أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - المحطة الواحدة والعشرةن














المزيد.....

المحطة الواحدة والعشرةن


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 6703 - 2020 / 10 / 14 - 19:33
المحور: الادب والفن
    


تداعيات على مسرح الأيام
المحطّة الواحدة والعشرون
كانت الحياة مشحونة بالقهر وفقدان الحرّيّة
التي هي الأغلى من كلّ شيء في دنيا الإنسان
المنطوي داخل قمقم الصبر وجعل تلك الأيّام
التي مضت وأنا أسير حاجز قهري يميل
بي الى عوالم وسماء سوداء خالية من الشمس
والنجوم ولمعان البدر كدت أنسى شلّالات تساقط
المياه والأنهار وبغداد الجميلة وشواطئ دجلة الخير
ومنطقتي الكريمات التي ولدت فيها وقضيت
ثمانين من سنوات الفقر المدقع وأنا في السجن
اتحسّر عليها ولم أفقد أيّ شيء يحزّ في نفسي
إلا تلك السنوات وانا أدرج في ذلك الدرب
الذي فقدته ولم التفت اليه وأنا طليق ولكن تحسسّته
ساعة فقدته ومرارة السجن حالت بيني وبينه ولو خيّرت
ان أملك العالم مقابل فقدان حرّيّتي لرفضت
هذه الأمور لا نحسّها الا عند فقدانها
فالسجن هو سجن الجسد وأيّ قوّة في العالم لا
يمكنها سجن الروح فالروح تبقى مثل نسر قويّ
الجناح لا تقف أمامه حتى جبال ومحيطات وأسوار العالم
جسدي المثقل مثل جلمود صخر يقبع في المكان
والروح تطوف العالم وتدخل المستحيل تدخل
الجنان وعالم المعذّبين وكلّما يخطر على العقل
كان سجن البصرة هو السفينة التي ترسو على
ضفاف شط العرب وفي صباح يوم مشؤوم سمعنا
بيان رقم واحد وهو يشير الى مقتل الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله وبقينا نحن في محنة ومضى اليوم الأول وجاء اليوم الثاني ونحن نجهل ما يدور والأخبار
متضاربة
حول مصير المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم وفي
اليوم الثالث دخلت ثلّة عسكريّة الى سجن البصرة
بطريقة غير عاديّة كان الجنود بعدّتهم العسكريّة
ودخولهم السجن على شكل احتلال
وتسلّل واحتماء بجدران السجن وكأنّهم
يدخلون الى جبهة مسلّحة وبطريقة تسلّل
مباغت وهم يلوذون بالجدران على شكل احتلال
الى ان وصلوا الينا وهم بكامل معداتهم العسكريّة
دخلوا علينا
ومعهم مجموعة من الضبّاط بمعيّة عقيد من بيت
كشمولة علّق على كتفه راديو تراسنتر متوسّط الحجم والصوت يهدر بشكل شنيع لامرأة نجهلها من تكون
بتلاوة البيانات المتلاحقة والعقيد كان من بيت كشمولة
فهتف بنا اجلسوا على الأرض وهتف بأحد الضبّاط
وقال له إبني ايّ واحد منهم حتى إذا وكّرت على
انفة ذبابة ومدّ يده لطردها افتحوا عليه النار واخيراً
هتف بوعد الله النجّار ولم يجبه وعد فقال الا تسمعني
أجابه وعد انا لم أكن وعد فعاد العقيد عليه قائلاً
انت وعد أجابه وعد أنا لست وعد والعقيد يردّد لا انت وعد أنت جارنا في مدينة الموصل فقال له وعد أنت واهم
والعقيد يكرّر القول أنت جارنا ووعد ينفي
تأكيدات العقيد والعقيد يكرّر أنت وعد أجل
أنت وعد واخيراً أوقفونا والرشّاشات موجهة
الى صدورنا وكان راضي جبر من عمّال التخمير
وعلى بساطته وجسارته يقف خلف غانم حسن
وكان يسحب بكتف غانم حسن الى الوراء وغانم لا يتزحزح وهو ويسحب غانم الى الخلف ليحتل مكان
غانم وغانم يتضجّر ولا يستجيب وقبل ذهابهم
قال العقيد كيف تنكر جيرتنا جيرة العمر اجابه وعد
الله النجّار حقّاً انا جاركم وأخشى ان تظن باني
أطلب عونك وأنا في وضعي هدا فابتسم العقيد
إعجاباً بموقف وعد الله النجّار وغانم عاتب راضي
جبر وقال دمّرتني بالسحب الى الوراء قال راضي
جبر خفت ان تفتح النار علينا وقلت لنفسي عليّ
ان أحمي من كان قريباً منّي فكنت انت الأقرب
لي وقلت مع نفسي غانم في مقتبل الشباب وانا
عشت ما فيه الكفاية وأ ردت أن أحمي غانم
لقربه منّي وأنا فكّرت أن أكون في مكان الشاب
غانم حسن وقلت لنفسي ان أطلقوا النار علينا
وأنا في مكان غانم فستأتي الرصاصة جمرة متّقدة
وعند نفاذها من صدري ستأتي الى غانم باردة
وغير مميتة فعجبوا بموقف الفادي به غانم وهكذا
تكون الرجال عند المحن وإلّا فلا



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات على مسرح الأيّام المحطّة العشرون
- تداعيات على مسرح الأيّام المحطّة الثامن عشر
- تداعيات على مسرح الايّام المحطّة التاسعة عشر
- تداعيات على ممسرح الايّام المحطّة السابعة
- تداعيات على مسرح الايّام المحطّة الثامنة
- تداعيات على مسرح الايّام - المحطّة الخامسة
- تداعيات على مسرح الايّام - المحطّة السادسة
- تداعيات على مسرح الايّام - المحطّة الرابعة
- تداعيات على مسرح الأيّام -المحطّة الثانية.
- تداعيات على مسرح الايّام -المحطّة الثالثة
- تداعيات على مسرح الأيّام / المحطّة الثانية.
- تداعيات على مسرح الايام
- غنّيتك بغداد
- أخشى صعود النمل
- أقسم بالنون و بالقلم
- الفوّال ومحطّة الذاكرة
- كلاب الامارة تنبح
- بين زحف التماسيح وهجوم النمور
- بغداد ام القرابين
- الخيمة


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - المحطة الواحدة والعشرةن