أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن شنكالي - حلم في المرعى














المزيد.....

حلم في المرعى


حسن شنكالي
كاتب

()


الحوار المتمدن-العدد: 6630 - 2020 / 7 / 28 - 00:28
المحور: الادب والفن
    


في يوم ربيعي ساحر ومع ساعات الفجر الأولى وقبل أن يلوح قرص الشمس ساق غنيماته الى المرعى على سفح الجبل وحمل من الماء والزاد ما يكفيه سويعات النهارالى المساء والتي لا تتعدى بضع تميرات وقطعة من الخبز وشربة حليب يحلبها من بعض معزاته وقت ما يشاء مع بندقية قد يحتاجها دفاعاَ عن نفسه , وكان حريصاَ على حمل الناي الذي إعتاد أن يعزف عليه وسط صدى أصوات الطيور التي تملأ الوادي بزقزقتها مع إحمرار الأرض بتفتح أزهار شقائق النعمان يتخلل ذلك المنظر الخلاب والبديع في صورته بعد أن توشح الجبل بجلباب أخضر من خلال بساتين التين والعنب والرمان صوت هدير المياه التي تنهمر من أعلى الجبل على شكل شلال رائع لتصب في ساقية مياه عذبة ليمتزج ذلك المنظرمع عواطفه مدغدغاَ مشاعره التي أخفاها عن حبه لفتاة كانت في يوم ما أقرب الى نفسه منه , حيث حركت فيه الحنين والشوق الى أهله الذين تركوا الديار عنوة فبدأت أنامله الرقيقة تعزف على الناي أنغاماً شجية يردد صداها الوديان على شكل اوركسترا رائعة حيث تراوده بين الفينة والأخرى شهقات بكاء ونحيب تنتابه دون أن يسيطر على مشاعره الجياشة وكأنها تحكي قصة وطن مهجورغاب عنه أهله ولم يبق منه الاّ أطلاله وذكرياته المنحوتة على جدران منازله وشوارعه وأزقته وحاراته بعيداَ عن الأهل والأحبة تلك هي قصة مدينتي الحبيبة شنكال .
نعم أصبحت شنكال يتغنى بها المغنون ويكتب عنها الكتّاب ويتسامرأهلها في أمسياتهم بذكرياتهم الحلوة والمرة في ربوعها ويتغزل بها الشعراء في قصائدهم كأنها الحبيبة التي هجرت حبيبها ليذوق من عذاب فراقها , وكالتائه الذي يسير بين أطلال لم يبق منها الا ذكريات بالية يخاطب ذا الجدار وذاك كالمعتوه الفاقد لعقله ليعيش وحيداَ في مدينة الأشباح لا خليل يؤنسه ولا صديق يواسيه كالغريب في وطنه , حتى إنتبه من أحلامه بعد نباح الكلاب عن بعد على ذئب يحاول أن يقتص من إحدى معزاته ليهرول مسرعاَ إنقاذها وينسى ما كان يحلم به ويعود أدراجه مع أحلامه المنسية مساءَ يسوق غنيماته الباقية , وشنكال لا زالت حلماَ في مخيلته والدموع في مقلتيه يتضرع الى الله بعودة أهلها ليعيشوا بأمن وأمان .



#حسن_شنكالي (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الآيدولوجيات قبل الانتخابات
- اصوات معروضة للبيع
- بلد خارج الضوابط
- حكومة بالمزاد العلني
- الثالث من آب هز ضمير الانسانية
- الوطن في طور التهريب
- مظاهرات أوف لاين
- الدولة بيد السلاح
- فوق الحمل كورونا !
- المناطق المتنازع عليها الى أين ؟
- جمهورية الفساد
- لماذا أسكنتم تاء التأنيث ؟
- القيادة تليق بالفرسان
- هل الفساد ثقافة مجتمعية ؟
- وطن في مهب الريح
- لعبة الكراسي السياسية
- العنف السياسي الى أين ؟
- رسالة من تحت الرماد
- الدولة تسرق نفسها
- عدوى الكورونا السياسية عصفت بالعراق


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن شنكالي - حلم في المرعى