استراحة
يخرج وسترته من الجيب الى الجيب
وبطانة السترة متخمة بالسجائر ولا تفوته
فرصة من الفرص الا ونهش صعقت لتحوّله
كلص محترف الى جانب المفتّش جعفر وهو
مهدّد بالفصل ان تمّ هذا التناغم بين اللص والمتستّر
الدنيا ضاقت بي واصابني غثيان وقلت بعد أوّل
مروق من تحت قوسك انصحه ودع اُذنينه تستقبل
جرس الإنذار..
بعد هذا كفّ وانسرح والأعوام تطوي الأعوام
وتمّ سقوط الفرسان عن سروج الخيل
ودفعوا ما بذمّتهم من سجن وفصل وتشريد
فانتقلت من عامل سجاير الى عامل صباغة
الاخشاب وكنت أعمل أنا وهادي محسن
العدّولة رحمه الله
عشنا سويّة لسنوات ظلّه لا يفارق
ظلّي وظلّي لا يفارق ظلّه
وفي مجرى السنوات كنّا نشتغل في
شمال بغداد وجنوبها شرقها وغربها
حسب تواجد العمل ومفتاح الرزق
وفي يوم من الايّام بعد الظهر مررنا
من منطقة الفضل من امام الدكاكين
وإذا بصوت يهتف علينا هادي شعّوب
التفتّ وإذا بصديقنا النبيل الطيّب خضر
عطيّة مراقب عمل العمّال في شركة الدخّان
الأهليّة رحمه الله واسكنه فسيح جنّاته
انعطفنا اليه وجلسنا في دكّانه وجلب
لنا قدحين من الشاي وحصل اجترار
لذكريات الايّام الجميلة رغم قساوتها
ثمّ عرّج على ايّام الإضرابات وقد أثار
بي نوعا ًمن الحنين لتلك الأيّام وقال
اتذكر صديقك وحبيبك حسين قلت نعم
قال أسمع هو على لسانه اخذ منك القصيدة
وسلّمها للجاسوس الخطير فارس
الشعبة الخاص (محمود عبد الغني)
وعلى أثر سماعي هذا مرّ شريط
من الذكريات وكان أسرع من البرق قلت
أتذكر قال كنت تلقيها من على سطح المعمل
قلت له احبّ تلك القصيدة وقد سقيت كأس مرارتها
في التحقيقات الجنائيّة
انحدرت ذكرياتي مثل شلّال تتساقط مياهه
من اعلى الجبل الى السفح كنت قد حكم عليّة
وعلى أصدقاء الدرب لمدّة شهرين والاتّهام
تفرّع الى ست دعاوى في حداهنّ الفترة التي
اشرت اليها وفي دعوى أخرى حكم عليّ وعلى
إبراهيم صالح السبع وحسّان طاهر
أربعة شهور لترفد الشهرين الاخرى
وعند ذهاب اوراقنا للتميز الغيت الشهور الأربع
وصدف ان انتهت محكوميّتنا انا وإبراهيم صالح السبع
في نفس اليوم ومن ثمّ رافقونا مخفورين
الى الشعبة الخاصة وقال أحد مسؤولي الشعبة الخاصة
اذهبوا بهم الى التحقيقات الجنائية وان لم تكن عليهم
قضايا أخرى فعود بهم وأنا بدوري سأبحث ملفّاتهم
عبر هذه الفسحة من الوقت فذهبوا
بنا انا وإبراهيم صالح السبع
رحمه الله وعند وصولنا التحقيقات الجنائيّة صعدوا بنا الى
غرفة واسعة ونوافذها كبيرة
ومفتوحة وتتسلل منها خيوط الشمس الذهبيّة
لاحت جنة الكريمات امامنا والوقت عصراً وصيفاً
جميلاً بدأ أحدهم معي وأجرى تحقيقاً صوريّاً
أسمك
اسم والدك
سكنك
عمرك
كم مرة سجنت
عملك
ومن ثمّ
وقّع وقّعت ثمّ نظر اليّ باستغراب وقال توقيع آخر
وآخر وهو يردّد آخر الى ان تجاوزت الكثير
من التواقيع والعمليّة كانت مملّة وأخيراً تناول ملفّاً خاصاً
بي مكتوب اسمي نوري محمد الملقّب شعّوب محمود
بحروف كبيرة جدّاً وفتح الملف فاندهشت وكانت
قصيدتي التي ألقيها في الاضابات من على سطح المعمل
وانا كنت أوقع في أيّ معاملة رسميّة بشكل وقصائدي ورسائلي
الى أصدقائي كانت تختلف عن تواقيعي في المعاملات الرسميّة
كرسم يختلف بالصورة فقط وأجهل
ان العمليّة لا تنطلي على رجال الامن وتحليل الخط
فأرسلوها الى جهاتهم المعنيّة لتحليلها وكان أبا صاحب
المرحوم أحمد المرزا أرسل رسالة الى محطّة بكي ايران
ورسالته هزّت نظام البعث وفضحت أساليب الدمار وقتل
العراقيين فدعاه على صالح السعدي واجتمع به هو وأعضاء
القيادة القطريّة في وزارة الدفاع
معتذراً منه عن مقتل ولده صاحب
الطالب في كلبة الطب
وفي السنة المنتهية اجتمع بأحمد وطلب منه ان يكذّب
الرسالة عن مقتل ولده طالب الطب المرحوم صاحب
رحمه الله ولكن احمد بدل ان يكذّب أرسل رسالة أخرى
تدين جرائم البعث وبعد ان خرجت من الموقف بكفالة
حكيت له عن ارسال القصيدة الى جهات لتحليلها
قال لي لا تخف سوف لن تصلهم
ايّ ردود عن القصيدة الى يوم يبعثون
للسرد عود



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات على مسرح الأيّام المحطّة السابعة عشر
- تداعيات على مسرح الايّام المحطّة السادسة عشر
- تداعيات على مسرح الايّام المحطّة الخامسة عشر
- تداعيات على مسرح الأيّام المحطّة الرابعة عشر
- تداعيات على مسرح الايّام المحطّة الثالثة عشر
- وتداعيات على مسرح الأيّام المحطّة الثانية عشر
- تداعيات على مسرح الايّام المحطّة احد عشر
- تداعيات على مسرح الأيام المحطّة الُتاسعة
- تداعيات على مسرح الأيّام المحطّة العاشرة
- تداعيات على مسرح الايّام المحطّة الرابعة والعشرون
- تداعيات علىمحطّة الأيّام المحطّة الثالثة والعشرون
- تداعيات على على محطّة الايّام المحطّة الثانية والعشرون
- المحطة الواحدة والعشرةن
- تداعيات على مسرح الأيّام المحطّة العشرون
- تداعيات على مسرح الأيّام المحطّة الثامن عشر
- تداعيات على مسرح الايّام المحطّة التاسعة عشر
- تداعيات على ممسرح الايّام المحطّة السابعة
- تداعيات على مسرح الايّام المحطّة الثامنة
- تداعيات على مسرح الايّام - المحطّة الخامسة
- تداعيات على مسرح الايّام - المحطّة السادسة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - تداعيات على مسرح الايّام المحطّة الثامنة عشر